تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ذكر العين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي ذكر العين

    سأل احد الاخوة عن آية عجيبة في سورة الكهف المليئة بالعجائب :

    قال الله تعالى في سورة الكهف :
    (وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضاً _ الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكرى وكانوا لا يستطيعون سمعا)
    المعروف أن اللسان هو الذي يذكر
    وهنا قال الله تعالى (الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكرى)
    فكيف تذكر العين؟
    فكان الجواب بمعونة الله :
    العين تذكر وذكرها قد يكون أبلغ من اللسان
    وبالعين تتحقق عبادة عظيمة يغفل عنها كثير من الناس وهي عبادة النظر والتفكر في خلق الله وتقليب البصر في ملكوت السماوات والأرض
    (( الذين يذكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم و يتفكرون في خلق السماوات والأرض)

    والتفكر بالعقل ولا طريق له الا العين
    فجمعت الآية بين الذكر باللسان والتفكر بالبصر
    وقبل هذه الآية قال تعالى (ان في خلق السماوات و الأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب))
    والتفكر لا يكون الا بادمان البصر وامعان النظر
    ((قل انظروا ماذا في السموات والأرض ))
    وبالنظر في آيات الله الكونية وبالتأمل في بديع صنعه وتنوع خلقه , يتبصر العبد بصفات الخالق و يتعرف على قدرته و يشاهد ملكه وجبروته , وكلما تأمل وتمعن ودقق النظر في الخلق كلما تعرف على الخالق و صفاته
    (أفلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها و ..) ((ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا...))
    وقال (( يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ)
    ولا تذهب ببصرك بعيدا فابدأ بنفسك : (( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ))

    وفي آية الكهف السالفة ((الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا ))
    فمعلوم أن القرآن الذي هو ذكر بل هو أفضل الذكر وأعظمه , لا تكون تلاوته من المصحف الا بالعين , والكفار كانوا محجوبين عنه فقد كانوا لا يبصرون وأيضا كانوا لا يستطيعون سمعا والمقصود هو السمع الذي ينتفعون به والبصر الذي ينفذ الى بصيرتهم ويخلص الى أفئدتهم
    ( أفأنت تسمع الصم أوتهدي العمي عن ضلالتهم ) ( صم بكم عمي فهم لا يبصرون ))
    وان كانت أعينهم مفتوحة ويرون الأشياء على صورتها الظاهرة , لكن الحق لا يرونه ولا ينتفعون بقراءة القرآن ولا بسماعه لأن على قلوبهم أقفالها , وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون كما قال المولى لنبيه عليه السلام
    لذلك أمر الله تعالى نبيه في هذه السورة , سورة الكهف , قبل هذه الآية
    (( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ))
    فأمره بحبس النفس مع هؤلاء الفقراء المؤمنين الذين يذكرون الله وأن يبقى معهم وأن يقصر بصره عليهم لا يتعداهم الى غيرهم من المترفين أهل الدنيا
    فمجرد النظر الى هؤلاء تنفتح له أبواب الدنيا و زينتها وزهرتها وزخرفها
    فاذا تتبعهم البصر تبعه القلب , لأن القلب يتبع البصر وهو مفتاحه والطريق اليه

    و قال تعالى: ( ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا))
    وفي كلمة (تمدن) دلالة على أن العين تتبع الزينة حتى وكأنها امتدت اليها ووصلتها واتبعتها أينما دهبت وتحركت , فيتعلق القلب بها ويتمنى ويهوى ويغتر بها حتى تهلكه وترديه
    ((فلا تعجبك أوالهم ولا أولادهم )
    والنهي عن الاعجاب نهي عن مداومة النظر اليهم , واذا أعجب بهم المرء دخل الى قلبه تعظيمهم
    ولا يسد هذا الباب الا بالصد عن ادمان النظر اليهم نظرة الاعجاب والتقدير وغض البصر عن كل علائق الدنيا وزخرفها
    فاذا سد هذا الباب فتح عينيه على آيات الله و أدام النظر فيها بالتفكر والتبصر
    فالبصر كالسمع , هو مفتاح للخير والمغنم كما هو مفتاح للشر والمأثم


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    تصحيح:

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة

    ((فلا تعجبك أوالهم ولا أولادهم )
    أموالهم


    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    بارك الله فيك على التتبع
    وشكرا ممدودا الى من شكرتك

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •