بعض الأعاجم يسبون العرب! ما هو قولك ونصيحتك؟

الجواب: بعض طلبة العلم، بعض الخُطباء على المنابر يسبون العرب للأسف!..
أولاً: من هو العربي المحمود؟..
ثانياً: هل العربي المحمود عِرق؟..
الجواب..لا..
يعني هل الأمر مُكتسب؟..
نعم..مُكتسب..
فالشرع لا يمدح بشيء ليس بمُكتسب؛ يعنی الشرع لا يذم بشرة سوداء..وبشرة بيضاء!..
وعيون زرق..وعيون خُضر..وعيون سود!..
هذا ليس لي فيه نصيب حتى الشرع يمدحني أو يذمني عليه..
فلا يذمُ طولاً، أو يذمُ قِصراً..
الشرع لا يفعل هذا..
نقول: من العربي؟..
العربي الممدوح الذي نُحبه من تجتمع فيه صفتان:
1- تخلق بأخلاق العرب؛ فمن تخلق وتطبع بأخلاق العرب فهو عربي..
2- من أتقن اللسان العربي ففهم كلام الله و كلام رسوله – صلى الله عليه وسلـم – على مُراد الله و مُراد رسوله فهو العربي..
فذم العرب خطأ!..
بل قالوا: ذم العرب كُفر(!)؛ لأن رأس العرب محمد – صلى الله عليه وسلـم – ولأن المشاكل الواقعة في الأمة سببها عدم التطبُع بطباع العرب..
أنا سمعتُ كلاماً لبعض المنسوبين للعلم، وبعضهم من أهل العلم شتماً للعرب لسكوتهم عما يجري الآن في حلب في سوريا!..
يا جماعة والله لو كُنا عربا ما سكتنا..
والله ما سكتنا الا لما تركنا الخلق الحميد.. فالعربي لا يعرف الضيم، فلما تركنا العربية بالأخلاق التي جاء بها الشرع جرى الذي جرى..
فأنت عندما تشتم العرب، أنت لا تفهم ما تقول!..
نحن أصبحنا مثل الأعاجم؛
أصبح همُنا شهواتنا!..
وأصبح همُنا أن يقول كُلٌ: نفسي..نفسي!..
فتركنا ما جاء به دينُنا وشرعُنا، وما كانت عليه أخلاق العرب، فشتم العرب من الغلط عقلاً و شرعاً و كذا عرفاً..
فلا يجوز لأحد أن يشتم العرب لأن سيد العرب النبي محمد – صلى الله عليه وسلـم – والله – جل في عُلاه – قال:
{اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ..}
فالله لما جعل الرسالة في العرب فهو يعلم كيف يجعل رسالته، فلا يحمل الشرع إلا من فهم اللسان العربي، ولا يمكن أن يقوم أي واحد بأعباء الشريعة وهو لا يفهم العربية!..
فلا يمكن واحد لا يفهم الشريعة ويصبح من المُجتهدين و يخدم دين الله رب العالمين، بالترجمة!..واللغ ت غير العربية!..
لا يمكن، يبقى فهممه قاصراً..
فواحد ما تطبع بالطباع التي يُحبها الله، والتي ربى النبي – صلى الله عليه وسلـم – أصحابه عليها، لا يُمكن أن يقومَ بالدين..
لا يُمكن أن يقام الدين إلا بأن تفهم اللسان العربي فهماً صحيحاً، وأن تتطبع بالطباع التي ربى النبي – صلى الله عليه وسلـم – أصحابه عليها.

مجلس فتاوى الجمعة 6 / 5 / 2016