بسم الله الرحمن الرحيم


إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) } [سورة آل عمران 102]
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) } [سورة النساء 1]
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) } [سورة الأحزاب 70 - 71]
أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
وبعد:

قال الله عزّ وجلّ: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي ‎وَكِيلًا (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3) وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ علَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُ مْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8) إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (10) } [سورة الإسراء 1 - 10]


كم تكرّر علينا اسم "بني اسرائيل"، وكم سمعنا من قصصهم وكم تداولنا ذكر أفعالهم، نتعلّم ونعتبر من بعضها ويؤلمنا الكثير منها، يُحذرنا التاريخ من مصائر صاروا إليها، ويُنبِؤنا الحال بسوءٍ اعترانا نحاول تركه خلفنا، و جبنٌ كان من أكيد صفاتهم قد تلبسنا، وعُرّينا من عباءةٍ من البرد والحرّ كانت تحمينا، فإلى أي الأحوال سنصير وبأي الحلول علينا أن نستنير.
نعم، نبيّ له من الأبناء اثنا عشر، من البدو سار إلى أرضٍ سقايتها مياه نيل تحت أيدي فرعون تجري، أقاموا بها كراما من العمر دهرا فكثر النسل وتوسعت الديار، وذهبت أجيال وحلّت أخرى وأضحى العِرق إلى أجناس العبيد ينتمي، فمرّت الأيام فجاء موسى البشير فنادى بالاخلاص واقترب الخلاص، فاستكبر الغريم وفر القوم عبر طريق شقّه في البحر الكريم، فنجوا من بطش فرعون وما لبثوا حتى وقعوا في الشرك والدون، يستقيمون ما كان فيهم الأنبياء فإن غاب النذير انتكسوا ونال منهم العوج، فكم أصابتهم من ويلات وكم لحقتهم من لعنات، وانقطعت النبوّة من نسلهم، وأرسل في العرب نبي كريم فجاء بدين عظيم وكتاب قويم لتُختم النبُوّة وتُنسخ الأديان ويُهيمَن على الكُتب، وعظيم الحظ مُتتبّع الخُطى الراضي بأمر الله، { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا (21) } [الأحزاب: ٢١]، فعرفته عقول اليهود وأنكرته قلوبهم فعادته ألسنتهم، { وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) } [البقرة: ٨٩]
وهم مُذّاك يكيدون لأهله كيدا، حتى أتى الانتكاس للعرب زائرا، وأطلق الغرب وعدا جائرا، وتمزّقت أرض الإسلام دويلات فركب اليهود أرض البركات، فهم يكيلون أهلها سوء العذاب ونفاياتهم على أرض العرب تتكدّس، إن أكلوا فأصل الطعام مَكتوم وإن شربوا فالشراب مسموم، فالحال عجيبة والعلّة عن أكثر النّاس خافية وهي بأفواه العلماء الفحول تدور ولكن هل من سامع قد يُنجيه ذاك.
ولمحنة الأمّة هذه ضاقت قُلوب أهلها، فهم يبحثون مُتنفّسا خشية الاختناق، فترى البعض يقول بحجارة وهي صمّاء والآخر بقلم والخط غير مقروء، أو برصاص لا يخترق، أو كامرأة دموعها أسالت دموع الرجال، فكلّما سمعوا كلمة بُشرى تحمّسوا، فلُوِيَت على ذلك كلمات لله محفوظة ونُسب للعظيم معانٍ لكلامه معيوبة، والله المُستعان، ومما انتشر صيته، نافذة فتحت في كتاب الله ليتنفس بها النّاس ويشمّون عبيرا طيّبا، فلا ندرى هل سيأتي منها ريح، أم هي صورة صوّرها عقلٌ مُختنقٌ؛ فجاء تفسير لآيات في سورة الإسراء جديد، يُبشّر بزوال دولةٍ بُنيت بالنار والحديد، أذاقت العرب المُرّ والصديد، فاحتلّ الخلاف في هذه الآيات عند طُلاب العلم من وقتهم رُقعة، وترك مداده في كل مكان بقعة، وأُدليت دلاءٌ أكثرها لا يُحمل في مثله الماء، فتكدّست كومة الآراء مُرجّحةً لكفّة الأهواء، ولذلك أردت استبيان الأمر وإعطاءه من الوقت والجهد ما يَمِيز حقّه من باطله -بعون الله تعالى- فكان المرقوم بين يديك، ولا أقصد استيعاب الموجود بل بناء إطلالة تُشرِف عليه وتمنع السقوط، مما قد يُفيد الناظر دون أن يضرّه ذلك، فعمدت إلى إبراز مفاهيم لطيفة وحكاية أقوال ظريفة وردِّ آراء سخيفة.
فما نحن بصدد الحديث عنه ليس مُجرّد حكايَة، ثابتٌ ولكنّه يتغيّر.
وسبب اختيار الموضوع هو ما دخل في الحكم عليه من ميول عاطفي؛ ولا يخفى كيف يجعل الميولُ العقلَ يضع لصاحبه تصورا يتماشى وذلك الميل، ومن هنا يجب أن يأتي النقد ليأخذ جماله، ويحضُر النُصحُ ليُتوَّج برونقه.
فإن أغرب بالك وذهب أبعد ما يُمكن، فليس لنا إلا النصح، أنْ اِبقى حيث بقي الخيار، فإن كان في حياتك بأس فليس هذا خير سبيل تستثمره فيه، فإن يئست فاعلم أنّ العُسر وعدٌ باليُسر، فلئن كان الشرّ بشرى، فبشائر الخير للمؤمنين عن كلّ أمرٍ لا تغيب، «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»[ابن أبي شيبة "المسند"(479)، مسلم "الصحيح"(2999)، ابن حبان "الصحيح" (2896)، عن صُهَيْبٍ رضي الله عنه.].

فهل يتوقّف الأمر في هذه الآيات على مجرّد إبلاغنا بإبلاغ بني إسرائيل بذلك أم يتعدّى إلى غير ذلك؟
نقاط لا بُد أن تُعلم:
- الأصل في التفسيرِ وبيانِ المعنى الإحالةُ، والأصل في التعيينِ والإسقاطِ الاجتهادُ بالبحثِ والاستقراءِ والمطابقةِ.
- يرتكز أيّ تفسير مقبول أساسا على عدم مُخالفة المأثور والتوافق مع السياق في الإطار الذي ترسمه اللغة.
- العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ولا خلاف في دخول من نزل فيه النص دخولا أوليا.
- لا يُفسَّر القرآن تحميسًا ولا عاطفة على حساب معانيه، بل يُفَسّر بالاستنباط وبالاجتهاد على وفق الأصول المعتبرة وإن اتّفق تفسير السلف كان الأخذ به.
- إبهام أمرٍ في نصٍّ دليل على عدم أهمية بيانه في ذاك الموضع، أي لدفع التركيز عليه، أو لفائدة مُرادة كبيان تأكيد حصول نفس النتيجة عند وجود نفس تلك المُقدمات، أو لدفع الذهن لتشرّب الموضوع بالتساؤل، فإن جاء نصٌّ بكشف الإبهام في غير ذاك الموضع يُسند إليه والكلّ من عند الله.
- الإعراب فرعٌ عن المعنى عند الإنشاء، وهو الدليل إليه عند السماع، فاعتماد الإعراب لفهم النصوص يُسهل وصوله ويحصر احتمالاته.
- لا يجوز إنزال نصوص أشراط الساعة على الوقائع بتخمينٍ أو تخرّصٍ أو تكلّفٍ.
- الاحتمالات يجب أن تكون متطابقة الوصف مع الوصف المذكور في النصّ حقيقة لا وهما.
- جاء الكثير من المرويات والإسرائيليات في بيان المرتين ولكن لا يخلوا أحدها من ضعف، وأنظر لذلك "الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير" لمحمد بن محمد بن سويلم أبو شُهبة ص 234 وما بعدها.
- سنّة الدفع تكون بما يليق لا بما يلزم منه الدفع فقط، لأنّ الله لا يرُّدّ ظلما بظلم، { وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) } [البقرة: 251 ] {وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) } [الحج: 40].[لم تُذكر الكنائس مع أنّها من معابد أهل الكتاب لأنّ الكنائس لم يُعبد فيها الله وحده مُذ وُجدت أوّل مرّة، فقد تمّ استحداثها بعد زمن المسيح، أي بعد انحراف القوم عن التوحيد الذي هو جادة الطريق.]
- معرفة نتائج حوادث مُعيّنة انطلاقًا من نصٍّ شرعي لا يعني إمكانية تغييرها عُمومًا بالاحتياط والاحتراس أو غيرهما، وإن كان ذلك لا يعني التسليم بالأمر وترك العمل، فوقوع ما أُخبرنا به حتميٌّ وحصول نتائجه العامة لا بدّ واقعٌ، إلا أنّ للفرد تجنّب ذلك ما علم به، فقد جاء عن جمع من الصحابة تركهم لأماكن أخبر النبيّ صلى الله عليه وسلم بوقوع الفتن بها مُستقبلا تجنّبا لها، وتغيير المستقبل ممكن إن عُلم وإن على المستوى الفرديّ، قال جلّ جلاله: { قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188) } [الأعراف: 188] وهذه من أعظم الآي، فإدراك الخير كلّه غير ممكن من غير الله، ويكفي المرءَ أن يعلم أثر سوء مُتربّص ليستطيع تجنبه، فلا يُدرَك من الخير إلا بالسعيّ، والفَطِنُ أكثرُ النّاس تجنُبًا للسوء، فإن توقّع شرًّا احترس منه، وإن أحسّ قلّة خيرٍ احْتاط لها.
- قد يخفى معنى بعض القرآن على كثيرٍ من الناس، بل قد تحيله عقولهم عن ادراكٍ منهم أو بدونه. قال شيخ الإسلام ابن تيميّة [مجموع الفتاوى (17/400)]: "نَعَمْ قَدْ يَكُونُ فِي الْقُرْآنِ آيَاتٌ لَا يَعْلَمُ مَعْنَاهَا كَثِيرٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ فَضْلًا عَنْ غَيْرِهِمْ وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي آيَةٍ مُعَيَّنَةٍ بَلْ قَدْ يُشْكِلُ عَلَى هَذَا مَا يَعْرِفُهُ هَذَا وَذَلِكَ تَارَةً يَكُونُ لِغَرَابَةِ اللَّفْظِ وَتَارَةً لِاشْتِبَاهِ الْمَعْنَى بِغَيْرِهِ وَتَارَةً لِشُبْهَةٍ فِي نَفْسِ الْإِنْسَانِ تَمْنَعُهُ مِنْ مَعْرِفَةِ الْحَقِّ وَتَارَةً لِعَدَمِ التَّدَبُّرِ التَّامِّ وَتَارَةً لِغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَسْبَابِ"
- البحث في مبهمات القرآن الكريم جائز، والإعراض عن معرفتها لا يضّر، قال الحافظ ابن كثير [في تفسيره 3/28]: "وفيما قصّ الله علينا في كتابه غنية عما سواه من بقية الكتب قبله، ولم يحوجنا الله ورسوله إليها، وقد أخبر الله عنهم أنهم لما طغوا وبغوا سلّط الله عليهم عدوّهم فاستباح بيضتهم وسلك خلال بيوتهم، وأذلهم وقهرهم جزاءً وفاقاً، وما ربّك بظلام للعبيد، فإنهم كانوا قد تمردوا وقتلوا خلقاً من الأنبياء والعلماء".اهـ. وقد ذهب البعض إلى ايجاد تصنيف مستقل جمع فيه المبهمات كالسيوطي في كتابه "مفحمات الأقران في مبهمات القرآن".
منهج البحث:
من معلوم أنّ «الحكم على الشيء فرع عن تصوّره» لذا لزم علينا أن نضع تصوّرا واضحا وشاملا للموضوع.
ولوضع تصوّر دقيق للموضوع يلزمنا وضع نقاط لابد من بيانها:
1- تحديد معنى القضاء في هذه الآيات.
2- تحديد ماهية الكتاب المذكور.
3- تحديد معنى الإفساد في الأرض.
• مُحاولة وضع ضابط لمعرفة متى يصير السعي إلى الإفساد في الأرض فسادا فيها.
• بيان هل معنى الإفساد في الأرض عموم أثره على كلّ بقاعها؟
4- تحديد معنى العلو الكبير هل هو على الخلق أم وصف لا يتعدّى إلى الغير؟
• ما هو العلو ومتى يُصبح كبيرا؟
• هل ما ذكره الله في هذه الآيات علوا واحدا أم علّوان؟
• هل بعد العلو الكبير تردٍ وذلّة قبل تسلّط عدو بني إسرائيل عليهم؟
5- مناقشة سبب ذكر الله عزّ وجلّ لمرّتين فقط.
6- تعيين الاحتمالات الممكنة للمرّة الأولى والترجيح بينها.
• بيان مدى صدق انطباق الوصف بالإفساد في الأرض والعلو الكبير على كلّ حالة.
• بيان مدى تطابق وصف المسلَّطين مع ما جاء في الآيات واستُنبط منها.
7- تعيين الاحتمالات الممكنة للمرّة الثانية والترجيح بينها.
8- وقبل كلّ ذلك معرفة معاني الآيات ومدلولاتها اعتمادا على أهل الصنعة من المفسرين وأهل اللغة.
9- هل نهاية الدولة الصهيونيّة هي ما خُطّ هنا؟
وقد اعتمدت في هذا الكتاب على النقد الانتقائي، أي إيراد الأدلة ونقدها نقدا دقيقا فإن بقي منها صامدٌ، اعتبرته مُرَجِّحا لما تمّ الاستدلال عليه به، فإن كان في الصامد من الأدلة ما يمكن أن يكون تضاربًا بينها أثبّت الأقوى ووجهّت الباقي بحسب المستطاع.
وما قرّرته ولم أنسبه لجهة فقد أوردته لعدم وجود نسبة لخلافه.
ومما ينبغي معرفته أنّ ما جعل المُفسرين تختلف آراءهم في تفسير وإسقاط إفسادي بني إسرائيل هو عدم وجود ضابط يوّضح إن كان السعي للفساد في الأرض قد أضحى فسادا فيها أم لا، وعدم وجود ضابطا يحدّ العلو الكبير لا كحدٍ أدنى ولا كحدٍ أعلى، فعمِد المفسرون إلى الاعتماد في تحديد المرتين على النظر في تاريخ القوم ومُحاولة عدِّ نكباتهم لحصر المسلَّطين عليهم ثمّ النظر إلى ما يسبق تلك النكبات من فَجَراتِهم فيختارون أسوأها، فكلما تعدّدت النكبات وتعدّدت السقطات تعدّدت الآراء وتشتت الأذهان.
فذهبت الآراء في بيان حقيقة وقوع المرّتين إلى عدّة وِجهات:
1- كلا المرتين وقعتا قبل الإسلام، واختلفوا في تحديدهما اختلافا كبيرا، ولم يتعدى خلاف المتقدّمين من المفسرين هذا الرأي لغياب حوادث مُمكنة بينهم وبين حوادث قبيل الإسلام.
2- الأولى وقعت قبل الإسلام ومُحتملاتها كثيرة والثانية ما يجري اليوم في فلسطين.
3- كلاهما واقعتان في الإسلام، وهذا الرأي فيه وجهات:
1- واحدة وقعت زمن النبيّ صلى الله عليه وسلم والأخرى وقائع هذا الزمن.
2- الأولى واقعة في زمننا الحاضر والثانية زمن الدّجال.
3- الأولى ما يُسمى اليوم بالمقاومة والثانية نهاية الدولة الصهيونية.
وذهب البعض أيضا إلى القول أنّ الآيات تتحدّث عن إفسادين وعلوٍ واحدٍ، والحقُّ أنّ في كلا المرّتين إفساد وعلو كما سيأتي.
بل وذهب البعض إلى أنّ المرات ثلاثة لا اثنان، على أنّ المرّة الثالثة ما وُسم بالعلو الكبير.
وقد تجد أنّي أستطرد أحيانا في بعض المواضع وذلك زيادة في الفائدة، ولأنّ كون الكتاب كتلةً واحدةً مدعاةُ ملل، والإتيان بصارفٍ يُساعد على بلوغ نهاية الخيط؛ فالكتاب لا يدخل ضمن البناء التأصيلي الذي يجب أن تكون فيه المادة صافية وبتدرّج مدروس مع تقدير نسبة التوّسع، ويجب الابتعاد عن الاستطراد وقواطع المواضيع والأفكار ليتحقّق المراد منه. وقد قمت بتحقيق بعض المسائل التي اختلف من سبقني فيها، والتي اُستصحِبَت مع هذا الموضوع وتداولها البعض، فما خصّ المعاني حقّقت فيه بالتتبع والاستقراء، وما كان من مسائل استدلالية حاولت جمع أطراف أدلته ودراستها.
وربما ترى أنّي خالفت جمهور المفسرّين في بعض الأمور، ولو نظرت بتمعّن لوجدت أنّ هذه الأمور التي خالفتهم فيها قد أوردوا علّة ذهابهم إلى القول بها، ما سمح بالمقارنة بينها وبين ما اُستجدّ لدي من أدّلة؛ وأما في إسقاط المرّتين فستأتي مناقشة ذلك. وهذه المواضع لا تخرج عن أن تكون:
1- ما ادُّعيَ له الخروج عن الأصل واستدّل لإمكانية ذلك؛ ومثاله: معاني الحروف وبعض ما استشكل من الألفاظ كمعنى «أَمَرْنَا» في قوله تعالى: { وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) } [الإسراء: 16]، وتعلّق هذا غالبا بمبنى ومعنى الألفاظ لا العبارات.
2- ما نتج عن استشكال واقع لإمكان وقوع إيهام التناقض أو عدم وضوح الفكرة، أو لغياب تصوّر مُعيّن قد يتّضح وينضج في أزمان دون غيرها، فتُرجع إلى المألوف من الأفكار، وتعلّق هذا يكون بمعنى العبارات والجمل.
3- أنّه كلما مرّ الزمن كَبُر عدد الاحتمالات الممكنة من الحوادث، فقد يستجدّ من الحوادث ما يكون تطابقه مع الوصف في الآيات أعمق، فُيوضع في قمّة الاحتمالات، فإن جاء بَعْدُ ما هو أكثر تطابقا كان هو الذي في القمّة مع عدم الجزم لأنّ الجزم لا يكون إلا بالإطلاع على مراد الله مُباشرة، وهذا غير مُمكن، وإلا عُدّ تقوّلا والعياذ بالله.
ولا يُصرف المعنى الأصلي للألفاظ في القرآن الكريم إلا للأسباب التالية:
1- توهم مُناقضته لنص معمول به غير متشابه.
2- استشكال التصوّر الناتج عن حمل النص على ذلك المعنى.
3- ردّ المعنى ليُحمل على أحسن المحامد، أي ليوافق أصول الشريعة وأهدافها.
التفسير تفسيران:
- تفسير بالمأثور يُعتمد فيه أساسا عن المنقول عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أو عن صحابته الكرام أو عن كبار التابعين من أولي العلم، وميزته الخلو من الخلاف.
- تفسير بالدلالة اللُغوية (بناء، بيان، إعراب...) وأخبار السابقين والمستجدات المعرفيّة، والخلاف فيه لا يمكن حصره.
وما جاء تفسيره بالوحي لا يخرج عن كونه:
- تفسيرا قطعيًا واضح الدلالة.
- تفسيرا تمثيليًا أي بتمثيل تطبيقٍ له أو بتطبيقه مُباشرة أو ببيان سبب النزول.

مسألة: إذا اختلف السلف في مسألة ما فهل يجوز الإتيان برأي زائد عن آرائهم؟
الجواب: الأصل في مسائل الخلاف بين السلف أن لا يُخرَج عن أقوالهم، وأن لا يُوسّع خلافُهم؛ مهما كان أصل المسألةِ فِقهيًّا أو عَقَديًّا، ولكن يمكن استثناء مسائل تعيين المُبهمات الغير مُفسَّرة بالوحي والتي تُعَّد في أغلبِها إسقاطٌ على أشخاصٍ مُحتملين أو على حوادِثٍ فيها احتمال تتطابق مع الوصف المراد بيانه، فيُحال إلى الاجتهاد بالتقصّي والاستقراء.
ووجه ذلك أنّ زيادة قولٍ في مسألة على قول السلف تخْطيءٌ لكل قولٍ لهم فيها، وقولٌ بغياب حقٍّ عن أزمانهم. ولا يخفى فساد هذا القول، فإنّ الله أكمل هذا الدين، ومن ملزمات كماله أن يُعلم كلّه وإلا لم تتم النعمة ولرضي الله لنا دينا لم يُبلغناه وحاشاه سُبحانه، فإنّه لا يُقال بكمال مرسولٍ إلا عند إرساله ووصوله كاملا.
وما اُستُثنيَ من المسائل فذلك لأن تحديد هذه المسقَطات يرجع إلى معطيات زمنية كالمستجداتِ من الحوادث وإلى مدى الإحاطة بالمعارف المختلفة في التاريخ والعربية وغيرها وهي أمور لم يُلزم الشارعُ بمعرفتها ليُقال إنّها لم تغِب عن السلف وإحاطتهم بها واجبة.
ولذا ترى من السلف من يعتمد في إسقاطاته على الإسرائيليات ومنهم من قد يعتمد على الأشعار وحَكايا العجائز، وكلّ المسائل التي أبهمها الشارع ولم يُفسّرها لا يرتبط بها عملٌ ولا يُقرّر بها مُعتقدٌ.
والقول بالاستثناء في هذا المقام تدليلٌ لمذاهب السلف وبيان لسبب تعدّد مذاهب بعضهم في بعض المسائل.
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة في السلف: "إذَا أَجْمَعُوا عَلَى الشَّيْءِ فَلَا يُرْتَابُ فِي كَوْنِهِ حُجَّةً، فَإِنْ اخْتَلَفُوا فَلَا يَكُونُ قَوْلُ بَعْضِهِمْ حُجَّةً عَلَى بَعْضٍ، وَلَا عَلَى مَنْ بَعْدَهُمْ، وَيُرْجَعُ فِي ذَلِكَ إلَى لُغَةِ الْقُرْآنِ أَوْ السُّنَّةِ أَوْ عُمُومِ لُغَةِ الْعَرَبِ أَوْ أَقْوَالِ الصَّحَابَةِ فِي ذَلِكَ." [مجموع الفتاوى (13/370)]
وقال رحمه الله: "وفِي الْجُمْلَةِ: مَنْ عَدَلَ عَنْ مَذَاهِبِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَفْسِيرِهِمْ إلَى مَا يُخَالِفُ ذَلِكَ كَانَ مُخْطِئًا فِي ذَلِكَ بَلْ مُبْتَدِعًا[*]، وَإِنْ كَانَ مُجْتَهِدًا مَغْفُورًا لَهُ خَطَؤُهُ، فَالْمَقْصُودُ بَيَانُ طُرُقِ الْعِلْمِ وَأَدِلَّتِهِ وَطُرُقِ الصَّوَابِ، وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الْقُرْآنَ قَرَأَهُ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ وَتَابِعُوهُمْ، وَأَنَّهُمْ كَانُوا أَعْلَمَ بِتَفْسِيرِهِ وَمَعَانِيهِ، كَمَا أَنَّهُمْ أَعْلَمُ بِالْحَقِّ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم فَمَنْ خَالَفَ قَوْلَهُمْ وَفَسَّرَ الْقُرْآنَ بِخِلَافِ تَفْسِيرِهِمْ فَقَدْ أَخْطَأَ فِي الدَّلِيلِ وَالْمَدْلُولِ جَمِيعًا، وَمَعْلُومٌ أَنَّ كُلَّ مَنْ خَالَفَ قَوْلَهُمْ لَهُ شُبْهَةٌ يَذْكُرُهَا، إمَّا عَقْلِيَّةٌ وَإِمَّا سَمْعِيَّةٌ." [مجموع الفتاوى (13/361-362)][*] [أي يلحقه وصف الابتداع دون حكمه، فمن تحققت فيه شروط الاجتهاد تُبيَّن زلاته مع إبقاء رفعته وجلاله.
قاعدة: الأحكام المتعلقة بالأوصاف لا تنطبق على الأشخاص إلا بتوفر الشروط وانتفاء الموانع، فلا يُحكم على من وقع في كفر بالكفر ولا على من وقع في الشرك بالشرك ولا على من وقع في بدعة بالابتداع حتى يُنظر في تحقق القيد.
وعلى هذا درج شيخ الإسلام، وما هو هنا من باب التغليظ وإطلاق الوصف العام دون تخصيصٍ بأشخاص.]

وقال رحمه الله: "فقولنا بِتَفْسيرِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لعِلمِنا بأنَّهُم بلَّغُوا عَنِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم ما لَمْ يصِل إلينا إلا بطريقهم وأنهم علموا معنى ما أنزل الله على رسوله تلَقِيًا عَنِ الرَّسول فيمتنع أن نكون نحن مصيبين في فهم القُرْآن وهُم مُخْطِئون، وهذا يُعْلَم بُطلانُهُ ضرورةً، عادةً وشرعًا." [بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية (332)]
وقال رحمه الله: "وَأَمَّا النَّوْعُ الثَّانِي مِنْ مُسْتَنَدَيْ الِاختلاف وَهُوَ مَا يُعْلَمُ بِالِاسْتِدْلَا لِ لَا بِالنَّقْلِ فَهَذَا أَكْثَرُ مَا فِيهِ الْخَطَأُ مِنْ جِهَتَيْنِ - حَدَثَتَا بَعْدَ تَفْسِيرِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانِ؛ فَإِنَّ التَّفَاسِيرَ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَلَامُ هَؤُلَاءِ صِرْفًا لَا يَكَادُ يُوجَدُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ هَاتَيْنِ الْجِهَتَيْنِ مِثْلَ تَفْسِيرِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَوَكِيعٍ وَعَبْدِ بْنِ حميد وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إبْرَاهِيمَ دحيم. وَمِثْلَ تَفْسِيرِ الْإِمَامِ أَحْمَد وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْه وبقي بْنِ مخلد وَأَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْذِرِ وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَة وَسَنِيدٍ وَابْنِ جَرِيرٍ وَابْنِ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الْأَشَجِّ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَاجَه. وَابْنِ مردويه -
إحْدَاهُمَا: قَوْمٌ اعْتَقَدُوا مَعَانِيَ ثُمَّ أَرَادُوا حَمْلَ أَلْفَاظِ الْقُرْآنِ عَلَيْهَا.
والثَّانِيَةُ: قَوْمٌ فَسَّرُوا الْقُرْآنَ بِمُجَرَّدِ مَا يُسَوِّغُ أَنْ يُرِيدَهُ بِكَلَامِهِ مَنْ كَانَ مِنْ النَّاطِقِينَ بِلُغَةِ الْعَرَبِ مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ إلَى الْمُتَكَلِّمِ بِالْقُرْآنِ وَالْمُنَزَّلِ عَلَيْهِ وَالْمُخَاطَبِ بِهِ.
فالْأَوَّلُونَ رَاعَوْا الْمَعْنَى الَّذِي رَأَوْهُ مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ إلَى مَا تَسْتَحِقُّهُ أَلْفَاظُ الْقُرْآنِ مِنْ الدَّلَالَةِ وَالْبَيَانِ.
والْآخَرُونَ رَاعَوْا مُجَرَّدَ اللَّفْظِ وَمَا يَجُوزُ عِنْدَهُمْ أَنْ يُرِيدَ بِهِ الْعَرَبِيُّ مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ إلَى مَا يَصْلُحُ لِلْمُتَكَلِّمِ بِهِ وَلِسِيَاقِ الْكَلَامِ. ثُمَّ هَؤُلَاءِ كَثِيرًا مَا يَغْلَطُونَ فِي احْتِمَالِ اللَّفْظِ لِذَلِكَ الْمَعْنَى[*] فِي اللُّغَةِ كَمَا يَغْلَطُ فِي ذَلِكَ الَّذِينَ قَبْلَهُمْ، كَمَا أَنَّ الْأَوَّلِينَ كَثِيرًا مَا يَغْلَطُونَ فِي صِحَّةِ الْمَعْنَى الَّذِي فَسَّرُوا بِهِ الْقُرْآنَ كَمَا يَغْلَطُ فِي ذَلِكَ الآخرون وَإِنْ كَانَ نَظَرُ الْأَوَّلِينَ إلَى الْمَعْنَى أَسْبَقَ وَنَظَرُ الآخرين إلَى اللَّفْظِ أَسْبَقُ." [مجموع الفتاوى (13/355)][*] [قاعدة: ليس كل ما صحّ من معاني الألفاظ لغةً يصِحّ حمل ألفاظ القرآن الكريم عليها.]


يتبع إن شاء الله ...........