تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: التوسّل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبجاهه وبحقه نقلا وعقلا !

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    السعودية - جدة
    المشاركات
    309

    افتراضي التوسّل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبجاهه وبحقه نقلا وعقلا !

    التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبجاهه وبحقه نقلا وعقلا


    أصل هذا الباب هو: أن الوسيلة التي أرشد الله إلى ابتغائها {وابتغوا إليه الوسيلة} لاتخرج عن كونها عبادةً تقرّب إلى الله ويحبها وبذلك صارت وسيلةً إلى فضل الله ورحمته وهذا هو شأن العبادة أنها قربةٌ يزدلف بها العبد إلى ربه وليس للعبد أن يجتهد رأيه في أمور العبادة بل هي على التوقيف، ودين الإسلام-كما نبه ابن تيميّة كثيرا- مبنيٌّ على أصلين عظيمين هما: ألّا نعبد مع الله غيرَه ، وألّا نعبد الله بغير ما شرع لنا.


    والأصل الثاني في هذا الباب هو: هدي الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد استفاض عنهم ترك التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبحقه وبجاهه عند الجدب والجوع العامّ، تركوا ذلك إلى التوسل بدعاء الأحياء منهم، فلو كان التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم مشروعا معروفا عندهم لم يجز عليهم عند شدة الحاجة إليه أن يُعرضوا عنه إلى التوسل بدعاء الأحياء الصالحين وهم أعرف منا بجاه النبي صلى الله عليه وسلم وحقّه ومكانته عند ربه، ولو كان هذا الأمر من أمور المعاش لجاز أن نعلم ما لم يعلمه الصحابة، أمّا وهو من شأن التقرّب واستنزال فضل الله ورحمته فهيهات ثم هيهات ! وقد نُقلت لنا تلك الوقائع بتفاصيلها كما في عام الرمادة وغيره فلو أنهم رضي الله عنهم توسلوا بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته أو بجاهه أو بحقه لوجب أن يسترعي ذلك اهتمام النقَلة ورواة الأخبار الذين لا يفرّطون في مثل هذا الأمر العظيم في استنزال رحمة الله لو ورد عن الصحابة فعلُه.
    هذا في مجال التأصيل بالأمور المجمع عليها وبهدي خير القرون.


    أمّا من حيث الرأي والمناسبة العقلية فهو كذلك، فلا يصح التوسل بذوات المخلوقين أو بجاههم أو بحقّهم مهما بلغوا من الكرامة والمكانة عند الله، ذلك أنّه ليس سببا مناسبا لإجابة الدعاء فهو أمر أجنبيّ عن السائل، وفيه فوق ذلك استخفاف من السائل بأمر الله وشرْعِه إذ أعرض عنما يحبه الله ودلّ عليه من ذكر أسمائه الحسنى والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم والاستكانة والتذلل بالتوبة والاستغفار إلى ما لم يشرعه له من التعزّز بما ليس له والتكرّم بكرامة غيره بطالةً وعجزًا عن ما يسّره الله وشرعه له من الوسائل الكثيرة التي يُستنزل بها فضل الله ورحمته.


    لا شك أن لأنبياء الله وأولياءه جاها عظيما عند الله، لكن هل ينتفع بجاههم كل من ذكرهم في دعائه؟!
    # الذي يقتضيه الشرع والعقل أن هذا الجاه العظيم إنما ينتفع به غير صاحبه بأحد طريقين:-
    1- إما أن يدعوَ لك صاحب الجاه في حياته أو يشفع لك في الآخرة بعد إذن الله ورضاه.
    2- وإما أن تتوسل بحبك واتباعك له، لأن ذلك من العمل الصالح الذي يحبه الله ويقرّب إليه.
    فمن توسل إلى الله بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباع سنته ومناصرة دينه وشريعته فقد توسل بوسيلة صالحة يحبها الله ويرضاها.
    ## أما التوسل بمجرد الذات فلا الشرع ولا العقل يقتضي كون هذا وسيلةً صالحة في الدعاء، بل هو أبعد عن الإجابة لأنه يزاحم الوسيلة الشرعية التي يحبها الله، وهو فوق هذا فيه معنى الإقسام على الله وإن لم ينوه، فمن توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يقصد التوسل بمحبته واتباعه ونحو ذلك من الأسباب الصحيحة وإنما ذكر النبيَّ في دعائه لمجرّد كرامة النبي صلى الله عليه وسلم على الله صار كأنه يُقسم به على الله، إذ حقيقة القَسَم هي: ذِكْر معظَّم للتحريض على أمر أو للصدّ عنه أو لتأكيد خبر، ولايجوز الإقسام بمخلوق على مخلوق فكيف يجوز على الخالق؟ سبحانه وتعالى! فمن الأدب مع الله ترْكُ هذا التوسل المبتدَع لأنه يشبه الإقسام بالمخلوق على الخالق وإن لم يكن قَسَما صريحا.




    في [قاعدة جليلة..] فقرة (805) وما بعدها، قال ابن تيمية:-
    "وأما التوسل بنفس ذاته مع عدم التوسل بالإيمان به وطاعته فلا يجوز أن يكون وسيلة، فالمتوسِّـل بالمخلوق إذا لم يتوسل لا بمامن المتوسَّـل به[كأن يدعوَ له] ولا بما منه[كمحبته واتّباعه] فبأيّ شيءٍ يتوسل؟!
    والإنسان إذا توسل إلى غيره بوسيلة:
    فإما أن يطلب من الوسيلة الشفاعة له عند ذلك، مثل أن يقال لأبي الرجل أو صديقه أو من يكرم عليه: اشفع لنا عنده، وهذا جائز.
    وإما أن يقسم عليه، والإقسام على الله تعالى بالمخلوقين لا يجوز، ولا يجوز الإقسام على مخلوق بمخلوق.
    وإما أن يسأل بسبب يقتضي المطلوب، كما قال الله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} وسيأتي بيان ذلك.
    وقد تبين أن الإقسام على الله سبحانه بغيره لا يجوز، ولا يجوز أن يقسم بمخلوق أصلاً. وإن كان لا يقسم به وإنما يتسبب به فليس في مجرد ذوات هؤلاء سببيوجب تحصيل مقصوده، ولكن لا بد من سبب منه كالإيمان بالملائكة والأنبياء، أو منهم كدعائهم، ولكن كثيراً من الناس تعودوا ذلك، كما تعودوا الحلف بهم، حتى يقول أحدهم: وحقك على الله، وحق هذه الشيبة على الله.
    وإذا قال القائل:(أسألك بحق فلان، أو بجاهه) يريد: أسألك بإيماني به، ومحبتي له -وهذا من أعظم الوسائل- قيل: من قصد هذا المعنى، فهو معنى صحيح، لكن ليس هذا مقصود عامة هؤلاء، فمن قال: أسألك بإيماني بك وبرسولك ونحو ذلك، أو بإيماني برسولك ومحبتي له ونحو ذلك، فقد أحسن في ذلك كما قال تعالى في دعاء المؤمنين: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ ءَامِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ}
    والأعمى كان قد طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له كما طلب الصحابة منه الاستسقاء، وقوله: "أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة" أي: بدعائه وشفاعته لي، ولهذا تمام الحديث:"اللهم فشفّعه فيَّ"، فالذي في الحديث متفق على جوازه، وليس هو مما نحن فيه. وقد قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} فعلى قراءة الجمهور بالنصب إنما يسألون بالله وحده، لابالرحم، وتساؤلهم بالله تعالى يتضمن إقسام بعضهم على بعض بالله، وتعاهدهم بالله.وأما على قراءة الخفض فقد قال طائفة من السلف: هو قولهم أسألك بالله وبالرحم، وهذا إخبار عن سؤالهم، وقد يقال: إنه ليس بدليل على جوازه، فإن كان دليلاً على جوازه، فمعنى قوله: أسألك بالرحم ليس إقساماً بالرحم -والقسم هنا لا يسوغ- لكن بسبب الرحم، أي لأن الرحم توجب لأصحابها بعضهم على بعض حقوقاً، ومن هذا الباب ما روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنابن أخيه عبد الله بن جعفر كان إذا سأله بحق جعفر أعطاه.
    وينبغي للخلق أن يدعوا بالأدعية الشرعية التي جاء بها الكتاب والسنة، فإن ذلك لاريب في فضله وحسنه، وأنه الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
    وقد تقدم أن ما يذكره بعض العامة من قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا كانت لكم حاجة فاسألوا الله بجاهي" حديث باطل لم يروه أحد من أهل العلم ولا هو في شيء من كتب الحديث، وإنما المشروع الصلاة عليه في كل دعاء.ولهذا لما ذكر العلماء الدعاء في الاستسقاء وغيره ذكروا الصلاة عليه، ولم يذكروا فيما شرع للمسلمين في هذه الحال التوسل به، كما لم يذكر أحد من العلماء دعاء غير الله والاستعانة المطلقة بغيره في حال من الأحوال. وإن كان بينهما فرق فإن دعاء غير الله كفر، ولهذا لم ينقل دعاء أحد من الموتى والغائبين -لا الأنبياء ولا غيرهم- عن أحد من السلف وأئمة العلم، وإنما ذكره بعض المتأخرين ممن ليس من أئمة العلم المجتهدين، بخلاف قولهم: أسألك بجاه نبينا أو بحقه، فإن هذا مما نقل عن بعض المتقدمين فعله، ولم يكن مشهوراً بينهم ولا فيه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم بل السنة تدل على النهي عنه، كما نقل ذلك عن أبي حنيفة وأبي يوسف وغيرهما.قال الشيخ أبو الحسين القدوري في كتابه المسمى بشرح الكرخي: قال بشر بن الوليد، سمعت أبا يوسف قال: قال أبو حنيفة لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به، وأكره أن يقول: "بمعاقد العز من عرشك" أو "بحق خلقك"، وهو قول أبي يوسف، قال أبو يوسف: "معقد العز من عرشه" هو الله، فلا أكره هذا، وأكره أن يقول: "بحق أنبيائك ورسلك، وبحق البيت والمشعر الحرام". قال القدوري: المسألة بخلقه لا تجوز؛ لأنه لا حَقّ للمخلوق على الخالق، فلا يجوز. - يعني وفاقا -، وهذا من أبي حنيفة وأبي يوسف وغيرهما يقتضي المنع أن يسأل الله بغيره.
    ورأيت في فتاوي الفقيه أبي محمد بن عبد السلام قال: "لا يجوز أن يتوسل إلى الله بأحد من خلقه إلا برسول الله صلى الله عليه وسلم إن صح حديث الأعمى" . فلم يعرف صحته.وقد تقدم أن هذا الحديث لا يدل إلا على التوسل بدعائه، ليس من باب الإقسام بالمخلوق على الله تعالى، ولا من باب السؤال بذات الرسول كما تقدم.
    والذين يتوسلون بذاته صلى الله عليه وسلم لقبول الدعاء عدَلوا عما أُمِروا به وشُرِع لهم -وهو من أنفع الأمور لهم- إلى ما ليس كذلك، فإن الصلاة عليه من أعظم الوسائل التي بها يستجاب الدعاء، وقد أمر الله بها."


    ثم قال ابن تيمية في آخر الكتاب:-
    "والرسول صلى الله عليه وسلم واسطة بين الله وبين خلقه في تبليغ أمره ونهيه، ووعده ووعيده، وتحليله وتحريمه، وسائر ما بلّغه من كلامه. وأما في إجابة الدعاء، وكشف البلاء، والهداية والإغناء، فالله تعالى هو الذي يسمع كلامهم ويرى مكانهم ويعلم سرهم ونجواهم، وهو سبحانه قادر على إنزال النعم، وإزالة الضر والسقم، من غير احتياج منه إلى أن يعرِّفه أحدٌ أحوالَ عباده، أو يعينه على قضاء حوائجهم. والأسباب التي بها يحصل ذلك هو خلقها ويسرها فهو مسبب الأسباب، وهو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، {يسأله من في السموات والأرض كل يومٍ هو في شأن} .فأهل السموات يسألونه وأهل الأرض يسألونه، وهو سبحانه لا يشغله سمع كلام هذا عن سمع كلام هذا، ولايُـغْـلِطه(1) اختلافُ أصواتهم ولغاتهم، بل يسمع ضجيج الأصوات، باختلاف اللغات، على تفنّن الحاجات، ولا يُبرِمه إلحاح الملحين، بل يحبُّ الإلحاح في الدعاء.وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الأحكام أُمِر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجابتهم كما قال تعالى: { يسأَلُونَكَ عَنْ الْأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}، {وَيَسْأَلُونَك مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ} ، {يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} إلى غير ذلك من مسائلهم.فلما سألوه عن الله سبحانه وتعالى قال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ} فلم يقل سبحانه: "قل"، بل قال تعالى: {فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ} فهو قريب من عباده. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث لما كانوا يرفعون أصواتهم بالذكر والدعاء فقال: "أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً، إنما تدعون سميعاً قريباً، إن الذي تدعونه أقربُ إلى أحدكم من عنق راحلته"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدكم إلى صلاته فلا يبصقن قِبَلَ وجهه فإن الله قبل وجهه، ولا عن يمينه فإن عن يمينه ملكاً، ولكن عن يساره وتحت قدمه" وهذا الحديث في الصحيح من غير وجه.
    وهو سبحانه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه، ليس في مخلوقاته شيءٌ من ذاته ولا في ذاته شيءٌ من مخلوقاته، وهو سبحانه غني عن العرش وعن سائر المخلوقات لا يفتقر إلى شيء من مخلوقاته، بل هو الحامل بقدرته العرشَ وحملةَ العرش.فالعليّ الأعلى ربُّ السموات والأرض وما بينهما الذي وصف نفسه بقوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} أجل وأعظم وأغنى وأعلى من أن يفتقر إلى شيء بحمل أوغير حمل، بل هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، الذي كل ما سواه مفتقر إليه، وهو مستغن عن كل ما سواه.
    وهذه الأمور مبسوطة في غير هذا الموضع، قد بين فيه التوحيد الذي بعث الله به رسوله قولاً وعملاً.فالتوحيد القولي مثل سورة الإخلاص {قل هو الله أحد} والتوحيد العملي {قل يَا أَيُّهَا الكافرون} ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بهاتين السورتين في ركعتي الفجر وركعتي الطواف وغير ذلك.وقد كان أيضاً يقرأ في ركعتي الفجر وركعتي الطواف: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا} الآية. وفي الركعة الثانية بقوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَ نَعْبُدَ إِلاَ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}. فإن هاتين الآيتين فيهما دين الإسلام، وفيهما الإيمان القولي والعملي، فقوله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأسْبَاطِ} إلى آخر الآية يتضمن الإيمان القولي والإسلام، وقوله {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواءبيننا وبينكم} - الآية إلى آخرها - يتضمن الإسلام والإيمان العملي، فأعظم نعمة أنعمها الله على عباده: الإسلام والإيمان وهما في هاتين الآيتين، والله سبحانه وتعالى أعلم."

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    السعودية - جدة
    المشاركات
    309

    افتراضي

    أنصح بنشر رابط الموضوع من مدونتي الشخصية لأني أضيف عليه ما أراه مهما،

    وهذا رابط المدونة :
    http://fafffa.blogspot.com/2016/07/blog-post.html

    وهذه إضافة مهمة أضفتها في الموضوع على المدونة بعد نشره على هذا المنتدى، وهذا نصها:-
    وقال في اقتضاء الصراط المستقيم 319/2 :-
    "وكذلك حديث الأعمى، فإنه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له ليرد الله عليه بصره، فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم دعاءً أمره فيه أن يسأل الله قبول شفاعة نبيه فيه، فهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم شَفَع فيه وأمَرَه أن يسأل الله قبول الشفاعة، وأن قوله: "أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة" أي: بدعائه وشفاعته، كما قال عمر: "كنا نتوسل إليك بنبينا" فلفظ التوسل والتوجه في الحديثين بمعنى واحد، ثم قال: "يا محمد يا رسول الله إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها اللهم فشفّعه فيّ" فطلب من الله أن يُشَفِّع فيه نبيـَّه، وقوله: "يا محمد يا نبيّ الله" هذا وأمثاله نداءٌ يطلب به استحضار المنادَى في القلب، فيخاطب المشهود بالقلب، كما يقول المصلي: "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته"، والإنسان يفعل مثل هذا كثيرا يخاطب من يتصور في نفسه وإن لم يكن في الخارج من يسمع الخطاب.

    فلفظ التوسل بالشخص والتوجه به والسؤال به فيه إجمال واشتراك غلط بسببه من لم يفهم مقصود الصحابة،

    يُراد به:
    1-التسبب به لكونه داعيا وشافعا مثلا، أو لكون الداعي محبا له مطيعا لأمره مقتديا به، فيكون التسبب: إما لمحبة السائل له واتباعه له، وإما بدعاء الوسيلة وشفاعته،
    ويُراد به:
    2-الإقسام به والتوسل بذاته، فلا يكون التوسل لا لشيء منه ولا شيء من السائل بل بذاته أو بمجرد الإقسام به على الله، فهذا الثاني هو الذي كرهوه ونهوا عنه.
    وكذلك لفظ السؤال بشيء، قد يراد به المعنى الأول وهو التسبب به لكونه سببا في حصول المطلوب، وقد يراد به الإقسام."

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    بارك الله فيك
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •