كتاب "الشخصية المحمدية" يدعو إلى الكفر
جريدة النخبة – العدد الشهري – جمادى الثاني – 1425هـ
اعتبر أعضاء في مجمع البحوث الإسلامية أن كتاب "الشخصية المحمدية" يدعو إلى الكفر، "ونشر الكفر كفر".
ورجح أعضاء أن يكون هذا الكتاب "مدسوساً على معروف الرصافي لاستغلال شهرته الأدبية في الإساءة إلى الإسلام ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم"، مؤكدين أن هذه الظاهرة "متفشية بين خصوم الإسلام، مثل المبشرين الذين يضعون كتباً للطعن المكشوف في الإسلام، ويضعون على أغلفتها أسماء إسلامية وهمية وغير معروفة" وطالب أعضاء مجمع البحوث الإسلامية "الحكومات العربية بمنع نشر وتداول مثل هذه الكتب ومصادرتها لأنها جريمة كبرى في حق الإسلام والمسلمين".
وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور عبدالرحمن العدوي: "إن كتاب "الشخصية المحمدية" الذي يتهجهم على الرسول وعلى القرآن يدعو إلى الكفر"، وطالب العدوي بمنع هذا الكتاب من الطباعة والتداول، ومن النشر، وقال: "على أي مسلم قرأ الكتاب أن يبلغ عنه القضاء حتى يصادر هذا الكتاب من الأسواق".
وأضاف العدوي أن "نشر الكفر كفر، وجريمة كبرى، ومخالفة للدين والشرع"، وأكد أن "ظهور مثل هذه الكتب التي تهاجم العقيدة الإسلامية ليست من حرية الرأي في شيء وإنما هي من الفوضى الدينية والأخلاقية التي يجب منعها بكل الوسائل حماية للدين وللفضائل".
ويرجح عضو مجمع البحوث الإسلامية السابق الدكتور عبدالعظيم المطعني أن يكون كتاب الشخصية المحمدية "مدسوساً على معروف الرصافي ومنسوباً إليه، لاستغلال شهرة الرجل الأدبية في الإساءة إلى الإسلام، ويكون الذين نسبوا إليه هذا الكتاب من أعداء الإسلام حقاً".
وقال المطعني: "إن هذه الظاهرة متفشية بين خصوم الإسلام مثل المبشرين حيث لهم نشاط ملحوظ في ذلك، حتى في هذه الأيام يضعون كتباً للطعن المكشوف في الإسلام ويضعون على أغلفتها أسماء إسلامية وهمية غير معروفة أو تأليف جماعة من علماء الإسلام، ولن ننخدع بأن تاريخ تأليف الكتاب العام 1933، لإيهام القراء أنه مؤكداً أنه لا يصدق أن معروف الرصافي تهجم على الإسلام وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا التهجم البذيء ويرى أنه صاحب القرآن ومؤلفه، وأنه اخترع عقيدة التوحيد "حتى لكان الشاعر معروف الرصافي لم يقرأ القرآن ولو مرة واحدة، ليعلم أن عقيدة التوحيد نادى بها كل الرسل وأن الدعوة إلى توحيد الله كانت الأساس الذي بدأ الرسل جميعهم دعوة أقوامهم إليها"، وأضاف "كذلك من المستبعد أن يلوم الرصافي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه أخذ الجزية من اليهود والنصارى كما أخذها من العرب لأن الأصل في الجزية هو الأخذ من أهل الكتاب "اليهود والنصارى"، أما مشركو العرب فلا تؤخذ منهم الجزية أبداً، لأنه لا يقبل منهم غير الإسلام، فإن رفضوه قوتلوا عليه، وهم الذين قصدهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله .. " فالمراد بالناس في هذا الحديث الشريف، هم العرب وحدهم ولم يثبت أنه عليه السلام أخذ من عربي جزية قط".
وأكد المطعني أنه درس سيرة معروف الرصافي، وقرأ عنه كثيراً، ولم يعرف من قبل أنه ألف كتاباً كهذا الكتاب" إذا كانت نسبة الكتاب إليه صحيحة فالظن الغالب أن يكون قد ألفه في بدء حياته الفكرية، وربما كان في هذه الفترة يعاني من مراهقة فكرية ونزعات معادية للإسلام".
وأوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور منيع عبدالحليم أن هذه الكتب المشبوهة في صحة نسبها إلى مؤلفيها، "ليست بأمر جديد على الإسلام"، موضحاً "أن مؤلف كتاب الشخصية المحمدية قد يكون ساذجاً، وسيء النية، واتبع أهواء من يريدون هدهم الإسلام، فهناك أقلام مأجورة تحاول أن تنال من المسلمين في شخص نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم".
وأشار عبد الحليم إلى أنه مع بدء ظهور الإسلام بدأ الهجوم عليه، وقال: "كان لكل نبي من أنبياء الله تعالى عدد من المجرمين، وبدأ الهجوم على نبينا صلى الله عليه وسلم، والقرآن منذ أيام البعثة الأولى، من أهل قريش حيث قالوا ( يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون ( ، وذكروا أيضاً أن الرسول الكريم ساحر وأن ما أتى به القرآن هو من أساطير الأولين، ووصلت الحال من بعض المؤرخين أن ذكروا أن هذا القرآن من إملاء بحيرة الراهب".
وأكد عبدالحليم أن كل هذه المفتريات على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، رد عليها القرآن الكريم بالرد المقنع "وعلى مدى التاريخ لم تخرج شبهات إلى الناس إلا في الإطار الذي ذكرته قريش فلقد عرض القرآن للتحدي بأصغر سورة منه، وأن يحاول أي شخص أن يأتي بمثله، وعندما عجز المشككون في الإسلام عن ذلك أمام إعجاز القرآن الكريم وضعوا شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم موضع التشكيك، وفي كل عصر كانت شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم يقال فيها ما يقال، حتى وصل الأمر منذ ثلاث سنوات أن ظهر كتاب "النشأة والتكوين في حياة الصادق الأمين"، الذين اتهم فيه الرسول بأنه يتبع مذهباً مسيحياً، كان يتبعه "بنو أسد" أهل زوجته أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها، وأنها هي التي أقنعته باتباع هذا المذهب، وكان القرآن الكريم من نتاجه".
وطالب عبد الحليم "الحكومات الإسلامية بمنع نشر مثل هذه الكتب وتداولها في الأسواق العربية والإسلامية، وأن يكون موقف المسلمين حاداً وقوياً في مواجهة هذه الكتب التي تدعو إلى هدم الإسلام".