تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: لَا، وَرَبِّكَ، لَا أَسْأَلُهُمْ عَنْ دُنْيَا، وَلَا أَسْتَفْتِيهِمْ عَنْ دِينٍ، حَتَّى أَلْحَقَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ.

  1. #1

    افتراضي لَا، وَرَبِّكَ، لَا أَسْأَلُهُمْ عَنْ دُنْيَا، وَلَا أَسْتَفْتِيهِمْ عَنْ دِينٍ، حَتَّى أَلْحَقَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ.

    بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد : إلى كل مخلص موحد إلى كل باحث عن الحق مجتهد إلى كل غيورعلى دين الله قطّع قلبه ما يراه من منكرات وموبقات وما يشاهده من كفر وزندقة وانحرافات فاننشد قائلا:قد عرف المنكر واستنكر ... المعروف في أيامنا الصعبة
    صار أهل العلم في وهدة ... وصار أهل الجهل في رتبة
    فقلت للأبرار أهل التقى ... والدين لما اشتدت الكربة
    لا تنكروا أحوالكم قد أتت ... نوبتكم في زمن الغربة
    قال الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله :وأعظم خصال التقوى، وآكدها، وأصلها، ورأسها: إفراد الله تعالى بالعبادة، وإفراد رسوله صلى الله عليه وسلم بالمتابعة فلا يدعى مع الله أحد من الخلق، كائنا من كان، ولا يتبع في الدين غير الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يحكم غير ما جاء به صلى الله عليه وسلم ولا يرد عند التنازع إلا إليه، وهذا هو مضمون شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.
    فيفرد الرب سبحانه وتعالى بجميع أنواع العبادة من غاية الحب، وكمال الذل له جل شأنه، وخشيته، ومخافته، ورجائه، والتوكل عليه، والرهبة، والرغبة، والإنابة إليه والخشوع له، إلى غير ذلك من أنواع العبادة الواجب صرفها له، وحده لا شريك له، دون كل من سواه، من الأنبياء والملائكة، والصالحين، وغيرهم.
    ويفرد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمتابعة، والتحكيم عند التنازع؛ فمن دعا غير الله، من الأنبياء، والأولياء، والصالحين، فما شهد أن لا إله إلا الله، شاء أم أبى؛ ومن أطاع غير الرسول صلى الله عليه وسلم واتبعه في خلاف ما جاء به الرسول، عالما، وحكّم القوانين الوضعية، أو حكم بها، فما شهد أن محمدا رسول الله، شاء أم أبى.
    بل إما أن يكون كافرا، أو تاركا لواجب شهادة أن محمدا رسول الله، ويتبع هذين الأصلين العظيمين، فعل بقية فرائض الدين وواجباته التي أوجبها الله تعالى في كتابه، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مما هو داخل في واجب التقوى.
    ومن أهم خصال التقوى: الصلاة، والجهاد في سبيل الله; والجهاد على مراتب عديدة; من أشهرها وآكدها: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ولا قوام للعباد والبلاد بدونهما; والمعروف: اسم عام يتناول التوحيد، فما دونه من الطاعات. وكذا المنكر، يشمل الشرك فما دونه، من البدع والمعاصي.
    ومن أعظم الجرائم: تعاطي المسكرات من الخمور وغيرها. ومن المنكرات: جميع أنواع الميسر، وهو: القمار، كالشطرنج بجميع أنواعه; ومن أنواعه: اللعب بالورق، المسمى "الزنجفة"سواء كان اللعب به على عوض أو لا.
    قال تعالي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [سورة المائدة آية: 90-91] .
    والأحاديت في تغليظ تحريم الخمر والميسر، ووجوب الحد في الخمر، وشدة الوعيد فيه معلومة.
    لا يتعصب الا غبي او عصبي او حزبي

  2. #2

    افتراضي

    ومن أعظم المعاصي: استعمال الملاهي، من الفتح على السينماء وغيرها، ولا سيما ما يشتمل على المناظر والمسامع المحرمة، فإنها تشتمل من الصد عن ذكر الله، وعن الصلاة، والإغراء بالفواحش، وغير دلك، ما يعرفه أرباب البصائر.
    ومن أكبر المنكرات: إكباب الجهال والشباب على مطالعة كتب الزيغ والإلحاد والزندقة، والصحف المشتملة على ذلك، وعلى الصور الخليعة، فما أحرى من أدمن النظر فيها من الشباب ونحوهم، أن يصبح أسيرا للشيطان، إن لم يقتله بالكلية، ويسلبه جميع الإيمان.
    ومن المنكرات: التشبه بالكفار، ولا فرق بين الأمور الدينية والعادية، كالزي ونحوه، روى أبو داود بسند جيد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من تشبه بقوم فهو منهم 1. ويدخل فيه حلق اللحى، لما روى البخاري ومسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خالفوا المشركين، احفوا الشوارب واعفوا اللحى 2.
    ومن أعظم المنكرات: تصوير ذوات الأرواح، واتخاذها واستعمالها، ولا فرق بين المجسّد، وما في الأوراق مما أخذ بالآلة وغيره، ذكر معناه النووي رحمه الله، في شرح صحيح مسلم، وذكر أنه مذهب جماهير العلماء; والأحاديث في الوعيد على ذلك، والتغليظ فيه معلومة.
    وأغلظ أنواعه: صور المعظمين، على وجه التعظيم والتبجيل، وهذا أحد الذريعتين المفضيتين إلى الوقوع في الشرك الأكبر، وهما فتنة القبور، وفتنة التماثيل، المشار إليهما في قوله صلى الله عليه وسلم: أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح،
    المعاصي: استعمال الملاهي، من الفتح على السينماء وغيرها، ولا سيما ما يشتمل على المناظر والمسامع المحرمة، فإنها تشتمل من الصد عن ذكر الله،والعبد الصالح، بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله 1.
    لا يتعصب الا غبي او عصبي او حزبي

  3. #3

    افتراضي

    ومن أعظم المنكرات، وأشدها ضررا: فشوّ الأغاني من "الراديوات"واستي لاؤها على ألسنةٍ كثيرًا، وشغف قلوبهم بها، فاستبدل كثير من الناس عمارة بيوتهم بأنواع الأذكار، وتلاوة القرآن، آناء الليل وآناء النهار، بأغاني أم كلثوم، وفلان وفلان، من مشاهير المغنين الفجار، بئس للظالمين بدلا; فيا لله ما أخسر صفقة أصحاب، هذا الاستبدال! وما أسوأ وأقبح هذا التحول والانتقال؟!
    ومن أكبر الكبائر، وأعظم المنكرات، بل هو من جملة المكفرات: ترك الصلاة؛ فإنها قرينة التوحيد، في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهي آخر ما يفقد من الدين، كما قال صلى الله عليه وسلم: أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة.
    قال الإمام أحمد رحمه الله: كل شيء ذهب آخره، لم يبق منه شيء; وهي: عمود الدين، كما تقدم في حديث معاذ; وهي: أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة، كما قال صلى الله عليه وسلم: أول ما يحاسب عنه العبد من عمله الصلاة 2.
    وتركها تهاونا وكسلا، مبيح للدم، بعد أن يدعى تاركها إلى فعلها، ويستتاب ثلاثا؛ فإن تاب ورجع إلى فعلها فذاك، وإلا تحتم قتله حدا عند قوم، وردة عند آخرين، وهوالراجح، وهو قول جمهور السلف من الصحابة والتابعين; بل قد نقل إسحاق بن راهويه، رحمه الله، الإجماع على أنه كافر.
    ومن الأدلة على كفره، ما تقدم، وحديث: بين العبد وبين الكفر والشرك ترك الصلاة 1، وحديث: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر 2، وقال عبد الله بن شقيق: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر، إلا الصلاة.
    وقال ابن مسعود في تفسير قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ْ} [سورة مريم آية: 59] ، قال: هم الذين يؤخرونها عن وقتها، ولو تركوها لكانوا كفارا.
    لا يتعصب الا غبي او عصبي او حزبي

  4. #4

    افتراضي

    وها هنا منكر فوق ما يخطر بالبال، ويدور في الخيال، وأعظم مما قدمناه من جميع المنكرات، وهو منكر عدم تغيير المنكرات، وعدم الغيرة لمحارم فاطر السماوات والأرض، والتماوت في ذلك، والتسويف فيه، والاغترار بهذه الزهرة الذاوية عن قرب، مع القدرة على التغيير.
    ولهذا اشتد في ذلك الوعيد، وغلظ فيه التهديد، قال الله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [سورة المائدة آية: 78-79] .وروى الترمذي عن حذيفة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده: لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذابا من عنده، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم 1.
    وروى ابن ماجة، والترمذي وصححه، عن أبي بكر الصديق، قال: يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [سورة المائدة آية: 105] ، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا منكرا فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه 2 ولأحمد: إنكم تقرءون هذه الآية، وتضعونها في غير موضعها; فذكره.
    وروى الترمذي، وأبو داود عن ابن مسعود،، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي، نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا، فجالسوهم في مجالسهم، وواكلوهم وشاربوهم، فضرب الله قلوب بعضهم ببعض، ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون
    قال: فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان متكئا، فقال: لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم أطرا 3 وفي رواية أبي داود، قال: كلا والله لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطرا، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم يلعنكم كما لعنهم 4.
    لا يتعصب الا غبي او عصبي او حزبي

  5. #5

    افتراضي

    فيا أمراء المسلمين، ويا حماة الذين، ويا علماء شرع رب العالمين، ويا كافة إخواننا المسلمين الله الله أن تستلب نعمتكم عيانا، وأنتم تقدرون على ثبوتها فيكم، ألا وهي نعمة التوحيد، وتحكيم الشريعة المحمدية، وحفظ المحارم والأولاد والعز والشرف.
    واعتصموا بالله جميعا في إقامة الحق، والقضاء على جميع المنكرات، والأخذ على أيدي السفهاء والعصاة، من قبل أن يحل بكم ما حل بمن قبلكم، من سالف الأمم، سنة الله التي قد خلت من قبل، ولن تجد لسنه الله تبديلا.
    فعلى العلماء إقامة الحجة، وإيضاح المحجة، وأخذ ما جاء به نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم بالقوة، وأن يقوموا بواجب بث النصائح والإرشاد، للجماعات والأفراد، وأن يعلموا الجاهل، وأن يقوموا بواجب التعليم.
    أعني تعليم العلوم الشرعية، المبعوث بها صفوة الخلق وخيرة البرية، علوم العقائد، والتوحيد بنوعيه، والعبادات، وعلوم الإيمان باليوم الآخر، وعلوم الحلال والحرام هذا والله هو العلم، وما سواه من أنواع العلوم المباحة في ذاتها، إن لم يكن معينا ومؤيدا لهذا العلم، وموصلا إلى اجتناء ثمراته، وخادما له في كافة حالاته، فإن الجهل به خير من العلم.
    وعلى ولاة المسلمين تجريد صوارم العزمات، ومتابعة صواعق التغليظ والتهديدات، والضرب على أيدي العصاة، بيد من حديد، ليرجعوا إلى نجاتهم وحماتهم، وأن يؤكدوا على العلماء فردا فردا، غاية التأكيد أن يقوموا بواجبهم، ويساعدوهم، ويشدوا أعضادهم بالتنفيذ.
    وليعلم أن طريق إزالة المنكرات من أبين شيء لسالكيه، وأسهل مطلوب لراغبيه، إن صدقنا الموقف: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [سورة التوبة آية: 119] ، وصلى الله على محمد.
    لا يتعصب الا غبي او عصبي او حزبي

  6. #6

    افتراضي

    وسئل عن جزار ينتسب إلى الاسلام يقال له فاضل الدين هل تحل ذبيحته؟)
    فأَجاب:
    يشترط في القصاب فاضل الدين أَن يكون مسلمًا، صحيح المعتقد ينكر الخرافات كعبادة القبور وغيرها مما يعبد من دون الله، وينكر جميع المعتقدات والبدع الكفرية: كمعتقد القاديانية، والرافضة الوثنية، وغيرها. ولا يكتفى في حل ذبيحته بمجرد الانتساب إلى الإسلام والنطق بالشهادتين وفعل الصلاة وغيرها من أَركان الإسلام مع عدم الشروط التي ذكرناها، فإن كثيرًا من الناس ينتسبون إلى الإسلام وينطقون بالشهادتين ويؤدون أَركان الإسلام الظاهرة ولا يكتفى بذلك في الحكم بإسلامهم ولا تحل ذكاتهم لشركهم بالله في العبادة بدعاء الأَنبياء والصالحين والاستغاثة بهم وغير ذلك من أَسباب الردة عن الإسلام. وهذا التفريق بين المنتسبين إلى الإسلام أَمر معلوم بالأَدلة من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وأَئمتها.
    ثم ما ذكرنا من الأمور المطلوبة في هذا القصاب يعتبر في ثبوتها نقل عدل ثقة يعلم حقيقة ذلك من هذا الرجل، وينقله الثقة عن هذا العدل حتى يصل إلى من يثبت لديه ذلك حكمًا ممن يعتمد على ثبوته عنده شرعًا. والله أَعلم. قاله الفقير إلى عفو الله محمد بن ابراهيم.
    لا يتعصب الا غبي او عصبي او حزبي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •