تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ( أهمية الدعاء الصالح لولاة الأمور )( من السنن و دأب العلماء ) * الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر *

  1. #1

    افتراضي ( أهمية الدعاء الصالح لولاة الأمور )( من السنن و دأب العلماء ) * الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر *




    لما أظهر أهل الأهواء الشناعة على ولاة الأمور والدعاء عليهم، أظهر أئمة السنة تعظيم أمر الولاية العامة والدعاء للولاة بالصلاح
    والتوفيق والتسديد.



    سئل الإمام أحمد رحمه الله عن طاعة السلطان:
    «فقال بيده: عافا الله السلطان - تنبغي - يعني: طاعته، سبحان الله السلطان»[44].

    وقال الإمام أبي بكر المروذي:
    «سمعت أبا عبد الله، يعني: الإمام أحمد - وذكر عنده الخليفة المتوكل - فقال: إني لأدعو له بالصلاح والعافية، وقال: لإن حدث به
    حادث لتنظرن ما يحل بالإسلام - يعني: من النقص -»[45].


    وقال الإمام البربهاري رحمه الله:
    «إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا سمعته يدعو للسلطان بالصلاح والتوفيق فاعلم أنه صاحب سنة إن
    شاء الله»[46].


    وقال الفضيل بن عياض رحمه الله:
    «لو كان لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان، قيل له: يا أبا عليٍّ فسِّر لنا هذا؟ قال: إذا جعلتها في نفسي لم تعدني، وإن
    جعلتها في السلطان فَصَلَحَ صَلُحَ بصلاحه العباد والبلاد»[47].


    وقيل لبعض السلف: أتدعو للسلطان وهو ظالم؟ فقال:
    «أي والله أدعو له، إنَّ ما يدفع الله ببقائه أعظم مما يندفع بزواله».

    وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
    «الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات، ومن أفضل الطاعات، ومن النصيحة لله ولعباده»[48].

    وقال رحمه الله:
    «إنه - يعني: الدعاء للسلطان - من النصيحة لولي الأمر، والتي هي من مقتضى البيعة، فمن النصيحة له الدعاء له بالتوفيق والهداية
    وصلاح النية والعمل وصلاح البطانة».


    قلت: وكان رحمه الله - أي: الشيخ ابن باز - كثير الدعاء بالخير لولاة الأمور، خصوصًا لما شنع عليهم ممن شنع في بعض الأمور،
    ودعا عليهم في بعض الأحوال تصريحًا أو تلويحًا؛ صار الشيخ لا يكاد ينتهي من محاضرة أو موعظة أو درس إلا دعا للمسلمين
    عامة، ولولاة الأمورخاصة بالخير.


    فصل: في بيان فوائد الدعاء لولاة الأمور:
    ولا شك أن في الدعاء لولاة الأمور بالخير فوائد كثيرة، منها:
    1- أن الدعاء عبادة لله تعالى ينال الداعي المخلص عليها ثواب العبادة.

    2- فوز الداعي بمثل ما دعا به لولي الأمر من الخير، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكَّل به:
    آمين، ولك بمثلٍ»
    [49]، فإذا دعا لولي الأمر بالعافية والصلاح والتسديد والتوفيق كان له مثل ذلك.


    3- أنه يؤجر ويثاب على كل خير يوفق له ولي الأمر في خاصة أمره وفي رعيته لأنه سبب فيه.

    4- أن في الدعاء لولي الأمر تصديقًا لاعتقاد الداعي بإمامته ووجوب طاعته، كما قال الإمام أحمد رحمه الله: «إني لأرى طاعة
    أمير المؤمنين في السرِّ والعلانية، وفي عسري ويسري، ومنشطي ومكرهي، وأثرة علي، وإني لأدعو له بالتسديد والتوفيق في الليل
    والنهار».


    5- أنه علامة على أن الداعي من أهل السنة وبراءة له من أهل الأهواء والفتنة، كما سبق قول البربهاري.

    فصل: في بيان شئ من منهاج أهل السنة والجماعة
    مع ولاة أمورهم:

    ولهذه النصوص وغيرها كان من دأب أهل السنة والجماعة ومن سبيلهم ومنهاجهم مع ولاة أمورهم:
    أ*- جمع قلوب الناس على ولاة الأمور.

    ب*- السعي في نشر المحبة والوئام بين الراعي والرعية.

    ت*- قطع دابر أسباب الفرقة والشقاق ما وجدوا لذلك سبيلًا.

    ث*- القيام بنصيحة ولاة الأمور سرًّا وأمر الرعية بالصبر على ما قد يصدر منهم من جور واستئثار المال.

    ج*- توجيه الرعية لما يزول به الجور من التوبة النصوح، والصدقة في السر والعلانية، ورد المظالم، وصدق النصيحة للولاة، والتعاون
    معهم على الخير والاستغفار والصبر.


    ح*- الإلحاح على الله تعالى بصالح الدعوات لهم.

    خ*- التوبة إلى الله عز وجل من الذنوب التي ارتكبتها الرعية، فإن الناس إنما يسلط عليهم ولاتهم وعدوهم بذنوبهم، ومنها: منع
    الزكاة، ونقض العهود، وكذلك منهاج أهل السنة والجماعة مع ولاة الأمور، فإنه منهاج يقوم على أساس الاتباع ولزوم الأثر، والدليل
    من الكتاب والسنة في سائر أمور الدين المتعلقة بحق الله تعالى أو المتعلقة بحقوق خلقه، فإنهم يقتدون ويتبعون ولا يبتدعون ولا
    يعارضون نصوص الكتاب والسنة بعقولهم وأفكارهم وأهوائهم ولا بما يمليه عليهم غيرهم.


    قال ابن مسعود رضي الله عنه: «إنا نقتدي ولا نبتدي، ونتبع ولا نبتدع، ولن نضل ما تمسكنا بالأثر»[50].

    وقال: «إنها ستكون أمور مشتبهات فعليكم بالتؤدة، فإنك أن تكون تابعًا في الخير خير من أن تكون رأسًا في الشر»[51].

    * الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر *
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  2. #2

    افتراضي


    جزى الله فضيلة الشيخ خيرا ونفعنا الله بعلمه
    مما يُزاد على هذا ليُستَفادَ منهٌ

    من المعلوم ان الأصل والاساس المتفق عليه عند كافة اهل السنة والجماعة هو عدم الخروج على ولي الامر , والأصل الذي اتفقوا عليه (في الغالب الأعم , الا ما كان يُحَدد حسب بعض الظروف والعصور ) هو الدعاء لولاة الأمر بالصلاح والإصلاح , وتحريم الخروج عليهم حتى لو_لا قدر الله _ كانوا ذوي شر .
    والدليل الأول لدى اهل السنة والجماعة _على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم _ هو قول الرسول المختار صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف الذي رواه عوف بن مالك رضي الله عنه (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار ائمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعونكم , قيل : يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف , فقال : لا ما أقاموا فيكم الصلاة واذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة) .
    فمن مشكاة خير الهدي , هدي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم , استدل أهل السنة أنه _كأصل عام وبدون تحديد مكان أو زمان _ من حيث الأصل يحرم الخروج على ولاة الامر , حتى أولئك الذين يكون بينكم وبينهم , او بين بعضكم وبينهم ..ضغائن وحواجز معينة , ما داموا يقيمون الصلاة .
    فهل هناك اكثر من وصف "شرار ائمتكم .." الوارد في الحديث ؟
    هذا هو الأصل عند كافة أئمة اهل السنة والجماعة , ومن لم يعتد بهذا فقد يخرج عنه ليكون في مصاف أصحاب البدع , مثل الخوارج وغيرهم _والعياذ بالله _
    الا ما كان من أمور استثنائية تجري في بعض البلدان والازمنة , يحددها اهل الحل والعقد والخبراء من أهلها , بما يتوافق مع الشرع الكريم , ومصالح العباد .
    جزى الله شيخنا خيرا , ونفع الله بكم .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي

    بارك الله فيك

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •