قاعدة :
ثلاثة أبيات كانت عند يحيى بن معين من أشر قوم ، المحبّر بن قحدم وولده ، وعلي بن عاصم وولده ، وآل أبي أويس ، كلهم كانوا عنده ضعافاً جداً.


قال العلامة ابن رجب الحنبلي في شرح علل الترمذي :


قال الحسين بن فهم : (( ثلاثة أبيات كانت عند يحيى بن معين من أشر قوم ، المحبَّر بن قحذم وولده ، وعلي بن عاصم وولده ، وآل أبي أويس ، كلهم كانوا عنده ضعافاً جداً )).
أما المحبر بن قحذم : فروى عن أبيه قحذن بن سليمان .
قال العقيلي : (( في حديثهما ـ يعني المحبّر وأباه ـ وهم وغلط )) .

وأما ولد المحبّر فلا يعرف منهم سوى داود وهو ضعيف جداً ، وسئل عنه أحمد فضحك ، وقال : (( شبه لا شئ ، كان يدري ذلك أيش الحديث )) يقوله أحمد على الإنكار .
وقال ابن معين عنه : (( لم يكن كذاباً . وكان قد سمع الحديث بالبصرة ، ثم صار إلى عبادان فصار مع الصوفيه فنسي الحديث وجفاه ، ثم قدم بغداد فجاءه أصحاب الحديث فجعل يخطئ في الحديث ، لأنه لم يجالس أصحاب الحديث )) .

فأما بدل بن المحبّر :
فثقة بصري ، ليس بينه وبين هؤلاء قرابة ، وقد خرّج عنه البخاري في صحيحه .


وأبان بن المحبر :

شامي وهو ضعيف ، وليس من هؤلاء بشئ .

ومن ولد المحبر بن قحذم : الوليد بن هشام القحذمي :
وقد روى الوليد بن هشام هذا عن المحبر بن قحذم عن جده أبي قحذم سليمان بن ذكوان عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أسلم سالمها الله ، وغفار غفر الله لها )) .

وأما علي بن عاصم :
فهو علي بن عاصم بن صهيب بن سنان الواسطي يكنى أبا الحسن ، وقد رماه طائفة بالكذب ، منهم يزيد بن هارون وغيره ، وكذبه أيضاً ابن معين ، وكان أحمد يحسن القول فيه ، ويوثقه ، ويحدث عنه ، ويقول : إنه يخطئ ، وأنكر ذلك ابن معين عليه .

ومما أنكر على عليّ بن عاصم روايته عن محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( من عزّى مصاباً فله مثل أجره )) .
وقد تابعه عليه قوم من الضعفاء وقد سبق الكلام عليه مستوفى في كتاب الجنائز .

وأما ولد علي بن عاصم ، فله ابنان :
أحدهما : اسمه عاصم :
وكان ابن معين يذمه ، وقال مرة : (( كذاب ابن كذاب )) .
وكان أحمد يوثقه ويقول : (( هو صحيح الحديث قليل الغلط )) .
وقال أيضاً : (( هو أصح حديثاً من أبيه )) .
وخرّج له البخاري في صحيحه .
والآخر : اسمه الحسن :
وقد ضعفه ابن معين وقال : (( ليس بشئ )) وقال أبو حاتم : (( محله الصدق )) .
وقال ابن عدي : (( الحسن وعاصم ابنا على خير من أبيهما ، وليس لهما من المناكير عشر ما لأبيهما.
وقال ابن أبي خيثمة: سمعت ابن معين يقول : (( لا يفلح من آل عاصم ابن صهيب الرومي أحد أبداً)).

وأما آل أبي أويس :
فأبو أويس اسمه عبد الله بن عبد الله بن أويس :
ابن مالك بن أبي عامر الأصبحي المدني ابن ابن عم مالك بن أنس ، ضعفه يحيى ، وقال مرة : (( صدوق وليس بحجة )) .
وقال أحمد : (( صالح )) .
وقال ابن المديني : (( كان عند أصجابنا ضعيفاً )) .
وقال الفلاس : (( فيه ضعف وهو عندهم من أهل الصدق )) .
وقال أبو حاتم : (( صالح صدوق كأنه لين )) .
وقال أبو حاتم : (( يكتب حديثه ولا يحتج به وليس بالقوي )) .
وله ولدان أحدهما :
إسماعيل بن أبي أويس :
وقد خرّج حديثه الشيخان في صحيحهما ، وضعفه ابن معين والنسائي .
وقال أبو حاتم : (( مغفل محله الصدق )) .
وقال البرقاني قلت للدار قطني : (( لم ضعف النسائي إسماعيل بن أبي أويس ؟ فقال : (( ذكر محمد بن موسى الهاشمي ـ وهذا أحد الأئمة وكان أبو عبد الرحمن يعني النسائي يخصه ما لم يخص به ولده ـ فذكر عن أبي عبد الرحمن [ النسائي ] أنه قال: حكى لي سلمة بن شبيب عنه . قال: ثم توقف أبو عبد الرحمن ، قال: فما زلت بعد ذلك أداريه أن يحكي لي الحكاية حتى قال لي : قال لي سلمة بن شبيب: سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول : ربما كنت أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شئ فيما بينهم.
قلت للدار قطني: من حكى لك هذا عن محمد بن موسى ؟ قال : الوزير ، كتبتها من كتابه وقرأتها عليه (( يعني ابن خِنزابة )) .

والثاني أبو بكر واسمه عبد الحميد :
وقد خرّج له الشيخان أيضاً ، ووثقه ابن معين وغيره ، وهو أوثق من أخيه بكثير ، قاله أبو داود وغيره .
وقال الدار قطني : (( حجة )) .
وضعف ابن عبد البر أبا أويس وابنيه وقال : (( هم ضعاف لا يحتج بهم )) . ولعل مستنده في ذلك ما ذكرناه أولاً عن يحيى بن معين والله اعلم .

ويلتحق بهؤلاء من البيوت الضعفاء :
عطية بن سعد العوفي وأولاده
( أما عطية ) :
فضعفه غير واحد ، وقد تكرر ذكره في الكتاب غير مرة .
وأما أولاده ، فقال العقيلي :
عبد الله بن عطية بن سعد :
عن أخيه الحسن بن عطية ، لا يتابع على حديثه ، ولهما أخ ثالث (و) يقال له عمرو بن عطية ، ويقاربهما في الضعف وقلة الضبط .
وقال البخاري : (( عبد الله بن عطية بن سعد العوفي عن أخيه الحسن بن عطية هو أخو محمد لم يصح حديثه )) .
والحسن بن عطية :
الذي روى عنه أخوه عبد الله ، ذكره البخاري وقال : (( ليس بذاك )) .
وضعفه أبو حاتم ، وذكره ابن حبان في ثقاته وقال : (( أحاديثه ليست نقيه )) .
وخرّج له أبو داود حديثاً واحداً .
ومحمد بن عطية :
أخوهم الذي أشار إليه البخاري عن أبيه .
قال البخاري : (( يروي عنه أسيد الجمال عجائب )) .
وذكره العقيلي أيضاً في الضعفاء فيمن اسمه محمد .
وكذا ذكره ابن حبان ولكن لم يطلق عليه الجرح ، لأنه تردد نسبة النكارة الواقعة في حديثه بين أن تكون منه أو من أبيه أو من أسيد بن زيد الراوي عنه .
وخالف في ذلك الدار قطني وقال : (( محمد ليس من أولاد عطية لصلبه ، إنما هو محمد بن الحسن بن عطية . ثم قال نا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني هو ابن عقدة قال قلت لمحمد بن سعد بن محمد العوفي : محمد بن عطية الذي روى عنه أسيد بن زيد من هو ؟ قال : (( ليس لعطية ابن يقال له محمد ، إنما هو جدي محمد بن الحسن بن عطية بن سعد ، نسبه أسيد إلى جده )).
وللحسن بن عطية ولدان :
أحدهما : الحسين بن الحسن بن عطية :
كان قاضي بغداد ، ضعفه ابن معين ، وأبو حاتم ، وغيرهما .
والآخر : محمد بن الحسن بن عطية :
قال ابن معين : ليس بمتين ، وقال أبو حاتم : ضعيف ، وقال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد ، وخرّج له أبو داود في كتابه .
وزعم ابن حبان أنه محمد بن الحسن بن سعد بن أخي عطية بن سعد ووهمه الدار قطني في ذلك ، وقال : (( إنما هو محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي بلا شك ، نسبه محمد بن ربيعة الكلابي كذلك ، ونسبه أيضاً ابن ابنه محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية ابن سعد )) .

ومنهم محمد بن عبيد الله العرزمي :
ضعيف الحديث ، وقد ذكرنا له ترجمة مفردة فيما تقدم ،وقد تكرر ذكره في الكتاب كثيراً .
وابنه : عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله .
وابنه : محمد بن عبد الرحمن بن محمد : كلهم ضعفاء .
قال الدار قطني فيما نقله عنه البرقاني : (( محمد بن عبد الرحمن متروك وأبوه وجده )) .
وابن أخي محمد :
عباد بن أحمد بن عبد الرحمن العرزمي :
قال الدار قطني : (( هو متروك أيضاً )) .
وروى ابن شاهين من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت أبي يقول ذكرت لأبي نعيم عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمي فقال : (( كان هؤلاء أهل بيت يتوارثون الضعف قرناً بعد قرن )) .

ومنهم ولد عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف :

قال أبو حاتم الرازي : (( هم ثلاثة أخوة )) .
محمد ، وعبد الله ، وعمران :
أولاد عبد العزيز بن عمر ، وهم ضعفاء الحديث ليس لهم حديث مستقيم )) انتهى .
ولعمران ابن يقال له :
عبد العزيز يكنى بأبي ثابت :
ويقال له أيضاً ابن أبي ثابت فإن أباه يكنى بأبي ثابت أيضاً ، وهو أيضاً ضعيف جداً .
ولمحمد بن عبد العزيز ابنان :
أحدهما : إبراهيم :
يروي عنه يعقوب وإبراهيم بن المنذر ، ذكره البخاري في كتاب الضعفاء ، وقال : (( منكر الحديث ، سكتوا عنه )) .
وقال ابن عدي : (( عامة حديثه مناكير ، ولا يشبه حديثه حديث أهل الصدق )) .
وقال يعقوب بن شيبة : (( لا أعلم لي به )) .
والآخر : أحمد :
يروي عن كتاب أبيه ، ويروي عنه عبد الله بن شبيب .
ويظهر أن جميعهم ضعفاء؛ لأن أحاديثهم منكرة لا توافق حديث الثقات .
ومنهم ولد سلمة بن كهيل وله ابنان : يحيى ومحمد .
فأما يحيى فضعيف جداً .
وأما محمد : فقد ضعف أيضاً ، وهو أصلح من يحيى .
وقال أبو زرعة : (( هو ضعيف قريب من أخيه )) يعني يحيى . وليحيى ابن اسمه :
إسماعيل :
قال فيه الدار قطني : (( متروك )) . ولإسماعيل بن يحيى ابن اسمه :
إبراهيم :
منكر الحديث ضعفه غير واحد .