الخطر الذي يداهم أوروبا - قلة المواليد
الموضوع منقول
باحث ألماني : جمهورية الشعب السابقة بدأت تدخل هاوية الانكماش السكاني، لأن مواطنيها لا يريدون إنجاب الأطفال، بعض المدن الأوروبية كانت تعتبر سابقاً عيادات ولادة بفضل الإنجاب الكثير للمواليد، لكنها أصبحت دوراً للمسنين، مدن مختلفة تشهد هجرات جماعية للشباب الذين يحملون المؤهلات، والفتيات بشكل خاص ولأسباب عديدة:
الظروف الاقتصادية القاسية تدفع الناس إلى عدم إنجاب الأطفال.
ترجمة – كريم المالكي:
تشير الدراسات والاستطلاعات التي تجريها مراكز البحوث والمؤسسات المعنية بشؤون السكان، إلى أن النساء في جميع أنحاء أوروبا باتت تنجب أعدادا قليلة من الأطفال، وفي الكثير من الأماكن في أوروبا، وهو الحال الذي ينطبق على بلدة هويارسفيردا المهجورة التي تقع في شرق ألمانيا، أخذ انخفاض معدل المواليد يشكل هاجسا مؤرقا على صعيد الواقع، الأمر الذي يرى فيه المتابعين انه سيشكل مشكلة حقيقية في القادم من الايام.
فيما يرى المتشائمون ان قارة أوروبا مقبلة على سنوات عجاف لأن المهود الخاوية من الأطفال قد تقودها إلى الزوال، فقبل نصف قرن من الزمان، كانت أوروبا تعيش النشوة بفضل الطفرة في معدل الولادات التي حدثت ما بعد الحرب، ومع مرور الزمن اختلفت المقادير، وبدأت رحلة الانخفاض في المواليد إلى أن وصلت ذروتها في العام الماضي، حيث شكل الانكماش الاقتصادي تهديدا جديدا، بمزيد من الانخفاض في معدلات الخصوبة. ويقول كارل هوب وهو من مكتب المراجع السكانية في الولايات المتحدة: "هناك كم جيد من المؤشرات التي تدلل على أن الظروف الاقتصادية الصعبة تدفع الناس إلى التأخير في إنجاب الأطفال، أو إنجاب طفل واحد على أكثر تقدير". وذلك يعني ان الازمة الاقتصادية قد شكلت عنصرا إضافيا على قلة المواليد، فقدت بلدة هويارسفيردا الألمانية، التي تبعد ساعتين عن مدينة درسدن التي تقع على مقربة من الحدود البولندية، نصف سكانها في السنوات الـ 20 الماضية. لقد أصبحت مدينة أشباح لأن الشباب وأولئك الذين يحملون المؤهلات قد غادروا المدينة لا سيما الشابات على وجه الخصوص. أما النساء اللواتي بقين فيها فقد تخلين عن إنجاب الأطفال. وتبدو هويارسفيرد التي تقع في زاوية من زوايا أوروبا بانها بلدة بلا معنى وبلا مستقبل.
كانت الريح تعصف بسطح برج اوزيتس، المَعلَم الوحيد في هذه البلدة، عندما تحدث الشاب الالماني فيليكس رنجيل الباحث في علم الانثروبولوجيا والذي يدرس في جامعة كامبردج عن هذه القضية الشديدة الحساسية بالنسبة لأوروبا، قال: إنه قد مر على الآفاق ذاتها التي تناولها أصدقاؤه للتحقيق في طقوس قبائل الأمازون أو الفلاحين المنغوليين.
وهنا في بلدة هويارسفيردا بالإمكان ملاحظة تلك الأرض المشجرة الفارغة والمسيجة أدناه، وهو ما يفسر أن نقطة الضعف قد دبت في بلدته، والغريب على ما يبدو ان تلك القضية لم تحظ إلا بالقليل من الدرس في العالم الغربي، في أوج أيام الستينات كانت هويارسفيردا مجتمعا نموذجيا في ألمانيا الشرقية الشيوعية، وعالم جديد وشجاع جذب المهاجرين من جميع أنحاء البلاد، كانوا يستخرجون الفحم من المناجم الضخمة المفتوحة في السهل الذي يحيط في المدينة، وكان هناك مقابل مادي جيد يتقاضوه شهريا فضلا عن مكافآت عينية أخرى.
ولكن سقوط جدار برلين غير كل ذلك. كان هذا في عام 1989 في كل المدن والبلدات في ولاية سكسونيا، حيث بدأ الناس في الشرق يتحركون في اتجاه الغرب إلى الرأسمالية والحرية، وكان على رأس القائمة الشباب، وخاصة الفتيات.
في ظل الشيوعية، كانت نساء ألمانيا الشرقية يعملن أكثر، وفي الغالب تعليميا أفضل من نساء ألمانيا الغربية، ولكن عندما اختفت وظائفهن في وقت مبكر من التسعينات، أخذت مئات الآلاف منهن، وبتشجيع من أمهاتهم، الشهادات المدرسية، والسير الذاتية، واتجهن غربا إلى مدن مثل هايدلبرغ، ومع ذلك فإن الأولاد كانوا يرون آباءهم عاطلين عن العمل، الأمر الذي جعلهم في الغالب يائسين ايضا.
وفي مرحلة البلوغ وجدوا أنفسهم غير متعلمين، وانعزاليين وفي الغالب عاطلين عن العمل، ومعظمهم يعتبرون غير جذابين – مما شكل عاملا إضافيا في رحيل النساء من الشابات.
ويذهب السيد راينر كلنغولز، مدير معهد برلين للسكان والتنمية، الى تسمية تلك الحالة ب"طوارئ الذكور" ولكنها ليس فقط حالة طوارئ للذكور. إن جمهورية الشعب السابقة بدأت تدخل إلى هاوية الديموغرافية، وذلك لأن مواطنيها لا يريدون المزيد من الأطفال الرضع.

ويقول الأخصائي في مجال الديموغرافيا الفرنسي جان كلود تشينسيز: "ليس هناك من شيء مماثل لما يحدث في تاريخ السلام العالمي". بعد سقوط جدار برلين، قرر الملايين من الالمان الشرقيين من الذين ظلوا في الخلف ان يقفوا ضد إنتاج جيل آخر. ففي عام 1988، ولد 216 ألف طفل في ألمانيا الشرقية، وفي عام 1994، ولدوا 88 ألف فقط. وبلغ معدل الخصوبة 0.8 طفل لكل امرأة. ومنذ ذلك الحين والخصوبة لم تصل الى رقم أكبر، وانما فقط إلى ما يربو الى 1.2، ولكن ذلك ظل فقط يزيد قليلا عن نصف المعدل المطلوب للحفاظ على السكان. وتم التخلي عن نحو مليون منزل، حيث هدمتها الحكومة بأسرع ما يمكن. وتركت وراءها "مدنا فارغة" فيها قطع كبيرة من الأراضي البور العشوائية.
والحقيقة ان أوروبا لم تشهد مثل هذه المناظر في مدنها منذ القصف في الحرب العالمية الثانية.
ولم يحدث في أي مكان آخر المقدار الذي أفرغت فيه هويارسفيردا. في الثمانينات، كان عدد سكانها من 75،000 نسمة ويوجد فيها أعلى معدل للمواليد في ألمانيا الشرقية. أما اليوم، فقد تراجع سكان المدينة الى النصف، وتحولت من كونها البلدة الأسرع نموا في ألمانيا إلى الأسرع انكماشا.
لقد كانت فيها أكبر الفئات العمرية في الستينات، والسبعينات، والمكان الذي اعتبر عيادة الولادة في السابق أصبح اليوم دارا للمسنين.

في إحدى المدارس التي تقع في ضاحية دمر جزء منها وتعرف ببساطة المنطقة التاسعة، تحدثت الموظفة الاجتماعية التي تدعى "نانسي" عن طبيعة الحياة في هذه الاماكن قبل أربعين عاما، كانا والديها من بين الوافدين الجدد: كانت والدتها تعمل قابلة، ووالدها سائق قطار، كانت هناك في ذلك الحين الشقق الحديثة والخدمات، وكان للتنمية هيبتها، وعندما تسأل الأطفال عما يريدون القيام به عندما يكبرون، تجد ان لديهم طموحاتهم لقيادة الحافلات أو العمل في محطات توليد الكهرباء، ولكن الآن يجد الآباء انه من الصعب جدا تشجيع أطفالهم على القيام بشيء، لأنهم انفسهم لا يمتلكون أي وظائف أو فرص للعمل، لقد غادر أصدقائي جميعا، نعم أرغب في البقاء، ولكن لدي ابنة تبلغ من العمر ثلاث سنوات، واعلم جيدا أن حالة المدارس غير جيدة، ولا يمكن لها ان تكون جيدة، لذا فعلى الأرجح سأغادر أنا أيضاً.

ومع الابتعاد قليلا نحو المنطقة العاشرة تحدث الشاب الذي يدعى ماركو والذي يبلغ من العمر 27 عاما قائلا ً: "ان المجرمين فقط هم الذين يعيشون في هذا الحي في الوقت الحالي، وكما يبدو ان الطفل ماركو الذي هو نتاج أم تشرب الكحول بإفراط، وأب أدمن العنف، أمضى خمس سنوات من عمره في داخل دار للأيتام في البلدة، والآن يقوم بوظائف غريبة لسداد الديون، ومتطلبات الحياة الاخرى، ويقول ماركو: "لم تكن لدي تجربة في تكوين أسرة، علما انني أحب أن تكون لدي اسرتي، ولكن هذا المكان فارغ بالنسبة لي، اشعر بالغضب الشديد مما اعيش، لذا أريد أن أذهب إلى أمريكا عندما أتخلص من الديون التي تثقل كاهلي، وهذا هو حلمي". إنه حلم رجل محكوم بالبقاء في مدينة تحتضر.

وفي باقي أنحاء ألمانيا، تعتبر بلدة هويارسفيردا مثالا لتلك الارض الخراب التي يعرش فيها القفار الوحشي الذي يتكامل تماما بوجود الذئاب، انها تتسلل من بولندا وجمهورية التشيك، ليجدون المساحات الفارغة التي كانت ذات يوم مباني سكنية ومناجم. وعلى الأقل ان الذئاب هي الوحيدة التي تصمد في هذا المكان. وعلى بعد بضعة كيلومترات على الطريق بالقرب من بلدة سبريوتز الصغيرة، يمكن يكون الذئب متحمسا للإطاحة بمن يوقعه حظه السيئ بين يديه.
إن ما يسمى بالأراضي السيئة في ألمانيا الشرقية سابقا تسير نحو "العودة إلى الطبيعة". وينبغي أن يكون الأوروبيون قلقين، بسبب الخشية بعض الشيء من أن ألمانيا الشرقية سوف تعود إلى ما كانت عليه في الستينات، وهو الرائد بالنسبة لمستقبل ديموغرافية القارة.

إن عدد السكان في أوروبا قد بلغوا الذروة في الوقت الحالي، وذلك بعد أكثر من ستة قرون من النمو المستمر. وفي ظل قيام كل جيل بإعادة إنتاج نصف العدد فقط، فإن هذا يبدو وكأنه بداية لانهيار واسع في الأرقام السكانية في القارة. ويتوقع البعض ان يحدث الزوال بحلول عام 2100. قبل نصف قرن، كانت أوروبا تعيش النشوة بفضل طفرة ما بعد الحرب التي حدثت في ولادات الأطفال، حيث كان هناك نسبة 2.8 طفل لكل امرأة في بريطانيا، و2.9 لكل امرأة في فرنسا و 3.2 لكل امرأة في هولندا. وافترض الأخصائيون في مجال الشؤون السكانية أن الخصوبة سوف تستقر عند المستوى المطلوب للحفاظ على السكان وقدروها بأن تكون أكثر قليلا من طفلين لكل امرأة. وتكمن المشكلة في انه ليس هناك من أحد في أوروبا يخبر النساء بذلك.

وكان هناك قرار في البرلمان الأوروبي في عام 1984 حذر من أن حصة أوروبا من السكان في العالم كان من المقرر أن تنخفض إلى النصف بين عامي 1950 و2000 وكان من المرجح أن تنخفض إلى النصف مرة أخرى مع حلول عام 2025. وقد ذكر ان هذا التوجه: "سيكون له تأثير حاسم على أهمية الدور الذي ستلعبه أوروبا في العالم في العقود المقبلة"
قبل ثلاثين عاما، كانت قد بلغت مستويات الخصوبة في ثلاثة وعشرين بلدا أوروبيا الى أعلى من مستويات الإحلال، والآن لا يوجد شيء من هذا القبيل، فقط في فرنسا، وأيسلندا، وألبانيا، وبريطانيا، وايرلندا. وفي العام الماضي كان الانكماش الاقتصادي يهدد بمزيد من الانخفاض في معدلات الخصوبة.
ويقول كارل هوب من مكتب المراجع السكانية في الولايات المتحدة: "هناك كم جيد من المؤشرات التي تدلل على أن الظروف الاقتصادية الصعبة تدفع الناس إلى التأخير في إنجاب الأطفال أو إنجاب طفل واحد على أكثر تقدير".

وفي ألمانيا التي انخفضت فيها الخصوبة الى أكثر من جيل، أوضحت التقارير التي قدمها الباحثون في مجال الشؤون السكانية عن حدوث انخفاض كبير في حجم الأسرة المنشود الوصول إليه. ويقول الباحث الكبير في مجال الديموغرافي في أوروبا، وولفجانج لوتز من معهد الديموغرافيا في فيينا: "في الوقت الحالي يذهب 48٪ من الرجال الألمان ممن تبلغ أعمارهم دون الأربعين سنة الى الاتفاق على أنه من الممكن أن يعيشوا ويكونوا حياة سعيدة من دون إنجاب الأطفال. وعندما وجه السؤال نفسه إلى آبائهم عندما كانوا في نفس العمر فإن 15٪ فقط قد اتفقوا على الإجابة بنعم، وما معناه أنهم يستطيعون العيش بسعادة من دون الأطفال"، كما إن ثلاثين في المائة من النساء الألمانيات يقلن في الوقت الحاضر بأنهن لا يعتزمن إنجاب الأطفال على الإطلاق.
وطالما أن البلد قد انخفضت الخصوبة فيه لمدة جيل، فإنه سيبدأ في الافتقاد إلى الشابات اللواتي باستطاعتهن على الحمل بأجيال المستقبل. وذلك ما يحدث في ألمانيا بالفعل: فهي ليس لديها من الأطفال الذين أعمارهم تحت سن العاشرة سوى نصف عدد البالغين ممن أعمارهم في الأربعينات.
بيتر مكدونالد الخبير في مجال اعداد السكان ذهب الى حساب أنه إذا تعثرت إيطاليا، وأصبحت ضمن دائرة مستويات الخصوبة الأخيرة، وفشلت في الارتفاع بها إلى الأعلى حتى في ظل وجود المهاجرين الأجانب، فإنها سوف تفقد حوالي 86 ٪ من السكان بحلول نهاية القرن، وتنخفض إلى 8 ملايين مقارنة بعددها اليوم الذي يصل الى 56 مليون نسمة. كما إن أسبانيا سوف تفقد 85٪، وألمانيا 83 ٪، واليونان 74٪، وكان المؤرخ في مجال السكان جيسي اوزوبيل، استاذ المستقبليات في جامعة روكفلر في نيويورك، قد أخبر مجلة العلوم في عام 2006 قائلا: انه مع انخفاض عدد السكان وعوائد الضرائب في أوروبا، فإن المناطق الحضرية من الممكن وببساطة أن تكثر فيها المباني الفارغة، والبنى التحتية المتهالكة التي تحيط بها مساحات واسعة، والتي تبدو أشبه بالذي نراه في بعض أفلام الخيال العلمي". إذن تعالوا وانظروا هويارسفيردا حيث المستقبل هنا بالفعل سيكتمل مع الذئاب.

عن الغارديان البريطانية
دراسة ديموغرافية تحذر من انخفاض خطير في سكان أوروبا
في أحدث الدراسات عن تراجع أعداد السكان في أوروبا دق ناقوس الخطر، محذرا من تعرض القارة الأوروبية لهزات سكانية، حيث أظهرت هذه الدراسة أرتفاع أعداد الشيخوخة في ميزان النمو الديمغرافي في أوروبا، مقارنة بمعدل الولادات. فحسب الدراسة فإن عدد كل جيل سيقل عن سلفه بنسبة خمسة وعشرين بالمائة، وبحلول عام 2050 سيتناقص عدد سكان دول أوروبا بنحو خمسين مليون نسمة، كما أن متوسط الأعمار فيها سيزيد عشرة أعوام.
وبحسب الدراسة فإن على كل امرأة أوروبية إنجاب ٢.١ طفل حتى تتمكن القارة العجوز من المحافظة على تجدد سكانها، إذ يمكن بهذا المعدل أن يحل الجيل الجديد محل الجيل القديم دون حدوث انخفاض في معدل السكان. ومن بين الدول الأوروبية التي اقتربت من تحقيق هذا المعدل: فرنسا، وانكلترا، وايرلندا، ودول شمال أوروبا، حيث وصل معدل الانجاب فيها من ١.٨ إلى طفلين لكل امرأة. على خلاف ذلك فإن ألمانيا وبلدان أوروبا الشرقية، والجنوبية، تبدو مهددة أكثر بتراجع عدد السكان حيث يتراوح معدل الإنجاب فيها بين واحد فاصلة ثلاثة إلى واحد فاصلة خمسة طفل لكل امرأة.

ويقول الخبراء ان هذا الانخفاض في الإنجاب يعزا إلى أسباب مختلفة منها ارتفاع نسبة البطالة، بشكل كبير الأمر الذي يدفع النساء إلى عدم الإنجاب، وتوجيه اهتمامهن للبحث عن العمل لمساعدة شريك الحياة.
كما أن طول المرحلة الدراسية، وتطلعات الشباب الأوروبي إلى تحسين مهاراتهم العملية من أجل الحصول على أماكن عمل بدخل عال، من أهم العوامل التي تدفع الشباب إلى العزوف عن التفكير في تأسيس أسرة وإنجاب الأطفال.

ويرى خبراء التزايد السكاني أيضاً أن القيم الاجتماعية التي سادت في أوروبا حتى سبعينيات القرن الماضي، والتي تمنع إنجاب الأطفال بين أي شريكين بدون زواج رسمي، كان لها دور سلبي على معدل الولادات في أوروبا، حيث أثبتت الدراسة تزايد عدد الأطفال في بعض البلدان الأوروبية التي سمحت فيها تحولات القيم الاجتماعية لاحقا بتقبل إنجاب الأطفال بدون زواج كما في ايسلندا.

وأكد الخبراء المختصون بشؤون التزايد السكاني في أوروبا على الدور الفعال الذي ساهمت فيه النساء المهاجرات إلى أوروبا في زيادة معدلات الولادة، حيث أظهرت الدراسة ارتفاع معدل الإنجاب في العائلات المهاجرة في كل من هولندا، وبريطانيا، والبرتغال، والنمسا، وايطاليا، وألمانيا، وفرنسا، واسبانيا من ثلاثة إلى ثمانية بالمئة بين عام 1997 وعام 2006 .

وأثارت هذه الدراسة قلقا كبيرا في الأوساط السياسية والاقتصادية الأوروبية لما لها من آثار سلبية على النمو الاقتصادي الأوروبي، فتراجع عدد الولادات يعني نقص الأيدي العاملة، وارتفاع نسبة الشيخوخة، وبالتالي زيادة الإنفاق على معاشات التقاعد الذي قد يؤدي إلى عجز أوروبا عن تحقيق تطورات اقتصادية تضمن لها التفوق، أمام قوى الاقتصاد العالمية الأخرى.

لذلك يدعو خبراء الدراسات السكانية إلى تطوير سياسات أوروبية تشجع على الإنجاب، وذلك من خلال اصدار قوانين تدعم المرأة العاملة، كتوفير دور الحضانة المؤهلة لرعاية الرضع، وللأطفال الصغار، مما يمكن الأمهات من العودة بسرعة إلى الحياة العملية بعد الولادة.