تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: من عصى الله فيك فلا تكافئه إلا بأن تطيع الله فيه ..

  1. #1

    افتراضي من عصى الله فيك فلا تكافئه إلا بأن تطيع الله فيه ..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
    والصلاة والسلام على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    وبعد،،

    قال الصحابي الجليل أبو الدرداء رضى الله عنه ذات يوم لرجل شتمه ((يا هذا لا تغرقن في سبنا و دع للصلح موضعا فإنا لا نكافيء من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه)).

    ومعلوم أن أبا الدرداء حكيم ولما لا وهو من أكابر اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقد جمع القرآن كله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

    فأقول
    المسلم ينبغي أن يكون عنده عزة نفس
    لكن ينبغى أيضا أن يتحلى بالإنصاف والشفقة والرحمة

    وليس معنى أن أبا الدرداء رضى الله عنه قال هذا الكلام أنه يذل نفسه
    بل هذا مكمن العز
    لأنه كان يستطيع أن يرد عليه بالمثل وربما أكثر
    ولكنه اختار الأكمل ، وهكذا المسلم يختار الأكمل ما استطاع لذلك سبيلا

    فكلامي الذي أقوله هذا لنفسي أولا ثم لكم جميعا

    من عصى الله فينا فلا نكافئه بأكثر من أن نطيع الله فيه ، مع قدرتنا على رد الظلم والحيف ، لكن نترك ذلك ليس تزلفا لأحد ولا خوفا من أحد
    إنما نتركه لوجه الله ابتغاء الثواب من الله ، فنحسن النية في هذا ونجدد النية أننا ما تركنا مكافئة من عصى الله فينا إلا لوجه الله
    على حد قول القائل : ... لا صَفْحَ ذُلٍ وَلَكِنْ صَفْحَ أَحْلامِ

    والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ))من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من الحور العين ما شاء)). أخرجه أبو داود وصححه الألباني.

    وطبعا ليس معنى كلامي أن من انتصر لنفسه فقد بغى
    لا
    فربنا جل وعلا قال: }لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً}
    لكن ربنا جل وعلا ندبنا للعفو في الاية التى تليها مباشرة فقال: } إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً{

    وقال تعالى: } وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ {

    فأن تنتصر لنفسك ممن بغى عليك أو أخطأ فيك أو ظلمك فلا إشكال في ذلك
    لكن أن ينتصر الإنسان لنفسه لدرجة أنه يبغي ويتجاوز حد الدفاع عن نفسه فهذا لم يدل عليه شرع
    قال ربنا جل وعلا: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ{39} وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ{40} وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ{41} إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ{42} وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ{43} }

    فهكذا نرى دوما أن الصبر والغفران وكظم الغيظ أمورا ممدوحة ويندبنا ربنا إليها

    ولكن لا يفوتني أن اقول أن كلام أبو الدرداء رضى الله عنه ليس معناه فقط الصفح والعفو
    بل فيه دلالة أيضا على أن ترد عن نفسك الظلم لكن دون أن تعصى الله في من ترد ظلمه عنك ، يعني لا تبغي عليه
    وقد رأينا من اقتصاد سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه حينما ظلمه واحد من الناس بما ليس فيه
    فلم يبغى عليه سعد بسلطانه ولا بلسانه إنما دعى عليه وكان سعد رضى الله عنه مستجاب الدعوة
    وأيضا فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم

    فالخلاصة

    من بغى علينا ومن عصى الله فينا فينبغي ألا نكافئه إلا بأن نطيع الله فيه ، فكما قلت المسلم نفسه تواقه إلى الأكمل ما استطاع، فما أجمل العفو والصفح الجميل الذي ندبنا الله تعالى إليه والذي هو من عزم الامور

    ووالله الكلام يطول جدا في هذا الباب

    لكن الإشارة تغني اللبيب عن الإسهاب في العبارة

    ولنتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم
    ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه)) أخرجه مسلم.
    والنكرة في سياق النفي تفيد العموم
    يعني أي شئ
    وقد يكون اشتدادك على أخيك رفق
    حتى لا يتوهم أحد أني أعني أن الرفق معناه فقط اللين
    فاللين في موضعه رفق والشدة في موضعها رفق

    غفر الله لنا ولكم
    والحمد لله في الأولى والآخرة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    سبَّ رجل ابن عباس رضي الله عنهما، فلمَّا فرغ قال: (يا عكرمة، هل للرجل حاجة فنقضيها؟ فنكس الرجل رأسه واستحى). ذكره الثعلبي في تفسيره: (9/ 80).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2014
    المشاركات
    631

    افتراضي

    فمن عفا وأصلح
    والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس
    جعلناالله تعالى من أهل العفو

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •