تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: نواقض الاسلام

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي نواقض الاسلام

    نواقض الإسلام العشرة



    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، وبعد:فقد ذكر أهل العلم نواقض للإسلام؛ أي: مُفسِداتٍ، مَنْ فَعَلَها خَرَج من دائرة الإسلام إلى الكفر، نسأل الله السلامة والعافية، أذكرُها للعِلْم بها؛ والحَذَر منها.الناقِض الأول:الشِّرك في عبادة الله، وهو أعظم ذنبٍ عُصِيَ الله به؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً بَعِيدًا ﴾ [النساء: 116].وقال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ﴾ [المائدة: 72].وقال لقمان في وصيَّته لابنه: ﴿ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].وله صورٌ؛ منها: أن يصرفَ العبدُ شيئًا منَ العبادة لغير الله؛ مثل: النَّذْر أو الذَّبْح، أو غير ذلك.الناقِض الثاني:مَنْ جَعَلَ بينه وبين الله وسائطَ؛ يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكَّل عليهم؛ فقد كفر إجماعًا؛ قال تعالى: ﴿ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾ [الزمر: 3]، وقال تعالى: ﴿ وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [يونس: 106].الناقِض الثالث:من لم يُكَفِّر المشركين أو شَكَّ في كُفرهم، أو صحَّح مذهبهم؛ لأن الله - عزَّ وجلَّ - كفَّرهم في آياتٍ كثيرة، وَأَمَرَ بعداوتهم؛ لافترائهم الكذبَ عليه، ولا يُحْكَم بإسلام المرء حتى يكفِّر المشركين، فإن توقَّف في ذلك أو شكَّ في كفرهم مع تبيُّنه؛ فهو مثلهم.أما مَنْ صحَّح مذهبهم، واستحسن ما هم عليه من الكفر؛ فهو كافرٌ بإجماع المسلمين؛ لأن الإسلام هو الاستسلام لله بالتَّوحيد، والانقياد له بالطَّاعة، والبراءة من الشِّرك وأهله، وهذا والى أهلَ الشِّرك، فضلاً عن أن يكفِّرهم؛ قال تعالى: ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 256].الناقِض الرابع:مَنِ اعتقد أنَّ غير هدْيِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أكْمَلُ مِن هدْيِه، أو أنَّ حُكْمَ غيرِه أحسنُ من حُكْمِه، كالذي يفضِّل حكمَ الطواغيت على حُكْمِه، وتمثيل ذلك بالذين يقولون: إنَّ إنفاذَ حُكْم الله في رجم الزَّاني المحصَن، أو قطع يد السَّارق لا يناسب هذا العصر الحاضر؛ لأنَّ زماننا قد تغيَّر عن زمن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أو أن غيره من الأحكام مثله أو أفضل منه؛ قال - تعالى -: ﴿ فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].:ومن ذلك: أصحاب القوانين الوضعيَّة، الذين جعلوها شرعًا ومنهاجًا يسيرون عليه، ويلزمون الناس به؛ قال تعالى: ﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [المائدة: 50]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المائدة: 44].الناقِض الخامس:"مَن أبغض شيئًا مما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولو عمل به كَفَرَ"، وهذا باتِّفاق العلماء، وقد نال المنافقون النَّصيب الأكبر من هذه الخَصْلة، وهم يعملون ببعض شرائع الإسلام الظاهرة؛ ولكنهم في الخفاء يُضمِرون البُغض والكراهية لشريعة الإسلام وأهلها، ويتربَّصون بهم الدَّوائر؛ قال تعالى: ﴿ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾ [المنافقون: 1]، وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاؤُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ ﴾ [المائدة: 61]، وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴾ [البقرة: 14].وقد حَكَمَ الله على مَنْ كره شيئًا مما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالكفر والضَّلال، وأنَّ أعمالهم باطلةٌ مردودةٌ؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 8، 9].فكلُّ مَنْ كره ما أنزل الله فعمله حابِطٌ، وإن عمل بما كره؛ قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 28].الناقِض السادس:مَنِ استهزأ بشيءٍ من دين الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو ثوابه أو عقابه كَفَر؛ والدليل قوله تعالى: ﴿ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [التوبة: 65، 66]؛ فالاستهزاء بشيءٍ مما جاء به الرسول كفْرٌ بإجماع المسلمين، ولوْ لم يقصد حقيقة الاستهزاء، كما لو هزل مازحًا.وقد ذكر الله تعالى حال هؤلاء المستهزئين الساخرين بأشرِّ ما ذكر به قومًا؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ﴾ [المطففين: 29، 30]، وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِين َ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 79]، وقد نَهَى الله - تعالى - عن مُجَالَسة هؤلاء المستهزئين، وأنَّ مَنْ جلس معهم فهو مثلهم؛ قال تعالى: ﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ﴾ [النساء: 140].الناقِض السابع:السِّحر، ومنه الصَّرْف والعَطْف، فمَن فعله أو رضي به كَفَر؛ قال تعالى: ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُون َ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُون َ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 102].أما الصَّرْف: فهو صَرْف الرجل عمَّا يهواه؛ كصَرْفه مثلاً عن محبِّة زوجِه إلى بغضها، والعَطْف: عمل سحريٌ كالصرف، ولكنه عَطْفُ الرجل عمَّا لا يهواه إلى محبَّته، والسِّحر محرَّمٌ بجميع طُرُقه، وفي جميع الشرائع.الناقِض الثامن:مُظاهرة المشركين، ومعاونتهم على المسلمين، والدَّليل على ذلك قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [المائدة: 51].الناقِض التاسع:مَنِ اعتَقَدَ أنَّ بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كما وسع الخضر الخُرُوج عن شريعة موسى - عليه السلام - فهو كافرٌ؛ لأنه مُكَذِّبٌ لقَوْل الله - تعالى -:﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153].فمن رغب الخروج عن شريعة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أو ظَنَّ الاستغناء عنها؛ فقد خَلَعَ رِبقة الإسْلام من عُنُقِه، وعيسى - عليه السلام - عندما ينزل في آخِر الزمان لا يأتي بشرعٍ جديد؛ بل يكون متَّبعًا لشريعة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فشريعته - عليه الصلاة والسلام - باقيةٌ إلى يوم القيامة، وعامَّةٌ لجميع الناس؛ ولا يَسَعُ أحدًا الخروج عنها؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 185].الناقِض العاشر:الإعراض عن دين الله، لا يتعلَّمه، ولا يعمل به؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ ﴾ [السجدة: 22].والمراد بالإعراض: هو الإعراض عن تعلُّم أصل الدِّين، الذي يكون به المرء مُسلِمًا.قال ابن القيِّم - رحمه الله -: "وأما الكفر الأكبر فخمسةُ أنواع"، ذكرها، ثم قال: "وأمَّا كفرُ الإعراض: فأن يُعْرِض بسمعه وقلبه عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يصدِّقه ولا يكذِّبه، ولا يواليه ولا يعاديه، ولا يُصغي إلى ما جاء به ألبتة"[1]. ا هـ.قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله -: "ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجادِّ والخائف؛ إلا المُكْرَه؛ قال تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ﴾، وكلُّها من أعظم ما يكون خطرًا، وأكثر ما يكون وقوعًا؛ فينبغي للمسلم أن يَحْذَرَها، ويخاف منها على نفسه. نعوذ بالله من موجِبات غضبه، وأليم عقابه"[2]. ا هـ.
    والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


    [المصدر]http://www.alukah.net/sharia/0/7874/

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    هل نواقض الإسلام العشرة للشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - متفق ومجمع عليها من المسلمين ؟ ولماذا ذكر هذه النواقض دون غيرها؟ بارك الله فيكم.


    الإجابــة
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
    فقد نقل الإجماع على ذلك فضيلة الشيخ العلامة سليمان بن سحمان -رحمه الله تعالى- حيث قال:فقد ذكر أهل العلم نواقض الإسلام، وذكر بعضهم أنها قريب من أربعمائة ناقض، ولكن الذي أجمع عليه العلماء هو ما ذكره شيخ الإسلام، وعلم الهداة الأعلام، الشيخ: محمد بن عبد الوهاب، من نواقض الإسلام، وأنها عشرة. انتهى. الدرر السنية (2/360).
    وأما سبب اقتصار الشيخ -رحمه الله- على هذه العشرة فهو ما ذكره في خاتمتها حيث قال: وكلها من أعظم ما يكون خطرا، وأكثر ما يكون وقوعا. انتهى.
    وقال الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز- رحمه الله تعالى- في شرح نواقض الإسلام: وذكر العلماء -رحمهم الله- في باب حكم المرتد أن المسلم قد يرتد عن دينه بأنواع كثيرة من النواقض التي تحل دمه وماله، ويكون بها خارجا من الإسلام، ومن أخطرها وأكثرها وقوعا عشرة نواقض ذكرها الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب وغيره من أهل العلم رحمهم الله جميعا . انتهى.
    والله أعلم.- مركز الفتوى-



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    أرجو شرح الناقضين التاليين للإسلام : من اتخذ بينه وبين الله وسائط يسألهم الشفاعة ؟ من اعتقد أن هدي غير النبي أحسن من هدي النبي ؟




    الإجابــة
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
    فإن الفقرة الأولى يعنى بها من يجعلون بينهم وبين الله وسائط يعبدونهم ويدعون التقرب بهم والاستشفاع بهم إلى الله تعالى، كما قال تعالى في شأنهم: وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {يونس:18}.
    وقال تعالى: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ{ الزمر:3}
    فعلم أن مرادهم التقرب إلى الله عن طريق الوسطاء والشفعاء. وراجع للاطلاع على المزيد في هذا، وعلى كلام أهل العلم في تكفير هؤلاء الفتوى رقم: 3779.
    وأما الفقرة الثانية فيراد بها من يعتقد أن منهج وطريقة ومذهب أحد المتبوعين المقتدى بهم أفضل من منهج وطريق النبي صلى الله عليه وسلم. فقد ذكر السيوطي في شرح مسلم عند شرح لحديث: فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
    ذكر أن معنى الهدي هو الطريق يقال فلان حسن الهدي أي الطريقة والمذهب. وراجع الفتوى رقم:32621.
    والله أعلم.
    مركز الفتوى



  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    هل يجوز أن يقال إن الإسلام قاس في الأحكام؟.




    الإجابــة
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

    فإن هذا الكلام لا يجوز، لأن أحكام الإسلام هي أحكام الله تعالى الصادرة من الرحيم الحكيم العدل العليم بمصالح العباد، فهو أعلم بهم وبما يصلحهم، وأرحم بهم من أنفسهم ومن جميع الخلق، ويجب على العبد أن يرضى بالإسلام دينا ويذعن لما فيه من الأحكام، فقد قال تعالى: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا{النساء:65}.
    وفي الحديث: ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا ورسولا. رواه مسلم.
    والله أعلم.
    مركز الفتوى




  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    السؤال



    لو سمحتم أنا أعاني من مشكلة أريد حلا لها: أنا الحمد لله محافظ على الصلوات الخمس وخصوصا الفجر في الجماعة، لكن مرة دخلت أحد المواقع المسيحية فقط من باب الفضول وقرأت بعض المقالات ولا أنكر لكم أني بدأت أشك بالدين الإسلامي، مع العلم أني لم أنطق بأي كلمة كفرية لكن ما زال الشك يلازمني. فماذا أفعل بارك الله فيكم لأني أعرف أن الشك بالدين كفر مخرج من الملة. فهل هذا الكلام صحيح ؟


    الإجابــة



    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
    فإنه لا يجوز للمسلم الذي لم يتسلح بالعلم الشرعي أن يدخل على مثل هذه المواقع لئلا تنطلي عليه شبهات وأوهام أهل الضلال، بل يجب على المسلم أن يفرغ وقته في طلب العلم الشرعي كما قدمنا في الفتاوى: 66840، 103203، 95852، 104958.
    واعلم أن العبد يجب عليه اليقين بصحة الإسلام وبما تدل عليه كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويدل لوجوب اليقين بذلك قول الله تعالى:إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ. {الحجرات: 15}. وقال في شأن المنافقين: وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ. {التوبة: 45}.
    وإذا كان ما يخطر في بالك مجرد خواطر ترد على القلب ولا تستقر فيه ولم تتكلم به فنرجو ألا يكون مخرجا لك من الملة، وراجع في خطر الشك في الدين ووسائل الثبات عليه الفتاوى: 122636، 15219، 67273، 56097، 75056.
    والله أعلم.----مركز الفتوى

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    السؤال
    هل يعتبر الذي يسب الدين كافرا كفرا أكبر مخرجا من الملة لا بد لفاعله أن يدخل في الدين مرة أخرى؟ والذي يتكرر منه هذا الأمر فأصبح عادة له ما حكمه؟


    الإجابــة



    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
    فقد سبق لنا في الفتويين: 133، 48551. بيان أن أهل العلم قد أجمعوا على أن سب الدين كفر بالله عز وجل، فإذا وقع من مسلم فقد ارتد عن الإسلام والعياذ بالله، ولا يعذر بالجهل.
    وعلى ذلك فمن سب الدين -والعياذ بالله- وجب عليه أن يراجع دينه مرة أخرى بتوبة صادقة، والذي ننصح به من وقع في ذلك أن يغتسل ويشهد الشهادتين ويتوب إلى الله تعالى، وأن يكثر من الاستغفار والعمل الصالح، وأن يعلم أن باب التوبة مفتوح أمام العبد من جميع الذنوب كبيرها وصغيرها.
    قال الشيخ ابن باز في فتاوى نور على الدرب: أجمع العلماء قاطبة على أن المسلم متى سب الدين أو تنقصه، أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو انتقصه، أو استهزأ به؛ فإنه يكون مرتدا كافرا حلال الدم والمال، يستتاب فإن تاب وإلا قتل. وبعض أهل العلم يقول: لا توبة له من جهة الحكم بل يقتل، ولكن الأرجح إن شاء الله أنه متى أبدى التوبة وأعلن التوبة ورجع إلى ربه عز وجل أن يقبل، وإن قتله ولي الأمر ردعا لغيره فلا بأس، أما توبته فيما بينه وبين الله فإنها صحيحة، إذا تاب صادقا فتوبته فيما بينه وبين الله صحيحة. اهـ.
    وقال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب: الاستهزاء بدين الله أو سب دين الله أو سب الله ورسوله، أو الاستهزاء بهما كفر مخرج عن الملة، ومع ذلك فإن هناك مجالاً للتوبة منه؛ لقول الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. فإذا تاب الإنسان من أي ردة توبة نصوحاً استوفت شروط التوبة فإن الله تعالى يقبل توبته اهـ.
    والذي يكرر هذا الأمر حتى أصبح عادة له هو على خطر عظيم، ومع ذلك فإن خُتم له بتوبة نصوح قبلت منه، وقد سبق أن بيَّنا أن تكرر الردة لا يؤثر في قبول التوبة في الفتوى رقم: 51043.
    - وأما اختلاف العلماء في قبول توبة من تكررت ردته فإنما هو في قبول توبته في الظاهر، أما في ما بينه وبين الله فإن حقق شروط التوبة فإنها مقبولة، وراجع في ذلك الفتويين: 54989، 118361.
    والله أعلم.--مركز الفتوى

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    سؤالي هو أنه إذا كان هناك في عقد ما شرط قد يؤدي بالمسلم إلى الكفر إذا وافق عليه ولكن الضرورة هي التي أجبرته على ذلك السؤال هو:
    هل إذا قام الإنسان بمعصية حتى ولو صغيرة هل يؤدي ذلك إلى الكفر لأن كثيرا من المسلمين يستخدمون جهاز الكمبيوتر في معصية الله.



    الإجابــة






    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

    فلا يجوز للمسلم أن يوافق على شرط يؤدي به إلى الكفر بالله؛ إلا أن يضطر إلى ذلك ضرورة ملجئة بحيث إذا لم يوافق على هذا الشرط هلك أو تلف منه عضو، فله في هذه الحالة أن يوافق على هذا الشرط في الظاهر ولا يلتزم به في الباطن، بل يكون قلبه مطمئنا بالإيمان، قال تعالى: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النحل: 106}
    وإذا ارتكب المسلم معصية غير الشرك وتكذيب الرسل وإنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة ونحو ذلك من نواقض الإيمان فإنه لا يكفر بذلك، وراجع الفتوى رقم: 10765، والفتوى رقم: 16907، والفتوى رقم: 6617.
    والله أعلم.- مركز الفتوى-

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    السؤال ---علمت حديثا عن نواقض الإسلام المكفرة وهي عشرة، ومنها أن يبغض المسلم شرع الله سبحانه وتعالى حتى ولو عمل به، ووجدت هذا الشيء ينطبق علي، حيث إنني ارتدي الحجاب منذ عشرة أشهر وغير سعيدة به، أبغضه ولا أحبه وأجبر نفسي عليه انصياعا لأمر الله تعالى، فهل هذا ينقض إسلامي وأكفر به حسب النواقض العشرة، وهل أخلعه ليصبح ذنبي أقل من الكفر والبغض؟ شكراً.




    الإجابــة
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
    فإن الواجب على كل مسلم أن يحب ما أحبه الله محبة توجب له الإتيان بما أوجب، وأن يكره ما يكره الله كراهية توجب له الكف عما حرم، وأن يعمل بجوارحه بمقتضى هذا الحب والبغض، فارتداؤك للحجاب أمارة على حبك لله وانصياعك لأمره، وأمارة على الإيمان -إن شاء الله- أما ما تشعرين به من بغض فهو من وسوسة الشيطان والنفس التي غالباً ما تكره النافع المفيد، وليس هو البغض الموجب للكفر، فاستعيذي بالله من الشيطان الرجيم واقرئي القرآن بتدبر، وكذلك تفسير ما يشكل عليك فسوف يذهب عنك هذا الشعور، قال الله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِين َ {الإسراء:82}، قال الإمام الطبري: يستشفى به من الجهل والضلالة ويبصر به من العمى للمؤمنين ورحمة لهم. انتهى.
    أما الكره الذي ذكره أهل العلم الموجب للكفر، فهو كره القرآن لما فيه من التوحيد والتكاليف المخالفة لما ألفوه واشتهته أنفسهم، وكره أهل التوحيد وحب أهل الكفر، قال الإمام الطبري عند قوله تعالى:ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ: كرهوا كتابنا الذي أنزلناه على نبينا محمد وسخطوه فكذبوه وقالوا سحر مبين. انتهى.
    وقال ابن القيم: هذا شأن من ثقلت عليه النصوص فرآها حائلة بينه وبين بدعته وهواه فهي في وجهه كالبنيان المرصوص. انتهى.
    والله أعلم.
    - مركز الفتوى-




  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    السؤال
    ما حكم من سب الله عز وجل وهو في حالة غضب؟



    الإجابــة
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

    فإن سب الله تعالى يعد كفراً مخرجاً من الملة، سواء كان الساب في حالة غضب أو كان في حالة رضا، وسواء كان جاداً أو كان هازلاً، قال تعالى:قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ.... [التوبة:65-66]
    وقد تقدم التفصيل في حكم سب الله تعالى في الفتوى رقم:
    8927 والفتوى رقم:
    767.
    والواجب على من بدر منه ذلك الآن هو التوبة الصادقة والندم والاستغفار والرجوع إلى الإسلام.
    والله أعلم. --مركز الفتوى




  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
    أما بعد: فاعلم أيها المسلم أن الله سبحانه
    أوجب على جميع العباد الدخول في الإسلام والتمسك به والحذر مما يخالفه، وبعث نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم للدعوة إلى ذلك، وأخبر عز وجل أن من اتبعه فقد اهتدى، ومن أعرض عنه فقد ضل، وحذر في آيات كثيرات من أسباب الردة، وسائر أنواع الشرك والكفر، وذكر العلماء رحمهم الله في باب حكم المرتد أن المسلم قد يرتد عن دينه بأنواع كثيرة من النواقض التي تحل دمه وماله، ويكون بها خارجا من الإسلام، ومن أخطرها وأكثرها وقوعا عشرة نواقض ذكرها الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب وغيره من أهل العلم رحمهم الله جميعا، ونذكرها لك فيما يلي على سبيل الإيجاز؛ لتحذرها وتحذر منها غيرك، رجاء السلامة والعافية منها، مع توضيحات قليلة نذكرها بعدها:
    الأول: الشرك في عبادة الله تعالى، قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[1]، وقال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ[2]، ومن ذلك دعاء الأموات، والاستغاثة بهم، والنذر والذبح لهم كمن يذبح للجن أو للقبر.
    الثاني: من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم فقد كفر إجماعا.
    الثالث: من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر.
    الرابع: من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه، كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه - فهو كافر.
    الخامس: من أبغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فقد كفر؛ لقوله تعالى:ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ[3].
    السادس: من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه أو عقابه كفر، والدليل قوله تعالى: قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[4].
    السابع: السحر، ومنه الصرف والعطف، فمن فعله أو رضي به كفر، والدليل قوله تعالى: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ[5].
    الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ[6].
    التاسع: من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم - كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام - فهو كافر؛ لقوله تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[7].
    العاشر: الإعراض عن دين الله، لا يتعلمه ولا يعمل به، والدليل قوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ[8].
    ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف، إلا المكره، وكلها من أعظم ما يكون خطرا، وأكثر ما يكون وقوعا.
    فينبغي للمسلم أن يحذرها، ويخاف منها على نفسه، نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه، وصلى الله على خير خلقه محمد وآله وصحبه وسلم. انتهى كلامه رحمه الله.
    ويدخل في القسم الرابع:
    من اعتقد أن الأنظمة والقوانين التي يسنها الناس أفضل من شريعة الإسلام، أو أنها مساوية لها، أو أنه يجوز التحاكم إليها، ولو اعتقد أن الحكم بالشريعة أفضل، أو أن نظام الإسلام لا يصلح تطبيقه في القرن العشرين، أو أنه كان سببا في تخلف المسلمين، أو أنه يحصر في علاقة المرء بربه، دون أن يتدخل في شئون الحياة الأخرى، ويدخل في الرابع أيضا من يرى أن إنفاذ حكم الله في قطع يد السارق أو رجم الزاني المحصن لا يناسب العصر الحاضر، ويدخل في ذلك أيضاكل من اعتقد أنه يجوز الحكم بغير شريعة الله في المعاملات أو الحدود أو غيرهما، وإن لم يعتقد أن ذلك أفضل من حكم الشريعة؛ لأنه بذلك يكون قد استباح ما حرمه الله إجماعا، وكل من استباح ما حرم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة؛ كالزنا، والخمر، والربا، والحكم بغير شريعة الله - فهو كافر بإجماع المسلمين.
    ونسأل الله أن يوفقنا جميعا لما يرضيه، وأن يهدينا وجميع المسلمين صراطه المستقيم، إنه سميع قريب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه.
    مفتي عام المملكة العربية السعودية
    ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
    عبد العزيز بن عبد الله بن باز






الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •