من نفحات هذا الشهر الفاضل الإعانةُ على صومه والإقدارُ على قيامه...ويُدرَكُ هذا المعنى في بلاد يصوم أهلُها ساعاتٍ طوالٍ مع الغُربة والبُعد عن الأهل والأحباب وانعدامِ الجوِّ المساعِد..كما يُدرِك هذا المعنى اللطيف كلُّ منْ كان به مرضٌ قد يمنعه من الصوم وهو مع ذلك مُؤْثرٌ له مُقْدٍم عليه لا يبغي عنه متحوَّلا..ولقد شاهدنا من التزام ذوي الأعذار بالصوم ما قد قُضي منه العجبُ كما شاهدنا من ذوي الأعذار الإقبال على صلاة التراويح ما قد يدْهشُ له ذو الُّلبِّ الحصيف..وترى المريضَ في هذا الشهر الكريم سعيدا بصيامه جَذْلان َلإقباله على طاعة ِربِّه وقد يجدُ منْ نفسه خِفَّة ًمن سُقْمٍ، وشِفاءً من علَّة..كما تجدُ الضَّعيفَ الواهنَ قدْ أُلهمَ قُدرةً ونشاطا على القيام باللَّيل...اللهم اشفنا من علة وقوِّنا من ضعف بفضل الصيام والقيام..