تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تبا لك أيها الجحود، أف لك من حجاب أيها الإلف!

  1. #1

    افتراضي تبا لك أيها الجحود، أف لك من حجاب أيها الإلف!

    تبا لك أيها الجحود،
    أف لك من حجاب أيها الإلف!

    عجبت لحاله فاستنكرت قائلا:
    (صبح) (خلال) (مساء) كل يوم هم حولك، في (صلاح) (سوء) حالك هم عندك، وفي (فرح) (حزن) (عادي) شعورك هم معك، لا يغيبون عنك (أين) (كيف) كنت.
    فعم تبحث في وجوه أخر؟
    مالك تنأى بجانبك عنهم مشغوفا بغيرهم تتسول حب وعطاء سواهم؟

    أجابني ببرود:
    لا غرابة، فهم أهلي، وهذه طبيعة الأهل...

    قلت: صدقت؛ لا غرابة أن لا يرى الإنسان فضل والديه وأهله، وقد نسي (ربه) المنعم من قبل،
    يكاد إن سئل عن عدم شكره أن يجيب هو ربي،
    وأن ينعم علي لهو شيء عادي!
    {إن الإنسان لظلوم كفار}...

    صمت قليلا، ثم عاد ليقول:
    ليس الأمر كذلك؛ لك أن تتخيل فقط كم هو جميل شعورك أن شخصا من خارج هذا المحيط القريب يمنحك مثل هذا الود وذاك الاهتمام، ستراه حقا شيئا رائعا يفوق جمال حب أهلك لك، ستكون مشغوفا به لأنه (خالف المعتاد) من الجفاء بين الأغراب!

    قلت: لا أعجب أيضا، لا عجب في أن يألف ويعتاد المرء فضل والديه وأهله، ويعمى عن روعته، وقد ألف الكون وبهاء صنعته واعتاد الوجود فلا يؤثر فيه تعظيما لمن أوجده.
    وقد صار يقرأ القرآن فلا يؤثر فيه من كثرة ما كرره بلسانه، وهو الكتاب الذي لا تنقضي عجائبه ولا منتهى لإعجازه... حجبه الإلف، وقلة التذكر وعدم التفكر.

    تلعثم فقال: ألا تصدق بالأخوة في الله!
    قلت: رد الله عليك بصيرتك حتى تعي أن الأخوة ليست تلك التي تنسيك بر أهلك، وليست التي تجعلك تسحب عنهم رعايتك توليها سواهم، بل على العكس الإخوان عون على البر والتقوى وطاعة المولى الذي قال: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا}.
    فقدم حق الوالدين وذي القربى...

    ولا أخالك قريبا إلا متبدلا حالك وذاهبا عنك إعجابك وشغفك بمن زعمت أنهم إخوانك إذا علمت أنه ليس غريبا رعاية الإخوان بعضهم، وأنه من أبسط الحقوق بينهم، أو إذا ألفتهم واعتدتهم وما عادوا يقدمون لك جديدا يكفي ليسد طمعك وشغفك ولهفك للجديد أراك مفارقهم راميهم بالجفاء.

    أفق، لا تعبد الله على مرادك منه، ولا تشغلك النعمة عن المنعم.
    كن وفيا للناس، كن معطاء لا لاهثا خلف من يعطيك ما يرضيك فحسب.
    اللهم طهر قلوبنا ورد حياتها في فضل منك وعافية، ونور بصائرنا يا نور السماوات والأرض.
    الأمة الفقيرة سابقا: )

  2. #2

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال بنت سامي عيسى مشاهدة المشاركة
    كن وفيا للناس، كن معطاء لا لاهثا خلف من يعطيك ما يرضيك فحسب.
    اللهم طهر قلوبنا ورد حياتها في فضل منك وعافية، ونور بصائرنا يا نور السماوات والأرض.
    آمين ، بارك الله فيكِ أختي الغالية .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •