♦ ملخص السؤال:
فتاة عُقِد عَقْدُ زواجها على شابٍّ، لكنها لا تحبه، وزواجها بعد شهر، ولا تستطيع أن تُخْبِرَ أهلها لأن والدها سيرفض الطلاق!

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في العشرين من عمري، تقدم لخطبتي شابٌّ في الثلاثين، وافقتُ عليه في البداية، ولا أعلم لماذا تسرعتُ ووافقتُ عليه؟! قد يكون مجرد إعجاب، أو شفَقة لأن والدي أبدى رفْضَه بعد الرؤية الشرعية لبُعد مدينته على مدينتنا، كما أن الواسطة التي توسطت بيننا أخبرتني برفض الكثيرات له، وهذا ما جعلني أشفق عليه أكثر.


عُقِد عَقْدُ الزواج، ولم أَذُقْ معه طعمَ الحبِّ الذي تعيشه أغلب الفتيات، ولم أستَطِعْ أن أحبَّه، مع أني لم أرَ منه إلا كل خير.


افتعلتُ كثيرًا مِن المشكلات حتى يطلقني، لكنه كان يصبر ويُبعد الفكرة من رأسه تمامًا!


أختي قبل مدة قصيرة عُقِدَ عَقْدُ زواجها على شابٍّ مُعجَبٍ بها وهي مُعجبة به، وللأسف كنتُ أنا معجبةً بأخيه! والآن حين أتذكره أشعر بضيقٍ؛ فأعلم أنها خيانة لزوجي، لكن هذا يحدث لا إراديًّا!


تعبتُ وضاق صدري منه، وكلما اتصل بي شعرتُ بالاختناق والضيق، فلا أُحِبُّ مراسلته، ولا التكلم معه.


حفل زفافي بعد شهر، ولا أستطيع طلب الطلاق ولا أظن والدي سيوافق على شيء كهذا!


أرجو أن تشيروا عليَّ فحالتي النفسية متعبة


وشكرًا لكم


الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أختي الكريمة، دينُنا الحنيفُ يَضَعُ أفضلَ الحلول لمثل هذه العوارض، ولعلك فهمتِ قصدي، فهناك الاستخارةُ التي من المفترض أن تكونَ أول ما تلجئين إليه، ولا مانع مِن طرْح بعضٍ مِن الحلول التي قد تكون مُعينةً لك في اتخاذ القرار.

لكن بداية سأطرح عليك بعض الأسئلة التي أريد أن تُجيبي عنها على نفسك.
• هل الرجل يصلي؟


• هل هو صاحب خلق؟ (وأظنه كذلك حسبما ذكرتِ مِن صفاته).


• هل سبب النفور أمر واضح وملموس، أو مجرد مشاعر لا تعلمين أسبابها؟


إذا كانت الإجاباتُ إيجابيةً، فأنصحك بعدم الاستعجال في الرفض، فقد توفرتْ في الشخص أُسُسٌ تحتاجها المرأةُ في الرجل لتكوين علاقة زوجية مستقرة - بإذن الله.


أختي الكريمة، مجرد النفور لا يكفي للحكم على مستقبلك مع هذا الرجل، والعكس بالعكس، وحتى تتضح المسألة أضرب لك مثالاً واقعيًّا: ألَم تسمعي بعلاقات زوجيةٍ بدأتْ بالحبِّ والإعجاب، وانتهتْ بعكس ذلك؟!


وكذلك حين تتأملين فيمَن حولك مِنَ الأُسَر التي تحقَّق لديها استقرارٌ وهدوءٌ وسعادةٌ بين الزوجين برغم أنها بدأتْ بلا حبٍّ ولا إعجابٍ؛ حيث يتقدَّم الرجلُ لخطبة المرأة، فتقبله بناءً على الرضا بخُلُقه ودينه، وهذا أمرٌ يجب أن تتأمليه قبل الاستعجال في اتخاذ القرار.


ثم إنَّ القلوب بيد الله يُقَلِّبها كيف يشاء، فمَن أحببته اليوم قد تبغضينه غدًا، والعكس كذلك، فقد قيل: ((أحبِبْ حبيبَك هونًا ما عسى أن يكونَ بَغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما عسى أن يكونَ حبيبك يومًا ما))، وقبل ذلك يقول الله عزَّ وجلَّ: ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19].


استمري في مُوافقتك، ولا تستسلمي لمشاعرِ الخوف والقلق، وألِحِّي على الله بالدعاء أن يختارَ لك ويرضيك بقضائه، وألا يكلك إلى نفسك طرفة عين، واجتهدي في قربك مِن الله والبُعد عن الذنوب، فقد تكون سببًا لما أنت فيه مِن حَيرةٍ واضطرابٍ، وفوِّضي أمركِ إلى الله، وثقي أنه لن يكون إلا ما أراد الله عز وجل، فهو أعلم بحال عباده وأرحمُ بهم.


وأما ما ذكرتِ مِن أمر إعجابك بقريبِ زوج أختك، فكما ذكرتُ لك في السابق أنه ليس شرطًا أن تكون الأمور كما يظهر منها، فضلاً عن حرمة ذلك، وأقصد إعجابك وتفكيرك به؛ حيث إنك أصبحتِ متزوجةً، ولا شك أن مثل هذا قد يكون مِن الشيطان ليصدك عن الخير، فإن أحب ما إليه هو التفريق بين الزوجين.


أختي الكريمة، في حال كون النفور الذي تشعرين به شديدًا، هنا ستختلف المسألة لأنَّ الله عز وجل لا يُكلِّف نفسًا إلا وُسْعها، فإنْ كان كذلك فلا تُجْبِري نفسك على الزواج برجل نفرتِ منه، ومن ثَم قد تقصرين في حقه تقصيرًا مُخِلاًّ يُؤثِّر على استقرار العلاقة، ويكون سببًا في ظُلمك لزوجك.


استعيني بالله ولن يخيبك


وأسأل الله لك التوفيقَ والإعانةَ