نقود على بند التقويم اللغوي في الاختبارات وأحد الكتب الخارجية الشارحة (2)
(1)
في الجزء الأول من هذا الموضوع المعنون بـ"في النقد التعليمي .. هنات بند التقويم في أحد الكتب الخارجية الشارحة كتاب الوزارة"- أشرت إلى سبع ملحوظات، وفي هذا الجزء أكمل مع الكتاب الخارجي الشارح اللغة العربية، وأضيف إليه بعض ملحوظات على اختبارات اللغة العربية العامة، وما ذلك إلا لأهمية بند التقويم في بلورة المسائل اللغوية، ولأهميته في سلم المنهج الحديث.
(2)
ح- كيف حالك؟
موضوع هذه الهنة ورد في ص239 س4 ب للصف الثاني الابتدائي، وهو يتناول خطأ شائع عند السؤال بـ"كيف".
كيف؟
إن "كيف" تسأل عن الحال؛ لذا لا يجب مجيء كلمة "الحال" بعدها، بل يجب إيراد المسئول عنه بعدها، فيقال: كيف أنت؟ وكيف هو؟ وهكذا.
وقد جاءت "كيف" في القرآن الكريم في اثنين وستين موضعا متلوة بفعل إلا في موضع واحد كانت متلوة باسم، قال تعالى: {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} [الملك: 17].
وقال الشاعر:
قال لي كيف أنت قلتُ عليل *** سهر دائم وحزن طويل
لكن الكتاب أوردها في الصفحة المذكورة آنفا على وفق الخطأ الشائع كما يأتي:
[حدد نوع الأسلوب (نفي - استفهام - نداء):
1- كيف حالك؟ (أسلوب: ................)]

ط- بين "تعالى" الماضي، و"تعال" الأمر
هنة هذه المرة تتناول خطأ عدم التفريق بين الفعل الماضي والفعل الأمر لصيغة "تفاعل" من مادة "ع ل و".
كيف؟
إن صيغة تفاعل من "ع ل و" في الماضي تكون كاملة "تَعَالَى"، أما في الأمر فتكون ناقصة "تَعَالَ" بحذف لام الكلمة؛ لذا فطريقة كتابة الكلمة لهذه الصيغة هي الفيصل بين نوعي الفعل، فهل راعى الكتاب ذلك؟
لا.
كيف؟
أورد الكتاب ذلك ص 245 س2 ب للصف الثاني الابتدائي، فقال:
[تخير الإجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتي:
1- مرادف "هيا" .............................. .......(تعالى - قم - اذهب)]
وكان يجب أن يكون الفعل الأول في الاختيارات هكذا "تعال".
لمَ؟
لأن "هيا" اسم فعل أمر أو فعل أمر؛ لذا فمعناه يجب أن يكون أمرا لا ماضيا، فيكون "تعال" لا "تعالى".
ي- عدم جزم جواب الطلب
أورد كتاب "سلاح التلميذ" للصف السادس للعام الدراسي 2015/2016م اختبار محافظة المنيا من ص 548 حتى ص550، وكانت قطعة النحو في ص550، ونصها كالآتي: (التسامح خلق عظيم يسمو بالفرد، ويجب أن يتحلى الناس به؛ ليعيشوا آمنين في أوطانهم؛ فكن صادقا مع أخيك يرضى عنك الله والناس).
ماذا هنا؟
هنا عدم جزم الفعل "يرضى" الواقع في جواب الطلب الأمري المتحمل معنى الشرط "إن تصدق مع أخيك يرض عنك الله والناس"؛ لذا كان يجب جزمه، فتصبح الجملة "فكن صادقا مع أخيك يرض عنك الله والناس". قال تعالى: {... تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 61]. وقال: {... تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الأنعام: 151].

ك- عدم التسوية بين كلمتي المعاني المتعددة تعريفا وتنكيرا
أوردت في الجزء الأول بند "ز" ملحوظة عنوانها "ز- عدم التفريق بين النكرة والمعرفة"- تحدثت فيها عن عدم الاهتمام بالتسوية بين الكلمات تعريفا وتنكيرا، وقد فوجئت بأحد اختبارات اللغة العربية النهائية لهذا العام للصف الثاني الابتدائي بهذا الأمر.
كيف؟
جاء السؤال كالآتي: {ب- ضع خطا تحت المعنى المناسب مما بين القوسين للكلمة التي تحتها خط:
- العقل السليم في الجسم السليم (الصحيح – المريض – اسم ولد)
- سليم تلميذ نشيط (اسم ولد – صحيح - مريض)}
لقد رأى الممتحن أن هناك اتحادا بين الكلمتين نظرا إلى اتحاد مادتهما المعجمية "س ل م"، ولاتحاد صيغتهما الصرفية "فعيل"، لكنه تجاهل الفرق التعييني بينهما الذي لا يجعلهما كلمة واحدة تصلح موضوعا لاستراتيجية "المعاني المتعددة" بل تصلح للكلمات المتعددة كما بينت قبلا في المقالات التحليلية القرائية الخاصة باسترا تيجية "المعاني المتعددة".
ما الصواب؟
كان الصواب أن تتغير الجملة الأولى حتى تكون الجملتان مثالا لاستراتيجية "المعاني المتعددة".
كيف؟
كان يجب أن تكون الجملتان كالآتي:
- الجسم السليم فيه عقل سليم.
- سليم تلميذ نشيط.