ضعفاء العقيلي ج1/ص200
حدثني محمد بن عيسى الهاشمي قال حدثني جعفر بن عامر قال سمعت أحمد بن حنبل يقول : جرير بن عبد الحميد لا يفصل بين مغيرة عن إبراهيم كان يكره .
ضعفاء العقيلي ج1/ص200
حدثني محمد بن عيسى الهاشمي قال حدثني جعفر بن عامر قال سمعت أحمد بن حنبل يقول : جرير بن عبد الحميد لا يفصل بين مغيرة عن إبراهيم كان يكره .
معنى كلامه أخي العزيز (حمد): أن جرير كان لا يفصل في الرواية بين المغيرة وإبراهيم بفاصل التحديثن بل يجعلهما راوٍ واحد في الحديث الذي أتى من طريقهما عن إبراهيم رحمه الله: حيث كان إبراهيم يكره سؤر الجنب ووضؤه وشرابه..... الخ.
وانظر لزاما لزاما المصنف لعبد الرزاق رقم (392) وتعرف المراد.
رعاك الله ووفقك.
بارك الله فيكم.
فهمت من كلامكم: أنه كان يقول: حدثنا مغيرة إبراهيم، أو مغيرة بن إبراهيم، أو شيئًا مثل هذا.
وهذا ليس بظاهر عقلاً؛ لأن مغيرة شيخه الذي روى عنه، ولا بد أنه يعرفه ويعرف أباه ونسبه، فإنه ضبّيٌّ مثله، وهما كوفيان أيضًا، وقد كان جرير يقود مغيرة -إذ كان مغيرة أعمى-.
كما أن ما فهمته من كلامكم ليس بظاهر واقعًا؛ فقد روى كثيرًا عن مغيرة عن إبراهيم: كان يكره...، انظر: مصنف ابن أبي شيبة (307، 3507، 4874، 11637، 11744، 12403، 19954، 20070، 20836، 21550، 25840، 30115).
والصواب -فيما يظهر-: أنه قد وقع في مطبوعة ضعفاء العقيلي ونسخته سقط، وقد أُثبت النصُّ في الطبعة الجديدة المحققة (طبعة السرساوي) كالتالي:
حدثني محمد بن عيسى الهاشمي، قال: حدثني جعفر بن عامر، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: (جرير بن عبدالحميد لا يفصل بين مغيرة عن إبراهيم: "كان يكره"، أو: "بكرة"...).
وقال المحقق:
(في [ظ]: "وإبراهيم: كان يكره"، والمعنى غير واضح، وما أثبتناه من [ر]، ويكون مقصود أحمد -إن شاء الله-: أن جريرًا لا يفصل بين "يكره" و"بُكرة"، وذلك بسبب غفلته وقلة ذكائه. والله أعلم).
وهذا -فيما يظهر- مبالغة من الإمام أحمد في وصف غفلة جرير، أو أنه وقف على تصحيف لجرير في تلك الكلمة.
أحسن الله إليك يا شيخ (محمد)، ولكن ليس العبرة بالفرضيات حفظك الله، الذي في نسختي لكتاب (الضعفاء) وهي نسخة محققة تحقيقا علميا لا بأس به من قبل الفاضل (حمدي بن عبد المجيد السلفي) النص كالتالي:
[جرير بن عبد الحميد لا يفصل بين مغيرة وإبراهيم، كان يكره]
ثم قال في الحاشية: في النسخة الناقصة: بين مغيرة عن إبراهيم.
وهناك لطيفة أخرى قد يكون لها وجها، وهي ضبط كلمة (يكره)، ألا يجوز أن تكون هكذا: (يُكْرَه)؟! والمعني جرير طبعا.
وبالنسبة لإحتمال السقط، فإني أعتقد بعده لكثرة النسخ التي حقق العلماء عليها الكتاب، إلا أن يكون السقط قديم ومن ثم اتفقت النسخ المستنسخة على ذلك. والله تعالى أعلم
وإليك.
لا أجد فيما كتبتُ "فرضيات" مجردة لا يمكن الاعتبار بها.
وتحقيقات حمدي السلفي عند أهل المعرفة ليست بتلك عمومًا، وطبعته لهذا الكتاب من جملة ذلك.
والذي في النسخة الناقصة عند حمدي هو الذي في نسخة [ر] عند السرساوي في طبعته التي نقلتُ منها آنفًا، ولم ينقله حمدي السلفي بتمامه -فيما يظهر- كما نقله السرساوي.
والطبعتان السابقتان اتخذتا نسخة الظاهرية أصلاً، وهي التي لم يرد فيها قوله: (أو بكرة)، وأما طبعة السرساوي؛ فقد اعتمدت الراجح من النسخ جميعًا مع بيان الفروق.
وأما "كثرة النسخ التي حقق العلماء عليها الكتاب"؛ فليس للكتاب إلا ثلاث نسخ فقط، وقد اعتمدوا عليها في طبعات الكتاب الثلاث، لكن الأمر كما قدَّمتُه، والنسخة الثالثة لم تبدأ إلا بحرف الحاء، فحرف الجيم ساقط فيها.
وعلى كلٍّ؛ فالتفسير الذي قدمتموه لا أرى له وجهًا، بل هو غير مستقيم أصلاً -كما سبق بيانه-، والله أعلم.
هونك عليك يا شيخ (محمد) وهل تعتقد ثلاث نسخ قليل؟! لا يهم الآن.
لكنك غفر الله لك أعطني معنا واضحا لنقلك هذا وقبولك له: (ويكون مقصود أحمد -إن شاء الله-: أن جريرًا لا يفصل بين "يكره" و"بُكرة").
حتى أعرف أنه ليس هناك فرضيات؛ وذلك لوضوح الكلام ومعرفة مراده.
وجزاك الله عني خير الجزاء.
الشيخ الفاضل (أبا عبد الله) حفظه الله ورعاه، أبشر بما يسرك بإذن الله تعالى.
أولا: ليس هناك سقط ولا نقص في النص. وسيأتي ما يؤيد هذا.
ثانيا: المراد بكلمة (لا يفصل)؛ أي: لا يفصل بينهما في حديثهما بعبارة التحديث في مجلس التحديث نفسه. وسأورد ما يبين ذلك.
ثالثا: المراد بكلمة (كان يكره)؛ أي: كان يكره الفصل بحدثنا حتى ينتهي مجلس التحديث.
وهذه النقولات التي تبين المراد وتوضحه بإذن الله تعالى:
* قال يعقوب بن أبي شيبة: ذكر لأبي خيثمة يوما إرسال جرير الحديث؛ وأنه لم يكن يقول: حدثنا، وقيل له: تراه كان يدلس؟! فقال أبو خيثمة: لم يكن يدلس؛ لأنا كنا إذا أتيناه وهو في حديث الأعمش أو منصور أو مغيرة؛ ابتدأ فأخذ الكتاب فقال: حدثنا فلان ثم يحدث عنه مبهم في حديث واحد ثم يقول بعد ذلك: منصور منصور، والأعمش أعمش، لا يقول في كل حديث حدثنا حتى يفرغ من المجلس.
(انظر تاريخ بغداد ج7/ص259، تهذيب الكمال ج4/ص547، سير أعلام النبلاء ج9/ص15).
وبالنسبة للكلام بعد جملة الإمام أحمد عن جرير في (العقيلي) فهذا ما يوضحها أخي العزيز:
* قال إبراهيم بن هاشم: لما قدم جرير بن عبد الحميد يعني بغداد نزل على بني المسيب، فلما عبر إلى الجانب الشرقي جاء المد، فقلت لأحمد بن حنبل: تعبر؟ فقال: أمي لا تدعني.
(انظر تاريخ بغداد ج7/ص257، تهذيب الكمال ج4/ص546)
أرجو أن يكون اتضح الأمر، غفر الله لي ولك وللمسلمين آمين.