قصة قصيدة
قصيدة : المومياء الفاتنة ..
كان لي صديق غاية في المشاعر المهرفة والاحاسيس الرقيقة في الوقت الذي كان فيه غاية في قبح الوجه وذمامة المنظر تعلق بامرأة غاية في الجمال والفتون اظنها حين رايتها من خلال حديثه عنها انها من اجمل نساء الدنيا وقص علي مرارا وتكرارا لقاءاته بها ومصارحته لها بمشاعره ومدى ذوبانه في عشقها وامتزاج روحه بها وتعلق قلبه بها وكان يراها في كل اشيائه ويستذوقها في كل لحظاته واخبرني انها تبادله كل ذلك ومضى على حاله معها عام من عمره ولما دعاها لخطبتها ابانت له وجهها بكل ثآليله وصديد قروحه وبرودة تحنطه انها كانت تشفق عليه وانه لو كان الرجل الوحيد في الدنيا فتفضل الموت على ان تقبل به فطحنته برحاها كالهشيم وذرته كالغبار فتجمع غباره على هامة قلمي يسستصرخ الصرعة فوق صفحات اوراقي فباح بما بقي من حطامه لي بانتحاراته وتشتت اشلائه وطلب مني اكتب له ولادته ومقتله على مقصلة من رايتها احدى اكثر المومياءات فتونا ..وجاء ببعض ابياتها :
يا بريقا لم يزل يخدعني
لامعا وسط ظلام الغلس
كم ظننت انه يدعوني
وحسبت هاديا كالقبس
***
فاذا جئت سرابا جامدا
قد وجدت وبقايا مقل
وشضايا من شفاه لم تزل
تذكر الحب بقايا قبل
***
وفؤاد حبّه حنّطه
وعروق ملئت منه دموعا
وجراح ميتات سافرت
عنها أهات الهوى دون رجوعا
***
تحفة تسرق اضواء العيون
وتصوغ الحب نورا في الجباه
غيرما إن جئتها بانت لك
دونما قلبا يحس أو حياه
***
والى كل مومياء .. ممن تحطم قلب الغير وتدهس مشاعره بمتحجر قلبها ولن يطغى على قناع وجهها الحجري شيئ من الملامح التي تذهب صدأ تحجر الحب الذي تسقه عروق تجري فيها دماء المومياءات منذ عصور....
عصام الخزرجي الانصاري
مهداة الى الاخ الكريم .... مع الحب والفتون واعلمه ان مصير المومياءات بين المقابر والمتاحف
نشرت في جريدة العرب اليوم / الملحق الثقافي / اليوم السابع