قال الحاكم: سمعت محمد بن داود بن سليمان يقول: كنّا عند الحسن بن سفيان، فدخل ابنُ خزيمة، وأبو عمرو الحيري، وأبو بكر بن عليّ الرّازيّ في جماعة وهم متوجّهون إلى فراوَة، فقال أبو بكر بن عليّ: قد كتبتُ هذا الطَّبَق من حديثك.
قال: هات. فأخذ يقرأ، فلما قرأ أحاديث أدخَلَ إسنادًا في إسنادٍ، فردّه الحسن، ثمّ بعد ساعة فعل ذلك، فردّه الحَسَن، فلمّا كان الثالثة قال له الحَسَن: ما هذا؟ لقد احتملتك مرَّتين وهذه الثالثة، وأنا ابنُ تسعين سنة. فاتّق الله في المشايخ، فربمّا استُجيبت فيك دعوة.
فقال له ابن خُزَيْمة: مَه، لا تؤذِ الشّيخ.
قال: إنّما أردتُ أن تعلم أنّ أبا العبّاس يعرف حديثه.
ينظر: الذهبي: "تاريخ الإسلام" (7/66)، و"سير أعلام النبلاء" (14/158-159).