دراسة الكتب التسعة مقدم على دراسة فن العلل وكتب الرجال
دراسة الكتب التسعة مقدم على دراسة فن العلل وكتب الرجال
" تصحيح مفاهيم "
" دراسة الكتب التسعة مقدم على دراسة فن العلل وكتب الرجال "
وسأنقل لكم من المتقدمين ، والمتأخرين ، والمعاصرين .
قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع :
وأحقها بالتقديم كتاب الجامع والمسند الصحيحان لمحمد بن اسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري ......... ، ومما يتلو الصحيحين سنن أبي داود السجستاني وأبي عبد الرحمن النسوي وأبي عيسى الترمذي وكتاب محمد بن اسحق بن خزيمة النيسابوري الذي شرط فيه على نفسه اخراج ما اتصل سنده بنقل العدل عن العدل الى النبي صلى الله عليه و سلم ثم كتب المسانيد الكبار مثل مسند أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ....... ، ثم الكتب المتعلقة بعلل الحديث فمنها كتاب أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وأبي علي الحافظ النيسابوري وأبي الحسن علي بن عمر الدار قطني وكتاب التمييز لمسلم بن الحجاج القشيري ثم تواريخ المحدثين وكلامهم في احوال الرواة .
وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى في التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير في أصول الحديث :
فصل:
ولا ينبغي أن يقتصر على سماعه وكتبه دون معرفته وفهمه ، فليتعرف صحته وفقهه ومعانيه ولغته وإعرابه وأسماء رجاله محققاً كل ذلك معتنياً بإتقان مشكلها حفظاً وكتابة مقدماً الصحيحين ، ثم سنن أبي داود ، والترمذي ، والنسائي ، ثم السنن الكبرى للبيهقي ، وليحرص عليه فلم يصنف مثله ، ثم ما تمس الحاجة إليه ، ثم من المسانيد مسند أحمد بن حنبل وغيره ، ثم من العلل كتابه ، وكتاب الدارقطني .
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى في الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث :
ينبغي للطالب أن يقدم الاعتناء بالصحيحين ، ثم السنن كسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ، وصحيحي ابن خزيمة وابن حبان والسنن الكبرى للبيهقي ، ثم بالمسانيد ، وأهمها مسند أحمد ، ثم بالكتب المؤلفة في الأحكام وأهمها موطأ مالك ثم كتب ابن جريج وابن أبي عروبة وسعيد بن منصور وعبدالرزاق وابن أبي شيبة .
ثم العلل ، ثم يشتغل بكتب رجال الحديث وتراجمهم وأحوالهم ثم يقرأ كثيراً من كتب التاريخ وغيرها .
قال الإمام السيوطي رحمه الله في ألفية الحديث :
وَقَدِّمِ الصِّحَاحِ ثُمَّ السُّنَنَا
ثُمَّ الْمَسَانِيدَ وَمَا لا يُغْتَنَى
وقال الشيخ محمد محفوظ بن عبد الله الترمسي في منهج ذوي النظر في شرح منظومة علم الأثر :
( وقدم ) أيها الطالب في السماع والضبط والتفهم والمعرفة ( الصحاح ) يعني الصحيحين للبخاري ومسلم ( ثم ) بعدهما ( السننا ) لأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان وغيرهما ، ولا سيما السنن الكبير للبيهقي ......... ( ثم ) بعد ذلك ( المسانيد ) والجوامع ، فأهم المسانيد مسند الإمام أحمد ويليه سائر المسانيد ، وأهم الجوامع : الموطأ ..... ( و ) كل ( مالا يغتنى ) عنه من كتب العلل ...... ومن كتب الأسماء .
قال الإمام ابن الصلاح رحمه الله تعالى في مقدمته :
ولتقدم العناية بالصحيحين ، ثم بسنن أبي داود وسنن النسائي وكتاب الترمذي ضبطا لمشكلها وفهما لخفي معانيها ، ولا يخدعن عن كتاب السنن الكبير للبيهقي فإنا لا نعلم مثله في بابه ، ثم بسائر ما تمس حاجة صاحب الحديث إليه من كتب المساند كمسند أحمد ، ومن كتب الجوامع المصنفة في إلاحكام المشتملة على المسانيد وغيرها وموطأ مالك هو المقدم منها ، ومن كتب علل الحديث ومن أجودها كتاب العلل عن أحمد بن حنبل وكتاب العلل عن الدارقطني ومن كتب معرفة الرجال وتواريخ المحدثين ومن أفضلها تاريخ البخاري الكبير و كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ومن كتب الضبط لمشكل الأسماء ومن أكملها كتاب الاكمال لأبي ناصر بن ماكولا .
قال الإمام ابن جماعة الكناني رحمه الله تعالى في تَذْكِرَة السَّامِعِ والمُتَكَلِّم في أَدَب العَالِم والمُتَعَلِّم :
ويعتني أولاً بصحيحي البخاري ومسلم ، ثم ببقية الكتب الأعلام والأصول المعتمدة في هذا الشأن كموطأ مالك وسنن أبي داود والنسائي وابن ماجه وجامع الترمذي ومسند الشافعي ، ولا ينبغي أن يقتصر على أقل من ذلك .
ونعم المعين للفقيه كتاب السنن الكبير لأبي بكر البيهقي ، ومن ذلك المسانيد كمسند أحمد بن حنبل وابن حميد والبزار .
أو على الأقل يدرس الطالب كتب السنن أثناء دراسته للعلل والجرح والتعديل.
وأما ترك دراسة كتب السنن، فهذا هو القبيح.
الصحاحَ
بالفتح لا بالكسر .
وقال شيخنا محمد بن علي الإثيوبي حفظه الله في شرح ألفية السيوطي 2 / 130 :
(وقدم) أيها الطالب في السماع والضبط والمعرفة (الصحاح) بالكسر جمع صحيح وهي التي التزم مؤلفها أن يخرج الأحاديث الصَّحِيحة فقط كالبخاري ومسلم وابن خزيمة وابن حبان والحاكم إلا أنه وقع له تساهل كثير كما مر في قوله:وَكَمْ بهِ تَسَاهُلٌ حَتَّى وَرَد ... فِيهِ مَنَاكِرٌ وَمَوْضُوعٌ يُرَد
(ثم) قدم بعدها (السنن) المُرَاعَى فيها الاتصال غالباً، والأولى البداة بسنن أبي داود لكثرة أحاديث الأحكام فيها، ثم بسنن النسائي لتتمرن في كيفية المشي في العلل، ثم سنن الترمذي لاعتنائه بالإشارة لما في الباب من الأحاديث وبيانِهِ لحكم ما يورد من الصحة والحسن وغيرهما هكذا رتبه السخاوي وهو الذي تقتضيه عبارة ابن الصلاح والعراقي.
ثم بعدها السنن الكبرى للحافظ البيهقي لاستيعابه لأكثر أحاديث الأحكام بل لا يعرف مثله في بابه.
وكذا اعتَنِ بسماع صحيح ابن خزيمة لكنه لم يوجد تامًّا، وصحيح ابن حبان، وصحيح أبي عوانة، ومسند الدارمي، وسنن الشافعي مع مسنده، وهو على الأبواب والسنن الكبرى للنسائي لما اشتملت عليه من الزيادات على تلك، وسنن ابن ماجه، وسنن الدارقطني، وشرح معاني الآثار للطحاوي، هكذا قال السخاوي.
(تنبيه): السنن ما ألف على أحاديث الأحكام من كتاب الطهارة إلى آخر كتاب يذكر على ترتيب الفقه كالسنن المذكورة.
(ثم) قدم بعدها (المسانيد) أي سماعها وهي جمع مسند ما ألف على تراجم الصحابة - رضي الله عنهم - بحيث يوافق حروف الهجاء، أو السوابق الإسلامية، أو شرافة النسب، كمسند الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه وأبي داود الطيالسي وعبد بن حميد والحميدي وغيرهم.
(و) اقرأ أيضاً (ما) أي كتباً (لا يغتنى) بالبناء للمجهول، أي يستغني عنها، وأهمها الموطأ لمالك، ثم سائر الكتب المصنفة في الأحكام، ككتاب ابن جريجٍ، وابن أبي عروبة، وسعيد بن منصور، وعبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وغيرهم.
ومما لا يستغنى عنه كتب العلل ككتاب أحمد والدارقطني، وابن أبي حاتم، وغيرهم.
ومنها كتب التواريخ كالتاريخ الكبير للبخاري وابن أبي خيثمة وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، ومنها كتب ضبط الأسماء ككتاب ابن ماكولا وغيره.
ومنها كتب شرح الغريب، ومن أنفعها النهاية لابن الأثير.اهـــ
أليس من البديهيات تقديم دراسة السنة على كتب العلل!!!
جزاكم الله خيرا ، وبارك فيكم .