ملخص السؤال:
فتاة كانت مخطوبة لشاب وكان على علاقة بفتيات ويرتكب المحرمات، لذلك فسختْ خطبتها، وأحبتْ شابًّا آخر لكنه تركها أيضاً.. حتى أصيبتْ بالاكتئاب.
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا فتاة تمتْ خطبتي لشابٍّ كانتْ تربطني به علاقه حب، ولِصِغَر سني وقتها وعدم وعيي الكافي وافقتُ.بعد فترة من الخطوبة أيقنتُ أنه ليس الرجل المناسب لديني وآخرتي، فقد كان يشرب الخمر ويفعل المحرَّمات، حاولتُ معه كثيرًا، وطلبتُ منه فَسْخ خطبتي إن لَم يتوقَّف عما يفعل.أوْهَمني أنَّه توقف، لكن اكتشفتُ أنه ما زال على علاقةٍ ببعض الفتيات وبينهم كلام حب وعواطف! فلم أَعُدْ أطيق الحياة معه، كل هذا ونحن في فترة الخطبة، فكيف لو تزوجنا؟! تيقنتُ أنه لن يُعينَني على ديني.بعد هذه المشكلة أحببتُ شخصًا آخر، وما ألححتُ على الله بشيء مثلما دعوت اللهَ أن يجمعني به في الحلال، دعوت الله كثيرًا بأن يتركني لأتوقَّف عن معصية الله معه، فأنا أعلم أنه لا يجوز أن أتحدَّثَ مع رجل أجنبيٍّ عني.كان هذا الشابُّ خاطبًا قبل أن أعرفه، ثم انفصل عن خطيبته، ثم فجأة اتصلتْ به وكلمته لأنها كانت تحبه، وللأسف تركني وعاد لها، فأصبتُ باكتئابٍ شديدٍ، وحاليًّا أعالج عند طبيبٍ نفسيٍّ، وأتلقَّى العلاج.حدثني بعد مدة من تركي، وأخبرني أنه تركني لأسباب فُرضتْ عليه، ثم أخْبَرَني بأنه يحبني فعلًا، وأنا أُصَدِّقه، وأعلم أن ذلك أفضل لي ولديني وآخرتي.
لا أُخفي أني أحبُّه، وأتمنى أن يَجْمَعني الله به في الحلالِ

الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعدُ:فالذي أنصحك به – بنيّتي - أن تسيري وفْقَ ما يُريده اللهُ منك، فنحن النساء أُمِرْنا بِلُزُوم البيتِ وبالحجاب، ونُهينا عن مخالطة الرجال؛ قال تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33].تَيَقَّني أن كل ذلك الهدف منه الصيانة وإعلاء شأن المرأة، لا كما يفهمه البعضُ ممن ابتلوا بزَيْغ القلوب.لا تَظني أنَّ بقاء المرأة في البيت سيكون سببًا في خفائها ومِن ثَم عنوستها، والدليل أن العنوسة تزيد نسبتها في الدول المُنْفَتِحة، والتي تكثر المرأة فيها مخالطة الرجال، بل إن كثيرًا من الشباب حين يقدم على الزواج فإنه يُفَضِّل المرأة المستورةَ والمتخَفِّية!لنعُدْ إلى موضوعك، أنت الآن أشبه ما تكونين في ذمةِ رجلٍ، فكيف تساهلْتِ في قضيةٍ خطيرةٍ وهي مسألةُ التعرُّف إلى رجلٍ آخر، وكان مِن المفترض أن تَحْسِمي أمرَك أولًا، فإمَّا الانفصالُ أو الاستمرارُ، برغم أني لا أراه الرجل الكفء بسبب ما ذكرت.لا يفوتني هنا التنويه إلى مسألة يتساهل فيه الكثير من المسلمين في الدول العربية وللأسف، وهي مسألة الخطبة، والتي تعدُّ سابقة لفترة الزواج، ومع ذلك نجد أن الخاطب يعامَل كالزوج؛ حيث له الحق في مجالسة خطيبته، والحديث إليها، بل والخروج معها، ومِن ثَم الخلوة بها، وهذا أمرٌ مُحَرَّمٌ في شرعنا.وعلى فرض أنك أنهيتِ علاقتك بالخاطب الأول، فلا تفهمي من ذلك أني أشير عليك بالاستمرار مع الرجل الآخر، حتى ولو أراد خطبتك، وذلك لما ذكرت لك سابقًا.قضيتك تعددتْ محاور النقاش فيها، ولعلي وَفَّيْتُ في ذلك.فَوِّضي أمرك إلى الله؛ فهو المدَبِّرُ سبحانه، وهو مَن يختار لعباده، الْزَمي الدُّعاء، وسارعي في تَرْك هذه المعصية، وثقي بالله في تدبيره.
هداك الله لما يُحِبُّ ويَرضى