تهذيب وصُولُ الْأَمَانِي بِأُصُولِ التَّهَانِي



[التَّهْنِئَةُ بِالْفَضَائِلِ الْعَلِيَّةِ وَالْمَنَاقِبِ الدِّينِيَّةِ]



أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: ( «أُنْزِلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 2] مَرْجِعَهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، ثُمَّ قَرَأَهَا عَلَيْهِمْ فَقَالُوا: هَنِيئًا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ» ) الْبخاري رقم4172
وَأَخْرَجَ أحمد وَمُسْلِمٌ «عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَهُ أَيُّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: آيَةُ الْكُرْسِيِّ، قَالَ: لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أبا المنذر» ) .مسلمرقم810.



[التَّهْنِئَةُ بِالتَّوْبَةِ]



أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ فِي قِصَّةِ تَوْبَتِهِ قَالَ: ( «وَانْطَلَقْتُ أَتَأَمَّمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا يُهَنِّئُونِي بِتَوْبَتِي وَيَقُولُونَ: لِيَهْنِكَ تَوْبَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ حَتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوْلَهُ النَّاسُ، فَقَامَ طلحة بن عبيد الله يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّأَنِي فَكَانَ كعب لَا يَنْسَاهَا لطلحة، قَالَ كعب: فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ: أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ» ) .



[التَّهْنِئَةُ بِالْعَافِيَةِ مِنَ الْمَرَضِ]



أَخْرَجَ عبد الله بن أحمد فِي زَوَائِدِ الزُّهْدِ عَنْ مسلم بن يسار قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ لِلرَّجُلِ إِذَا بَرَأ مِنْ مَرَضِهِ: لِيَهْنِكَ الطُّهْرُ.



[التَّهْنِئَةُ بِالنِّكَاحِ]



أَخْرَجَ أبو داود وَالتِّرْمِذِيّ ُ وَابْنُ مَاجَهْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَّأالْإِنْسَانُ إِذَا تَزَوَّجَ قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ وَبَارَكَ عَلَيْكَ وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ» ) .صحيح سنن أبي داود رقم
1850



[التَّهْنِئَةُ بِالْمَوْلُودِ]



وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الدُّعَاءِ مِنْ طَرِيقِ السري بن يحيى قَالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ وَلَدٌ فَهَنَّأَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: لِيَهْنِكَ الْفَارِسُ، فَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: وَمَا يُدْرِيكَ؟ قُلْ: جَعَلَهُ اللَّهُ مُبَارَكًا عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ،
وَمِنْ طَرِيقِ حماد بن زيد قَالَ: كَانَ أيوب إِذَا هَنَّأَ رَجُلًا بِمَوْلُودٍ قَالَ: جَعَلَهُ اللَّهُ مُبَارَكًا عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ.



[التَّهْنِئَةُ بِالْعِيدِ]



أَخْرَجَ زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ فِي كِتَابِ تُحْفَةِ عِيدِ الْفِطْرِ، وَأَبُو أَحْمَدَ الْفَرَضِيُّ فِي مَشْيَخَتِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا الْتَقَوْا يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ، وَأَخْرَجَ زاهر أَيْضًا بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يَقُولُ فِي الْعِيدِ لِأَصْحَابِهِ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ.
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ أدهم مولى عمر بن عبد العزيز قَالَ: كُنَّا نَقُولُ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي الْعِيدَيْنِ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَيَرُدُّ عَلَيْنَا مِثْلَهُ وَلَا يُنْكِرُ ذَلِكَ، وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الدُّعَاءِ عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: لَقِيتُ يُونُسَ بْنَ عُبْيَدٍ فَقُلْتُ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ، فَقَالَ لِي مِثْلَهُ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ عَنْ علي بن ثابت قَالَ: سَأَلْتُ مالكا عَنْ قَوْلِ النَّاسِ فِي الْعِيدِ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ، فَقَالَ: مَا زَالَ الْأَمْرُ عِنْدَنَا كَذَلِكَ



[التَّهْنِئَةُ بِالثَّوْبِ الْجَدِيدِ]



أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ «عَنْ أم خالد بنت خالد أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَسَاهَا خَمِيصَةً فَأَلْبَسَهَا بِيَدِهِ وَقَالَ: (أَبْلِي وَأَخْلِقِي مَرَّتَيْنِ) » ، وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي سُنَنِهِ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ الْجَرِيرِيِّ عَنْ أبي نضرة قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا لَبِسَ أَحَدُهُمْ ثَوْبًا جَدِيدًا قِيلَ لَهُ: تُبْلِي وَيُخْلِفُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.



[التَّهْنِئَةُ بِالصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ]



أَخْرَجَ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنْ ميسرة بن حلبس قَالَ: لَقِيتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: كَيْفَ أَنْتَ يَا أبا شداد أَصْلَحَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: بِخَيْرٍ يَا ابْنَ أَخِي.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي سُنَنِهِ: ثَنَا أبو شهاب عَنِ الحسن بن عمرو عَنْ أبي معشر عَنِ الحسن قَالَ: إِنَّمَا كَانُوا يَقُولُونَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ سَلِمَتْ وَاللَّهِ الْقُلُوبُ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَكَيْفَ أَصْبَحْتَ عَافَاكَ اللَّهُ، وَكَيْفَ أَمْسَيْتَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ، فَإِنْ أَخَذْنَا نَقُولُ لَهُمْ كَانَتْ بِدْعَةً وَإِلَّا غَضِبُوا عَلَيْنَا.