في القرن الثاني عشر ظهر بنجد من أحبار الأمة وساداتها من يدعو إلى توحيد الله بالعمل والعبادة ، وإفراده بالقصد والإرادة ، ويجدد ما اندرس من أصول الملة وقواعد الدين ، ودعا إلى مذهب السلف والأئمة السابقين : في إثبات صفات الله رب العالمين ، ونفى عن آيات الصفات وأحاديثها تأويل الجاهلين ، وإلحاد المحرفين وزيغ المبطلين . قرر ذلك بأدلته وقوانينه الشرعيه ، وحكى نصوص الأئمة وإجماع الأمة ، بالنقل عن العدول الأثبات الذين عليهم مدار أحكام الدين في نقل أصوله وفروعه وأجمعت الأمة على هدايتهم ودرايتهم ، حتى ظهر المذهب وانتشر ، وعرفه كثير من أهل الفقه وحذاق البشر ، ومن له نهمة في طلب العلم والأثر وقد كان قبل ذلك مهجورا بين الناس ، لا يعرفه منهم إلا النزاع من الأكياس ، وقرر توحيد العبادة بأدلته القرآنية وبراهينه النبوية ، ونهى عن التعلق على غير الله محبةً وإنابةً وتعظيماً وخوفاً ورجاءً وتوكلاً ونحو ذلك من أنواع التعلقات . وقرر أن هذا حق الله لا يصلح لسواه من نبي أو ملك أو صالح أو غيرهم ، وبسط القول في ذلك وأطنب وعلل ، ومثَّل وجادل وناضل حتى ظهرت الحجة واستبانت المحجة ، فاستجاب له من أراد الله هدايته ، وسبقت له السعادة ، وصد عنه آخرون وعارضوه بشبهات ترجع إلى شبهات إخوانهم وأشباههم الذين كفروا من قبل ، وعارضوا الرسل بجهلهم { كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم } . وقال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب فى بعض رسائله-]لمّا حصل من بعض القرى في زمنه تردد، وشك، ورجوع عن مناصرة الدعوة
: ولو كنتم تعقلون حقيقة ما دعوتكم إليه لكنتُ أغلى عندكم من آبائكم وأمهاتكم وأبنائكم ولكنكم قوم لا تعقلون.--------------------------------------------------------------------إن كان تابع أحمد متوهبا :::: فأنا المقر بأنني وهابي------------------أنفي الشريك عن الإله فليس لي :::: رب سوى المتفرد الوهاب
لا قبة ترجى ولا وثن ولا :::: قبر له سبب من الأسباب
كلا ولا حجر ولا شجر ولا :::: عين ولانصب من الأنصاب
أيضا ولست معلقا لتميمة :::: أو حلقة أو ودعة أو ناب
لرجاء نفع أو لدفع بلية :::: الله ينفعني ويدفع ما بي
والابتداع وكل أمر محدث :::: في الدين ينكره أولو الألباب
أرجو بأني لا أقاربه ولا :::: أرضاه دينا وهو غير صواب
وأعوذ من جهمية عنها عتت :::: بخلاف كل موؤل مرتاب
والاستواء فإن حسبي قدوة :::: فيه مقال السادة الأنجاب
الشافعي ومالك وأبي حنيـ :::: ـفة وابن حنبل التقي الأواب
وبعصرنا من جاء معتقداً به :::: صاحوا عليه مجسم وهابي
جاء الحديث بغربة الإسلام فلْـ :::: ـيَبْكِ المحب لغربة الأحباب
فالله يحمينا ويحفظ ديننا :::: من شر كل معاند سباب
ويؤيد الدين الحنيف بعصبة :::: متمسكين بسنة وكتاب
لا يأخذون برأيهم وقياسهم :::: ولهم إلى الوحيين خير مآب
قد أخبر المختار عنهم أنهم :::: غرباء بين الأهل والأصحاب
سلكوا طريق السالكين إلى الهدى :::: ومشوا على منهاجهم بصواب
من أجل ذا أهل الغلو تنافروا :::: عنهم فقلنا ليس ذا بعجاب
نفر الذين دعاهم خير الورى :::: إذ لقبوه بساحر كذاب
مع علمهم بأمانة وديانة فيه :::: ومكرمة وصدق جواب
صلى عليه الله ما هب الصبا :::: وعلى جميع الآل والأصحاب
هذه كلمات للشيخ ملا عمران ـ رحمه الله ـ