قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الروح ص 25 :
قال يزيد ابن نعامة :
(هلكت جارية في طاعون الجارف فلقيها أبوها بعد موتها فقال لها : يا بنية أخبرينى عن الآخرة قالت : يا أبت قدمنا على أمر عظيم ،
نعلم ولا نعمل ، وتعملون ولا تعلمون ، والله لتسبيحة أو تسبيحتان أو ركعة أو ركعتان في صحيفة عملي أحب إلى من الدنيا وما فيها ) أ ه

لقد قالت الجارية كلاماً عظيماً (كنا نعلم ولا نعمل) ولكن كثيراً منا لم يفهم مرادها.

-كنا نعلم أننا إذا قلنا سبحان الله وبحمده مائة مرة تغفر لنا ذنوبنا وإن كانت مثل زبد البحر ( وتمر علينا الأيام والليالي ولا نقولها ) .

-كنا نعلم أن ركعتي الضحى تجزئ عن 360 صدقة ( وتمر علينا الأيام تلو الأيام ولا نصليها ) .

-كنا نعلم أن من صام يوماً في سبيل الله تطوعاً باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً .

-كنا نعلم أن من عاد مريضاً تبعه سبعون ألف ملك يستغفرون له الله ( ولم نزر مريضاً هذا الاسبوع ) .

-كنا نعلم أن من صلى على جنازة وتبعها حتى تدفن أن له قيراطين من الأجر ( والقيراط كجبل أحد وتمر علينا الأسابيع ولم نذهب إلى المقابر ) .

-كنا نعلم أن من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة ( عش الطائر ) بنى الله له بيتاً في الجنة ( ولم نساهم في بناء المساجد ولو بالقليل ) .

-كنا نعلم أن الساعي على الأرملة وأبنائها المساكين كالمجاهد في سبيل الله وكصائم النهار الذي لا يفطر وكقائم الليل كله ولا ينام ( ولم نساهم في كفالة الأرملة وأبنائها ) .

-كنا نعلم أن من قرأ من القرآن حرفا واحدا فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها ( ولم نهتم بقراءة القرآن يومياً ) .

-كنا نعلم أن الحج المبرور جزاؤه الجنة و أجره أن يرجع الحاج كيوم ولدته أمه ( ولم نحرص على أداء مناسك الحج مع أن الظروف سهلة وميسرة علينا ) .

-كنا نعلم أن شرف المؤمن قيامه الليل وأن النبي صلى الله عليه وآله مع صحابته لم يفرطوا بصلاة القيام رغم انشغالهم وجهادهم في سبيل الله ( ولم نجد إلا الكسل والتفريط ) .

-كنا نعلم أن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ( ولم نستعد لهذا اليوم
وكنا ندفن الموتى ونصلى عليهم ولم نجتهد لمثل هذا اليوم ) .

اعلمي أختي الحبيبة أن كل نفَس نتنفسه يقربنا إلى ( الموت ) وما زلنا نلهو ونلعب ونمرح .
آن الأوان من هذه اللحظة أن نستعد ليوم الرحيل والحساب .
( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه )
هنيئا لمن قرأها وفهمها وبادر إلى العمل بها ... وجزى الله خيراً من أرسلها إلى غيره ..

.. منقول ..