آخِرَةُ الرَّحْلِ والسَّرْج : بِالْمَدِّ وكسر المعجمة الخَشَبَةُ والعمود الّذي يُجعَلُ خلفَ الرّاكِب يَستندُ إليه،وتكون أمام الرَّديف .ولا تقل: مُؤَخِّرَتُه بشدِّ الخاء .منع من ذلك في الصّحاح (2 / 577) ،والنّهاية (1 /29)،واللّسان (4 /12 أخر)،والمغرب (1 /32).
وحكى إنكارَه في الصّحاح (2 /577)،وتاج العروس (10 /33) عن ابن السِّكِّيت في إصلاح المنطق ؟!،وجَعَلَه فِي المِصْباح المنير (ص10) من اللَّحْن.
وفي الحديث الّذي أخرجه الإمام مسلم (2 /4 / 216 رقم 241 نوويّ):(إذا وضعَ أحدُكُم بين يَديْهِ مثلُ مُؤْخِرَة الرَّحْل فَلْيُصَلِ ولا يُبالي مَن مرَّ وراء ذلك).
وأخرج أيضا في صحيحه (2 /226 رقم 265/ 516 نوويّ):(عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي،فَإِنّ َهُ يَسْتُرُهُ إِذَا كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ ،فَإِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ ... ) .
فثبت فيه،وفي غيره من دواوين السنَّة المشرَّفَة الرّوايتان (آخِرَة ) و (مُؤْخِرَة)،وهما لغتان.
فأمّا لفظة (آخِرَة)،فقد قال في المصباح المنير (ص10 أ خ ر)،وعنه في تاج العروس (10 /32): (وهذه أفصحُ اللّغاتِ) ،وصحّحها النّووي في شرحه على صحيح مسلم (1 /1 /231).
و(مُؤْخِرَةُ) بِضَمِّ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْهَمْزَةِ مع كسر الخاء المخفّفة لغةٌ قليلةٌ في آخِرَتِهِ.قاله في الصّحاح (2 /577)،والنّهاية (1 /29)،واللّسان (4 /12)،وتاج العروس (10 /33).وأنكرَها ابنُ السِّكِّيت في إصلاح المنطق (ص284).
(وأمّا بسكونُ الهمزة وفتح الخاء المخفّفة فلغةٌ حكاها صاحب السّرقسطيّ في غريبه ،وأنكرها ابن قتيبة ) .
قال في الميسّر في شرح مصابيح السّنّة (1 /228):(ويحتمل أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال مثل آخِرَة الرّحل،وكأنّ مُؤْخِرَة الرّحل مِن لغة الرّاوي كذلك،وهي في حديث ابن عمر آخِرَة الرّحل دون مُؤْخرته؛لأنّها اللّغة الفصيحة،وقريشٌ أصحُّ العرب لغةً،وأفصحُهم لهجةً،والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أفصحُ قريشٍ،وقد قال صلّى الله عليه وسلّم :" أنا أفصحُ العرب؛بَيْدَ أنّي من قريشٍ، ونشأتُ في بني سعد بن بكر "؛فيُنسَبُ إليه من اللّغة أصحَّها وأفصحَها دون الرَّديء منها).
ويُنظر :
1- إرشاد السّاري لشرح صحيح البخاريّ (8 /488) .
2- أساس البلاغة (ص357 ع3).
3- إصلاح المنطق (ص284، 330).
4- إِكمَالُ المُعْلِمِ بفَوَائِدِ مُسْلِم (1 /260) .
5- تاج العروس (33 /245 ق د م).
6- تحفة الأحوذيّ (2 /300 - 301 رقم 334 بَاب مَا جَاءَ فِي سُتْرَةِ الْمُصَلِّي).
7- تصحيح التّصحيف (ص502 رقم 1737).
8- تطهير اللّغة (1 /2 /9).
9- تهذيب اللّغة (7 /557 - 558).
10- التّوشيح شرح الجامع الصّحيح (6 /55).
11- التّوضيح لشرح الجامع الصّحيح (6 /55 – 56).
12- خزانة الأدب (4 /109) .
13- ديوان الأدب (4 /171، 179).
14- ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (9 /326، 358) .
15- الشَّافِي فيْ شَرْح مُسْنَد الشَّافِعي لابْنِ الأثِيرْ (1 /503).
16- شرح النّوويّ على صحيح مسلم (1 /1 /230 – 231) و (2 /4 /216).
17- شرح سنن أبي داود للعيني (3 /243).
18- فتح الباري لابن حجر (1 /95، 100 المقدّمة/الفَصْل الْخَامِس) و (2 /162) و (13 /139 – 140).
19- القاموس المحيط (1 /436).
20- قوت المغتذي على جامع التّرمذيّ (1 /160 – 161 رقم 114 [335]).
21- الكاشف عن حقائق السّنن (شرح الطّيبي على مشكاة المصابيح) (3 /971).
22- كشف اللّثام شرح عمدة الأحكام (2 /500).
23- اللاّمع الصّبيح بشرح الجامع الصّحيح (3 /297).
24- لحن العوام (ص154 – 155، 230).
25- لسان العرب (4 /12 – 15) و (7 /431) .
26- المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (1 /41).
27- مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (2 /489) .
28- مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (2 /448)
29- المزهر (1 /251).
30- المسالِك في شرح مُوَطَّأ مالك (3 /110).
31- مشارق الأنوار على صحاح الآثار (1 /21 أ خ ر) .
32- المصباح المنير (ص10 أ خ ر) و (ص293 ق د م).
33- مطالع الأنوار على صحاح الآثار (1 /211).
34- المطلع على ألفاظ المقنع (ص88).
35- معجم الأخطاء الشّائعة (ص22 رقم 17).
36- المغرب (1 /31 – 32).
37- الميسّر في شرح مصابيح السّنّة (1 /228).
38- نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (7 /106).
الهوامش :
1- الصّحاح (2 /577 أخر)،النّهاية (1 /29)،لسان العرب (4 /12 أخر)، المصباح المنير (ص10 أ خ ر)،تاج العروس (10 /32).وفي تقديرها اختلاف بين العلماء ينظر في:معالم السّنن (1 /189)،والشَّافِي في شَرْح مُسْنَد الشَّافِعي لابْنِ الأثِيرْ (1 /503)،وفتح الباري لابن رجب (4 /69 - 70)،وفتح الباري لابن حجر (2/ 162)،وشرح النّووي على صحيح مسلم (2 /4 / 216)،وكشف اللّثام شرح عمدة الأحكام (2 /500)،وكفاية النّبيه في شرح التّنبيه (ص285 باب ما يُفسد الصّلاة)، والشّرح الكبير على متن المقنع (1 /636 - 637).
2- حكى فيه تشديد الخاء في الْقَامُوسِ المحيط (ص342)،واعتمده المحدِّثون في روايتهم للحديث كما في المسالِك في شرح مُوَطَّأ مالك (3 /110)،وتحفة الأحوذيّ (2 /301 رقم 334)،وقوت المغتذيّ (1 /160 – 161 رقم 114 [335])،
و(قال ابن التِّين:رويناه بفتح الهمزة،وتشديد الخاء وفتحها) ذكره في التّوضيح لشرح الجامع الصّحيح (6 /56)،وأشار إليه الحافظ في الفتح (2 /162)،والنّوويّ في شرحه على مسلم (1 /1 /230 – 231)،ومشارق الأنوار (1 / 21 أ خ ر)، ونخب الأفكار (7 / 106).
وقال في مرقاة المفاتيح (2 /448):(وَفِي نُسْخَةٍ صَحِيحَةٍ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ الْخَاءِ الْمَفْتُوحَةِ وَتُكْسَرُ)،وفي فتح الباري (1 / 100):(قَوْله " مؤخرة الرّجل " [والصّواب:الرّحل]:بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة الثَّقِيلَة وَأنْكرهُ ابن قُتَيْبَة).وخطّأ ها في الميسّر في شرح مصابيح السّنّة (1 /228).
3- كذا ضُبط في الصّحاح (ص29 دار الحديث)،و(ص577 دار العلم للملايين) نقلا عن ابن السّكِّيت. والّذي وقفتُ عليه في إصلاح المنطق (ص284) بِضَمِّ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْهَمْزَةِ مع كسر الخاء المخفّفة !.وهو الصّواب بدليل أنّ بعض العلماء نقلها بالضّبط السّابق كابن رجب الحنبليّ في فتح الباري شرح صحيح البخاري (4 /70).
4- النّهاية (1 /29)،اللّسان (4 /12 أخر)،تاج العروس (10 /32 – 33)، المجموع المغيث (1 /41)،المغرب (1 / 32)،وفي غريب الحديث للحربيّ (1 / 112) لكن بلفظ:(يَسْتُرُ الْمُصَلِّيَ مِثْلُ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ فِي مِثْلِ جِلَّةِ السَّوْطِ ) .
5- (يقالُ " آخِرَةُ " الرّحل،بِهَمْزَ ةٍ مَمْدُودَةٍ،وهَ ذِهِ أَفْصَحُ وَأَشْهَرُ،و" مُؤْخِرَتُه ". واختلفوا في ضبطها،فمنهم مَن ضبطَها بضمّ الميم وسكون الهمزة وكسر الخاء المعجمة " مُؤْخِرَة "،قال النّوويّ:هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ،وحكا ها أبو عبيد وجزم بكسر الخاء،وَجوّز الفَتْح. وأنكرَ ابنُ السّكِّيت وغيرُه كسر الخاء.وضبطَها بعضُهم بسكون الهمزة وفتح الخاء وتخفيفها " مُؤْخَرَة "،ذكره ثابتٌ في " دَلائله "، وأنكرَها ابنُ قتيبة، وغيرُه.وضبطَها الأَصيليُّ في نسخته على البخاري - فيما حُكِيَ عنه - بفتح الميم وسكون الواو وكسر الخاء " مَوْخِرة ".وضبطَها بعضُهم بضمّ الميم وفتح الهمزة والخاء،مع تشديد المعجمة " مُؤَخَّّرَة "،قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ:أنكرَ ابنُ قُتَيْبَةَ فَتْحَ الْخَاءِ،ذكرَه صاحبُ مشارق الأنوار،وأنكرَه ا في النّهاية.وقال بعضُهم: المُحَدّثون يَروُونَه بتَشديدِ الخاء). – أفاده النّووي في شرحه على مسلم (1 /1 /230 – 231)،وابن حجر في فتح الباري (2 /162)،وابن رجب في شرحه على البخاريّ (4 /70) -
6- حكى الجَوْهَرِيّ (2 /577) فِيهَا سِتّ لُغَات،بينما حكى الفيروزاباديّ (ص342) فيها ثماني لغات:آخِرة – آخِر – مُؤَخَّر – مُؤَخَّرَة – مُؤْخِر – مُؤْخِرَة – مُؤَخِّر – مُؤَخِّرَة .
7- تحفة الأحوذيّ (2 /301).وقال الحافظ في الفتح (13 /140):(وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٌ عَنْ هَدَّابِ بْنِ خَالِدٍ وَهُوَ هُدْبَةُ شَيْخُ الْبُخَارِيِّ فِيهِ بِسَنَدِهِ هَذَا " مُؤْخَرَةُ " بَدَلَ " آخِرَةُ " وَهِيَ بِضَمِّ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ الْخَاءِ).
8- في أدب الكاتب (ص317):(وهي آخِرَةُ الرّحلِ والسَّرْجِ،ولا يقالُ مُؤْخَرَة). ولفظة (مُؤْخَرَة) وردت في نسختي لأدب الكاتب (ط/دار المعرفة، تح: محمّد محي الدّين عبد الحميد) من غير ضبط،وقد استفدتُ ضبطها من إِكمَالُ المُعْلِمِ بفَوَائِدِ مُسْلِم (1 /260)،وتحفة الأحوذيّ (2 /301)،وشرح النّووي على صحيح مسلم (1 /1 /230 – 231).وَضَبطها الأصيلِيّ بِخَطِّهِ مرّة فِي البُخَارِيّ بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْوَاو وَكسر الْخَاء [مَوْخِرة])،كذا في فتح الباري لابن حجر (1 /100)، وفتح الباري لابن رجب (4 /70)،ومشارق الأنوار (1 /21) .
9- قوت المغتذيّ (1 /160 – 161 رقم 114 [335])
10- لا أصل له،يراجع تخريجه في الدُّرَّة اليتيمة في تخريج أحاديث التُّحفة الكريمة (ص245 - 246 رقم 25).