مرة كان صديقا ثم مات

في بيوت
رغم كل الفقر فيها
عشعش الحب عليها
والوداد
كنا لا نعرف دربا
للحداد
نحتسي فيها
الحنان
والامان
والسلام
في كؤوس
الود
والوجد
كالمدام
وحوالينا
وحوالينا تطوف
بالملايين ابتهالات الاخوة
مثل اسراب الحمام
مرة كان صديقا
تشرق الشمس على مبسمه
وترى وجهه في
وجه القمر
وملايين اللحون تتبدى
مرة
فوق لسانه
ولمرات تذوب
خجلا في
كلماته
المعي ساحر الطلعة
عذب
لم يزل خلقه
من طين السماء
يتشظى
حيث ما جاء شضاياه
عطورا
وبخورا
وبساتين شموع
سرمدي
لاهث خلف الضياء
وله الصبح نديم
والندى كان وصيف
وابتهال الفجر دوما
لم يزل ينشده
لحن الوجود
والخلود
في قلوب
من حواريه
وجواريه
بالحان البقاء
وانا كنت كغيري
كالالوف لم نزل
منذ قرون
في خلوة عينيه
وقدسية عرشه
فوق افئدة الولاء
كنا
نعلنه الفداء
كلما راح وجاء
رغم كل البعد كان
نازل في مهجتي
مثلما كان قريبا
نازلا في مقلتي
يا لسخرية الحياة
كنت احترق قرونا
للقائه
وابتهال القلب دوما
لبقائه
كنت والقلب شريكين به
فاذا مرّ بقلبي
كان دوما في نهار
واذا شئت عتابا
جاد قلبي باعتذار
فاذا طل بلا ادنى كلام
عجبا
لم يكلف نفسه حتى السلام
يالسخرية الحياة
مرة كان صديقا
ثم مات
ليته كان مجرد ذكريات

همسة وجع _ عصام الخزرجي الانصاري