الجواب
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.مرحبًا بك أختي الكريمة في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكونَ عند حسن ظنك بنا.أختي الكريمة، إنَّ تأنيبَ الضمير ومحاسبةَ النفس ليستْ مرضًا نفسيًّا، بل يَدُلُّ على أنك صاحبة ضمير حيٍّ، وقلبٍ فَطِنٍ، يُحاول ألا يَجْرحَ أحدًا، ولا يسيء لأحدٍ، ولكن أرجو ألا يكونَ هَمُّك الأكبر أن تُحاسبي نفسك على كلِّ شيء، وفي كل وقتٍ، حدِّدي وقتًا تحاسبين فيه نفسك، وتجلسين فيه مع نفسك وتحدثينها، ولعلك تُغيرين وقت النوم لأنَّ الإنسانَ في هذا الوقتِ بحاجةٍ إلى قراءة أذكار النوم، والهدوء والطمأنينة، وليس بحاجةٍ للقلق والتفكير في الأمور التي تشغله، وتُسَبِّب له الانزعاج.أما بالنسبة للجزء الثاني مِن سؤالك، فأنت لستِ بحاجةٍ إلى طبيبٍ نفسيٍّ، وكل ما ذكرتِ مِن مواقفَ لا يلزم أن تكونَ حصلتْ بسببك، وقبلَ كلِّ شيءٍ هذا مكتوبٌ في قدَرهم مِن قبلِ أن يَخْرُجوا على وجه الأرض، والموتُ والحياةُ أجلٌ مكتوبٌ عند ربِّ العالمين، وإنْ حصلتْ بسببك فليس عليك إثمٌ، ولا تُحاسَبين عليه؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 5]، ولأنك لم تتعمَّدي الإساءةَ إليهم، أو إلحاق الضرر بهم.وعليك بكثرة الذِّكر، وخاصَّة إذا رأيتِ ما يُعجبك ولو في نفسك ولم تُحدثي به أحدًا، فأكثري مِن قول: ما شاء الله، و: اللهم بارك له فيه؛ لقوله تعالى ﴿ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [الكهف: 39].أيضًا عليك بكثرة الدعاء، واللجوءِ إلى الله أن يُبعد عنك ما يَضرك، وما يضر الناس بسببك؛ وفي الحديثِ الذي أخرجه الترمذيُّ في السُّنن، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أنه قال لرسول الله صلواتُ الله وسلامه عليه: "علِّمني ما أقولُ إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ"، فقال: يا أبا بكر قلْ: ((اللهم فاطرَ السماوات والأرضِ، عالِمَ الغيبِ والشهادة، لا إله إلا أنت، ربَّ كل شيء ومليكَه، أعوذ بك مِن شرِّ نفسي، ومِن شر الشيطان وشِرْكِهِ - أو: شَرَكِه - وأن أقترفَ على نفسي سوءًا، أو أجرُّه إلى مسلم))؛ صححه الألباني، كرري هذا الدعاء في الصباح والمساء موقنةً بالإجابة.وفي الختام، تذكَّري النِّعَم التي أنعم الله بها عليك، وعندما تُشاهدين ما يُعجبك تَذَكَّري أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى قد أنعم عليك بأكثرَ منه. واسألي الله أن يباركَ لك فيما أعطاكِ، وأن يَسُرك به، وأن تتمتَّعي به وأنت بصحةٍ وعافية.