الجواب
نُرحِّب بك أختنا الكريمة في شبكة الألوكة، ونسأل الله لك العون والتوفيق والسداد.
الزواجُ مِن المشاريع الطيبة المبارَكة، وهو طاعةٌ وعبادة تُقَرِّب مِن الله، وتحفَظ الإنسانَ وتُبعده عن الزَّلَل.
وما أقدمتم عليه مِن الرغبة في الزواج هو في أصلِه صوابٌ، وسعيكم في إزالة العقَبات وصبركم تُؤجَرون عليه، ومحسوبٌ عند الله، ومَن أراد العفاف أعانه اللهُ.
وشكرًا لكم على ما قُمتم به مِن الاستشهاد بالآيات القرآنية، والرجوع للعلماء وأهل الذِّكر، واستشارة أهل الاختصاص.
قضيةُ مُعارَضة الأهل ورفضهم ربما له أسبابُه منها ما ذكرتِ، أو غير ذلك، وهنا أقترح عليك بعض الأمور:
• كثرة اللجوء إلى الله مِن خلال العبادات، والحرص على الصلاة في أوقاتها، وكثرة تلاوة القرآن وذكر الرحمن، والدعاء وطلب العون منه سبحانه وتعالى؛ ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ [النمل: 62]، والله قريب مِن عباده؛ ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُ وا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].
• الصبر، فالإنسانُ مُبتلًى في هذه الحياة، وذلك حتى يختبر عباده؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّ كُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157]، وعاقبةُ الصبر خير ونعمة، وبركة ورحمة، وهدى وأجر، وثواب وحسنات، فلا تيئسي أختي الكريمة وابنتي العزيزة.
• كثرة الأعمال الصالحة التي بسببها تتيسَّر كثير مِن الأمور، ومن تلك الأعمال زيادةُ صلة الأرحام، والتقرُّب منهم أكثر، وخدمتهم وتقديم الهدايا لهم، سواء بالنسبة لك مع أهلك، أو هو مع أهله، وخاصة والديه حتى يكسبَ قلبيهما.
• تدخل بعض الأقارب الصالحين وأهل الدعوة والعلم، ومقابلة أهل الرجل، ومحاولة معرفة الأسباب الحقيقية ومعالجتها بهدوءٍ ورفقٍ وحكمةٍ بعد دعوتهم إلى الله، وتذكيرهم بهدي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
• انشغالك واهتمامك بالدعوة إلى الله، وارتباطك بالأخوات الصالحات الداعيات، وبُعدك عن الرجال الأجانب قدرَ الإمكان، وعدم الخلوة إطلاقًا، ثم تواصلك مع أمِّ الرجل وأخواته بهدف الدعوة، ثم التعرُّف على بعض، وتكوين علاقات طيبة لكسب القلوب وإزالة الحواجز، وحتى يتعرَّفن عليك وعلى صلاحك ودينك عن قُرب، دون التطرُّق لموضوع الزواج في البداية، فربما هذه المعرفة تُغَيِّر في الأحداث.
• نوصيك أيضًا بالاستخارة، وربنا يكتُب لك وله التوفيق والسداد.
وأخيرًا نُذكِّرك بأن طاعة الوالدين واجبة، والزواجُ مِن امرأة بعينها ليس بواجبٍ والعلاقة بين المرأة والرجل قبل الزواج مُحَرَّمة إلا في نطاقٍ محدودٍ مما يَسمح به الشرعُ الحكيمُ