فوائد من حديث : تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عوداً عوداً
للشيخ فلاح إسماعيل مندكار
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد:
أحمد الله سبحانه وتعالى أن جمعنا وإياكم في هذا المكان، ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا اللقاء فيه، وأن يكتب لنا هذه الخطوات وهذه السويعات في هذا المكان وفي غيره، إنه تعالى ولي ذلك والقادر عليه ونحمده سبحانه وتعالى أن بلغنا وإياكم شهر رمضان وأتممنا هذا الشهر فنسأله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من الذين صاموا رمضان إيمانا واحتساباً وقاموه أيضاً إيمانا واحتساباً ومن الذين وفقهم وبلغهم لقيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً إنه تعالى ولي ذلك والقادر عليه.
وهذه الكلمة حول الفتن في هذا الزمان وفي هذه الأيام أيام الفتن وأيام المحن وتفنن أهل هذه الفتن والمحن في عرضها وطرحها أود أوصي نفسي وإياكم بكلمة لعل الله سبحانه وتعالى ينفعنا وإياكم بها ونكون وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
[ طرق أهل الفتن في ترويج باطلهم ]
الفتن يا إخوان كثيرة جداً وخاصةً في هذا الزمان ودعاة الفتنة وأصحاب الفتن لهم طرق كثيرة جداً ووسائل في عرض هذه الفتن وفي محاولات التلبيس على أهل الحق ترويجا لباطلهم ومذاهبهم وتحقيقا لمآربهم ورغباتهم والكلمة التي أود أن أشير بها أذكر بها بحديث النبي عليه الصلاة والسلام قبلها حتى نربط بين واقعنا أو بين الأمور التي تمر علينا في حياتنا وبين هذه النصوص الشرعية، نعرف جميعاً حديث النبي عليه الصلاة والسلام "تعرض الفتن على القلوب عرض القلوب الحصير عودا عوداً" وهذا زمان الفتن ولا شك والعلماء من زمان يذكرون كل في زمانه يذكر أن زمانه زمان فتن، وهذه أيضا لابد من تحقيق هذا الأمر.. صحيح في كل زمان الفتن كثيرة جدا ولكن لا شك في زماننا أكثر من الأزمنة السابقة كلها لأنه لا يأتي زمان إلا والذي بعده أشر منه والشر والخير إنما هي في البدعة والسنة في الشرك والإيمان هذه الأمور وهذه المسائل، حديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول "تعرض الفتن على القلوب" هنا وقفة ؟ الفتن كيف تعرض على القلوب ؟ الفتن إما أفعال وتصرفات وإما كلمات وهذه الأفعال ترى تشاهد بالأعين بالكلمات والعبارات تسمع بالآذان.
فالفتن عبارة عن أقول أطروحات أو شعارات يطرحها أهل البدع والأهواء والشرك والبدعة والفتن والمعاصي وغيرهم يتفننون بها في عرضها على الآذان وعلى الأبصار لكن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح يقول "تعرض الفتن على القلوب" إذاً كيف تعرض على القلوب؟ لأن هذه الآذان وهذه الأبصار وهذه الجوارح كلها بريد لهذا القلب صحيح أنت ترى الفتنة كانت بدعةً كان شركاً كان كفرا كانت معصية أياً كانت أنت تراها بعينك لكن هذه الرؤية العينية حقيقتها في ميزان الله تبارك وتعالى أنها تؤثر في القلب تعرض على القلب مباشرة بمجرد بما أنت شفتها إذاً هناك أثر على هذا القلب على الباطن على الإيمان وعلى الإعتقاد القلب يا إخوان يراد به الإيمان مكان الإيمان مكان الإعتقاد الباطل الظاهر أعمالنا الظاهرة والباطن هي عقيدتنا وإيماننا ويقيننا بالله تبارك وتعالى الفتن كلها في هذه الدنيا تعرض على القلوب وهذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم كل ما نراه وكل ما نسمعه نسمع كلمات ونسمع عبارات أهل البدع يتفننون في عرض بدعهم وكفرهم وشركهم والعياذ بالله وشعاراتهم لكن هذه كلها تؤثر على القلب شئت يا عبد الله أم أبيت أنت إذا شفت الأثر على القلب إنت إذا سمعت الأثر على القلب هذا الحديث أنا أود أن يكون شعارنا في هذه الدنيا في هذه الأيام في مثل هذه الأمور وهذه الفتن والمحن التي نراها.
"تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير" شوف الحصير كيف يتكون عود ثم عود ثم عود ثم يكون حصيراً كبيراً وهكذا الفتن ربما بعضها تكون فتن صغيرة جدا لكن لها أثر وهذا الأثر إذا كثر كثرت الفتن كثرت الآثار كثرت النتائج ومن ثم سيطر على هذا القلب سيطرة تامة وكان كالحصير متماسكا قويا مؤثرا مفيدا أم ضارا والعياذ بالله.
[ أقسام الناس أمام هذه الفتن وما يجب عليه ]
" تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا فأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء وأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء حتى تعود القلوب على قلبين" النهاية أن كل من على هذه الدنيا قلوبهم تصنف على قلبين "أبيض مثل الصفا لا تضره فتنةٌ ما دامت السماوات والأرض" نسأل الله أن نكون وإياكم من أهلها "وأسود مرباداً كالكوز مجخيا" المقلوب "لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب هواه" والعياذ بالله، هذه النهاية، هذه نهاية كل القلوب.
ما معنى [أي قلب أنكرها، أو أي قلب أشربها] الإنكار واضح جدا أنه صاحب القلب صاحب هذه العقيدة صاحب هذا الإيمان بما معه من الثوابت ومن الأصول ومن الإيمان بالله ومن اليقين بالله ومن الإعتقاد بالله وما يعرف من أصول الإيمان وأصول الدين بمجرد ما رأى هذه البدعة أو هذا الكفر أو هذا الشرك أو هذه الفتنة أو سمعها هذا القلب تحرك أنت شفت بعينيك أو سمعت بأذنيك ولكن القلب له موقف، نحن نستعمل كلمة الموقف، موقف القلب مما رأيت وموقف قلبك مما سمعت، كثير جدا عندنا يقولون لا أنا مالي علاقة هؤلاء أهل البدع في بدعهم وأنا الحمد لله عافاني الله ؟ لا يا عبد الله ؟ أنت ما دام أنها وصلت إلى أسماعك أو أبصارك إذا هناك أثر إما نكتة بيضاء أو نكتبة سوداء لا تقول ما لي شغل أو مالي علاقة فيهم عافاني الله عز وجل، لا لا لا.. الموقف.. ما هو موقفك من هذه الفتنة أو البدعة أو المنكر أو الكفر أو الشرك الذي سمعت والذي رأيت.
"فأي قلب أنكرها " والإنكار كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن كل "من رأى منكم منكرا فليغره" والتغيير إما باليد وإما باللسان والنصيحة والموعظة والكلمة والمجادلة وإما بالقلب هذه الحالات الثلاث إذا خرجت عن هذه الحالات لا فعلت هذه ولا فعلت هذه ولا فعلت هذه فأبشر بنكتة سوداء، يقينا، أما إذا فعلت واحدة من هذه فأبشر بنكتة بيضاء أُربط الحديث هذا وهذا طبعا الذي يغير باليد النكتة البيضاء تكون أكبر والذي يغير باللسان أيضا تكون كبيرة لكن أصغر من التي قبلها لأن البقعة ما زالت والمنكر ما زال لكن الموقف أنت وموقفك والذي ينكر بقلبه أيضا نكتبة بيضاء لكن طبعا أقل من الثنتين الذي قبل، هذا الموقف لا بد أن تهيئ نفسك وتوطن نفسك يا عبد الله هذا الإيمان الذي معك والعقيدة التي معك هذه لا بد يكون لها أثر في حياتك.
يتبع ..