قال الذهبي في "ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل" (ص: 171)
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم هداك الله أن الذين قبل الناس قولهم في الجرح والتعديل على ثلاث أقسام
1 - قسم تكلموا في أكثر الرواة كابن معين وأبي حاتم الرازي
2 - وقسم تكلموا في كثير من الرواة كمالك وشعبة
3 - وقسم تكلموا في الرجل بعد الرجل كابن عيينة والشافعي

والكل أيضا على ثلاث أقسام
1 - قسم منهم في الجرح متثبت في التعديل يغمز الراوي بالغلطتين والثلاث ويلين بذلك حديثه
فهذا اذا وثق شخصا فعض على قوله بناجذيك وتمسك بتوثيقه وإذا ضعف رجلا فانظر هل وافقه غيره على تضعيفه إن وافقه ولم يوثق ذلك أحد من الحذاق فهو ضعيف وإن وثقه أحد فهذا الذي قالوا فيه لا يقبل تجرحه إلا مفسرا يعني لا يكفي أن يقول فيه ابن معين مثلا هو ضعيف ولم يوضح سبب ضعفه وغيره قد وثقه فمثل هذا يتوقف في تصحيح حديثه وهو إلى الحسن اقرب وابن معين وأبو حاتم والجوزجاني متعنتون
2 - وقسم في مقابلة هؤلاء كأبي عيسى الترمذي وأبي عبد الله الحاكم وأبي بكر البيهقي متساهلون
3 - وقسم كالبخاري واحمد بن حنبل وأبي زرعة وابن عدي معتدلون ومنصفون

فأول من زكى وجرح عند انقراض عصر الصحابة
1 - الشعبي
2 - وابن سيرين ونحوهما حفظ عنهم توثيق أناس وتضعيف آخرين وسبب قلة الضعفاء في ذلك الزمان قلة متبعيهم من الضعفاء اذا اكثر المتبوعين صحابة عدول واكثرهم من غير الصحابة بل عامتهم ثقات صادقون يعون ما يروون وهم كبار التابعين يوجد يهم الواحد بعد الواحد فيه مقال كالحارث الاعور وعاصم بن ضمرة ونحوهما
نعم فيهم عدة من رؤوس اهل البدع من الخوارج والسيعة والقدرية نسال الله العافيه كعبد الرحمن بن ملجم والمختار بن ابي عبيد الكذاب ومعبد الجهني ثم كان في المئة الثانية في اوائلها جماعة من الضعفاء من اوساط التابعين وصغارهم ممن تكلم فيهم من قبل حفظهم او لبدعة فيهم كعطية العوفي ورقد السبخي
وجابر الجعفي وابي هارون العبدي فلما كان عند انقراض عامة التابعين في حدود الخمسين تكلم طائفة من الجهابذة في التوثيق والتضعيف
3 - فقال ابو حنيفة ما رايت اكذب من جابر الجعفي
4 - وضعف الاعمش جماعة ووثق اخرين
5 - وانتقد الرجال شعبة
ثم قسم بعد ذلك طبقات علماء الجرح والتعديل لـ22طبقة