ذكر العقيلي في كتابه: "الضعفاء": علي بن المديني إمام هذا الفن، وذلك من أجل إجابته في مسألة خلق القرآن.
فانتقده الذهبي على ذلك انتقاداً شديداً فقال:
إن علي بن المديني قد بدت منه هفوة ثم تاب منها، وهذا أبو عبد الله البخاري ناهيك به، وقد شحن صحيحه بحديث علي بن المديني، وقال: ما استصغرت نفسي بين يدي أحدٍ إلا بين يدي علي، ولو تركتَ حديث علي، وصاحبه محمد، وشيخه عبد الرزاق، وعثمان ابن أبي شيبة، وإبراهيم بن سعد، وعفان، وأبان العطار، وإسرائيل، وأزهر السمان، وبهز بن أسد، وثابت البناني، وجرير بن عبد الحميد لغلقنا الباب وانقطع الخطاب، ولماتت الآثار، واستولت الزنادقة، ولخرج الدجال.
أفمالك عقل يا عقيلي، أتدري فيمن تتكلم؟ وإنما تبعناك في ذكر هذا النمط لنذب عنهم، ولنزيف ما قيل فيهم، فإنك لا تدري أن كل واحدٍ من هؤلاء أوثق منك بطبقات، بل وأوثق من ثقاتٍ كثيرين لم تُوردهم في كتابك، فهذا مما لا يرتاب فيه محدث، وأنا أشتهي أن تُعرِّفني من هو الثقة الثبت الذي ما غلط، ولا انفرد بما لا يتابع عليه؟ بل الثقة الحافظ إذا انفرد بأحاديث كان أرفع له، وأكمل لرتبته، وأدل على اعتنائه بعلم الأثر، وضبطه دون أقرانه لأشياء ما عرفوها اللهم إلا أن يتبين غلطه ووهمه في الشيء فيعرف ذلك.
ثم قال: ثم ما كل أحدٍ فيه بدعة، أو له هفوة، أو ذنوب يُقدح فيه بما يُوهن حديثه، ولا من شرط الثقة أن يكون معصوماً من الخطايا والخطأ، ولكن فائدة ذكرنا كثيراً من الثقات الذين فيهم أدنى بدعة، أو لهم أوهام يسيرة في سعة علمهم أن يُعرف أن غيرهم أرجح منهم وأوثق إذا عارضهم أو خالفهم، فزِن الأشياء بالعدل والورع.
انظر: ميزان الاعتدال (5/ 169، 170).