تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الردّ على من زعم أن إسراء النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن إلى المسجد الأقصى الذي بفلسطين!.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي الردّ على من زعم أن إسراء النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن إلى المسجد الأقصى الذي بفلسطين!.

    السؤال:
    سمعت شخصا فى التلفاز يقول : إن المسجد الأقصى الذي ورد ذكره في الآية (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ، ليس الأقصى الذى في فلسطين ، ولكن في الطريق من مكة إلى الطائف كان هناك مسجدان ؛ المسجد الأدنى ، والمسجد الأقصى ، وأنه في ذلك الوقت لم يكن بنيت مساجد في فلسطين ، وأن الذى ألف حكاية المسجد الأقصى هم الدولة الأموية لأسباب سياسية ، وكان يتكلم عن الإسراء والمعراج ، وقال : إن سورة الإسراء وسورة النجم سور مكية والصلاة فرضت فى المدينة أريد تفصيلا حول هذا الموضوع .

    الجواب :
    الحمد لله
    أولا :
    قال الله تعالى : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الإسراء/ 1
    والمسجد الحرام هو مسجد مكة ، والمسجد الأقصى هو بيت المقدس ، بلا خلاف بين المسلمين .
    قال ابن كثير رحمه الله :
    " (مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) وَهُوَ مَسْجِدُ مَكَّةَ (إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى) وَهُوَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ الَّذِي هُوَ إِيلِيَاءُ ، مَعْدِنُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ لَدُنْ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ ؛ وَلِهَذَا جُمِعُوا لَهُ هُنَالِكَ كُلُّهُمْ ، فَأمّهم فِي مَحِلّتهم " انتهى من " تفسير ابن كثير " (5/ 5) .
    وقد دلت على ذلك النصوص الشرعية ، فمن ذلك :
    - أن قوله تعالى : ( إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ) محمول بالضرورة على ذلك المسجد المعروف بهذا الاسم ، في نصوص الكتاب والسنة ، ولا يختلف أحد أن المسجد الأقصى هو بيت المقدس .
    - روى مسلم (162) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ ) ، قَالَ: ( فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ) ، قَالَ : ( فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ ) ، قَالَ ( ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ...)
    قَالَ الْبَيْهَقِيُّ:
    " وَفِي هَذَا السِّيَاقِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمِعْرَاجَ كَانَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، مِنْ مَكَّةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ " .
    قال ابن كثير :
    " وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ هُوَ الْحَقُّ الَّذِي لَا شَكَّ فِيهِ وَلَا مِرْيَةَ " .
    انتهى من " تفسير ابن كثير " (5/ 9).
    - وروى البخاري (4710) ، ومسلم (170) عن جَابِرَ بْن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ قُمْتُ فِي الحِجْرِ فَجَلَّى اللَّهُ لِي بَيْتَ المَقْدِسِ ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ) .
    - وروى أحمد (23285) عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ : " أَتَيْتُ عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: ( فَانْطَلَقْتُ ـ أَوْ انْطَلَقْنَا ـ حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ) وحسنه محققو المسند .
    - وروى أحمد أيضا (3546) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، ثُمَّ جَاءَ مِنْ لَيْلَتِهِ ، فَحَدَّثَهُمْ بِمَسِيرِهِ ، وَبِعَلَامَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَبِعِيرِهِمْ ... ) وصححه محققو المسند .
    - وروى البخاري (1197) ، ومسلم (827) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَا تَشُدُّوا الرِّحَالَ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ) .
    وروى مسلم (1397) عن أبي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِنَّمَا يُسَافَرُ إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ، وَمَسْجِدِي، وَمَسْجِدِ إِيلِيَاءَ ) .
    قال النووي رحمه الله :
    " إِيلِيَاءُ هُوَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ ... وَسُمِّيَ الْأَقْصَى لِبُعْدِهِ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ " .
    انتهى من " شرح النووي على مسلم " (9/ 168) .

    فلا يطلق المسجد الأقصى في الشرع إلا على مسجد إيلياء، وهو بيت المقدس ، وهذا باتفاق المسلمين .
    فمن قال : إن هذا ليس الأقصى الذى فى فلسطين ، ولكن فى الطريق من مكة إلى الطائف كان هناك مسجدان: المسجد الأدنى والمسجد الأقصى، فهو هذا : فقد ضل سواء السبيل ، وخالف الكتاب والسنة وإجماع الامة ، وافترى على الله كذبا .


    ومن جهله وضلاله قوله : "وأنه في ذلك الوقت لم يكن بنيت مساجد في فلسطين ".

    فيقال : فأين كان المسجد الأقصى المذكور في حديث أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلَ؟ قَالَ: (المَسْجِدُ الحَرَامُ) ، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ (المَسْجِدُ الأَقْصَى) ، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ ، قَالَ: (أَرْبَعُونَ سَنَةً) " رواه البخاري (3366) ، ومسلم (520) .

    وهل كانت هناك مساجد بين مكة والطائف في ذلك الوقت ، ولم تكن الصلوات الخمس قد فرضت بعد ؟
    وهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوجه إلى هذا المسجد المزعوم أولا ، ثم لما حولت القبلة توجه إلى البيت الحرام ؟!


    لا شك أن من يقول مثل هذا الكلام : إما جاهل لا يدري ما يخرج من فيه ، أو ضال غوي مبين ، يريد أن يضل الناس عن دينهم ، ويلبس عليهم أمرهم .

    قال تعالى : ( قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنّ َكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) البقرة/ 144 .
    روى البخاري (399) ، ومسلم (525) عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ ، سِتَّةَ عَشَرَ أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ أَنْ يُوَجَّهَ إِلَى الكَعْبَة ِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ) ، فَتَوَجَّهَ نَحْوَ الكَعْبَةِ " .


    ثانيا :
    أجمع العلماء على أن الصلوات الخمس إنما فرضت ليلة الإسراء ، وأصل الصلاة كان واجبا قبل ذلك .
    قال ابن كثير رحمه الله :
    " أصل الصلاة كان واجبا قبل طلوع الشمس وقبل غروبها في ابتداء البعثة ، فلما كان ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة ونصف ، فرض الله على رسوله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس ، وفصل شروطها وأركانها وما يتعلق بها بعد ذلك، شيئا فشيئا " انتهى من "تفسير ابن كثير" (7 / 164) .
    وكان أول فرض الصلوات الخمس ركعتان ، ثم بعد الهجرة أقرت في السفر ، وزيدت في الحضر ركعتين ، إلا المغرب فعلى حالها . فروى البخاري (3935) ، ومسلم (685) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : " فُرِضَتْ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ هَاجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفُرِضَتْ أَرْبَعًا ، وَتُرِكَتْ صَلَاةُ السَّفَرِ عَلَى الْأُولَى " .
    وجاء في "الموسوعة الفقهية" (27 / 52-53) :
    " أَصْل وُجُوبِ الصَّلاَةِ كَانَ فِي مَكَّةَ فِي أَوَّل الإْسْلاَمِ ؛ لِوُجُودِ الآْيَاتِ الْمَكِّيَّةِ الَّتِي نَزَلَتْ فِي بِدَايَةِ الرِّسَالَةِ تَحُثُّ عَلَيْهَا ، وَأَمَّا الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ بِالصُّورَةِ الْمَعْهُودَةِ فَإِنَّهَا فُرِضَتْ لَيْلَةَ الإْسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ " انتهى .
    وانظر جواب السؤال رقم :
    (143111)، ورقم : (145725) .
    وقول هذا الجاهل : " إن سورة الإسراء وسورة النجم مكيتان ، وفرضت الصلاة فى المدينة " دليل على تهافت قوله وتناقضه :
    فالصلاة فرضت أولا قبل الهجرة ، ثم فرضت الصلوات الخمس ليلة الإسراء والمعراج - كما تقدم بيانه آنفا ، وقد كان ذلك في مكة أيضا .


    ثم إذا كان يعتقد أن فرض الصلاة كان بالمدينة ، وسورة الإسراء وسورة النجم مكيتان ، فكيف يزعم أنه كان هناك مسجدان في طريق مكة والطائف؟ ومن كان يصلي فيهما؟

    فعلى المسلم ألا يصغ لمثل هذه الأقوال المتهافة وألا يعول في دينه إلا على أهل العلم ، فلا يغتر بكل من يتكلم في الدين، حتى يتبين له أنه من أهل العلم .
    وينظر للفائدة إجابة السؤال رقم :
    (84314) .
    والله أعلم .


    والحاصل :
    أن هذا الكلام متهافت ، يدل بنفسه على جهل صاحبه ، وضلاله ، ولولا أن مثل هذه الأكاذيب والضلالات ، قد أذيعت في الناس ، لما كان ينبغي للعاقل أن يقف عندها ، ولا أن يلتفت إليها أصلا .




    انظر

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    المسجد الأقصى وقبة الصخرة

    وصلني مؤخراً رسالة بالبريد الإلكتروني عن حالة المسجد الأقصى والتفريق بين مسجد الأقصى وقبة الصخرة هل يمكن أن توضح ما إذا كان المسجد الأقصى مختلفا عن قبة الصخرة ؟ لماذا نرى القبة وهي تشير للمسجد الأقصى في الأماكن الإسلامية وأنا وكثير من المسلمين لا ندري بالفرق ؟.
    الحمد لله
    المسجد الأقصى المبارك هو أولى القبلتين ، وأحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال ، وقد قيل : إن الذي بناه سليمان عليه السلام ، كما ثبت ذلك في سنن النسائي (693) وصححه الألباني في صحيح النسائي ، وقيل أنه كان موجوداً قبل سليمان عليه السلام وأن بناء سليمان له كان تجديداً بدليل ما ثبت في الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال : المسجد الحرام قال قلت ثم أي ؟ قال المسجد الأقصى قلت كم كان بينهما ؟ قال أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله فإن الفضل فيه " ( رواه البخاري ( 3366 ) ومسلم ( 520 ) .
    وقد أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ، وصلى بالأنبياء في هذا المسجد المبارك .
    قال سبحانه : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الاسراء / 1. وأما قبة الصخرة فقد بناها الخليفة عبد الملك بن مروان سنة 72 هـ
    جاء في الموسوعة الفلسطينية 4/203 ( كان اسم المسجد الأقصى يطلق قديما على الحرم القدسي الشريف كله وما فيه من منشآت أهمها قبة الصخرة المشرفة التي بناها عبد الملك بن مروان سنة 72 هـ/ 691 م وتعد من أعظم الآثار الإسلامية. وأما اليوم فيطلق الاسم على المسجد الكبير الكائن جنوبي ساحة الحرم ).
    وجاء في الموسوعة أيضا (3/23) : ( يقوم بناء قبة الصخرة في وسط ساحة المسجد الأقصى ، في القسم الجنوبي الشرقي من مدينة القدس ، وهي ساحة فسيحة مستطيلة الشكل تمتد من الشمال إلى الجنوب مقدار 480 م ، ومن الشرق إلى الغرب مقدار 300 م تقريبا ، وتكون هذه الساحة على وجه التقريب خمس مساحة مدينة القدس القديمة ) . أ.هـ بتصرف
    فالمسجد الذي هو موضع الصلاة ، ليس هو قبة الصخرة ، لكن لانتشار صورة القبة ، يظن كثير من المسلمين حين يرونها أنها المسجد ، والواقع ليس كذلك ، فالمسجد يقع في الجزء الجنوبي من الساحة الكبيرة ، والقبة بنيت على صخرة مرتفعة تقع وسط الساحة .
    وقد سبق أن اسم المسجد كان يطلق على الساحة كلها قديما .
    ويؤكد هذا ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموعة الرسائل الكبرى 2/61 ( فالمسجد الأقصى اسم لجميع المسجد الذي بناه سليمان عليه السلام ، وقد صار بعض الناس يسمي الأقصى ، المصلى الذي بناه عمر بن الخطاب في مقدمته . والصلاة في هذا المصلى الذي بناه عمر للمسلمين أفضل من الصلاة في سائر المسجد ، فإن عمر بن الخطاب لما فتح بيت المقدس وكان على الصخرة زبالة عظيمة لأن النصارى كانوا يقصدون إهانتها مقابلة لليهود الذين يصلون إليها ، فأمر عمر بإزالة النجاسة عنها ، وقال لكعب : أين ترى أن نبني مصلى للمسلمين ؟ فقال : خلف الصخرة ، فقال : يا ابن اليهودية ! خالطتك اليهودية ، بل أبنيه أمامها فإنّ لنا صدور المساجد .
    ولهذا كان أئمة الأمة إذا دخلوا المسجد قصدوا الصلاة في المصلى الذي بناه عمر، وأما الصخرة فلم يصل عندها عمر ولا الصحابة ولا كان على عهد الخلفاء الراشدين عليها قبة ، بل كانت مكشوفة في خلافة عمر وعثمان وعلي ومعاوية ويزيد ومروان ... وأما أهل العلم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان فلم يكونوا يعظمون الصخرة فإنها قبلة منسوخة ... وإنما يعظمها اليهود وبعض النصارى ).
    وإنكار عمر على كعب الأحبار وقوله له : ( يا ابن اليهودية ) لأن كعباً كان من أحبار اليهود وعلمائهم ، فلما أشار على عمر بن الخطاب ببناء المسجد خلف الصخرة كان في ذلك تعظيماً للصخرة حتى يستقبلها المسلمون في الصلاة ، وتعظيم الصخرة من دين اليهود لا من دين المسلمين .
    واكتفاء المسلمين بصورة القبة ، قد يكون راجعا لحسن عمارة هذه القبة وجمال هيئتها ، وهذا لا يعفيهم من الخطأ الذي نشأ عنه عدم التمييز بين المسجد وما حوله .
    وقد يكون هذا من مكر اليهود وكيدهم ؛ لتعظيمهم الصخرة وتوجههم إليها أو تكون إظهار الصخرة ليتم لهم مرادهم بإقامة هيكل سليمان المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى ، وذلك ليظن المسلمون بأن المسجد الأقصى هو قبة الصخرة ، فإذا قام اليهود بهدم المسجد الأقصى وأنكر عليها المسلمون قالوا لهم ها هو المسجد الأقصى على حاله ، فيُظهرون صورة قبة الصخرة ، فيكونون بذلك قد حققوا أهدافهم ، وسلموا من انتقاد المسلمين .
    نسأل الله تعالى أن يعيد للمسلمين عزهم ومجدهم ، وأن يطهر المسجد الأقصى من إخوان القردة والخنازير ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
    والله أعلم .


    https://islamqa.info/ar/20903

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    الفرق بين قبة الصخرة والمسجد الاقصى

  4. #4

    افتراضي

    جزاك الله خيرا على هذا التنبيه الهام ، فكثير من الناس بل المشهور عندهم أن مسجد قبة الصخرة هو المسجد الأقصي وهذا من تضليل اليهود عليهم لعنة الله للمسلمين ، أسأل الله العظيم أن يعيده للمسلمين وينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان ... آمين

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم رفيدة المسلمة مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا على هذا التنبيه الهام ، فكثير من الناس بل المشهور عندهم أن مسجد قبة الصخرة هو المسجد الأقصي وهذا من تضليل اليهود عليهم لعنة الله للمسلمين ، أسأل الله العظيم أن يعيده للمسلمين وينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان ... آمين
    نعم صدقت أخيتي .
    فاللهم انصر المسلمين في كل مكان واهدهم سبل السلام واقهر عدوك وعدوهم .

  6. #6

    افتراضي

    13 وسيلة لمواجهة أكاذيب المشككين بالمسجد الأقصى

    بسم الله الرحمن الرحيم
    هذه الطرق والوسائل والتوصيات، كانت خاتمة لقائي اليوم الجمعة 1/4/2016 على قناة المجد الفضائية ضمن برنامج " بوصلة الصراع" والحلقة بعنوان " الأقصى وأكاذيب المشككين"، إذ تم تسليط الضوء على المشككين بمكان ومكانة المسجد الأقصى وخطورة هذه القضية.
    أدناه خلاصة 13 وسيلة عملية مهمة للدفاع عن مقدساتنا ومسرى النبي عليه الصلاة والسلام، والتي ينبغي مراعاتها والعمل الحثيث لإيقاف هذه الأكاذيب والشبه والشائعات من قبل أعداء الإسلام من مستشرقين وصهاينة وغيرهم، والمتأثرين بهم ممن يتكلم بألسنتنا، والرد عليهم ضمن منهاج تأصيلي متين.
    1-
    إحياء روح الولاء الشرعي في نفوس الأمة مع نشر الوعي التأصيلي بكل الحيثيات.
    2-
    تفعيل دور الباحثين ومراكز الدراسات القائمة المختصة ودعمهم.
    3-
    تأسيس مراكز دراسات متخصصة وتأهيل باحثين لمواجهة هذه الأكاذيب.
    4-
    العمل على كشف زيف ادعاءاتهم ورد أكاذيبهم سواء الباحثين أو المؤسسات العلمية ومراكز الدراسات.
    5-
    متابعة النتاج العلمي الإعلامي الصهيوني المشكك بمكانة وتاريخ الأقصى عند المسلمين وحصره وتمحيصه، والتعريف بأشهر باحثيهم وكتاباتهم.
    6-
    الاهتمام بتاريخنا وتراثنا وتحقيق المخطوطات وإعادة تحقيق الكتب التي حققها اليهود.
    7-
    عمل مساقات خاصة بتأريخ فلسطين وحقيقة الصراع ضمن مناهج التربية والتعليم( مواد الثقافة والتاريخ والأنشطة العامة وغيرها ).
    8-
    نشر الدراسات والإحصاءات والتقارير الموثقة حول جهودهم وإعادة صياغتها والرد عليهم.
    9-
    إقامة برامج ثقافية مختلفة بكل الوسائل المتاحة( دورات، ملتقيات، محاضرات، وندوات ).
    10-
    تحمل المؤسسات الإعلامية دورها وفق خطط مدروسة وبرامج نوعية وتوسيع المساحة في الخريطة البرامجية.
    11-
    الاهتمام بوسائل التواصل الحديثة ومتابعة كل ما ينشر عن القدس وتوزيع المهام.
    12-
    التنسيق والتكامل بين المؤسسات البحثية ومراكز الدراسات والإعلامية.
    13-
    السعي لترجمة الدراسات والبحوث النافعة لعدة لغات واستهداف شرائح مختلفة.
    http://www.saaid.net/Doat/aiman/254.htm


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •