منذ عرفت أن الدكتور السالم الشنقيطي حقق أغلب كتاب النشر في رسالته للدكتوراه، وأنا أعيش مع غيري حلم طباعتها مع باقي الكتاب بمجمع الملك فهد، وطال الانتظار أكثر من عشر سنوات، خلال هذه السنوات الطويلة كان البديل رسالة الدكتوراه التي نشرها الدكتور على النت أو وُضعت من خلال غيره.
وقد قرأتها وتعاملت معها فعرفت نقاط قوتها المتمثلة في قوة الدكتور السالم اللغوية وحرفية تعامله مع المادة العلمية، حتى في ترجمته لابن الجزري كان له رأي في كل كلمة يذكرها أو قصة يحكيها، ونقاط القصور فيها متمثلة في سقط بعض كلمات من النص المحقق، وكذلك عدم ترجمته لبعض الأعلام وبالبحث عرفت أماكن ترجمتها، وفي عزو الآيات ربما ينبو منه نبوة هنا أو هناك، وكذلك إثبات ما في هامش المخطوطات في حاشية الكتاب، مع أن ما في هامش المخطوط يعتبر من الأصل إذا ألحق بعبارة: (صح) كما هو معروف عند أهل التحقيق، ولكن في كل الأحوال كان التحقيق قويًا، ونَفس المحقق موجود في كل كلمة، حتى في فهارس الكتاب صنع فهرس دقيق لعناوين الكتاب، وأما الكشافات التفصيلية فحدِّث ولا حرج، ثم خرج الكتاب الذي أنتظره بفارغ الصبر وكانت أولى المفاجآت أنه لا يمكن الحصول على الكتاب لأنه لا يباع، ومَن يريده لابد أن يكون له واسطة في وزارة الأوقاف بالرياض حتى يحصل على نسخة أو يتحصل على نسخة من المؤلف وكلها لا طاقة لي بها، حتى مَنَّ الله تعالى على الفقير بمَن أرسل له النسخة الحلم، وكانت المفاجأه !!!.
أربع مجلدات من مجلدات الكتاب الست هي: المقدمة وقسم الأصول التي حصل بها الدكتور على الدرجة العلمية، ثم مجلد واحد لقسم الفرش يظهر لك أن هذا القسم لم يَعمل عليه أحد، بل الواضح من النقولات أنهم أخذوا نسخة الدكتور المشارك الذي حقق الجزء المتبقي من الكتاب وأزالوا الحواشي وطبعوها على علّاتها.
باب الفرش كله في مجلد واحد! ، ولا توجد فروق للنسخ إلا نادرًا، ولا يوجد إحالات للكلمات التي ذكر ابن الجزري سابقًا ـ وهذا من بديهيات التحقيق ـ، ولا يوجد عزو للكتب التي ذكرها ابن الجزري في الكتاب، بالإضافة إلى مواضع سقط بالجملة لكلمات بل وعبارات، وأخيرًا فهرس المجلد سيء جدًا لا تكاد تصل لبغيتك إلا بعناء.
ثم كانت ثالثة الأثافي كما يقولون نص الكتاب الذي كُتب في عشر سنوات للأسف لم يراجع، بل وزاده فريق العمل مواضع سقط تصل أحيانًا لعدة أسطر.
الحسرة على وقت أهدر وأموال وَقفٍ أُنفقت والمنتظِر لطبعة الدكتور السالم لا بد أن يراجع نفسه قبل أن يحارب ليقتنيها، فأقول له: لا تتعب نفسك؛ فالنشر ما زال يحتاج إلى مَن يحنو عليه ويخرجه سليمًا، لا تنفق مالك في شراء هذه الطبعة التي أصبحت مثل سابقتها وإنا لله وإنا إليه راجعون، وها أنا أفصل فأقول:
1ـ تنسيق الكتاب سيء فحتى تصل إلى ما تريد لا بد من البحث في المجلد المختار كله حتى تصل إلى ما تريد فمثلا لم تفهرس مقدمة المؤلف التي تبلغ 160 ورقة، فإذا أراد الباحث البحث عن عنصر منها، فعليه أن يقرأ كل هذه الأوراق ليصل لمبتغاه، وقد فهرس الدكتور السالم في رسالته العلمية للمقدمة بصورة جيدة مبينًا عناصرها، فلِم تم حذف هذا الفهرس من الطبعة؟!.
وهكذا باقي الطبعة لم تفهرس الأبواب والفصول والتنبيهات مكتفيًا بذكرهم فقط، وهذا مما يشق على الباحثين في العثور على ما يريدوه من بحثهم.
2ـ كثرة السقط في الكتاب سواء من الرسالة العلمية، أو من اللجنة العلمية بالمجمع، والأخيرة أحدثت سقطًا في الصفحة ا؟لأولى من الكتاب!.
وهذا ما استطعت الوقوف عليه بهذه العجالة كما يلي، والرقم الأول هو رقم الصفحة في طبعة المجمع، والرقم الأخير هو رقم الصفحة في رسالة الدكتوراه، وأنبه على ما سقط من طبعة المجمع فقط بذكر: (مجمع):
3 سـ 6: (وأقام لحِفْظِه خِيرَته مِنْ خلقه من بَرِيَّته) (1/117)
658 آخر سطر: (حمل ذلك جاز، والله تعالى أعلم). (2/117)
668 سـ 3 من الأسفل: (وأوَّل السُّورة الأخرى كأوّل آية أخرى) (2/126) مجمع
671 سـ قبل الأخير: (إنَّما أردت التَّبرك، ثمَّ منعني بعد ذلك) (2/129) مجمع
692 آخر سطر: (بالقراءة في الكلام على الحروف في فصل) (2/148) مجمع
775 سـ 4: (ولم يذكره له عند ذكره في «الزمر («(2/221)
1139 سـ 5: (ونقله عن صاحبه الشَّيخ أبي علي الحسن بن أم قاسم المُرَادِى المعروف بابن أم قاسم) (2/590)
1216 آخر سطر: سقط بعده 7 أسطر كاملة. (3/64ـ65)
1439 سـ 9: (فالذي حُذِف للتنوين) (3/293)
1489 سـ 6 من الأسفل: (وبـ «الواو» على اتِّباع الرسم كما تقدَّم النَّص) (3/346)
1579 سـ 4: (وما يراه بعض شيوخنا) (3/445)
1591 سـ 4: (قراءة الحرف الأول هنا من) (3/460)
1591 سـ 6: (في إمالة {فزادهم} في باب الإمالة) (3/461)
1605 سـ 3 من الأسفل: (عند الخاء من نحو) (3/480)
1611 سـ 7: (فقرأ الكوفيون بضم) (3/488)
1611 سـ 8: ({وإن تظاهرا عليه} في التحريم) (3/488)
1622 سـ 3 من الأسفل: (وق و{لبلد ميت}) (3/505)
1629 سـ 5 من الأسفل: (في الموضعين هنا) (3/515)
1629 سـ 2 من الأسفل:( في الموضعين هنا) (3/515)
1638 سـ 5 من الأسفل: (في العشرة التي) (3/527)
1699 سـ 7: فقرأ أبو جعفر وابن عامر بالرفع إلَّا أنَّ أبا جعفر يشدد الياء على أصله وقرأ الباقون بالنصب. (4/39)
1714 سـ2: (ولأنَّ راويه يَرْوِيه مع عدم الإدغام الكبير) (4/62)
1874 سـ 5 من الأسفل: (وتقدَّم﴿ ترجعون ﴾ليعقوب في البقرة) (4/296)
1951 سـ 8 من الأسفل: (عبد السلام بن الحسين البصري عن أبي الحسن البصري الجُوخَاني) (4/412)
2020 سـ1: (بأول السورة، وهو ﴿ فحدث ﴾ صل "الله أكبر" قف، "بسم الله الرحمن الرحيم" صل «ألم نشرح » قف). (4/519)
2020 سـ 10: والثاني: وصل التكبير بآخر السورة والقطع عليه والقطع على البسملة، هو﴿ فحدث﴾ صل "الله أكبر" قف، "بسم الله الرحمن الرحيم" قف «ألم نشرح»، نص عليه أبو معشر الطبري في (تلخيصه) (4/520)
2037 سـ 7: (خاله وهب بن زمعة عن أبيه زمعة بن صالح) (4/541).
1586 سـ 3 من الأسفل: (يوقف على مثل قولهم) (3/450 ح1)
3ـ التصحيف كان نادرا وهذا من حسناتهم، وقد وقفت عليه في كلمة 1301 سـ8: فلمَّا عدمت فيه امتنعت الإمالة بعدها. ((الصواب: بعدمها)) (3/ 148).
4ـ 1599 سـ 4: (واتَّفقوا على قراءة﴿ أفمن واعدانه﴾ في «القصص» من غير «ألف»؛ لأنَّه [لا يصح أن يكون فيه مواعدة من الجانب الآخر وكذا حرف «الزخرف»]) .
وبعد المراجعة كان الصواب: واتَّفقوا على قراءة ﴿ أفمن واعدانه﴾ في «القصص» من غير «ألف»؛ [لأنَّه غير صالح لهما وكذا حرف «الزخرف»]، [لأنَّه لا يصح أن يكون فيه مواعدة من الجانب الآخر].