السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
بداية أتوجَّه إليكم بجزيل على الشُّكر على جهودكم المبذولة في مساعدة إخوانكم وتفريج كربهم، فرَّج الله عنكم كرب يوم القيامة بإذنه.

أمَّا مشكلتي فهي دخول المواقع الإباحيَّة، وقد بدأت دخول المواقع الإباحيَّة منذ حوالي السَّنة والنِّصف، وكان دافعي الفضول، ومن أشد ما يحزنني أنَّ بدايتي كانتْ مع مواقع إسلاميَّة نعم إسلاميَّة للأسف، أذكر أنِّي دخلت أحد المواقع الإسلاميَّة المشهورة، فوجدت مقالة تتكلَّم عنِ الزَّواج وعن يوم الدُّخلة، وتوسَّعت في الأمر، حتى أصبحت أحب أن اقرأ كل ما يمت للزَّواج بصلة، فتاوى، كتب، استشارات. وهكذا حتى حدَّثتني نفسي برؤية الصور الإباحيَّة، حتى سنة وثلاث أشهر تقريبًا لم أر صورًا إباحيَّة حقيقيَّة؛ بل كرتونيَّة مرسومة، وكانت نفسي تسوِّل لي بأنها أخف حرمة، ولم ألج باب الصور الحقيقيَّة إلا منذ ثلاثة أشهر تقريبًا، على أنَّني حينما دخلته أحسست بِخُبث الشَّيطان ومدارجه، فأقلعت مباشرةً لمدَّة شهرة، وأسبوع وعدت.

هذا لا يعني أنَّني لم أحاول من قبل، بل لم أيأس مرَّة من المحاولة ولله الحمد، وقد توقَّفت قبلها مدة شهرين... وهكذا.

أنا - ولله الحمد - مُحافِظ على الصَّلوات جماعة، وحريص على صيام الاثنين والخميس، خصوصًا في الأشهر الأخيرة، ولا أزال حبيسًا لهذه المواقع.

فكيف الخلاص؟

الجواب
الأخ الفاضل.. السَّلام عليكم ورحمة الله..

مرحبًا بك في موقع (الألوكة).. وأهلاً وسهلاً..
انتشار الصُّور الإباحيَّة هي من مصائب هذا الزَّمان؛ خاصَّة حينما يرخي الشَّاب لنفسه العنان وهو الذي يمتلك الشَّهوة والفضول للتَّطلُّع إلى مثل هذه الصور، لا أريدك أن تلوم ذلك الموقع الإسلامي فالحقيقة غير ذلك، فالأمر متعلِّق برغبة موجودة لدى كل النَّاس وخاصَّة في سنِّك، وتحتاج إلى التَّهذيب والمراقبة.. تابع معي الأفكار التالية:

أولاً: من الأمور الرَّائعة أنَّك تراقب نفسك بشكل جيد، وتحاول باستمرار الإقلاع عن مثل هذه المواقع وصدّ نفسك عنها، أريدك ألاَّ تنظر إلى هذه المحاولات على أنَّها فشل، هذه المحاولات هي من صميم فطرة الإنسان المجبولة على الصِّراع بين الحق والباطل، فكن سعيدًا عندما ينتَصِر الحقّ، ولا تيئس عندما يغلب الشَّر وأخبره بأنَّ فوزه أمر مؤقت!!

ثانياً: من المهارات الأساسيَّة التي يجب أن تدرِّب عليها نفسك من الآن هي زيادة قدرتك على ضبط نفسك، ومن الوسائل في ذلك أن تتعرَّف على ما أسميه (اللحظة الحاسمة)، وهي تلك اللَّحظات التي تسبق قرارَك بدخول تلك المواقع الإباحيَّة حين تقول لنفسك: (أوه هذا موقع جديد، يا ترى ماذا سيحوي من صور؟) وتتوالى الصور والخيالات المثيرة التي تدفعك إلى قرار الدُّخول والمشاهدة، هذه لَحظات مهمَّة وأساسيَّة إذا كنت تريد الإقلاع عن هذا الأمر السَّيئ، أريد منك أن تُراقب في هذه اللحظات (لَحظات قصيرة قبل قرار المشاهدة) أن تراقب نفسك وحديثك إليها والصور التي تأتي إلى ذهنك في هذه اللَّحظات, ومن ثمَّ أوقف حديث النَّفس المثير الذي يشعل الشَّهوة وغيّره فورًا إلى حديث ذاتي مختلف: (سأكون قويًّا هذه المرَّة وسأرفض، لا.. لا وداعًا لتلك الأيام ولهذا الفعل المشين)، وهكذا تذكَّر أنَّ التَّدخُّل في هذه اللَّحظات الحرجة يعطي نتائج رائعة، أمَّا التَّأخُّر ولو للحظات بعد فورة الشَّهوة فهو تدخُّل غير فعَّال، ولا يعطي أي نتائج!!

ثالثاً: لابدَّ من أخذ احتياطات وقائيَّة للوقوع في هذا الأمر، ومن ذلك اختيار الصُّحبة الصَّالحة التي تُعين المرء على مقاومة الحرام، والانشغال ببناء حياة مثمرة ومليئة بالأهداف والطُّموحات مرتكزة على الشعور بِحاجة الأمَّة إلى المخلصين والمميزين من أبنائها للنَّهضة والتَّقدُّم، مثل هذه الأمور تعطي لحياتك معنى وأهمية، ومع الوقت ستترفَّع نفسُك عن الولوج في تلك المستنقعات التي لا تليق بك!!

أرجو أن أكون قد أفدتك، ومرحبًا بك ثانية في موقع (الألوكة).