ملخص السؤال:
فتاة تَعيش مع أسرتها، وتشكو مِن سوء تعامل أبيها مع أهل بيته جميعًا، وخاصة مع أخيها الأصغر، مما جعله مدمنًا من كثرة المعاملة السيئة له، وتريد حلًّا لذلك.
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.نحن إخوة نعيش في بيت واحد مع والدنا، المشكلة أن والدي يتعامل معنا نحن الأبناء بطريقة سيئة، وكذلك أمي، يعاملها باستهانة وعدم تقدير.لدي أخ في العشرين مِن العمر أبي يَتعامل معه بعنفٍ منذ طفولته، يَضربه ضربًا مبرحًا، ويسبه ويُهينه في الشارع، تعرَّض أخي هذا لاغتصاب مِن قِبَل شابٍّ عندما كان صغيرًا، وللأسف عاقبَه والدي وكأنه الجاني لا المجني عليه!وبكلِّ أسفٍ أدَّتْ هذه المُعامَلة إلى أن يَترُكَ أخي البيت، ومع الوقت صاحب أصدقاء السوء وانْجَرَفَ للإدمان، والحمدُ لله حاولنا الوقوف جانبه وتَمَّ علاجُه، وأجمع كلُّ الأطباء النفسيين أن والدي هو المريض نفسيًّا وليس أخي، وأن والدي هو الذي أدى بأخي إلى ذلك، ولا بد أن يخضعَ الوالد للعلاج النفسيِّ.والدي يَرفُض هذا الكلام تمامًا، لكنه وَعَد بأنه سيتغَيَّر، وسيبتعد عن أسلوبه!أبي ولله الحمدُ معه مال كثيرٌ، لكنه بخيلٌ جدًّا بماله، فقد بَنَى لكلٍّ مِن أولاده بيتًا، لكنه يَبخل علينا في الطلبات الأكثر تفاهةً، حتى في المَشاعر يبخل علينا بها!أَحَبَّ أخي أن يقتربَ مِن الوالد ويصلح حاله، فعَمِل معه في عمله الخاص، لكن الوالد كان يَسبه أمام الزبائن والعمال، ويُقلل منه ومن قدراته، فاضطر أخي إلى تركه، وإلى أن يعمل منفردًا.والآن أخي يريد أن يجهزَ بيته للزواج، وهو غيرُ قادرٍ على فرشه، وطلب مِن الوالد فرش البيت لكنه رفض، مع أن والدي يستطيع ذلك بسهولة.حاولنا إقناعه لكنه رفض، ونخاف أن يعودَ أخي إلى الإدمان مرة أخرى، أو تحدث له انتكاسة تُودي به!كلُّنا في البيت نَكره وجود أبي؛ لأنه دائم الشكوى والتذمر، يَنشر الكآبة والحزن والمشكلات بيننا، ويَجلس بين أصدقائه ليشكوَ ضيق الحال والظروف السيئة، مع أن هذا الكلام خطأ.
لا نعرف كيف نتصرَّف معه ليتعامَل معنا كأبٍ سويٍّ، وليهتم بنا أخبرونا ماذا نفعل؟ بارك الله فيكم

الجواب

أختي العزيزة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.بدايةً أُرحِّب بك عزيزتي في قسم استشارات شبكة الألوكة.عزيزتي، ليس كلُّ ما نريده في هذه الدنيا نَحْصُل عليه، وليس كل أمر هو بإرادتنا وبمشيئتنا، فهناك أمورٌ فُرضَتْ علينا ولن نَختارها، ولا بد مِن قبولها والموافقة عليها، ومن هذه الأمور: الأهل، والشكل، والعقل، وغيرها.عزيزتي، والدُكم عليكم أن تتقبَّلوه كما هو، بحسناته وأخطائه، ولا بد مِن الإحسان له وبرِّه، وليس معنى كلامي هذا أنني أُوافقه على مَواقفه معكم ومع أمكم، لكنني أُذَكِّركم ببِرِّ الآباء، ووجوب مصاحبتهم في هذه الدنيا بالمَعروف، والله هو الذي يحاسبه، والله تعالى لا يترك مثقالَ ذرة مِن عمل إلا ويُحاسِب عليها.عزيزتي، ارضوا بما قدَّمه والدكم لكلٍّ منكم، فهو ليس مُلزَمًا بهذا، وهو مِن بابِ مساعدته لكم، أما عدم مساعدته لأخيك في فرش بيته، فقد يكون له أسبابه الخاصة المقتَنِع بها، فحاولوا سؤاله بالحسنى لتتوصَّلوا إلى كيفية تفكيره، واعلمي أن البخيلَ لا يهمُّه نظرة الآخرين له ولا المُفاخَرة بكبر الشقة أو السيارة، لذا عليكم عزيزتي بمحاولة الوصول إلى طريقة تفكيره وقصده بمُعامَلتكم بمِثْل هذه المُعامَلة التي تنفرون منها.كما عليكم مساعدة أخيكم على فرش بيته بما لديكم من مال، أو يمكنكم الاشتراك في عدة جمعيات، وبهذا يكون قد فرش بيته بالتقسيط ومِن ماله الخاص.قفوا مع أخيكم، وآزروه كيلا يعودَ إلى الإدمان مِن جديدٍ، وحاولوا ذِكْر حسنات الوالد بدلًا مِن سيئاته، فلا أحد منا كامل، كما يمكنكم الاستعانة بصديقٍ مُقربٍ إلى والدكم يثق به ويحبه ويتقبل وساطته للوساطة بينكم وبين والدكم في كلِّ ما تُريدونه منه.أخيرًا عزيزتي، أُذكِّرك بكثرة الدعاءِ، وتحرِّي ساعات الإجابة، وأُذكِّرك بسِهام الليل التي لا تخيب فاغتنميها.
والله الموفقوالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته