ملخص السؤال:
موظف يشكو مِن تقصير زملائه في أعمالهم؛ حيث يتأخَّرون عن عملهم، ولا يهتمُّون به، وعندما شكا للمدير المسؤول لم يفعلْ شيئًا، ويسأل: فماذا أفعل؟
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا مُوظفٌ في جمعية خيرية منذ أكثر من 6 سنوات، وطبيعةُ عملي تحصيل التبرُّعات، وقد وجدتُ حلاوةً عظيمةً في قلبي مِن هذا العمل، ونحن مجموعة موظَّفين، وأجاهِد نفسي في العمل بإخلاص.لكن المشكلة أنني في الآونة الأخيرة لم أعدْ أستطيع أن أصبرَ على تقصير الموظَّفين في أعمالهم؛ حيث يأتون متأخرين، ولا يهتمون بعمَلهم، وغيابهم كثيرٌ، ويخرجون قبل الدوام بساعات،وكلما شكوتُ للمدير يقول: خير إن شاء الله، ولا يُحاسبهم.
قلبي متعلِّق بهذا العمل، ولا أستطيع أن أجد عملًا خيريًّا مثله، فماذا أفعل؟أفيدوني جزاكم الله خيرًا

الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:فجزاك الله خيرًا أيها الأخ الكريم على حِرصِك على الخير، ونسأل الله سبحانه أن يرزقَنا وإياك التوفيقَ والسداد.إنَّ شأن المسلمِ أنه دائمًا مُتقنٌ لما أوكل إليه مِن عملٍ، يُؤدِّيه على أكمل وجه، ويُراعي الأمانة، ولا يفرِّط في عمله، وكلُّ تقصير أو تفريط في العمل الموكل إليه محرَّم شرعًا، يستحقُّ أن يخصمَ مِن راتبه ما يُساوي ذلك التقصيرَ في العمل، وما أخذه من الراتب بغير عملٍ فهو سُحتٌ.وقد ذكرتَ وفَّقك الله أنَّك أبلغتَ رئيسك في العمل بذلك، فلم يفعلْ شيئًا، فتوجَّهْ أنت بالنُّصح لزملائك المقصِّرين، وذكِّرهم بالله واليوم الآخر، وأن التقصير في العمل يَجعل جزءًا من الراتب حرامًا،وأنَّ عليهم أن يتوبوا إلى الله، ويُقلِعوا عن ذلك التقصير في العمل أثناء الدوام، وأن الواجب على المسلم أن يتَّقيَ الله، وأن يَحرِصَ على أن يكون مطعَمُه حلالًا ومشربه حلالًا؛ فالمالُ الحرام لا يُبارِك الله فيه، ولا يهنَأ صاحبُه به.وفي صحيح مسلمٍ عن أبي سعيد: ((مَن رأى منكم منكرًا فليُغيِّره بيدِه، فإن لم يستطعْ فبلِسانه، فإن لم يستطعْ فبقلبه، وذلك أضعفُ الإيمان)).فإن فعلتَ هذا فقد أدَّيتَ ما عليك، واستمِرَّ أنت في إتقان عمَلِك؛ حتى تكون قدوةً صالحة لهم.
وفَّق الله الجميع لما يُحبه ويرضاه