ملخص السؤال:
سيدة في الثلاثين، متزوجة ولديها أولاد، غير سعيدة مع زوجها، وغير موفَّقة في حياتها، تعرَّفتُ إلى رجلٍ غريب، وتطوَّرَت العلاقة بينهما حتى وقعَا في الفاحشة، وتبْحَث عن شخصٍ يحتويها ويسمعها، ويشعر بما تشعر به، ويعيد لها أنوثها الضائعة.
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا سيدة في الثلاثين مِن عمري، غير سعيدة وغير موفَّقة في حياتي، ولديَّ الكثير من المشاكل؛ متزوجة منذ 8 سنوات، ولديَّ أطفال.بيني وبين زوجي اختلافاتٌ في الثقافة بسبب اختلاف البيئة والبلد، تَمَّ ترحيلُه إلى بلده، وكنتُ أزورُه أنا والأولاد مرات مَعدودة سنويًّا!تعرفتُ على رجل يكبرني بـ20 عامًا، وتطوَّرَت العلاقةُ بيننا، فكنا نتحدَّث يوميًّا في الهاتف، حتى وقعنَا في الفاحشةِ مرةً واحدة فقط، ثم قطعتُ علاقتي به بعد ذلك.دائمًا ما أَلُوم نفسي، ويبقى هذا الخطأُ في ذهني دائمًا حتى وأنا مع زوجي، فأنعتُ نفسي بالخائنة، وأشعر أني لا أستحقُّه.تعبت مع الوقت، وأصبحتْ نفسيتي في الحَضيضِ، ولا أستطيع أن أركِّزَ في أي شيء، وأثَّر هذا على علاقتي بأطفالي، فأصبحتُ أتعامَل معهم بعنفٍ وقسوةٍ وضربٍ شديد.تغيرتُ وتأثَّرتْ علاقتي بزوجي، ولم أعدْ أستطيع أن أعيشَ معه تحت سقفٍ واحدٍ، واستمرَّ هذا الحالُ لسنوات، ثم عُدْتُ للرجل الذي تعرَّفتُ عليه سابقًا، لكن بصورة مَن يصغي إليَّ ليعرفَ مشاكلي ونفسيتي ويسمعني، لكنه كان يَصدني صدًّا شديدًا.منذ الثانوية وأنا أحبُّ قريبي، ودائمًا أفكِّر فيه، وكنتُ أفكِّر في أن أصارِحَه بمشاكلي، وأشكو له همِّي على أمل أن يُساعدني، لكني كنتُ متردِّدة، ولم أكنْ أحبُّ أن أكسرَ حاجز الاحترام الذي بيننا!لا أعرف ماذا أفعل؟ فأنا أبحث عن شخصٍ يَحتويني ويسمعني، ويشعر بما أشعر به، ويُعيد لي أنوثتي الضائعة، فالنفسُ أمَّارة بالسُّوء، وأخاف أن أقعَ في الفاحشة مرة أخرى.أنا مُتعَبَة جدًّا، وحاولتُ الانتحارَ مِرارًا، لكن أولادي الصِّغار كانوا حاجزًا عن فِعل ذلك، وأتمنَّى أن أدخلَ في غيبوبة لمدة شهر؛ لكي أرتاح ويرتاح بالي.جرَّبْتُ أن أصَلِّي وأتقرَّب إلى ربي، لكن الحياة تأخُذني وأترُك الصلاة، وأهيم على وجهي مرةً ثانيةً.
أشعر أنني وحيدة وأبحث عمَّنْ يَحْتويني ويحبني ويشعُر بي

الجواب

بسم الله الموفِّق للصوابوهو المستعان
سلامٌ عليك، أما بعدُ:فقد قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [يونس: 44]، وقد ظلمتِ نفسَك باختيار هذه الطريقة البائسة في العيش!جسدُك - عزيزتي - لا يتكوَّن مِن جهازٍ تناسليٍّ فقط حتى تشعري بأنك في احتياجٍ جنسيٍّ لا يهدأ، فتوجد آلاف النساء اللاتي لم يتزوَّجْنَ بعدُ، ولَهُنَّ الأجهزةُ التناسليةُ والنفس الجنسية التي لديك، والرغبة والشهوة نفسها التي لديك، والعاطفة نفسها التي تحتاجين إليها، والنفس الأَمَّارة بالسوء التي تحثُّهنَّ على ارتكاب الفحشاء، ومع ذلك لم يظْلِمْنَ أنفسهنَّ كما ظلمتِ نفسك بخيانةِ ربك وزوجك، وإساءة معاملة أبنائك!إن كنتِ تُريدين الإشباعَ العاطفيَّ والجنسيَّ الذي لا تجدينه في زواجك، فتَحَرَّري من زواجٍ لا يَعصمك مِن زيغ الهوى، وتذَكَّري أنك لستِ مُضْطرةً للبقاء مع زوجٍ تَخونينه في بيته، وتُفكِّرين في غيره، وتفتِّشين عن الإشباع الجنسيِّ عند غيره!التعذُّر بالأطفال مِن أوهى وأقبح الحجج على الإطلاق، هذه الحجَّة التي لا تستند إلى دليلٍ شرعيٍّ لا تُفَسَّر عندي سوى بضعف احترام الذات، والشُّعور بعدم الاستِحقاق!تصالحي - أختي الكريمة - مع نفسك، وأَحْسِني إليها بالتطهُّر من الذنوب، والاستِعفاف، وطلَب الحلال، واسعَيْ بنيةٍ مُخلِصة للاستقرار النفسيِّ والاجتماعيِّ بطلب الزواج الشرعي المرضي لربك، المشبِع لاحتياجاتك، لا البحث العشوائي عن علاقاتٍ آثمةٍ عابرة لإشباع شهوة ساعة!حاولي أن تعيشي الحياة التي تريدينها فيما لا يُخالف الشرعَ؛ وجدِّدي حياتك بإعادة صياغة عالمك، فقد اخترتِ لنفسك - بوعيٍ أو بدون وعي - حياةً بائسةً جدًّا، فاختاري لها بوعيٍ أن تعيشَ الحياة الكريمة الطاهرة التي تريدينها بصدق!
والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب