ملخص السؤال:فتاة تقدم لها شاب لخطبتها أكبر منها بـ15 عامًا، وتخشى مِن فارق السن أن يُحْدِثَ بينهما مشكلات. تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا فتاةٌ عمري 20 عامًا، تقدَّم لخطبتي قريبٌ لي عمرُه 35 سنة، وهو شابٌّ مُهَذَّبٌ ومُحترمٌ، ودخلُه المادي جيد وكريمٌ، ومسؤول عن أهله.
فهل فارق السنِّ سيُؤَثِّر على الحياة الزوجية مستقبلًا أو لا؟

الجواب

أهلًا ومرحبًا بك أختنا الفاضلة في شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن يعيننا على نفعك بما ييسر عليك حل مشكلتك، اللهم آمين.اعلمي أختنا الكريمة أنَّ هناك معاييرَ حدَّدها لنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم لاختيار الخاطبِ وتقييمه، ومن ثَم قبوله أو رفضه؛ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إذا أتاكم مَن تَرْضَوْنَ خُلُقه ودينه فزَوِّجوه، إلا تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عَريض))، فإذا كان الخاطبُ المتقدِّمُ فيه هذه الصفات؛ أي: مَرْضِيّ الخُلُق والدين، فلا تترددي في قبوله.وقد أشرتِ رعاك الله إلى بعض تلك الصفات في سؤالك؛ والتي منها: "مهذب، ومحترم، ودخلُه المادي جيد، وكريم، ومسؤول عن أهله"، فهذه صفاتٌ طيبةٌ تتيح لك القبول المبدئي، ولا بد من تكليف والدك أو أخيك بالسؤال عن دينه وصلاته وتعاملاته وأخلاقه...، فهذا يعضد موقفه أكثر.أما فارقُ السنِّ بينكما حيث إنَّ عمرك (20) عامًا، وعمره (35) عامًا، والذي في نظَرك فارق كبير - وهو كذلك - فإنه لا يُحْدِث بذاته أي مشكلات بين الزوجين، بل بالعكس؛ إذ إنَّ المرأة يَظهر عليها الكبرُ في سنٍّ مبكرة؛ نتيجة الحمل والولادة والتغيرات النفسية التي تعتريها بعد الزواج، مما يَذهب بكثير مِن جمالها ورشاقتها،كما أن هذا العمر للرجل - أقصد ما بعد الثلاثين - هو عمر الثبات الانفعالي والنفسي وراحة العقل.وحتى لو ظهرتْ مشكلات مستقبلًا، فبالتفاهُم والحبِّ والتعاون يُمكن تخطي أي مشكلة مهما كانتْ كبيرة، وكما أخبرتُك قبلُ فإنَّ الفارق العمري في حد ذاته لا يُحْدِثُ مشكلات حتى لو كانت المرأة أكبر سنًّا؛ فها هو النبيُّ صلى الله عليه وسلم تزوَّج السيدة خديجة رضي الله عنها وهي تكبره، وها هو أيضًا صلى الله عليه وسلم تزوَّج السيدة عائشةَ رضي الله عنها وهي تصغره، ولم نسمعْ أو نقرأ أن ثمة خلافات في المرتين بسبب الفارق العمري، بل كان بالنسبة للسيدة عائشة حَنونًا عطوفًا شفوقًا بها، يُعاملها كالطفلة الصغيرة، وهذا هو المطلوب مِن الرجل أن يتعامل مع المرأة بلُطفٍ وهدوء وصبرٍ.وأظنُّ أنه في حالتك سيكون الخاطبُ رحيمًا بك، مسؤولًا عنك، مُشفقًا عليك، كما كان مع أهله.فتوكَّلي على الله تعالى، واستعيني به، واسأليه بدعواتك في صلواتك وجوف الليل أن يُيَسِّر لك الأمر، وأن يهديك للاختيار الصحيح، ولا تنسَيْ صلاة الاستخارة، فهي مفتاحُ وجماع الخير والتوفيق، فقد كان الصحابةُ يقولون: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة مِن القرآن، يقول لنا: ((إذا هَمَّ أحدُكم بالأمرِ، فلْيَرْكَعْ ركعتين مِن غير الفريضة، وليقلْ: اللهم إني أستخيرك بعِلْمك، وأستقدرك بقُدرتك، وأسألك مِن فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلَم ولا أعلم، وأنت علَّامُ الغُيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر - يسميه بعينه الذي يريد - خير لي في ديني ومعاشي، ومعادي، وعاقبة أمري، فاقدره لي، ويسره لي، وبارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلمه شرًّا لي مثل الأول، فاصرفني عنه واصرفه عني، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به - أو قال: في عاجل أمري وآجله)).ثم اختاري ما يُوافق عقلَك وقلبَك.وأشير عليك في الختام أن تطَّلِعي على الكُتُب التي تتحدَّث عن الحياة الزوجية والفارق بين نفسية الرجل والمرأة لفَهْم طبيعة الاختلاف بينهما؛ مثل كتاب: "الرجال من المريخ والنساء من الزُّهْرة"، وكتاب: "جنون النساء وغباء الرجال".
وأسأل الله عز وجل أن يوفقك للاختيار الأنسب لحياتك وسعادتكاللهم آمين