تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: طبعة مدار الوطن لـكتاب "صيد الخاطر" في ميزان النقد العلمي!

  1. Post طبعة مدار الوطن لـكتاب "صيد الخاطر" في ميزان النقد العلمي!

    ملحوظات على طبعة «صيد الخاطر» الصادرة عن دار «مدار الوطن للنشر».

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله وسلم تسليما، أما بعد
    فقد صدر حديثا عن دار «مدار الوطن للنشر» كتاب «صيد الخاطر» لابن الجوزي، وكُتب عليه: تحقيق أبي معاذ طارق بن عوض الله.

    وذكر في مقدمة التحقيق أمورا سأذكرها وأعلق عليها.

    فأولها قوله: (اعتنيت به عناية فائقة بحسب الطاقة من حيث ضبط نصه وتصحيحه وتحقيقه.. ، وقال: إنه سيعلق على بعض المواضع المهمة).

    قلت: قرأت الجزء الذي فيه زيادة عن الطبعات السابقة، وهو قرابة 240 صفحة، من ص321-558 = فلم أجد فيه عناية فائقة؛ بل وجدته مشحونا بالأغلاط، والقراءة الخطأ للمخطوط تظهر بأدنى تأمل، ورأيت إضافة كلمات في مواضع من أبيات الشعر للبيت لا صلة له به، ورأيت مواطن يستشكل فيها الصواب الواضح، وموطن كثيرة مجرد تعليق بـ «مشتبه في الأصل»، «وكذا»، من غير اجتهاد في تقدير النقص أو تصحيح الغلط.

    ولا تكاد تجد أثرا لـ: عزو الشعر والنقول والآثار والتعريف بالمواضع إلخ.
    إلا أن فيه: تخريجا للحديث، ومواضع لبيان معاني الكلمات وترك أضعافها، ومواضع يسيرة فيها تعليق يسير.

    وثانيها قوله: (تبين أن النسخ المطبوعة لا تمثل إلا قدر نصف الكتاب في أعلى تقدير إن لم يكن أقل).

    قلت: الكتاب في طبعتكم نحو 800 صفحة - بدون المقدمة والفهارس- فالزيادة المذكورة نحو 240 صفحة، فهي دون الثلث، لا أكثر من النصف! فهذا تسويق مجانب للحقيقة.

    وبقية الفصول التي في الكتاب= موجودة في الطبعات السابقة، فقد قارنت بين فصول هذه الطبعة -سوى الزيادة المذكورة - مع طبعة عامر بن علي ياسين= فلم أجد فيها زيادة.

    وثالثها: (ذكر أنه لم يعتن كثيرا بذكر اختلاف النسخ إلا في القليل النادر، وذلك
    حيث يكون الاختلاف محتملا، أما إذا كان الخطأ وضحا لا لبس فيه فلا معنى لذكره
    ولا لشغل القارئ به..).

    قلت: من أول الكتاب إلى آخره -سوى موضع الزيادة من ص321-558- ليس
    فيه ولا موضع لبيان اختلاف النسخ، وهو نحو 560 صفحة!

    فهل يعقل هذا؟!

    فهل غير الزيادة الحديثة أُخِذت من المطبوعات ولم تقارن بالنسخ الخطية ولم ينظر فيها؟! ربما! يحتاج هذا لسبر، لكن من طريف ما لفت انتباهي بلا تتبع ما في ص228: (ولست آمر بزيادة التقشف الذي يستعمله الموسوس).

    فعلق في ط مدار الوطن: (لعل لفظ «التقشف» محرف من «التنظف» حسب ما يقتضيه السياق، والله أعلم.).
    حسنا، أهذا تعليق من اعتمد عدة مخطوطات؟!

    أو هو مأخوذ من طبعة عامر ياسين الذي لم يعتمد على مخطوطات فيجتهد من نفسه، ففيها ص284: (كذا! والموسوس لا يتقشف كما هو معلوم بل يبالغ في صب الماء والتنظف، والظاهر أن في العبارة نقصا).

    ومن العجائب أن هذه الطبعة ذات الست مخطوطات تابعت ط عامر ياسين في تصحيف طريف:

    ففي ط عامر ياسين ص199: (وقد قال ابن مسعود: «إذا أعجبت أحدكم امرأة فليتذكر مثانتها»).
    والصواب: «مناتنها». كما هو مشهور معروف.
    وهو ط مدار الوطن ص163 بنفس التصحيف!

    رابعها: (ذكر وصف النسخ الخطية..).

    قلت: ذكر النسخ وذكر وصفا مقتضبا؛ فلم يذكر تواريخها ولا قيمتها العلمية، وهل عليها سماعات لأهل العلم وإجازات ...، وهل الزيادات بنفس الخط ونفس الناسخ أو ملحقة .. إلخ، ثم وضع لثلاث منها رموزا، وأهمل ثلاثا!
    وهذا خلل كبير.

    خامسها: (ذكر أن المؤلف له ميل قليل إلى التأويل في الصفات يظهر ذلك في مواضع من هذ الكتاب وغيره من كتبه، وقد عاب عليه أهل العلم ذلك، وحرصوا على بيانه حتى لا يغتر به، وقد نبهت على بعض ذلك في تعليقي على هذا الكتاب واستغنيت بهذا التنبيه هنا وبما سيأتي في ترجمة بن الجوزي لابن رجب الحنبلي عن التنبيه في كل موضع موضع؛ فليعلم ذلك).

    قلت: مخالفات المؤلف ليس في مسألة واحدة تتكرر؛ لنجد لهذا الكلام وجها ومخرجا مع تقريرك هذا، بل له مخالفات متعددة في هذا الكتاب في تقرير التأويل، والتفويض، وفيه خلل في توحيد الإلهية، ولمز أهل الحديث في معتقدهم، وأشياء أخرى، كسوء الأدب مع الأنبياء، وفي هذه الزيادة فقط نحو 7 مواضع، ومع ذلك فالمحقق سكت عن أغلاط المؤلف العقدية كلها إلا مواضعا في ص175، كتب تعليقا مجملا مختصرا!

    هذا هو التعليق اليتيم من المحقق وقارنه بتعليق محقق المطبوع عامر ياسين:

    تعليق عامر ياسين ص213: (ظاهر نصوص الصفات مراد ومطلوب لإثبات حقائق هذه الصفات لا لإثبات وجود الله تعالى كما ذكر ابن الجوزي رحمه الله، وهو لا يقتضي التشبيه؛ كما ذكرنا مرارا).

    تعليق ط مدار الوطن ص175: (نصوص الصفات في القرآن والسنة ظاهرها مقصود ومطلوب في إثبات هذه الصفات وما يترتب عليها من أحكام؛ لا مجرد إثبات وجود الله تعالى، وصفاته لا تقتضي التشبيه، جل ثناؤه وتقدست أسماؤه).

    هل هذه الزيادة التي في الكتاب لابن الجوزي؟

    لا تردد عندي أنها له، فهو أسلوبه وطريقته وأفكاره.. وفي موضع أحال لكتابه «لقط المنافع»، وفي موضع ذكر ابنه علي أنه أملاه عليه، وهي أسانيده وشيوخه ونقوله...

    لكن هل هي من «صيد الخاطر» أو مقتبسات من كتاب له آخر؟ الله أعلم، تحتاج إلى نظر في المخطوطات، ومقارنة وبحث في كتبه..

    وحتى لا يقال هذا كلام مرسل؛ فهذه نماذج لبعض ما ادعيت:

    نماذج للغلط في الشعر:

    زيادة كلمة (القمصا) في ثلاثة أبيات!
    ص359 : ومنزلة السفيه من الفقيه * كمنزلة الفقيه من السفيه القمصا!
    ص378 : ما أخطأتك النائبا * ت إذا أصابت من تحب القمصا !
    ص381: أطيب ما نلت في حبوتي * ضم الجواري المراهقات القمصا!
    (كذا «حبوتي» ولعلها حياتي)

    في ص405 (حمامة) صارت (جماعة)! مع أن سياق الكلام في الطيور وحبسها وأصواتها
    أقول وقد ناحت بقربي جماعة * أيا جارتي ما فاق حالك حالي

    ص466 زيادة كلمة (الصبا):
    إن السلامة من ليلى وجارتها الصبا* أن لا تمر على حال بواديها

    ص480 (خَبَر) صارت (خَيْرُ)!
    لا تسألوني إلا عن أوائلهم * فآخر الركب ما لي منهم خَيْرُ!

    ص518: زيادة كلمة (يرى)
    لا زلت أنزل من ودادك منزلا يرى * تتقاصر الألباب دون نزوله

    نماذج للأخطاء الواضحة

    ص335: (وهذا والله العيش في الدنيا والآخرة، لا يناول الفرط عاجلا، عاقبته وخيمة، يا من باع نفسه بغير هذا الثمن افسخ عند الهوى ما دام الخبار).
    وصواب هذه القطعة الطريفة:
    (وهذا والله العيش في الدنيا والآخرة، لا يناله المفرط عاجلا، فعاقبته وخيمة، يا من باع نفسه بغير هذا الثمن افسخ عقد الهوى ما دام الخيار [ممكنا]).

    ص344: (أن يكون اطلع على بعض ذنوني فقال: اذهب لأغفرنَّ لك).
    والصواب: (اذهب لا غفرت لك).
    وقد جاءت نفس العبارة على الصواب في هذه الطبعة ص200 وص562 لكن الموضع الأول قبل الزيادة والثاني بعدها!

    ص433: (فقلت له: إنك تسند حسوا في أربعاء أنا أعرف قصدك).
    والصواب: (تسر حسوا في ارتغاء)، وهو مثل مشهور جدا، وكان السياق واضحا.

    ص480: قال أحمد بن بشر الحافي: «لو تزوج كمل أمر».
    والصواب: قال أحمد عن بشر الحافي، وكلمة أحمد هذه مشهورة.

    ص503: (فإن كان في بالحرب أبصر وفي القتال أجرًا [الصواب أجرأ] استغل نفسه بالجهاد... ) والسياق واضح جدا.

    532: (ولو رأيت أئمة التراويح يقرؤون الشواذ ويعيدون اللفظة الواحدة مرارا فيقول: مَالِك، مَالِك، مَالِك، مَالِك..) هكذا ضبطها مع أن السياق واضح أنه يقرأ بقراءات مختلفة لهذه الكلمة.

    نماذج من استشكال الواضحات

    ص372: (لو شهدا عندي على باقة بقل ما قبلتهما) علق بعد (بقل) بقوله: (كذا).
    وهي واضحة: باقة بقل: حزمة من البقل، والبقل يطلق على النبات..

    ص380: (العظيمة الكفل) علق بعد كلمة (الكفل) بقوله: (كذا).
    والكفل معروف: العجز والردف.
    وهذه الصفحة مشحونة بالأغلاط.

    ص521: (قد جمع جميع خصالهم، جمع المعاجين فركبها واستعملها وزاد عليها).
    علق بعد (المعاجين) بقوله: (كذا). قلت: هي صحيحة واضحة، فالمعاجين جمع معجون، والمقصود المراهم التي تركب وتخلط للتداوي بها.

    ص525: (فإن طبع الصبي يكبر والنقش فيه لا ينقلع) علق بعد كلمة (يكبر) بقوله: (كذا). قلت: وهي صحيحة واضحة منسجمة مع السياق.

    ص531: (فيتكاسل وهو بطال عن تسبيحة أو ركعتين)، علق بعد كلمة (بطال) بقوله: (كذا). قلت: وهي صحيحة واضحة، والمراد بالبطال الجالس بل عمل.
    في الصحاح وغيره: بطل الأجير بطالة، أي: تعطل فهو بطال.

    فهذه نماذج وفيها أضعافها، لكنه تدل على مستوى العمل.

    وبعد فهذا تعليق مختصر على ما في هذا الطبعة، التي قد يغتر بها بعض الفضلاء اتكاء على سمعة المحقق وشهرته بالعلم، من غير نظر في محتواها.

    وهذه الزيادات حقيقة بالنظر فيها من أهل المعرفة والبصيرة في التحقيق، فإن كانت من الكتاب؛ فيعتنى بها عناية تليق بالكتاب وشهرته وكثرة فوائده.

    والله أعلم.
    4/6/1437

    كتبه: الشيخ عبد الرحمن السديس.
    رابط الموضوع:
    https://plus.google.com/106546986530...ts/KAVp7xba4Km
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    581

    افتراضي

    بيض الله وجه السديس وشكر الله سعيك على نشر الموضوع فلوسنا راحت على التحقيقات الجديدة مكتباتنا ضاقت والله المستعان
    أشهد أن لا أله ألا الله وأشهد أن محمد رسول الله
    أنا الأن أحفظ القران أدعوا لي أن الله يعينني على حفظ كتابه

  3. افتراضي

    أخبرتُ اليوم أن شيخنا الغالي/ أبا معاذ طارق بن عوض الله-محقق الكتاب-، سيكون له ردُّ-عمَّا قريب-، يُجلي فيه ملابسات ما جرى في هذه الطبعة، ويُرد فيه على ما قيل فيها اليوم!
    ولقد حاولتُ الاتصال بشيخنا ظهر اليوم...ولم أسعد بردِّه بعدُ!، وإنما كان ذلك؛ لأستوضح منه حقيقة ما جرى في هذه الطبعة، وإن كان اطَّلع على ما قاله أخونا السديس فيها، فما ردُّه إذن؟
    هذا، وقد عهدنا من شيخنا الغالي، الإتقان في إخراج النصوص التراثية، والحرص على ظهورها في أحسن صورة ما أمكنه هذا! وهذا من قديم، لا حديث اليوم!

    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  4. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعاصم أحمد بلحة مشاهدة المشاركة

    هل هذه الزيادة التي في الكتاب لابن الجوزي؟
    لا تردد عندي أنها له، فهو أسلوبه وطريقته وأفكاره.. وفي موضع أحال لكتابه «لقط المنافع»، وفي موضع ذكر ابنه علي أنه أملاه عليه، وهي أسانيده وشيوخه ونقوله...
    لكن هل هي من «صيد الخاطر» أو مقتبسات من كتاب له آخر؟ الله أعلم، تحتاج إلى نظر في المخطوطات، ومقارنة وبحث في كتبه..
    كتبه: الشيخ عبد الرحمن السديس.
    رابط الموضوع:
    https://plus.google.com/106546986530...ts/KAVp7xba4Km
    أنهيتُ الآن اتصالي بشيخنا الشيخ طارق، وأخبرني أنه اطَّلع على (رد السديس)، وأنه سيرد عليه في خلال يومين-إن شاء الله تعالى-، وسيتم نشر (الرد) في موقعه الرسمي على الشبكة.
    ولقد سألتُه عن الجزء الخاص بالزيادات الملحقة بالكتاب، وهل هي قطعًا لابن الجوزي؟ فأجابني: (يقين هي لابن الجوزي، قطعًا بلا شك)، وقال: هذا كله مثبت في (المخطوطات)....
    والجواب عن هذا كله، سيأتي في جملة الرد القادم، إن شاء الله تعالى.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: طبعة مدار الوطن لـكتاب "صيد الخاطر" في ميزان النقد العلمي!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعاصم أحمد بلحة مشاهدة المشاركة
    أنهيتُ الآن اتصالي بشيخنا الشيخ طارق، وأخبرني أنه اطَّلع على (رد السديس)، وأنه سيرد عليه في خلال يومين-إن شاء الله تعالى-، وسيتم نشر (الرد) في موقعه الرسمي على الشبكة.
    ولقد سألتُه عن الجزء الخاص بالزيادات الملحقة بالكتاب، وهل هي قطعًا لابن الجوزي؟ فأجابني: (يقين هي لابن الجوزي، قطعًا بلا شك)، وقال: هذا كله مثبت في (المخطوطات)....
    والجواب عن هذا كله، سيأتي في جملة الرد القادم، إن شاء الله تعالى.
    وهنا جواب شيخنا طارق بن عوض الله حفظه الله
    https://ia800204.us.archive.org/27/i...20alkhater.pdf
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •