تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: أرسطو عند موته:

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2016
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    166

    Post أرسطو عند موته:


    قال ابن الجوزي:
    قال ابن عقيل(1): الفلسفة حدس قد يوافق الإصابة وقد يخطئ. والنبوة حق تصيب ولا تخطئ. وفرق بين من كان مصدره حدسا وبين من كان مصدره وحيا.

    ---

    وقال ابن الجوزي:
    ونقلت من خط ابن عقيل (2) قال: حضرت أرسطو الوفاة، فرأى تلاميذه ما هو فيه من غير أن يكون كَرِبا لذلك، فسألوه عن كونهم في حزن وهو في سرور، فقال: ثقة مني بالروح بعد الموت.
    قالوا: وما سبب الثقة ؟
    فقال: أخبروني، أموقنون أنتم بفضل الفلسفة ؟
    قالوا: لولا علمنا بفضلها ما اقتبسناها.
    فقال: أذلك الفضل في الدنيا أم في الآخرة ؟
    قالوا: إذا أقررنا بفضل الفلسفة ورأينا غير أهلها في الدنيا أفضل عيشا من أهلها، فقد اضطرَّنا الرأيُ إلى أن نوجب ذلك الفضل لأهلها في الآخرة.
    قال: فإنكم إن كرهتم الموت الذي هو السبب لكم في الآخرة، فقد كرهتم المنزلة التي فيها الفضل لكم، ورضيتم المنزلة التي فيها الضرر عليكم. ثم إنكم حقا أن تنظروا ما هذا الموت المكروه عند العامة، هل يجدونه غير مفارقة الروح الجسد ؟
    قالوا: لا.
    قال: فهل يسركم ما أدركتم من العلم ؟
    قالوا: نعم.
    قال: فبماذا تنالون العلم، بالجسد أم بالروح ؟
    قالوا: بحياة الروح، وأن البطيء عنه ثقل الجسد.
    قال: فإذا كان قد استبان لكم أن العلم ثمرة الروح وأن البطيء عنه ثقل الجسد، وكنتم بدرك العلم مسرورين، وبفوته محزونين، لقد اضطركم الرأي إلى إيثار مفارقة الروح الجسد، إذ قد بان لكم أن مفارقة الروح الجسد أفضل لكم من ملازمته إياه. ألستم ترون شهوات الجسد من النساء والبنين وفضول المطاعم مضرة بالفلسفة، التي معناها صب الحكمة وأنكم لم تجعلوا تلك الأمور إلا صيانة للعقل ورغبة في العلم؟ قالوا: بلى.
    قال: فإذ أقررتم أن هذه اللذات المقوية للأجساد مفسدة للعقول، فقد التزمتم أن الأجساد التي هي قابلة لهذه اللذات أفسد.
    قالوا: لقد اضطرنا الرأي إلى تحقيق ما مضى من قولك، وكيف لنا أن نجترئ من الموت على ما اجترأت عليه، ونزهد في الحياة كما زهدت؟ قال: إني مجهد نفسي في الصدق، فأجهدوا أنفسكم في الفهم. إن الفيلسوف قد رضي من الدنيا مالا تراد الدنيا له، واحتمل من نصب الفلسفة ما لا يرح منه إلا الموت، فما حاجة من لا يتمتع بشيء له من الحياة إلى الحياة، وما هرب من لا راحة له إلا في الموت من الموت، ولقد جهل من ظن أن له إليها من التنعم والتلذذ سبيلا، ومن حرم نفسه لذة إليها واحتمل مؤنة الفلسفة لا ينفي ثوابها بعد الموت، ثم أُلقيَ حزينا عند الموت فقد عرض نفسه لأن نضحك منه، ومن أحق بأن نضحك منه من ناصب غرس أو باني قصر يوجد محزونا حين تم له منها الذي أمله.

    (1),(2) : (الثبات عند الممات ابن الجوزي)



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المجد الفراتي مشاهدة المشاركة

    قال: إني مجهد نفسي في الصدق، فأجهدوا أنفسكم في الفهم. إن الفيلسوف قد رضي من الدنيا مالا تراد الدنيا له، واحتمل من نصب الفلسفة ما لا يرح منه إلا الموت، فما حاجة من لا يتمتع بشيء له من الحياة إلى الحياة، وما هرب من لا راحة له إلا في الموت من الموت، ولقد جهل من ظن أن له إليها من التنعم والتلذذ سبيلا، ومن حرم نفسه لذة إليها واحتمل مؤنة الفلسفة لا ينفي ثوابها بعد الموت، ثم أُلقيَ حزينا عند الموت فقد عرض نفسه لأن نضحك منه، ومن أحق بأن نضحك منه من ناصب غرس أو باني قصر يوجد محزونا حين تم له منها الذي أمله.

    ارجو توضيح المعنى ؟
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    ؟؟؟؟؟
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    إنَّ من أبرز الأسباب التي أظهرت الأفكار التنويرية والتغريبية في الثقافة العربية المعاصرة ، هو الهالة العلمية التي روَّج لها أتباع الفلاسفة البائدين المقبورين . فمعرفة المعالم الرئيسة في منهجهم وفكرهم ، سبب في معرفة كيفية الرد عليهم وتحجيم قدرهم عند الخاصة والعامة . وهذا الباب قصَّر فيه كثير من السالكين . ومن الأعلام الذين لهم دويُّ في الإعلام والحضارة الفيلسوف الشهير : " أرسطو "
    (384 ق .م – 322 ق .م ) وهو أيضا مفكر سياسي يوناني ، ولد في ( ستاجيرا ) بمقدونيا .
    سافر الى أثينا في الثامنة عشرة . تتلمذ على :" أفلاطون " ( ت: 348ق.م) .وضع نظرية وفلسفة الدولة المدنية . كان مُعلما ومُدرسا للاسكندر بن فيلبس الأكبر . تعلم في بداية حياته صناعة الطب وألف فيه كتابا اسمه ( الصحة والمرض ) .أسس" اللوقيون " ، حيث كان يحاضر ماشيا ، فسُمي هو وأتباعه بالمشائين . ألف ( الاورغانون ) في المنطق ،وينقسم الى ثلاثة اقسام : كتاب المقولات ومبحثه التصورات ، وكتاب العبارة ومبحثه الاقوال المؤلفة من التصورات ، وكتاب التحليلات ومبحثه الاستدلال . وأهم ما في المنطق هو القياس الذي يستنبط به نتيجة يقينية من مقدمات .
    ولأرسطو في العلم الطبيعي مؤلفات منها ( السماع الطبيعي ) وكتاب ( السماء ) و ( الكون والفساد ) و( النفس ) و ( ما بعد الطبيعة) وله كتب في السياسة والأخلاق والخطابة والشعر .
    يُلقب أرسطو بالمعلم الاول ،لأنه أول من وضع التعاليم المنطقية . ويقال إنه أول من برهن على وجود الله تعالى بنظريته الحركة في كتابه المسمى ( أثولوجيا ) بقوله في مقدمة طويلة : "محرك العالم واحد لان العالم واحد ، ولو كان كثيرا لحمل واجب الوجود عليه وعلى غيره بالتواطؤ، فيشملها جنسا وينفصل أحدهما عن الاخر نوعا ، فتتركب ذاته من جنس وفصل ، فيسبق أجزاء المركب على المركب سبقا بالذات ، فلا يكون واجبا بذاته " وقال في موضوع أخر " الله هو المحرك الاول للمادة ، فهو العلة الغائية التى تجذب، ففي أسفل السلم هيولى خالصة ثم تكتسب الهيولى صورة النبات وهي الاغتذاء والنمو فيكون أرقى من الجماد ثم تكتسب صورة جديدة هى الحس ، فيتكون الحيوان وهو أرقى من النبات ، ثم يكتسب صورة التفكير فيتكون الانسان وهو أرقى الكائنات. فكل مرحلة تحتوى على ما فى المرحله السابقة وتضيف إليها " .
    ولأرسطو أقوال فلسفية تأثر بها من جاء بعده من الفلاسفة المسلمين ، وهى إما ان تكون ذريعة الى الكفر أو طلاسم تزيد المسلم حيرة وتناقضا .
    ومن أقواله المشهورة " إن الصراع بين الاغنياء والفقراء هو سبب الثورات " . يدعو ارسطو الى التدرج في التعليم تبعا لمراحل تطور الانسانية الطبيعية فيعنى أولا بالجسد ثم بالغرائز قبل مخاطبة العقل ، ويطالب بالتعليم الحدسي ودراسة العلوم المشخصة ، وينتقد الافراط في الرياضيات ويهتم خاصة بالموسيقى والرسم .
    له نظريات تؤكد أنه كان حلولياً . حاول بعض خصومه إغتياله ودبروا له تهمه الالحاد . خاف الاضطهاد ففرَّ الى مدينة ( خليس) وأصيب بمرض مات على إثره وعمره (63 سنة ) .


    * معالم عقيدة أرسطو :
    1-أرسطو لم يكن مؤمنا بالله تعالى ، بل كان كافرا بأصول الايمان الستة . وكان يقول بنظرية قدم العالم التي تقول بها الفلاسفة الدهرية ، وهذا ثابت في مصنفاته . وكل الملل الباطلة تردُّها ،حتى المشركين من العرب ومن الهند . ومن قواعد النظم في ردَّ قدم العالم قول ابن رسلان رحمه الله تعالى(ت: 844هـ ) في " صفوة الزُّبد " :
    فاقطع يقينا بالفؤاد واجزم بحدث العالم بعد العدم
    أحدثه لا لاحتياجه الالهُ ولو أراد تركه لما ابتداهُ
    2-أرسطو كان مشركا يعبد الأصنام . وفي بعض كتبه اشارة الى ذلك نقلها عنه الامام ابن تيمية ( ت: 728هـ ) وردَّ عليها في فتاويه .
    3-أنكر أرسطو أن يكون الله تعالى يعلم شيئا من الموجودات ، بل قرَّر بأنه لو علم شيئا لكمل بمعلوماته ، ولم يكن كاملا في نفسه !. وقد ردَّ على هذه الفرية الفيلسوف المسلم " هبة الله بن علي بن ملكا البلدي " ( ت: 560هـ ) ، وله مصنفات في الفلسفة من أشهرها كتاب " المعتبر" في ثلاثة مجلدات .
    4-الطوائف الضالة كالجهمية والمعتزلة والقدرية والرافضة وبعض فلاسفة المسلمين، كلهم تعقبوا أرسطو وبدَّعوه وضعَّفوا مقالاته .
    5-أرسطو قعد قواعد في علم الكواكب والهيئات ، أنكرها عليه علماء المسلمين لانها ترمي الى أن لها تأثيرا في حركة الكون . يعتقد أرسطو أن العالم الحقيقي هو العالم الواقعي المادي، أما العالم المثالي فهو غير موجود. وأن الحقيقة لا توجد سوى في العالم الذي نعيش فيه وخاصة في الجواهر التي تدرك عقلانيا. ولا توجد الحقيقة في الأعراض التي تتغير بتغير الأشكال. أي إن الحقيقي هو الثابت المادي، أما غير الحقيقي فهو المتغير المتبدل. ولقد أعطى أرسطو الأولوية لما هو واقعي ومادي على ماهو عقلي وفكري. ومن هنا عُدّ أرسطو فيلسوفا ماديا اكتشف العلل الأربع: العلة الفاعلة والعلة الغائية والعلة الصورية الشكلية والعلة المادية. فإذا أخذنا الطاولة مثالا لهذه العلل الأربع، فالنجار يحيل على العلة الفاعلة والصانعة، أما الخشب فيشكل ماهية الطاولة وعلتها المادية، أما صورة الطاولة فهي العلة الصورية الشكلية، في حين تتمظهر العلة الغائية في الهدف من استعمال الطاولة التي تسعفنا في الأكل والشرب.
    6-افلاطون شيخ أرسطو نُقل عنه القول بالتوحيد وانكار عبادة الأصنام واثبات حدوث العالم . وبعد وفاته نقض أرسطو مقالته وغلَّطه في اعتقاده وقال بقدم العالم . وهذا ثابت في مؤلفاته .
    7-أرسطو وقع في أغلاط في الالهيات ، وأغلاط في علم وظائف الأعضاء ،واغلاط في علم الفلك ،وأغلاط في علم المنطق، بسبب مقدمات خاطئة في الاستقراء والجدل والقياس الفاسد . وقد تتبَّع بعضها الامام ابن تيمية في في كتابه : " الردُّ على المنطقيين " .
    8-موارد أرسطو العلمية هم : الفلاسفة الملاحدة وهم كثيرون منهم : " أكسينوفانس" و بعض كتب شيخه " أفلاطون " . يضاف الى ذلك الأفكار والتصورات التجريدية الخاصة التي تبناها أرسطو .
    9-يعتقد أرسطو آراءا غريبة منها : أن الدماغ بارد لادم فيه ، وأن عدد أسنان المرأة أقل من عدد أسنان الرجل . ويعتقد أن في قلب الحصان والبقر عظم . وقد اعتمد في ذلك على نظريات تصورية خاطئة .
    10-يعتقد أرسطو أن الرِّق طبيعي ، وأن الجنس اليوناني افضل الأجناس ، وأن من حقه أن يحتل الشعوب الأخرى .
    11-مصنفات أرسطو رغم كثرة أغلاطها والتخليط فيها، تُرجمت الى العربية وزيد فيها ، مما جعلها رائجة عند بعض اهل الاسلام . وممن اشتهر بترجمة مصنفات أرسطو وتلخيصها ابن رشد الحفيد : محمد بن أحمد ( ت: 595هـ ) وكان يُعرف بناشر فكر أرسطو وحامل رايته . وله كتب مشهورة منها :" جوامع كتب أرسطو طاليس " و " تلخيص ما بعد الطبيعة لأرسطو " .
    وقد قال عنه الامام ابن تيمية رحمه الله : " هو من أتبع الناس لأقوال "أرسطو " وحاول جاهدا شرحه وبيانه وتقريره للناس بأسلوب سهل مفيد ، وهو - خلال ذلك - حين يرى مناقضة فكر أرسطو مع ثوابت الشريعة الإسلامية ، يحاول سلوك مسالك التأويل البعيدة التي تعود على الشريعة بالهدم والنقض ، وكأن فلسفة أرسطو قرين مقابل لشريعة الله، الواردة في نصوص الكتاب والسنة ، ولذلك صنف كتابه الشهير : " فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال " .
    12-تمجيد الفلسفة اليونانية وأعلامها كما هو شائع اليوم عند البعض سببه ضعف التحصيل العلمي والايماني ،وقد يكون سببا للعذاب والهزيمة كما قال الله تعالى : " ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون " ( هود : 113).
    نسأل الله أن يهدينا الى الحق ، وأن يُثبتنا عليه حتى الممات .


    المصادر :
    1-فتاوى ابن تيمية : 4/160 وفيه : كان وزيرا للاسكندر بن فيلبس المقدوني وكان قبل المسيح بنحو ثلاثمائة سنه و9/265 وفيه : ارسطو يسميه اتباعه من الصائبين الفلاسفة المبتدعين : المعلم الاول و 26-27-36-37-45-265-193-134-129-17-330-332- و4 /134-136-161- و5/ 539 .
    2- درء تعارض العقل والنقل: 8/139 وفيه كلام ارسطو واتباعه باطل من وجوه ...) 9/155-189-268-278-283-10/3-14-32-90.
    3-الملل والمنحل : للشهرستاني 2/444
    4-الموسوعة السياسية : 1/148.
    5-دائرة معارف القرن العشرين 1: / 164.
    6-الموسوعة العربية الميسرة : 15/117 .
    7- موسوعة الفلسفة : 1/98-132 .
    8- جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية : 3/1587 وفيه : كانت الفلاسفة اليونانية إذا دهمتهم نازلة يذهبون الى قبر أرسطاطاليس .
    9- الرد على المنطقيين : 1/ 236 .
    10- شرح الأصفهانية : ص/ 194 .
    11- بيان تلبيس الجهمية : 1/ 120 .
    12- جنايات أرسطو / لخالد العلال .


    أ/أحمد بن مسفر بن معجب العتيبي
    عضو هيئة التدريس بقوات الأمن الخاصة .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    ما حال الفلسفة اليوم؟
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    ماذا تقصدون؟
    على كل حال: الفلسفة متهافتة كتهافت أهلها، بشهادة من جربها أو تشبع بها - من المنصفين.
    وقد تجرع منها كأسًا أبو حامد الغزالي رحمه الله، فوجدها متهافتة، فصنف كتابه المشهور: تهافت الفلاسفة.
    ورجع رحمه الله.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    المقصد: دائما نسمع ونقرأ عن الفلاسفة القدماء، فمن فلاسفة اليوم؟
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي


    حكم دراسة الفلسفة


    ما حكم دراسة الفلسفة علما أننا ندرسها إجباريا في الجزائر ؟

    الحمد لله

    أولا :

    ينبغي التعريف بالفلسفة ، وأهم مبادئها قبل بيان حكم تعلمها ؛ لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره .

    قال الغزالي في الإحياء (1/22) : " وأما الفلسفة فليست علما برأسها بل هي أربعة أجزاء :

    أحدها : الهندسة والحساب ، وهما مباحان كما سبق ، ولا يُمنع عنهما إلا من يخاف عليه أن يتجاوز بهما إلى علوم مذمومة ، فإن أكثر الممارسين لهما قد خرجوا منهما إلى البدع ، فيصان الضعيف عنهما .

    الثاني : المنطق ، وهو بحث عن وجه الدليل وشروطه ووجه الحد وشروطه وهما داخلان في علم الكلام .

    الثالث : الإلهيات وهو بحث عن ذات الله سبحانه وتعالى وصفاته ، وهو داخل في الكلام أيضا ، والفلاسفة لم ينفردوا فيها بنمط آخر من العلم ، بل انفردوا بمذاهب بعضها كفر وبعضها بدعة .


    الرابع : الطبيعيات ، وبعضها مخالف للشرع والدين والحق ، فهو جهل وليس بعلم حتى نورده في أقسام العلوم . وبعضها بحث عن صفات الأجسام وخواصها وكيفية استحالتها وتغيرها ، وهو شبيه بنظر الأطباء إلا أن الطبيب ينظر في بدن الإنسان على الخصوص من حيث يمرض ويصح ، وهم ينظرون في جميع الأجسام من حيث تتغير وتتحرك ولكن للطب فضل عليه وهو أنه محتاج إليه . وأما علومهم في الطبيعيات فلا حاجة إليها " انتهى مختصرا.


    وجاء في "الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة" (2/1118- 1121) :

    "الفسلفة: كلمة يونانية مركبة من كلمتين "فيلا" بمعنى الإيثار وجعلها فيثاغورس بمعنى محبة ، و"سوفيا" ومعناها الحكمة.
    والفيلسوف مشتق من الفلسفة بمعنى "مؤثر الحكمة" إلا أن المصطلح تطور وأصبح يعني الحكمة.

    ومن ثم أصبح يطلق على الفيلسوف الحكيم . وقد أطلقت الفلسفة قديماً على دراسة المبادئ الأولى ، وتفسير المعرفة عقلياً ، وكانت الغاية منها عند أصحابها البحث عن الحقيقة .

    والفلسفة عند أنصارها كما يعرفها د. توفيق الطويل هي "النظر العقلي المتحرر من كل قيد وسلطة تفرض عليه من الخارج ، وقدرته على مسايرة منطقه إلى أقصى آحاده، وإذاعة آرائه بالغاً ما بلغ وجه التباين بينها وبين أوضاع العرف ، وعقائد الدين ، ومقتضيات التقاليد ، من غير أن تتصدى لمقاومتها أو التنكيل بها سلطة ما ". والفيلسوف عند أرسطو أعلى درجة من النبي؛ لأنه النبي يدرك عن طريق المخيلة ، بينما الفيلسوف يدرك عن طريق العقل والتأمل. والمخيلة عندهم درجة أدنى من التأمل ، وقد تابع الفارابي أرسطو في جعل الفيلسوف فوق النبي .


    الفلسفة بهذا التعريف تصادم الحكمة التي تعني في المصطلح الإسلامي السنة كما هو تعريف أكثر المحدثين والفقهاء ، وبمعنى القضاء والعلم والإتقان ، مع ضبط الأخلاق والتحكم في أهواء النفس وكفها عن المحارم . والحكيم من يتصف بهذه الصفات ، ولذلك فهي بهذا المعنى الفلسفي من أخطر الطواغيت وأشدها شراسة في محاربة الإيمان والأديان مستخدمة المنطق الذي يسهل تلبيسها على الناس باسم العقل والتأويل والمجاز الذي يحرف به النصوص.

    يقول الإمام الشافعي : "ما جهل الناس واختلفوا إلا بتركهم مصطلح العرب وأخذهم بمصطلح أرسطو طاليس ". وعلى الرغم من وجود الفلسفات في الحضارات المصرية والهندية والفارسية القديمة، لكنها اشتهرت في بلاد اليونان بل وأصبحت مقترنة بها ، وما ذلك إلا لاهتمام فلاسفة اليونان بنقلها من تراث الشعوب الوثنية وبقايا الديانات السماوية مستفيدين من صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام بعد انتصار اليونانيين على العبرانيين بعد السبي البابلي، وبما استفادوه من دين لقمان الحكيم ، فجاءت خليطاً من نزعات التأليه وإثبات ربوبية الخالق جل وعلا ، مشوبة بالوثنية ، وعلى ذلك فإن الفلسفة اليونانية إحياءً أكثر منها اختراعاً...

    ويلخص ابن أبي العز شارح الطحاوية مذهب الفلاسفة في خمسة أصول للدين عندهم فيما يلي:

    أن الله سبحانه وتعالى موجود لا حقيقة له ولا ماهية ، ولا يعلم الجزئيات بأعيانها ولكنه يعلمها إجماليا ، وبالتالي أنكروا خلق أفعال عباده . كما ولا يؤمنون بكتبه حيث إن الله عندهم لا يتكلم ولا يكلم ، وأن القرآن فيض فاض من العقل الفعال على قلب بشر زكي النفس طاهر ، تعالى الله عن وصفهم علوا كبيرا ، ليست ذوات منفصلة تصعد وتنزل وتذهب ؛ إنما هي عندهم أمور ذهنية لا وجود لها في الأعيان . والفلاسفة أشد الناس إنكارا لليوم الآخر وأحداثه ، وما الجنة والنار عندهم إلا أمثال مضروبة لتفهيم العوام ولا حقيقة لها في الخارج .

    ولا زالت للفلسفة اليونانية روافد في كافة الفلسفات والدعوات الغربية القديمة والحديثة، بل وتأثرت بها معظم الفرق الإسلامية الكلامية، ولم يظهر مصطلح الفلسفة الإسلامية كمنهج علمي يدرس ضمن مناهج العلوم الشرعية إلا على يد الشيخ مصطفى عبد الرزاق – شيخ الأزهر- كردة فعل للهجوم الغربي على الإسلام بحجة أنه يخلو من الفلسفة. والحق أن الفلسفة جسم غريب داخل كيان الإسلام، فليس في الإسلام فلسفة ، ولا بين المسلمين فلاسفة بهذا المعنى المنحرف، وإنما في الإسلام علم محقق وعلماء محققون، ومن أشهر الفلاسفة المنتسبين للإسلام: الكندي، الفارابي، ابن سينا، وابن رشد " انتهى باختصار.


    ثانيا :

    صرح جهور الفقهاء بتحريم تعلم الفلسفة ، ومن كلامهم في ذلك :

    1- قال ابن نجيم (حنفي) في "الأشباه والنظائر" : " تعلم العلم يكون فرض عين , وهو بقدر ما يحتاج إليه لدينه . وفرض كفاية , وهو ما زاد عليه لنفع غيره . ومندوبا , وهو التبحر في الفقه وعلم القلب . وحراما , وهو علم الفلسفة والشعبذة والتنجيم والرمل وعلم الطبيعيين والسحر " انتهى من "الاشباه والنظائر مع شرحها: غمز عيون البصائر للحموي" (4/125).

    2- وقال الدردير (مالكي) في "الشرح الكبير" في بيان العلم الذي هو فرض كفاية: " : " ( كالقيام بعلوم الشرع ) غير العيني , وهي الفقه والتفسير والحديث والعقائد , وما توقفت عليه من نحو وتصريف ومعان وبيان وحساب وأصول ، لا فلسفة , وهيئة , ولا منطق على الأصح ".قال الدسوقي في حاشيته (2/174) : " ( قوله : على الأصح ) فقد نهى عن قراءته الباجي وابن العربي وعياض ، خلافا لمن قال بوجوب تعلمه لتوقف العقائد عليه وتوقف إقامة الدين عليها . ورد ذلك الغزالي بأنه ليس عند المتكلم من عقائد الدين إلا العقيدة التي يشارك فيها العوام وإنما يتميز عنهم بصفة المجادلة " انتهى .


    3- وقال زكريا الانصاري (شافعي) في "أسنى المطالب" (4/182) : " ( وأما علم ) أي تعلم علم ( الفلسفة والشعبذة والتنجيم والرمل وعلم الطبائعيين والسحر فحرام ) " انتهى .


    4- وقال البهوتي (حنبلي) في "كشاف القناع" (3/34) : " وعكس العلوم الشرعية علوم محرمة أو مكروهة ، فالمحرمة كعلم الكلام ) إذا تكلم فيه بالمعقول المحض , أو المخالف للمنقول الصريح الصحيح . فإن تكلم فيه بالنقل فقط , أو بالنقل والعقل الموافق له , فهو أصل الدين وطريقة أهل السنة ، وهذا معنى كلام الشيخ تقي الدين , وفي حاشيته : ما فيه كفاية في ذلك . ( و ) كعلم ( الفلسفة والشعبذة والتنجيم , والضرب بالرمل والشعير , وبالحصى , و ) كعلم ( الكيمياء , وعلوم الطبائعيين )" انتهى .

    وينبغي أن يستثنى من التحريم دراستها لأهل الاختصاص ؛ لبيان ما فيها من الانحراف ، والرد على ما تثيره من الباطل .


    ثالثا :

    إذا كانت دراسة الفلسفة إلزامية ، فينبغي أن تحذر من اعتقاد شيء من باطلها ، أو الافتتان برجالاتها ، وأن تجدّ في طلب العلم الشرعي ، لا سيما ما يتصل بعلم العقيدة ، حتى يكون لديك حصانة ومنَعة من الشبهات .

    نسأل الله لك التوفيق والسداد .

    والله أعلم .

    https://islamqa.info/ar/88184
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •