تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ابن باز في عيون طلابه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي ابن باز في عيون طلابه

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين ، أما بعد
    فهذه مقتطفات من أقوال طلاب الإمام العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز (رحمه الله) ، نقلتها من مجلة الدعوة العدد1638 _26ذو الحجة 1418هـ/ 23 ابريل 1998م ، وأسأل الله أن ينفع بها الإخوان وأن يقتدوا بهذا العلم من أئمتنا
    ووفاءً منا في مجلة (الدعوة) لشيخنا العلامة، وقياماً برد شيء من جميل وفضل شيخنا علينا، التقينا ببعض من أخذ من علوم الشيخ واستفاد منها، ووزعنا على بعض طلاب الشيخ بعض الأسئلة المتعلقة بهذه الدروس ونشأتها وأبرز المواقف التي حصلت في ثناياها إلى غير ذلك من المحاور التي ستجدها على صفحات هذا التحقيق.

    المحور الأول:
    يتعلم المتعلم من عالمه من آدابه وسمته وأخلاقه فيا ترى ما هي أبرز السجايا والأخلاق التي استفادها طلاب سماحة الوالد من جلوسهم بين يديه؟
    يقول الأخ ضيدان اليامي:
    أثناء جلوسي بين يدي سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز نهلت من أخلاقه الشيء الكثير ومن أبرز ذلك:
    1_ حرصه المتواصل على نشر الدعوة وتغيير المنكرات.
    2_ التواضع والبساطة في جميع أموره وأحواله مع الصغير والكبير.
    3_ ملازمة الأذكار والأوراد في أوقاتها.
    4_ اهتمامه بعلم الحديث سنداً ومتناً وحفظاً مع العناية بفهم الحديث.

    ويضيف الأستاذ عبدالله بن مانع الروقي قائلاً:
    إننا كما نتعلم من شيخنا الأحكام في دين الله، نأخذ منه الأخلاق الكريمة ومن ذلك الورع والخشية، وخوف الله، والرغبة فيما عنده، ويظهر ذلك جلياً عل الشيخ عند نصوص الوعد والوعيد، وهذا هو المقصود من العلم قال الله تعالى: " إنما يخشى الله من عباده العلماء " .
    ويقول الشيخ/ عمر أحمد بافضل:
    نهلت من أخلاق سماحته الكرم والسخاء والتواضع والتي أكسبته محبة الكثير من الناس وتقديرهم واحترامهم.

    تواضع وصبر:
    أما الأخ أبو عبدالعزيز الموظف في الشؤون الإسلامية فشده من أخلاقيات الشيخ التواضع والصبر والجلد على إلقاء الدروس والإجابة على الأسئلة مهما طالت ومهما كان فحواها ومهما كان السائل.
    ويقول أحد الطلاب:
    يعتبر الشيخ مدرسة أخلاقية متكاملة، فما من خُلُق إلا وقد ضرب فيه الشيخ بحظ وافر، فصدق اللهجة، وطيب الحديث، ورحابة الصدر والأناة، وغيرها من سائر الخصال الكريمة يمتع بها الشيخ، وكذلك حرصه الدائم على تطبيق سنة البشير النذير عليه الصلاة والسلام في جميع شؤونه.


    المحور الثاني:
    التعامل مع السائلين:
    لاشك في أن سماحة الشيخ من كبار أهل الذكر الذين أُمرنا بسؤالهم إذا كنا نجهل شيئاً من مسائل ديننا. ولا تكاد ترى الشيخ في بيته أو شارعه أو عمله أو سيارته أو درسه إلا والسائلون حوله زرافات ووحدانا. فكيف يتعامل الشيخ مع السائلين في درسه؟

    رحابة الصدر:
    وهاهو أحد الطلاب يروي لنا قصة الشيخ مع أحد الأعراب:
    جاءه مرة أعرابيا يسأله في طلاق امرأته فأفتاه الشيخ ببينونتها منه وأنها لا تحل له بعدُ حتى تنكح زوجاً غيره.
    فما زال الأعرابي يراجعه والشيخ يعيد عليه حتى قال له الأعرابي بلهجته العامية: »تكفي يا شيخ علشاني« فما زاد الشيخ عندها إلا أن قال لمن حوله:
    أعطوني العصا .. هي لعبة. ولم يكن الشيخ غاضباً وإنما أراد إفهام الأعرابي أن هذا الأمر لا تهاون فيه.
    ويضيف الأخ عبدالله العتيبي متحدثاً عن ذات الموضوع:
    لاشك أن من صفات شيخنا رحابة الصدر للسائلين، والترفق بالمتعلمين مع علو شأنه وارتفاع قدره - زاده الله - وهذه صفات علماء الآخرة.. فلم يحملهم ما هم فيه من رفعة المكانة على الترفع عن الخلق.. بل ما زادهم إلا تواضعا..

    تكرار السؤال وخلق الشيخ:
    وأذكر لشيخنا من الأمثلة أنه سئل عن حكم سجود التلاوة فقال: سنة مؤكدة، وسأله آخر عن السؤال نفسه فقال: سنة مؤكدة. بل سأله ثالث - ولعله لم يسمع الإجابة كالذي قبله - فأعاد الشيخ الإجابة بطيب نفس، ولم يكبت السائلين.
    50 سؤالاً في درس واحد:
    وقد قام الأخ ضيدان بن عبد الرحمن اليامي مرة بإحصاء عدد الأسئلة التي طرحت على الشيخ في أحد الدروس بعد صلاة المغرب فوصلت إلى خمسين سؤالاً حتى ملَّ صاحبنا من العد والإحصاء والأسئلة ما زالت تتوالى على شيخنا ابن باز وهو يجيب عليها دون ملل. ويختم الشيخ عمر أحمد بافضل بأفضل المشاركات في هذا المحور بإيراد هذا الموقف الذي حصل له مع سماحة الشيخ:
    فلقد شغلني مرة أمر وأقلقني وعند خروج الشيخ من المسجد بعد الدرس وكعادة طلبة العلم والسائلين ينكبون عليه حتى يركب السيارة، بل حتى وهو في السيارة، وعند تأهب السيارة للانطلاق اقتربت منه وقلت له: لديَّ استفسار هل أذهب معك إلى البيت وهل أجد فرصة. فقال: نعم الآن، وأوقف السيارة وأدخلني جنبه وأعطاني جواب استفساري فوراً والسيارة واقفة ثم خرجت مسروراً مقدراً له الأريحية ورحابة الصدر - فهذا الكلام ما كنت أنتظره - كنت أنتظر أن يقول راجعنا غداً في المكتب أو اِلحق بنا، أما الجواب الفوري هكذا بهذه السرعة وقد همَّ بالانصراف فيقف ليستمع ويجيب فلا يقدر عليه في نظري إلا الشيخ ابن باز أو من كان على مثل خلق ابن باز جزاه الله خيراً.
    وإنك لتجد سماحة ورحابة صدره حتى مع أصحاب الأسئلة الغريبة العجيبة الناشزة والمتكررة في أكثر أيام الدرس، وهذا أراه مما يتميز به شيخنا حفظه الله، وهو مما نلفت النظر إليه، نظر المدرسين والمعلمين، فلا يسخر ولا يستهزئ ولا يضحك ساخراً من سائله سؤالاً مضحكاً منبئاً عن جهل عظيم، وربما دل السؤال على بلادة في الفكر والعقل.

    المحور الثالث :
    متى يغضب سماحة الشيخ؟
    كغيره من البشر قد تمر على سماحة الشيخ مواقف تغضبه، أو يرى أن من الحكمة فيها إظهار الغضب والامتعاض لتحقيق هدف مشروع كالإصلاح أو التربية أو التعليم، فمتى يا ترى يغضب الشيخ في دروسه؟
    ويبدأ الأخ عبد الله العتيبي الحديث في هذا المحور بقوله:
    شيخنا حفظه الله أحفظُ من مواضع غضبه إذا رُدَّ كتاب الله أو سنة نبيه r بأقاويل الناس وأقيستهم.
    ومن ذلك قيل للشيخ على حديث (إن أبي وأباك في النار) أخرجه مسلم، قيل له في شرحه من بعض الطلاب إن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما قال ذلك للرجل لتطييب نفسه لا غير، فالتفت الشيخ مغضباً وقال: يطيب نفسه بعذاب أبيه؟!
    ولما قرر شيخنا في التفسير جواز نكاح الكتابيات بشرطه، قال بعض الطلاب: يا شيخ بعض الصحابة كان ينهى عن ذلك!! فالتفت الشيخ إليه وقد أحمَّر وجهه وقال: هل قول الصحابي يضاد به الكتاب والسنة؟!

    ويعقب أحد الإخوة بإبراز موقف يؤكد ما ذكره العتيبي فيقول:
    الموقف الذي غضب فيه الشيخ حتى ظهر ذلك عليه، هو أنه عندما عارضه سائل في مسألة بعد أن ذكر الشيخ فيها الأدلة من الكتاب والسنة، فقال السائل: يقول فلان كذا، فغضب الشيخ وقال: ليس لأحد قول بعد كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.
    كما يضيف أحد الطلاب :
    نعم أجد غضبه عندما يتناول الكلام عن الشرك والمشركين وكيف وقعوا فيه خاصة وهم يقرؤون القرآن ويدَّعون الإسلام واتّباع سيد المرسلين، ونشعر بغضبه وهو يفند المبتدعين وأمثالهم.

    المحور الرابع :
    من كلماته في دروسه:
    1- فهو يقول سبحان الله كثيراً، خاصة حين يسأل عن شيء واضح من بعض الطلبة.
    2- إذا غضب يقول لتلميذه أو سائله: سبّح.
    3- كثير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم جداً جداً.
    4- دائماً نسمع الشيخ يكثر من الحوقلة ويردد لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
    5- الوصية بالتقوى يكررها على مسامعنا بكثرة (اتقوا الله) (عليكم بتقوى الله).

    المحور الخامس :
    جلد الشيخ في الدرس:
    تراه في دروسه جالساً... متأدباً... منصتاً حال القراءة... ثم متحدثاً بارعاً أثناء الشرح... يسأل هذا.. ويطلب من ذاك بحث مسألة ما.. ينتقل من شرح متن إلى قراءة في سيرة... درس في الفجر ومن الغد درس في المغرب وبعد يومين من 3 ساعات في الضحى. هكذا هو الشيخ في دروسه دون كلل أو ملل.
    ويتعجب الأخ عبد الله العتيبي من صبر الشيخ وجلده في إلقاء الدروس فيقول:
    صبر الشيخ على إلقاء الدروس عجيب، فمواظبته على الدروس وعدم تخلفه عنها مع كثرة الأشغال لديه، يدل على جلد عظيم ومحبة للعلم، ولي مع الشيخ أكثر من عقد من السنين لم يتخلف إلا مرة واحدة أيام إصابته في رجله اليمنى، والحمد لله الذي شفاه، وقال مرة في درس فجر الخميس بعدما استغرق الدرس نحو ساعتين ونصف قال: لولا الأشغال الأخرى لجلسنا مع الإخوان حتى الظهر!!
    ويستكمل أحد الأخوة هذا المحور قائلاً:
    لقد أوتي الشيخ في هذا حظاً عظيماً، وقسم له فيه خير كثير، فرجلٌ بلغ السابعة والثمانين يكون أول من يحضر أو من أول من يحضر لمكان الدرس، مع كثرة دروسه.
    ثم هو لا يتململ في أثناء الدرس مع ظهور التعب والملل على عدد غير قليل من الحاضرين.

    فأي جلد هذا حفظه الله وأمتعه بالصحة والعافية.
    أكثر من ثلاث ساعات:
    وأحد الطلاب الذين انتظموا في الحلقات من عام 1400هـ يندهش من جلد الشيخ وصبره على إلقاء الدروس وعدم تململه من طول الدرس، ويضيف: قد تجد منا معشر الطلبة ونحن نجلس في راحة ونستمع دون أن نتحدث، من يفقد صبره على حضور الدرس فينصرف وربما ظهر عليه التعب والنعاس، وسماحة الشيخ يواصل الدرس والشرح ساعتين أو أكثر متنقلاً من كتاب لآخر دون كلل أو ملل أو فتور.

    المحور السادس:
    متفرقات :
    ولطلاب الشيخ بعض الكلمات والمشاعر التي لا تنتظم تحت عنوان واحد، فجعلنا هذه المتفرقات مجموعة في محور واحد، فهذا طالب يقترح ... وذاك يمدح... وآخر يكتب عن سمة لشيخه و... و...
    شيخنا وعلم الحديث :
    وشيخنا من المحدثين الذين يعمدون إلى الأسانيد ودراسة الإسناد وتحقيقه، ومذهبه (إذا صح الحديث فهو مذهبي) وتظهر عليه الأريحية والتبسط عند قراءة متون الحديث.. وكذا عند قراءة كل كلام صحيح مستفاد من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهو يرتاح حفظه الله للكلام المحرر المتين الذي يُظهر الحق ويجلّيه، ويزهق الباطل ويطويه، ويكثر هذا في كلام أبي العباس ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله وكذا في كلام غيرهما من العلماء، ويضجر شيخنا عند كلام بعض الفقهاء الذي لم يحرر أو الذي يخالف النصوص، أو يفوته التحقيق، أو كلامه غير مفهوم.
    عبد الله العتيبي:
    هل تغير أسلوب تدريس الشيخ؟
    لم يتغير أسلوب الشيخ كثيراً ولكن حصل بعض الاختصار في إجاباته ومذاكراته للطلاب وربما راجع إلى كبر سن الشيخ من جهة وكثرة صغار الطلبة وغلبتهم على الشيخ دون كبار تلاميذه.
    استحضاره للشواهد أدهشني:
    استحضار سماحة شيخنا للشواهد أثناء درسه يثير في نفسي العجب من حفظ الشيخ وتنوع علومه ومفاهيمه للمسألة المعروضة في الدرس، وكل ذلك بدون تحضير أو إعداد مسبق من قبل سماحته لها،وكم كنت أتعجب من ذلك عندما أراه يذكر الأدلة من كتاب الله ثم من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم ما قاله الأئمة وأهل التحقيق في مسألة تعرض أثناء الدرس أو نسأل عنها سماحته أثناء الدرس أيضاً، لا شك أن هذا كله يدل على قوة علم الشيخ وغزارته وتحري الحق والصواب في المسألة.
    ضيدان اليامي:
    هكذا يتعامل مع خصومه:

    أخلاق شيخنا مع خصومه مضرب مثل.. فإذا ذكر لشيخنا كلام أحد من العلماء المعاصرين والشيخ يخالفه، وكان المخالف من أهل السنة: فإن شيخنا يصفه بقوله: أخونا فلان (وهذا يذكره الشيخ قليلاً أو نادراً) لأنه لا يتعرض لذكر أحد عادة، وإن كان قول المخالف ضعيفاً ربما قال الشيخ: عفا الله عنه.
    والذي أعلم من منهج شيخنا مع خصومه العدل والنصح.. وشيخنا حفظه الله لم أسمع منه سبة ولا شتماً فإذا بالغ ربما قال: عامله الله بما يستحق (وذلك في حق أهل الانحراف).
    عبد الله الروقي:
    هل الحضور في ازدياد؟

    نعم هناك زيادة في عدد الحضور لدروس الشيخ، وقد تضاعف عدد الحضور مضاعفة كبيرة جداً خصوصاً درسي فجر الخميس ومغرب الأحد.
    أبو عبد العزيز:
    ويقول الأخ عبد الله بن مانع مضيفاً على هذا الموضوع:

    لا شك هناك فرق فقد ازداد عدد الطلاب ولله الحمد، وقد أدركت دروس شيخنا قديماً والحلقة واحدة وفيها فرج والتلاميذ قرابة عشرين لا يتجاوزون هذا العدد، وأما الآن فهم يبلغون خمسمائة وقد يزيدون عنها أو ينقصون، بارك الله فيهم وحفظهم، وثبتهم على الحق، وجعلهم من أنصار دينه، وهداة خلقه، وبارك لهم في أعمالهم وأعمارهم وأهليهم، وحفظهم من كيد الكائدين ومزالق أهل الهوى الهالكين.
    رحم الله الشيخ الوالد رحمة واسعة وألحقنا به في الصالحين .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    رحم الله الشيخ ابن باز واسكنه فسيح جناته
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    رحم الله الشيخ ابن باز واسكنه فسيح جناته
    آمين ... وألحقنا به في الصالحين .
    أشكرك أم علي لمرورك المبارك .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •