تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: تخريج و دراسة لحديث ابن ماجة (مَنْ أُفْتِىَ بِفُتْيَا غَيْرَ ثَبَتٍ.....)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    439

    افتراضي تخريج و دراسة لحديث ابن ماجة (مَنْ أُفْتِىَ بِفُتْيَا غَيْرَ ثَبَتٍ.....)


    53 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى أَيُّوبَ حَدَّثَنِى أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلاَنِىُّ عَنْ أَبِى عُثْمَانَ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ أُفْتِىَ بِفُتْيَا غَيْرَ ثَبَتٍ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ » .
    ترجمة الرواة من تقريب التهذيب:
    1-عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان الواسطي الأصل أبو بكر بن أبي شيبة الكوفي ثقة حافظ صاحب تصانيف من العاشرة مات سنة خمس وثلاثين خ م د س ق
    2-عبد الله بن يزيد المكي أبو عبد الرحمن المقرىء أصله من البصرة أو الأهواز ثقة فاضل أقرأ القرآن نيفا وسبعين سنة من التاسعة مات سنة ثلاث عشرة وقد قارب المائة وهو من كبار شيوخ البخاري ع
    3-سعيد بن أبي أيوب الخزاعي مولاهم المصري أبو يحيى بن مقلاص ثقة ثبت من السابعة مات سنة إحدى وستين وقيل غير ذلك وكان مولده سنة مائة ع
    4-حميد بن هانئ أبو هانئ الخولاني المصري لا بأس به من الخامسة وهو أكبر شيخ لابن وهب مات سنة اثنتين وأربعين بخ م 4
    5-مسلم بن يسار المصري أبو عثمان الطنبذي مولى الأنصار مقبول من الرابعة بخ م د ت ق
    6-أبو هريرة الدوسي الصحابي الجليل حافظ الصحابة اختلف في اسمه واسم أبيه قيل عبد الرحمن بن صخر وقيل بن غنم وقيل عبد الله بن عائذ وقيل بن عامر وقيل بن عمرو وقيل سكين بن ودمة بن هانئ وقيل بن مل وقيل بن صخر وقيل عامر بن عبد شمس وقيل بن عمير وقيل يزيد بن عشرقة وقيل عبد نهم وقيل عبد شمس وقيل غنم وقيل عبيد بن غنم وقيل عمرو بن غنم وقيل بن عامر وقيل سعيد بن الحارث هذا الذي وقفنا عليه من الاختلاف في ذلك ونقطع بأن عبد شمس وعبدنهم غير بعد أن أسلم واختلف في أيها أرجح فذهب كثيرون إلى الأول وذهب جمع من النسابين إلى عمرو بن عامر مات سنة سبع وقيل سنة ثمان وقيل تسع وخمسين وهو بن ثمان وسبعين سنة ع .
    الحكم على الحديث : حديث ضعيف .
    تخريج الحديث :
    هذا الحديث أتى في بعض الروايات بزيادات حيث أن أكمل لفظ له هو :
    (من تقول على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ومن استشاره أخوه المسلم فأشار عليه بغير رشد فقد خانه ومن أفتى بفتيا غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه) و هذا لفظ أحمد في المسند و جاء عند غيره و أتت بعض الروايات مختصرة , و للوقوف علي ألفاظ الروايات المختلفة في التخريج سنقسمه إلي ثلاثة مقاطع :
    - المقطع رقم (1) : من تقول على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار .
    - المقطع رقم (2) : ومن استشاره أخوه المسلم فأشار عليه بغير رشد فقد خانه .
    المقطع رقم (3) : ومن أفتى بفتيا غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه .
    و سنرمز بهذه الأرقام في التخريج فمثلا إذا ذكرنا عقب الرواية (2+3) فمعني ذلك أن تلك الرواية جاء فيها المقطعين (2) و (3) و هكذا .
    روي هذا الحديث عن مسلم بن يسار أبو عثمان الطنبذي عن أبي هريرة من ثلاثة أوجه بيانها كالتالي :
    الوجه الأول : حميد بن هانيء الخولاني عن مسلم بن يسار به .
    رواه ابن ماجه (رقم : 53) و هي الرواية التي معنا , حيث قال : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى أَيُّوبَ حَدَّثَنِى أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلاَنِىُّ به .
    الوجه الثاني : بكر بن عمرو عن عمرو بن أبي نعيمة عن مسلم بن يسار به .
    و رواه عن بكر بن عمرو بهذا الإسناد كل من : سعيد بن أبي أيوب و يحيي بن أيوب و رشدين .
    1- رواية سعيد بن أبي أيوب عن بكر بن عمرو :
    رواها عن سعيد بن أبي أيوب كل من :
    - عبد الله بن يزيد المقريء : رواها عنه أحمد في مسنده (رقم : 8249)(1+2+3)
    حيث قال : ثنا عبد الله بن يزيد من كتابه به . و رواه عن المقريء أيضا مبشر بن الحسن (أخرجها الطحاوي في مشكل الآثار رقم : 3649) .
    - عبد الله بن وهب : و رواها عن عبد الله بن وهب كل من : محمد بن عبد الله بن عبد الحكم (مستدرك الحاكم 1/10)(1+2+3) و سحنون (ابن عبد البر في جامع بيان العلم رقم : 1889)(1+2+3) و يونس بن عبد الأعلى (مشكل الآثار رقم : 3649)(2) .
    2- رواية يحيى بن أيوب عن بكر بن عمرو :
    رواه عن يحيى بن أيوب كل من :
    - عبد الله بن وهب : رواه عن ابن وهب كل من : يونس بن عبد الأعلى (مشكل الآثار رقم : 355 و 3649)(1+2+3) , و سليمان بن داود (سنن أبي داود رقم : 3657)(2+3) و من طريقه ابن عبد البر في جامع بيان العلم (رقم :1625) , و الحارث بن مسكين (موضح أوهام الجمع و التفريق للخطيب رقم :1661)(1) من طريق و (1+2+3) من طريق آخر كلاهما عن الحارث بن مسكين , و أحمد بن عبد الرحمان (تهذيب الكمال22/271)(2) .
    - سعيد بن أبي مريم : الطحاوي في مشكل الآثار (رقم : 3649)(2) , و ابن عبد البر في جامع بيان العلم (رقم : 1891)(1+2+3) .
    - عثمان بن صالح السهمي : من طريق فيه ضعف (المستدرك للحاكم 1/10)(1+2+3) و من طريقه البيهقي في الكبرى (رقم :18798) .
    3- رواية رشدين عن بكر بن عمرو :
    أسقط أبي هريرة من الإسناد و جعلها مرسلة من رواية مسلم بن يسار عن النبي صلى الله عليه و سلم (مسند أحمد رقم : 8761)(1+2+3) .
    الوجه الثالث : بكر بن عمرو عن مسلم بن يسار به .
    رواه علي هذا الوجه باسقاط عمرو بن أبي نعيمة عبد الله بن يزيد المقريء عن سعيد بن أبي أيوب عن بكر بن عمرو به .
    و رواه عن المقريء كل من :
    - بشر بن موسى (سنن البيهقى الكبرى رقم : 18871) (1+2+3) و (الطبراني في ((طرق حديث من كذب على متعمدا)) رقم : 82)(1+2+3) .
    - البخاري في الأدب المفرد (رقم : 259) (1+2+3) .
    - الدارمي (رقم : 159) (3) .
    - الحسن بن على (سنن أبي داود رقم : 3657)(3) .
    - الحسن بن سلام (الفقيه و المتفقه للخطيب البغدادي 2/15)(1+2+3) .
    - اسحاق بن راهويه (مسنده رقم : 334)(1+2+3) .
    - أبو يحيى بن أبي مسرة (مستدرك الحاكم 1/12)(3).
    - مبشر بن الحسن (مشكل الآثار للطحاوي رقم : 355) (1+2+3) .
    - يزيد بن سنان (مشكل الآثار للطحاوي رقم : 355) (1+2+3) .
    - أبو بكر ابن أبي شيبة (مصنفه رقم : 26652)(1) .
    خلاصة ما سبق من تخريج والحكم علي الحديث :
    أن الحديث روي من طريق بكر بن عمرو عن عمرو بن أبي نعيمة عن مسلم بن يسار عن أبي هريرة و روي من طريق بكر بن عمرو عن مسلم بن يسار به بإسقاط عمرو بن ابي نعيمة و أن الصواب هو رواية من زاد عمرو بن ابي نعيمة و ذلك ثابت عن سعيد بن أبي أيوب (ثقة ثبت) عن بكر بن عمرو برواية المقريء (ثقة فاضل) عن سعيد عند أحمد بن حنبل حيث حدثه المقريء من كتابه و ما روي عن المقريء بحذف عمرو من روايات متعددة هو في الغالب تقصير من المقريء في روايته في مجالس آخري حدث فيها من حفظه و تابع المقريء علي اثبات عمرو في الإسناد عبد الله بن وهب (ثقة حافظ) و بذلك يكون المحفوظ عن سعيد بن أبي أيوب ذكر عمرو في الإسناد و تابع سعيد علي ذلك أيضا يحيي بن أيوب (صدوق ربما أخطأ) و رشدين (ضعيف) .
    و كذلك ذكر لفظ الحديث كاملا بمقاطعه الثلاثة محفوظ عن سعيد بن أبي أيوب في بعض الروايات و تابعه يحيي بن ايوب و رشدين فيكون بذلك اللفظ الكامل للحديث محفوظ ثابت عن بكر بن عمرو عن عمرو بن أبي نعيمة عن مسلم بن يسار عن أبي هريرة و يبقي النظر في هذا الإسناد للحكم النهائي علي الحديث :
    1- بكر بن عمرو : قال ابن حجر في التقريب : (بكر بن عمرو المعافري المصري إمام جامعها صدوق عابد من السادسة مات في خلافة أبي جعفر بعد الأربعين خ م د ت س فق) .
    2- عمرو بن أبي نعيمة : قال في التقريب مقبول .
    و قال الدارقطني : مصري , مجهول , يترك (سؤالات الدارقطني رقم : 372) .
    و ذكره ابن حبان في الثقات .
    و قال ابن حجر في تهذيب التهذيب :
    (قال الحاكم كان من الأئمة وقال في سياق سنده عن بكر بن عمرو عن عمرو وكان امرأ صدق وقال أحمد يروي له وقال أبو حاتم شيخ وقال بن يونس كانت له عبادة وفضل وقال غيره كان إمام الجامع وقال بن القطان مجهول الحال) .
    قلت : يظهر لي أن الرجل لا يحتج بحديثه إنما يقبل في المتابعات و لا يوجد من وثقه سوي ابن حبان كعادته في توثيق المجاهيل و الرجل فيما يبدو لي قليل الحديث و قول ابن حجر يفيد أنه مقبول أي إذا توبع و إلا يكون لين الحديث .
    3- مسلم بن يسار :
    قال ابن حجر في التقريب : مسلم بن يسار المصري أبو عثمان الطنبذي مولى الأنصار مقبول من الرابعة بخ م د ت ق .
    و ذكره ابن حبان في كتابه (الثقات) .
    4- أبو هريرة : صحابي معروف .
    و تبقي متابعة حميد بن هانيء الخولاني لعمرو بن أبي نعيمة و هي من رواية ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة عن المقريء عن سعيد بن أبي أيوب عن حميد بن هانيء الخولاني عن مسلم بن يسار به .
    و لكن يظهر لي أن هذه المتابعة غير محفوظة و أن هناك علة في هذا الإسناد فالمحفوظ عن المقريء كما رواه عنه جمع كبير من الرواة هو عن سعيد عن بكر بن عمرو و يبدو لي أن الخطأ من أبي بكر بن أبي شيبة الذي انفرد بروايته عن المقريء بهذا الإسناد , فأبو بكر بن أبي شيبة و إن كان ثقة حافظ صاحب تصانيف إلا أنه ربما يخطيء في الأسانيد و دليل ذلك هو ما ذكره ابن أبي حاتم في مقدمة الجرح و التعديل حيث قال : ( قيل لأبي زرعة بلغنا عنك انك قلت لم ار أحدا احفظ من بن أبى شيبة فقال نعم في الحفظ ولكن في الحديث كأنه لم يحمده فقال روى مرة حديث حذيفة في الإزار فقال حدثنا أبو الأحوص عن أبى إسحاق عن أبى معلى عن حذيفة فقلت له إنما هو أبو إسحاق عن مسلم بن نذير عن حذيفة وذاك الذي ذكرت عن أبى إسحاق عن أبى المعلى عن حذيفة قال كنت ذرب اللسان فبقي فقلت للوراق أحضروا المسند فأتوا بمسند حذيفة فاصابه كما قلت .)
    قلت : هذا خطأ في الأسناد من أبي بكر مشابه تماما لما معنا في الحديث فأبدل رجل مكان رجل , فيبدو لي أنه استبدل بكر بن عمرو بحميد بن هانيء الخولاني . و الله اعلم .
    و خلاصة ما سبق أن متابعة حميد بن هانيء لعمرو بن أبي نعيمة لا تصح فيكون بذلك عمرو بن أبي نعيمة انفرد بروايته عن مسلم بن يسار عن أبي هريرة و عمرو مجهول لا يحتج بحديثه إذا انفرد و كذلك تفرد به مسلم بن يسار عن أبي هريرة و علي هذا يكون الحديث ضعيف , و الله أعلم .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    439

    افتراضي رد: تخريج و دراسة لحديث ابن ماجة (مَنْ أُفْتِىَ بِفُتْيَا غَيْرَ ثَبَتٍ.....)

    الموضوع قديم , و مازلت أنتظر تعقيب الإخوة الأفاضل (ابتسامة) .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,092

    افتراضي رد: تخريج و دراسة لحديث ابن ماجة (مَنْ أُفْتِىَ بِفُتْيَا غَيْرَ ثَبَتٍ.....)

    بارك الله فيك، ونفع بك.
    يحتمل أن الخطأ لم يكن من ابن أبي شيبة؛ فإنه قد أخرجه في مصنَّفه على الصواب -كما نقلتَ أنت-، ويكون الخطأ حينئذ من ابن ماجه -رحمه الله-.
    ووجه الخطأ: دخول حديث في حديث، فإن سياق هذا الحديث في كتاب عبدالله بن يزيد المقرئ -كما ساقه أحمد في مسنده عنه- كالتالي:
    * حدثنا سعيد [يعني: ابن أبي أيوب]، حدثني بكر بن عمرو المعافري، عن عمرو بن أبي نعيمة، عن أبي عثمان مسلم بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من تقول علي ما لم أقل، فليتبوأ مقعده من النار، ومن استشاره أخوه المسلم، فأشار عليه بغير رشد، فقد خانه، ومن أفتى بفتيا غير ثبت، فإنما إثمه على من أفتاه).
    * حدثنا سعيد، حدثني أبو هانئ حميد بن هانئ الخولاني، عن أبي عثمان مسلم بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (سيكون في آخر الزمان ناس من أمتي يحدثونكم ما لم تسمعوا به أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم).
    هكذا ساق أحمد الحديثين على التوالي عن المقرئ.
    فيحتمل أن ابن ماجه انتقل نظره بين هذين الحديثين، فدخل عليه أحدهما بالآخر، أو أن هذا قد حصل في الرواية التي وقعت له.
    وربما أراد ابن ماجه إخراج المتن الثاني بإسناده؛ حيث إنه أسند قبله حديث: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسًا جهالاً...)، والمتن الثاني مما ذكرتُ مناسب لسياق هذا الحديث، فساق ابن ماجه الإسناد، ووقع الغلط في سياق المتن.
    إلا إن كان ابن أبي شيبة كَتَبَهُ في مصنَّفِهِ على الصواب، وحدَّث به ابنَ ماجه من حفظه فغلط، وهذا ربما شابه قصة أبي زرعة معه، فالله أعلم.
    * فوائد:
    1- رجَّح الحافظ الضياء المقدسي رواية أحمد التي رواها عن المقرئ (بإدخال عمرو بن أبي نعيمة)، حيث أسند -في جزء حديث المقرئ (69)- رواية بشر بن موسى (وقد أُسقط فيها عمرو)، ثم قال: (رواه الإمام أحمد عن أبي عبدالرحمن المقرئ، عن سعيد، عن بكر، عن عمرو بن أبي نعيمة، عن مسلم بن يسار، فزاد في إسناده: عمرًا، وأظنه الصواب).
    2- ضعَّف الحديثَ ابن القطان الفاسي، قال -في بيان الوهم والإيهام (4/67-)-: (وذكر [يعني: عبدالحق الإشبيلي] من طريق أبي داود عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: (من أفتى بغير علم كان إثمه على من أفتاه) الحديث، وسكت عنه...).
    إلى أن قال:
    (والذي يضعف به هذا الخبر أمور، منها:
    - عمرو بن أبي نعيمة، فإنه مجهول الحال، لا يعرفُ روى عنه غيرُ بكر بن عمرو، ولا يعرف له روايةٌ غير هذه، وهو مصري.
    - وبكر بن عمرو المعافري، مصري أيضًا...، ولا تعلم عدالته، وإنما هو من الشيوخ الذين لا يعرفون بالعلم، وإنما وقعت لهم روايات أخذت عنهم، بنحو ذلك وصفه أحمد بن حنبل، فإنه سئل عنه فقال: (يُروى عنه)، وسئل عنه أبو حاتم فقال: (شيخ)...) إلخ كلامه.
    3- الحديث صححه الحاكم، قال: (هذا حديثٌ قد احتج الشيخان برواته غير هذا [يعني: عمرو بن أبي نعيمة]، وقد وثقه بكر بن عمرو المعافري، وهو أحد أئمة أهل مصر)، يعني قولَ بكرٍ في الإسناد: (عن عمرو بن أبي نعيمة رضيعِ عبدالملك بن مروان، و كان امرأَ صِدْقٍ)، وقال الحاكم في موضع آخر (أُسقط فيه عمرو بن أبي نعيمة): (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ولا أعرف له علة)، فتعقبه ابن حجر -في إتحاف المهرة (15/597)-، قال: (قلت: علته الانقطاع، ودلَّ على قلة استحضاره [يعني: الحاكم]، حيث أخرجه قبل قليل بذكر عمرو بن أبي نعيمة واستثناه [يعني: من شرط الشيخين]، ثم لما ساقه من الطريق الأخرى، جزم بأنه على شرط الشيخين.
    ويستفاد منه: أن مراده بالشرط المذكور: الرواة فقط، مع قطع النظر عن الاتصال الذي هو الأصل الأول في الصحة، وكذا ما فيه علة قادحة، ومن ثم كان عندهم متساهلاً) ا.هـ.
    والله أعلم.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    439

    افتراضي رد: تخريج و دراسة لحديث ابن ماجة (مَنْ أُفْتِىَ بِفُتْيَا غَيْرَ ثَبَتٍ.....)

    بارك الله فيك أخي محمد بن عبد الله و نفع بك و جزاك الله خيرا على ذكرت من فوائد نفيسة .
    و بالنسبة لما ذكرت من احتمال أن يكون الخطأ من ابن ماجه فهو احتمال وارد و غير بعيد أيضا لما ذكرته من قرائن , و لكن لعل الأقرب و الله أعلم أن يكون كما ذكرت أن ابن أبي شيبة كَتَبَهُ في مصنَّفِهِ على الصواب، وحدَّث به ابنَ ماجه من حفظه فغلط , و ذلك لأن ابن أبي شيبة عرف عنه هذا النوع من الأخطاء , و لا يمكن بالطبع الجزم بهذا او ذاك و لكن ما يمكن الجزم به أن هناك علة أو خطأ في هذا الإسناد , و الله أعلم .
    سؤال جانبي : كيف تشكل أخي محمد بعض الحروف و هل برنامج لذلك ؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •