أولا : أحب أن أذكر سبب تسمية أصدقائي لي بهذا الاسم .. وذلك أن الهم المقصود هو الهم الديني سواء كان شخصيا أم عاما ، ولما كان هذا الهم قد يدفع صاحبه إلى التصرف بشكل يعادي ثمرة هذا الهم كان في حاجة إلى سلطان عليه وهذا السلطان يحول الهم من الشكل السلبي إلى الشكل الإيجابي ، ولما ناقشتهم في هذا الأمر ذات مرة من المرات في إحدى مجالسنا دعوني بهذا الاسم . ومن آنذاك وأنا عندهم سلطان همه .
ثانيا : والآن لنعد إلى موضوعنا وهو الغنى والغنى كما هو معلوم على نوعين غنا معنويا وهو الأسمى وغنا ماديا وهو مدار الحديث .
ولكي نناقشه أولا ينبغي أن نعرف بأنه ليس وسيلة للترف والسرف وإنما هو وسيلة لرضا الرحمن تبارك وتعالى مع الاقتصاد المستحب بله وأن نخشوشن كما دعانا عمر إلى ذلك ، فإذا ما كان هذا دافعنا فقد عبرنا هذه المحطة إلى المحطة التي تليها .
ثالثا : والمحطة التي تليها إنما تتناول الأسباب التي تؤدي إلى الغنى المادي وهذه الأسباب على نوعين أيظا معنويا وماديا وبداية نتناول الأسباب السامية المعنوية وهي في النقاط التالية :
* مراعاة تقوى الله في مجال العمل تجارة كانت أو وظيفة أو أي مجال مربح وضبط المعاملات بالضوابط الشرعية .
* أن تكون قدوة لغيرك في اجتناب الأمور التي فيها خلافات شرعية ولو كانت سائغة بله ولو كانت مكروهة سلامة منك لسمو مالك عن الشبهة التي أمرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - باجتنابها ومراعاة منك لأولادك وأثر ذلك في تربيتهم وعلى سلوكيات زوجتك كذلك وأنت تؤتى من حيث لا تدري ، فمن آكد الأمور التي جاءت الشريعة بطلبها على صورة نقية من الشوئب إنما هي كسب المال من حل صاف رائق .
* أن تراعي ملكين المناداة صباحا اللهم أعط منفقا خلفا وممسكا تلفا .
* أن تضع في اعتبارك أقاربك أولا وأحقيتهم في نفقتك .
* أن تضع في اعتبارك من يأتي طالبا العون وأنت قادر عليه ولكن تحبسك حاجاتك الكمالية بله والترفيهية المترفة والتحسينيات .
* وأخيرا .. إذا ما لم تضع هذه الاعتبارات والمراعاة لها جيدا فسيأتي الكسب عليك في النهاية وبالا وسيأتي يوم تتمنى فيه ولو كنت خفيف الحمل طوي البطن بالي الثياب .
رابعا : والآن ومحطتنا الأخيرة وهي الأسباب المادية :1- الحديث مع أصحاب الخبرات وأما ذوي الخبرات المسلوبة فسيأتي حديثهم عقبه . وأصحاب الخبرات أعني بهم أصحاب الأعمال التجارية أو الموظفين وأول ما يلزمهم هو معرفة فقه البيع والشراء وفقه التعاملات الخاصة بوظائفهم .
2- وأما الخطوة الثانية مع التجار هو الإلمام بالحالة التجارية للسلعة في شتى الأماكن وكيفية توظيف المال التوظيف الأمثل ويرجع في هذا إلى أهل الاقتصاد .
3- ثم مراعاة الإنفاق بشكل أبلغ من غيرهم لأنهم عرضة لما لا عرضة لغيرهم به .
4- مراعاة دعوة الناس إلى دعوتنا السلفية ولو تطلب الأمر الخسارة أحيانا وسيأتي الفتح من الله قريبا بإذن الله من فضل ذلك التسامح .
5- وأما الخطوة الثالثة فمع الموظفين ، وأول ما يلزمهم هو التيسير على الناس في المصالح دونما إخلال بطبيعة العمل الأساسية والتي يأتي الفساد من جانبها ، ولكن التيسير الشرعي ومراعاة نفسيات الناس المختلفة وأن الأرواح جنود وقد لا يروق لك كل الزوار .
6- محاولة استغلال وقت الفراغ في أي نشاط من الأنشطة الرابح ولو كان بأيسر الأموال واستثمارها ، أو محاولة الدخول في نشاط تجاري بعد عمل دراسة تجارية حوله وسؤال أهل الخبرة في ذاك النشاط المرجو .
واختم حديثي البسيط بالتذكير بأن المال فتنة والفتنة الآكد تجنبها وليس الخلطة به والمال من أقرب الطرق التي تفسد على المرء قلبه وشهد بهذا أئمتنا أئمة السلف أجمع إلا النادر منهم ، كما أنه أطول للحساب وللعرض والسؤال ، نجانا الله وإياكم ولا أطال لنا الله الوقفة .
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين ..
الفقير إلى رحمة الله تعالى / أبو نبيل الترابي