بسم الله الرحمن الرحيم
يدندن العلمانيون والليبراليون الملاحدة ومن يعينهم على فسادهم أن الاختلاط موجود في المسجد الحرام - على سبيل المثال - وهذا والله من العدوان على دين الله بالعدوان على شعائر الله وعلى أقدس بقاع الله في أرضه ،وهذا من فجور القوم وضلالهم وفجور و ضلال من يعينهم على فجورهم وجرائمهم ، ويقولون ما المانع أن تعمل المرأة مع الرجل في مكتب واحد كما تصلي وتطوف المرأة مع الرجال في الحرم ، والرد بسيط وواضح لمن حفظ الله له عقله ودينه ومروءته : حيث لايقول هذا الكلام ولا يعقد هذه المقارنة إلا واحد من اثنين إما مجنون جاهل سفيه أو مفتون فاجر يجعل من الأضداد أشباها و من المتناقضات متماثلات ، فهل المرأة في الحرم هي المرأة التي تعمل مع الرجل ست أو ثمان ساعات يوميا في غرفة واحدة وتقوم بينهما زمالة عمل وتفاهم عمل ونظر محرم وتبسط وتقارب وكل ما يقتضيه العمل وطبيعته حتى لو كانت الفتاة من أعبد خلق الله والشاب من أطهر خلق الله ، ذلك أن العمل ثمان ساعات يوميا في مكتب واحد وضمن "فريق عمل "واحد تفرض التلاقي والتقارب لا محالة ومن يقول غير هذا فمجنون أو شيطان من شياطين الفساد .
وهل يوجد في المسجد الحرام رئيس ومدير للمرأة المعتمرة والحاجة والمصلية يعطيها الراتب ويعدها ويمنيها بالترقيات والهبات على الانتاجية ويغريها بشتى المغريات التي تكون من الرئيس صاحب العمل والشركة أو المدير الرسمي الذي يرفع للجهات المختصة بمن يستحق الترقية ممن لا ستحقها ؟ إن عمل المرأة مع الرجال يقتضي أن يكون يكون الرجل عليها رئيسا يجتمع بها و يخاطبها علنا وعلى انفراد ويناقشها في عملها ويحاسبها على أخطائها و يكرمها على إخلاصها وتفانيها في العمل ، فبربكم ألن يدخل الشيطان عبر هذا كله ؟ والواقع يثبت هذا ، حيث المرأة فتنة للرجل والرجل فتنة للمرأة ، فالشاب يبحث عن المرأة ويقوم بمغامرات تلو مغامرات ويشتري أفخم السيارات والجوالات والملابس والزينة كي يلفت انتباه الفتاة ، بل ربما قضى الأشهر وهو يمر بالشارع والشوارع كي يلفت انتباه أية الفتاة ! فهل نتوقع من شباب هذا حالهم أن يكونوا طاهرين تقاة والفتيات بين أيديهم ومعهم في المكتب الواحد ثماني ساعات يوميا أو أوأكثر أو أقل قليلا كل يوم ؟ إنها والله الفتنة ، فإذا كان العلماني الملحد متفاهما مع نفسه منسجما مع عقيدته حيث لا يحل حلالا ولا يحرم حراما فشريعته شهوته وفجوره وإلحاده فماذا نقول عمن بقي لديه بقية من إسلام ويدعي أنه مسلم وهو يعينهم على هذه الجريمة الشنعاء التي هي باب الزنا والفجور بأمن وسلام ؟؟؟؟؟؟؟؟
وهل في بيت الله الحرام شيء من هذا ؟ هل هنالك علاقات بين النساء والرجال تقوم لوجودهم ووجودهن في المسجد الحرام لتأدية العبادة في أطهر بقعة في الدنيا يدخله المسلمون رجالا ونساء باكين من شدة الفرح بلقاء الله راجين عفوه ورحمته ؟ هل تقوم علاقة عمل وتفاهم عمل بين امرأة جاءت لعمرتها مع أهلها او لصلاتها مع أهلها أو لوحده ثم تذهب ؟ هل يقوم تفاهم بين المحرمين والمحرمات والعابدين والعابدات الراكعين والراكعات والساجدين والساجدات ؟ هل يستطيع أي قارئ أن يقول نعم إن طبيعة الصلاة في الحرم والعمرة فيه قد أدت إلى قيام زمالة عمل بينه وبين وبين أية امرأة ؟.
إن الذين يسعون إلى جريمة الاختلاط إنما يسعون إلى تسليم الفتيات المسلمات إلى الشباب بكل يسر وسهولة ، وبكل أمان واطمئنان ليكمل الشباب من الجنسين المهمة في هدم دينهم هم أولا ثم هدم دين الأمة كلها ، وهذا ما لا ينكره عاقل ، أما المجانين فقد رفع عنهم القلم ، وما أكثر السفهاء الذين تظهر عليهم سمات العقلاء في زماننا ، وصدق الله ( إنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ).
إن هذا الجنون الذي يتفوه به الملاحدة العلمانيون ومن يعينهم بقصد أو بغير قصد لهتك الأعراض من خلال الدعوة إلى العمل المختلط في مقر واحد ومكتب وتحت رئاسة رجل واحد ثمان ساعات يوميا ، إن هذا الجنون لا يمكن أن ينطلي على أبدا ، فحتى البلدان الإسلامية التي ضربتها جريمة الاختلاط في العمل يقاوم اهلها هذه الجريمة التي جاء بها الكفار إلى بلاد الإسلام مع الاستعمار الغربي الكافر لها .
وإن الله يمهل ولا يهمل ، ونسأل الله أن يقصم كل داع لجريمة الاختلاط مهونا من شأنها إنه سميع مجيب .
الدعاء الدعاء على كل من يريد أن يفتن الأمة بجريمة الاختلاط ، فإن الله سميع مجيب.
فيا ربنا يا ربنا اقصم كل من يريد الفساد للمسلمين والمسلمات بأية صورة وتحت أية ذريعة.
علي التمني
أبها / الأحد 21/4/1429