دور الضابطين :المعنوي واللفظي في الرسم الإملائي
رسم كلمة "ابن"ورسم "الألف الفارقة" نموذجا
أولا:رسم كلمة "ابن"
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في رسم كلمة "ابن" ، حيث تقوم منزلة المعنى ومنزلة اللفظ بدور هام في رسم كلمة "ابن، فمن المعروف أن الأصل في همزة "ابن" أن لا تحذف ،ولكنها تحذف إذا وقعت مفردة نعتا بين علمين والثاني أب للأول،كقولنا :جاء خالدُ بنُ سعيدٍ ، وذلك"لما كثر إجراء "ابن" صفة على ما قبله من الأعلام إذا كان مضافا إلى علم ،وكثر استعماله استجازوا فيه من التخفيف ما لم يستجيزوه مع غيره ،فحذفوا ألف الوصل من "ابن"لأنه لا ينوى فصله عما قبله وحذفوا تنوين الموصوف أيضا ،كأنهم جعلوا الاسمين اسما واحدا لكثرة الاستعمال،فعقدو ا الصفة مع الموصوف وجعلوهما اسما واحدا "(1) ولكنها لا تحذف إن اختلفت منزلة المعنى داخل التركيب ،كقولنا :جاء خالدٌ ومحمدٌ ابنا سعيد لأنها مثنى ،وكذلك في قولنا :كان أحمدُ ابنَ سعيد إلى أن وضح النسب ،لأنه خبر كان وليس نعتا ،وكذلك في قولنا:هذا زيدٌ الفاضلُ ابنُ عمرو ،لأنه ليس بين علمين ،وكذلك في قولنا :سيدنا المسيح عيسى ابن مريم ،لأن الثاني ليس أبا للأول .
ثانيا:رسم الألف الفارقة
وكذلك الحال تتحكم منزلة المعنى في رسم الألف الفارقة ،فمن المعروف أن الألف الفارقة تُرسم بعد الواو الزائدة الواقعة بعد الفعل وفي نهاية الكلمة كقولنا:ضربوا ،فإن اختلفت منزلة المعنى بين أجزاء التركيب فإننا لا نرسم الألف الفارقة كقولنا:يدعو المؤمن ربه ،لأن الواو أصلية وليست بزائدة ، وكقولنا:مسلمو العالم متعاونون ،لأن الواو مسبوقة باسم وليس بفعل ،وكقولنا:ضربوك ،لأن الواو لم تقع في نهاية الكلمة .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلتي المعنى واللفظ هما الضابطان والمعياران في الرسم الإملائي ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .
(1) الأشباه والنظائر-ج1 – ص10-11