الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
روى أحدهم قال : سمعني شريح وأنا أشتكي بعض ما غمني لصديق، فأخذني من يدي وانتحى بي جانبا ، وقال : يا ابن أخي إياك والشكوى لغير الله تعالى فإن من تشكو إليه لا يخلو أن يكون صديقا أو عدوا
فأما الصديق فتحزنه ، وأما العدو فيشمت بك
ثم قال : انظر إلى عيني هذه وأشار إلى إحدى عينيه ، فوالله ما أبصرت بها شخصا ولا طريقا منذ خمس عشرة سنة ، ولكني ما أخبرت أحدا ذلك إلا انت في هذه الساعة ،
أما سمعت قول العبد الصالح " إنما أشكو بثي وحزني إلى الله " فاجعل الله عز وجل مشكاك ومحزنك عند كل نائبة تنوبك فإنه أكرم مسؤول وأقرب مدعو ..
* وقد رأى ذات يوم رجلا يسأل آخر شيئا فقال له : يا ابن أخي من سأل إنسانا حاجة فقد عرض نفسه على الرق فإن قضاها له المسؤول فقد استعبده بها ،
وإن رده عنها رجع كلاهما ذليلا
هذا بذل البخل وذاك بذل الرد
فإذا سألت فاسأل الله عز وجل وإذا استعنت فاستعن بالله عز وجل
واعلم أنه لا حول ولا قوة ولا عون إلا بالله
الله يغضب إن لم تسأله وبني آدم عندما يسأل يغضب