الرتبة المعنوية في حديث شريف


تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قوله سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم:"اللهم إني أصبحت أُشهدك , وأُشهد حملةَ عرشك ، وملائكتَك ، وجميعَ خلقك ،أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك ، لا شريك لك ، وأن محمدا عبدك ورسولك " حيث نجد أن الحديث الشريف قد بُني على الشهادة وهي المبني عليه الذي يتقدم بحسب الأهمية المعنوية عند المتكلم ، ثم جاءت المباني بعد المبني عليه ،وهم الشُّهود ، وهم :الله – سبحانه وتعالى ،وحملة العرش ،والملائكة ،وجميع الخلق ،وهذه المباني تترتب من حيث موقع المبني عليه بالأهمية والفضل والشرف ، من الأهم إلى الأقل أهمية أو من الخاص إلى العام أو من القريب إلى البعيد ،فشهادة الله تعالى أهم وأفضل ثم شهادة حملة العرش .....إلخ ، وهناك مباني أخرى بُنيت على الشهادة وهي مواضيع الشهادة ، وهي : وحدانية الله ونبوة سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم ،وهذه المباني تترتب كذلك بعد المبني عليه بالأهمية والفضل والشرف من الأهم إلى الأقل أهمية ،أو من الخاص إلى العام ،ومن القريب إلى البعيد ،فوحدانية الله – تعالى- أهم وأفضل من نبوة سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم - ، وهناك رتبة أخرى في الحديث الشريف بشكل عام وهي تقدم رتبة الشاهد على المشهود به ،وهذا الشيء نفسه موجود في الأذان حيث نقول:أشهد أن لا إله إلا الله ,أشهد أن محمدا رسول الله ، ونستخدم هذا في حياتنا اليومية فنقول: أُشهدُ الله على كذا وكذا ،أو أشهد الحاضرين على كذا وكذا ...........إلخ


وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز صحة التراكيب ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس،ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض.