تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: هل ثبت أن السيدة هاجر أم إسماعيل عليه السلام هي أول من اختتن، وأول من ثقبت أذنها من النساء؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي هل ثبت أن السيدة هاجر أم إسماعيل عليه السلام هي أول من اختتن، وأول من ثقبت أذنها من النساء؟

    هل ثبت أن السيدة هاجر أم إسماعيل عليه السلام هي أول من اختتن، وأول من ثقبت أذنها من النساء؟


    السؤال:
    هل صحيح أنه حين ولدت السيدة هاجر إسماعيل عليه السلام غارت منها السيدة سارة فأقسمت أن تقطع أحد أعضائها ، فأمرها زوجها إبراهيم عليه السلام أن تبر قسمها بثقب أذنيها ، فأصبحت سنة ؟ وهل كان ذلك بسبب الغيرة ؟



    الجواب:
    الحمد لله
    روى ابن عبد الحكم في "فتوح مصر والمغرب" (ص 31) من طريق إسرائيل، والبيهقي في "شعب الإيمان" (11/124) ، وابن عساكر في "التاريخ" (69/186) من طريق الثوري ، كلاهما عن أبى إسحاق ، عن حارثة بن مضرّب ، عن على بن أبى طالب رضي الله عنه : " أَنَّ سَارَةَ لَمَّا وهبَتْ هَاجَرَ لِإِبْرَاهِيمَ ، فَأَصَابَهَا ، غَارَتْ سَارَةُ ، فَحَلَفَتْ لَتغَيِّرَنَّ مِنْهَا ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ، فَخَشِيَ إِبْرَاهِيمُ أَنْ تَقْطَعَ أُذُنَيْهَا ، أَوْ تَجْدَعَ أَنْفَهَا، فَأَمَرَهَا أَنْ تَخْفِضَهَا ، وَتَثْقُبَ أُذُنَيْهَا " .

    وأبو إسحاق كان قد اختلط وتغير حفظه ، لكن سماع الثوري منه - وكذا إسرائيل - كان قبل الاختلاط ، إلا أنه كان مدلسا ، وصمه بالتدليس حسين الكرابيسي ، وأبو جعفر الطبري ، وابن حبان ، وغيرهم .
    انظر: "تهذيب التهذيب" (8/ 66) .
    وحارثة بن مضرب ثقة ، وثقه ابن معين وغيره . انظر : "التهذيب" (2/167) .
    فإن كان أبو إسحاق سمعه من حارثة فالإسناد صحيح .
    وبعض أهل العلم يصحح حديث الثوري عن أبي إسحاق مطلقا ، وخاصة في روايته عن التابعين، فإذا انضم إلى ذلك أن الخبر موقوف ليس مرفوعا فاحتمال ثبوته قوي.
    إلا أن مقتضى أصول علم الحديث أن هذا الإسناد ضعيف ؛ لأن أبا إسحاق مدلس وقد عنعنه .

    وروى ابن عساكر في "تاريخه" (69/ 187) من طريق الواقدي عن محمد بن صالح عن سعد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن أبيه قال: " كانت سارة تحت إبراهيم خليل الرحمن ، فمكثت معه دهرا لا ترزق منه ولدا ، فلما رأت ذلك وهبت له هاجر أمة لها قبطية ، فولدت لإبراهيم إسماعيل عليهما السلام ، فغارت من ذلك سارة ، ووجدت في نفسها، وعتيت على هاجر، فحلفت أن تقطع منها ثلاثة أشراف ، فقال لها إبراهيم: هل لك أن تبري يمينك ؟ ، قالت: كيف أصنع؟ قال: ( اثقبي أذنيها واخفضيها )، والخفض هو الختان " .
    وهذا إسناد واه ، الواقدي متروك متهم ، كذبه الشافعي ، وأحمد ، والنسائي ، وغيرهم ، وقال إسحاق بن راهويه : هو عندي ممن يضع الحديث .
    "تهذيب التهذيب" (9 /326) .

    وقد ذكر هذه القصة غير واحد من أهل العلم .
    ينظر :
    "التمهيد" لابن عبد البر (21/60) ، "تحفة المودود" لابن القيم (190) ، "البداية والنهاية" لابن كثير (1/ 154) .
    ولم يجزم أحد ممن ذكرها من أهل العلم ، فيما وقفنا عليه ، بثبوتها ، أو صحة إسنادها .
    ولم ينقل في ذلك شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم .
    والأثر المروي فيها عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : في إسناده مقال ، كما تقدم ، مع أن في الاحتجاج به ، في مثل ذلك الأمر السابق : نظرا ، لا يخفى ، فالله أعلم بحقيقة الحال .

    وينظر السؤال رقم : (39686) .
    والله أعلم .


    موقع الإسلام سؤال وجواب

    https://islamqa.info/ar/239174

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي

    لماذا شعرت سارة بالغيرة مع جلالة قدرها من هاجر ؟


    هل أحست سارة بالغيرة من " هاجر " عندما ولدت إسماعيل ( عليه السلام ) ؟ إذا كان الجواب بنعم : فلماذا تشعر امرأة رفيعة المنزلة مثل " سارة " بالغيرة ؟ وهل كان شعورها بالغيرة هو السبب الذي من أجله أمِرَ إبراهيم ( عليه السلام ) بإرسال " هاجر " و " إسماعيل " ( عليه السلام ) إلى الصحراء ؟.


    الحمد لله
    غيرة المرأة من ضرائرها أمرٌ جُبلت عليه ، وهو غير مكتسب ، ولذا فإنها لا تؤاخذ عليه إلا أن تتعدى ، وتقع بسبب الغيرة فيما حرم الله عليها من ظلم أختها ، فتقع في غيبة أو نميمة أو تؤدي بها غيرتها إلى طلب طلاق ضرتها أو الكيد لها وما شابه ذلك .
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
    وأصل الغيرة غير مكتسب للنساء ، لكن إذا أفرطت في ذلك بقدر زائد عليه تلام ، وضابط ذلك ما ورد في الحديث عن جابر بن عتيك الأنصاري رفعه : ( إِنَّ مِنْ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَمِنْهَا مَا يَبْغُضُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يَبْغُضُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ ) حسنه الشيخ الألباني في "الإرواء" (7/80) - ، فالغيرة منهما – أي : من الزوج والزوجة - إن كانت لما في الطباع البشرية التي لم يسلم منها أحد من النساء ، فتعذر فيها ، ما لم تتجاوز إلى ما يحرم عليها من قول أو فعل ، وعلى هذا يحمل ما جاء من السلف الصالح عن النساء في ذلك . " فتح الباري " ( 9 / 326 ) .
    وقال ابن مفلح رحمه الله :
    قال الطبري وغيره من العلماء : الغيرة مسامح للنساء فيها لا عقوبة عليهن فيها لما جُبِلن عليه من ذلك . " الآداب الشرعية " ( 1 / 248 ) .
    وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله شرحاً لحديث كسر عائشة لإناء إحدى ضرائرها :
    وقالوا : أي جميع من شرحوا الحديث : فِيهِ إِشَارَة إِلَى عَدَم مُؤَاخَذَة الْغَيْرَاء بِمَا يَصْدُر مِنْهَا ، لأَنَّهَا فِي تِلْكَ الْحَالَة يَكُون عَقْلهَا مَحْجُوبًا بِشِدَّةِ الْغَضَب الَّذِي أَثَارَتْهُ الْغَيْرَة . وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ لا بَأْس بِهِ عَنْ عَائِشَة مَرْفُوعًا : ( أَنَّ الْغَيْرَاء لا تُبْصِر أَسْفَل الْوَادِي مِنْ أَعْلاهُ ) . " فتح الباري " ( 9 / 325 ) .
    وما وقع من فضليات النساء من الغيرة إنما هو مما لم يسلم منه أحد ، وهنَّ غير مؤاخذات عليه لأنه ليس في فعلهن تعدٍّ على شرع الله تعالى .
    وما حصل من غيرة " سارة " من هاجر هو من هذا الباب ، فطلب الزوجة من زوجها أن لا ترى ضرتها أو أن لا تجاورها أمرٌ غير مستنكر ، مع أن الذي ذكره أهل العلم أن إبراهيم عليه السلام هو الذي خرج بهاجر وابنه لا أن سارة زوجه طلبت منه ذلك .
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
    ويقال : إن سارة اشتدت بها الغيرة فخرج إبراهيم بإسماعيل وأمه إلى مكة لذلك . " فتح الباري " ( 6 / 401 ) .
    ويدل عليه قول هاجر : " يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء ؟ فقالت له ذلك مراراً وجعل لا يلتفت إليها فقالت له : أالله الذي أمرك بهذا ؟ قال : نعم ، قالت : إذن لا يضيعنا " - رواه البخاري ( 3184 ) - .
    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما كان بين إبراهيم وبين أهله ما كان : خرج بإسماعيل وأم إسماعيل ومعهم شنة فيها ماء ... رواه البخاري ( 3185 ) .
    قال الحافظ :
    قوله – أي : ابن عباس - : " لما كان بين إبراهيم وبين أهله " يعني : سارة " ما كان " يعني : من غيرة سارة لما ولدت هاجر إسماعيل . " فتح الباري " ( 6 / 407 ) .
    والله أعلم .


    الإسلام سؤال وجواب

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي

    قصة ثقب سارة أذن هاجر
    السؤال

    هل قصة ثقب أذن السيدة هاجر صحيحة؟ والتي تقول بأن الزوجة الأولى، وهي سارة، أقسمت بأن تقطع عضوًا من أعضاء الزوجة الثانية التي هي هاجر -عليها السلام-، فثقبت أذنها.


    الإجابــة
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
    فهذه القصة لم نقف على من صححها، أو ضعفها، وقد رواها الواقدي، والبيهقي، وابن عساكر في تاريخه، وذكرها كثير من أهل العلم كابن أبي زيد المالكي ـ رحمه الله ـ في كتاب النوادر والزيادات حيث قال: ويقال: إن إبراهيم أمر سارة- أم إسحاق- أن تفعله بهاجر- أم إسماعيل- وكانت أمة لها، وهبتها لإبراهيم، ثم غارت بها، فحلفت ليغيرن منها ثلاثة أشراف، فأمرها إبراهيم أن تثقب أذنيها، وتخفضها. انتهى.
    وقال ابن عبد البر في التمهيد: وقد روى أبو إسحاق عن حارثة بن مضرب، عن علي، أن سارة لما وهبت هاجر لإبراهيم، فأصابها، غارت سارة، فحلفت ليغيرن منها ثلاثة أشياء، فخشي إبراهيم أن تقطع أذنيها، أو تجذع أنفها، فأمرها أن تخفضها، وتثقب أذنيها. انتهى.
    وقال السيوطي في الدر المنثور: وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن عَليّ ـ رَضِي الله عَنهُ ـ قَالَ: كَانَت هَاجر لسارة، فأعطت هَاجر إِبْرَاهِيم، فَاسْتَبق إِسْمَاعِيل، وَإِسْحَاق لنَفسِهِ، فسبقه إِسْمَاعِيل، فَقعدَ فِي حجر إِبْرَاهِيم، قَالَت: سارة: وَالله لأغيرن مِنْهَا ثَلَاثَة أَشْرَاف، فخشي إِبْرَاهِيم أَن تجدعها، أَو تخرم أذنيها، فَقَالَ لَهَا: هَل لَك أَن تفعلي شَيْئا، وتبري يَمِينك، تثقبين أذنيها، وتخفضينها، فَكَانَ أول الخفاض هَذَا. انتهى.
    وقال أيضًا: أخرج الْوَاقِدِيّ، وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق عَامر بن سعد، عَن أَبِيه قَالَ: كَانَت سارة -عَلَيْهَا السَّلَام- تَحت إِبْرَاهِيم -عَلَيْهِ السَّلَام- فَمَكثت مَعَه دهرًا لَا ترزق مِنْهُ ولدًا، فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِك وهبت لَهُ هَاجر -أمة قبطية-، فَولدت لَهُ إِسْمَاعِيل -عَلَيْهِ السَّلَام- فغارت من ذَلِك سارة ـ رَضِي الله عَنْهَا ـ فَوجدت فِي نَفسهَا،وعتبت على هَاجر، فَحَلَفت أَن تقطع مِنْهَا ثَلَاثَة أَشْرَاف، فَقَالَ لَهَا إِبْرَاهِيم -عَلَيْهِ السَّلَام-: هَل لَك أَن تبري يَمِينك؟ فَقَالَت: كَيفَ أصنع؟ قَالَ: اثقبي أذنيها، واخفضيها، والخفض هُوَ الْخِتَان، فَفعلت ذَلِك بهَا، فَوضعت هَاجر ـ رَضِي الله عَنْهَا ـ فِي أذنيها قرطين، فازدادت بهما حسنًا. انتهى.
    وقد ذكر القصة أيضا ابن الجوزي في أخبار النساء، والسهيلي في الروض الأنف، وابن القيمفي كتابيه روضة المحبين، وتحفة المودود، وابن كثير في البداية والنهاية، والمتقي الهنديفي كنز العمال، وغيرهم.
    وأشار إلى هذه القصة بصيغة التمريض الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في الفتح حيث قال:وَيُقَال: إِنَّ إِبْرَاهِيم شَفَعَ فِيهَا، وَقَالَ لِسَارَةَ: حَلِّلِي يَمِينك بِأَنْ تَثْقُبِي أُذُنَيْهَا، وَتَخْفِضِيهَا، وَكَانَتْ أَوَّل مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ. انتهى.
    والله أعلم.




    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=283222

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •