تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تذكير أمة الإسلام بعقائد وقواعد عاصمةٍ من البدع قاصمةٍ لظهر كل من ابتدع

  1. #1

    افتراضي تذكير أمة الإسلام بعقائد وقواعد عاصمةٍ من البدع قاصمةٍ لظهر كل من ابتدع


    الحمد لله رب العالمين الذي إذا أراد بعبده خيراً فقهه في الدين، وجعله له من العاملين المخلصين وأسوة لمن أراد الخير من المكلفين، وأصلي وأسلم على عبده ورسوله محمد القائل:

    ( فطوبى للغرباء )، والذي روي عنه بيانه لهم أنهم الذين يَصلحون عند فساد الناس ويُصلحون ما أفسد الناس
    صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والمتبعين لهم بإحسان، الذين كانوا أفقه الناس بالشرعة، وأبغضهم للبدعة وأكرههم وأغلظهم على من ابتدع في الملة والشرعة أما بعد :

    فهذه عقائد ضرورية وقواعد شرعية دلت على مضمونها آيات محكمات وأحاديث صحيحات وآثار عن أعيان من السلف مرويات يميز بها الموفق للحق ما قد يُبتلى به مما يُعرض عليه مما يُنسب إلى الدين أو إلى أحد من فقهاء المسلمين فيميز الحق من الباطل بطلب البرهان على شرعية ما يعرض عليه مستضيئاً بهذه العقائد والقواعد ليكون على بينة من أمره ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيّ عن بينة فيجاهد المرء لنفسه لله مخلصاً وبالله مستعيناً لمعرفة الحق مريداً له باذلاً في سبيل ذلك وسعه وطاقته طلباً لهدى الله تعالى ومعيته
    للهدى فيما اختلف فيه من الحق بإذن الله رجاء أن يتحقق له وعد الله الذي لا يخلف وعده بقوله:
    ﴿والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين﴾ .

    فأقول مستمداً من الله وحده الهدى والسداد:

    العقيدة الأولى :
    أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى كمّل الله الدين تشريعاً لقوله تعالى ﴿ اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ﴾
    وهذه العقيدة تقطع الطريق على من ابتدع شيئاً أو دعى إلى بدعة في أصل الدين .

    العقيدة الثانية :
    أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى بلّغ الدين كله فلم ينقص منه شيئاً لا نسياناً ولا كتماناً لقوله تعالى ﴿ يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ﴾ ولقوله صلى الله عليه وسلم( يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا بني عبد مناف لاأغني عنكم من الله شيئاً ... الحديث ) رواه البخاري
    ولقول الصحابة رضي الله عنهم : نشهد أنك قد بلغت ونصحت وأديت . أخرجه مسلم في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه
    وهذه العقيدة تقطع الابتداع في الدين بشيء لم يأت به النبي صلى الله عليه وسلم ويبلغه الأمة، فما لم يبلغه النبي صلى الله عليه وسلم الأمة فليس من الدين قالت عائشة رضي الله عنها: من حدثك أن محمداً صلى الله عليه وسلم كتم شيئا مما أنزل الله عليه فقد كذب والله يقول ﴿ يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك ﴾... الآية. رواه البخاري.

    العقيدة الثالثة :
    أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى كمّل الدين بياناً قولياً وفعلياً وحالياً وتقريراً لما فُعل في حضرته موافقاً لما جاء به وإنكاراً لما فُعل بحضرته مخالفاً لما جاء به وبيان الصواب فيه قال تعالى ﴿ وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزّل إليهم ﴾، وقال الصحابة رضي الله عنهم :
    توفي النبي صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا وعندنا منه خبر. رواه الطبراني في الكبير وصححه الألباني في الصحيحة. وقالت اليهود : علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة - يعنون أداب قضاء الحاجة - فقال الصحابة : أجل - يعنون أن الأمر كذلك -
    أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن كل شيء. أخرجه مسلم في صحيحه من حديث سلمان رضي الله عنه.
    وهذه العقيدة تقطع البدعة في بيان مراد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في الشرع.
    العقيدة الرابعة :
    الإيمان بعموم بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وعموم شريعته لجميع المكلفين منذ بعثه الله و إلى أن يأتي الله بأمره، فهي عامة لجميع الجن والإنس على مختلف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم وأوطانهم وأزمانهم فلا تُنسخ ولا تبدل ولا ترفع من الأرض حتى يأتي الله بأمره ولا يسع مكلفاً
    تركها والكفر بها ولا التعبد لله بغيرها كائناً من كان فمن لم يدخل الإسلام أو ارتد عنه أو شرع فيه شرائع ليست منه أو عبد به غير الله فهو كافر تجب عدواته وبغضه والبراءة منه ومن عمله إلا أن يتوب ويرجع للإسلام وإن مات على كفره فهو شقي خاسر في الدنيا
    والآخرة.
    وهذه العقيدة تقطع بدعة التخليط بين الشرائع الإسلامية والأوضاع الجاهلية والقوانين الوضعية المناقضة للشرع.

    العقيدة الخامسة :
    أن الله عز وجل قد تعهد بحفظ هذا الدين - العلم والبلاغ والبيان والعمل - إلى أن يأتي الله بأمره فلا يعتدي معتدٍ على نصٍ من نصوص الدين أو الشرع أو حكم من أحكامه بتبديل جملة منه أو تحريف دلالته ليدل على هواه وبدعته إلا وقيّض الله من أعيان هذه الأمة من يرد
    ضلالته ويكشف شبهته ويوضح لمريد الحق ما ينبغي تجاهه وما جاء به قال تعالى ﴿ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ﴾ ، وأخبر صلى الله عليه وسلم أنه يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، رواه البيهقي
    واتفق العلماء على أن الله لا يزال يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم في طاعته، رواه ابن ماجه.

    وهذه العقيدة تطمئن المسلم على بقاء الحق ووجود من يدل عليه فيرجع فيما اختلف فيه إلى هدي الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح من الأمة إن كان بإمكانه أن يعرف ذلك بنفسه فذاك وإلا سأل عمن اشتهر بالعناية بالكتاب والسنة وطَلَبِ ما عليه السلف الصالح من الأمة ونشر ذلك في زمانه ولمن بعده حتى عرف به فيرجع المستشكل فيما أشكل عليه إلى من هذا شأنه في العلم والتحقيق والإمامة في الدين والاهتمام بشأن الإسلام والمسلمين مع الصبر واليقين ولا يصدر في دينه عمن لم يشتهر بالعلم بالمأثور والأخذ عن
    الأكابر من أهل السنة ومن يشكك في دلالة النصوص أو يقدح في أعيانٍ أو جماعةٍ من الصحابة أو أعيانٍ من مشاهير الأمة أو يعظم أشخاصاً من رؤوس ورموز البدعة المتقدمين أوالمعاصرين أو عرف بالتعصب لإمام أو طائفة من غير حجة على المذهب ومع علمه لمخالفتهم للحق
    فإن هذا لا يؤخذ عنه العلم ولا العمل قال علي رضي الله عنه : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : إن من سعادة الاعجمي والحدث أن يوفق لصاحب سنة يأخذ عنه - يعني العلم بالدين وكيفية العمل به - .
    العقيدة السادسة :
    أن الله عز وجل تكفل بوجود طائفةٍ قائمةٍ بهذا الدين وأسوةٍ فيه لأهله منذ بعث به تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم إلى أن يأتي الله بأمره بدليل قوله صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى ) رواه مسلم. وقوله ( وستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا : من هم يا رسول الله ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، قال جمعٌ من الأئمة : إن لم يكونوا أهل الحديث فلا ندري من هم.
    وأجمع فقهاء الملة على أن الأرض لن تخلو من قائمٍ لله بحجة.
    وهذه العقيدة تبين بقاء أسوة صالحة - قد تكون مجتمعةً في مكان أو متفرقةً في عدة أوطان لكنها على اعتقادٍ حق ومنهاجٍ مستقيم ملتزمة بمنهاج السلف الصالح في العلم والاعتقاد والقول والعمل والحال - فمن أراد أن يتعبد لله تعالى بالحق فعليه أن يبحث عنها ويعرفها لموافقتها للكتاب والسنة وعملها بما كان عليه السلف الصالح من الأمة علماً واعتقاداً وقولاً وعملاً وحالاً ليتأسى بها ويكثرها ويكون وسيلة لربط الناس بمنهاجها وهديها ليصح اعتقاده وقوله وعمله وليكون منها حتى يحشر في صف نبيه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.

    أملاه: فضيلة الشيخ عبدالله بن صالح القصير
    حفظه الله تعالى

    https://www.dropbox.com/s/8v9q13cigl...B9%20.pdf?dl=0
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    ذكر شيخنا مصطفى بن محمد بن مصطفى في كتابه: (تاريخ وأصول الفرق الإسلامية): (صـ 23 - 30): قواعد مهمة في الأهواء والافتراق، نذكرها دون شرح:
    القاعدة الأولى: الرسول وأصحابه هم القدوة في الدين.
    القاعدة الثانية: مصادر تلقي العقيدة.
    القاعدة الثالثة: السلف أهل السنة والجماعة لا يختلفون في أصل من أصول الدين.
    القاعدة الرابعة: اختلاف الصحابة لم يصل إلى التنازع والافتراق.
    القاعدة الخامسة: بدع التأويل للصفات لم تحدث في عهد الصحابة ولا منهم.
    القاعدة السادسة: احذر من ثلاث:
    الأولى: من زلة العالم ولا تغمطه قدره.
    الثانية: هفوة العابد ولا تُعادٍه.
    الثالثة: غفلة الرجل الصالح ولا تلمزه.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •