تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: كتاب الجمع بين الصبر والشكر في المصيبة ليس لابن القيم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    17

    افتراضي كتاب الجمع بين الصبر والشكر في المصيبة ليس لابن القيم

    .

    الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى .
    أما بعد ، فإن أول واجبات تحقيق النصوص التراثية ، وأجلَّ فروض هذه الصناعة التي لا يقبل عملٌ إلا بأدائها على وجهها : التوثق من صحة نسبة الكتاب إلى مؤلفه ، وإقامة البراهين على صدق صدوره عن صاحبه ، حتى لا يُنْسَب كتابٌ ضِلَّةً لغير أبيه ، وإن للكتب أنسابًا كأنساب بني آدم ، ويتأكد الواجب ويعظم الفرض وتشتدُّ التبعة حين تأتي النسخ الخطية غفلًا من اسم المؤلف وعنوان الكتاب .
    وقد شهدت حركة نشر التراث في عصرنا نسبة طائفة من الكتب لغير أصحابها ، استزلَّت ناشري بعضها العجلةُ وتقحُّمُ غمرات التحقيق قبل اكتمال الأداة وإحكام الصنعة ، ومن وراء ذلك الاستهانة والغفلة عن قدر العلم حق قدره ، كما امتدَّ لآخرين رواق العذر وتباعد عنهم اللوم ؛ إذ كان الزلل بعد تمام الاجتهاد وبذل الوسع واشتباه السبيل ، والشواهد على كلا النوعين متوافرة .
    ومن الكتب التي نسبها ناشروها لغير أصحابها كتابٌ صدر حديثًا عن مكتبة أهل الأثر بالكويت سنة 1437- 2016م ، سماه محققه « الجمع بين الصبر والشكر في المصيبة » ، وجعله من تأليف الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله ، وتجاسر فكتب على غلافه : « يطبع لأول مرة عن نسخة وحيدة فريدة من مقتنيات أئمة الدعوة النجدية في الدرعية » ، ولأن العثرات لا تأتي فرادى فقد ألحق به المحقق فصولًا ليست منه وضمَّها إليه وهي غريبةٌ عنه منقطعة الصلة به ، وغرَّه أنها وقعت بعده في المخطوط الذي اعتمد عليه .
    وسأفسِر عن وجه الصواب في ذلك كله بألفاظ مختصرة فيها مقنعٌ وبلاغٌ إن شاء الله .
    1- فأهون تلك العثار : زعم المحقق أن نسخة الكتاب الخطية التي اعتمد عليها وحيدة فريدة ، ومن شأن العارفين بهذه الصناعة التوقي من إطلاق مثل ذلك الزعم والقطع به قبل طول البحث والتفتيش ومساءلة أهل الخبرة وأولي الأمر في هذا الباب ، فإنها طريقٌ مخوفة ودحضٌ مزلة ، وكم زلت بها من أقدام .
    والحق أن للكتاب نسختين أخريين ، وهما خيرٌ من تلك النسخة التي اعتمد عليها المحقق وزعم أنها وحيدة فريدة !
    ذلك أن نسخته لم يدوَّن عليها تاريخ نسخٍ ولا اسم ناسخ .
    أما النسختان الأخريان :
    فإحداهما ضمن مجموع نجديٍّ استقـرَّ به المقام في خزانة العلامة عبد العزيز الميمني التي آلت إلى مكتبة جامعة السند جامشورو بحيدراباد ، برقم ( 36377 ) ، وجلُّه بخط محمد بن حمد بن نصر الله ، كما قيَّد اسمه في مواضع منه ( ق 81 ، 449 ، 457 ) ، وهو من مشاهير النسَّاخ بنجد في القرن الثالث عشر ، ووُصِف بأنه « الكاتب المشهور » ، أي « جميل الخطِّ مضبوطه » ، كما يقول الشيخ ابن بسام في كتابه « علماء نجد خلال ثمانية قرون » ( 5 / 523 ) ، وينظر لبعض ما وصلنا من منسوخاته كتاب « صناعة المخطوطات في نجد » للدكتور عبد الله المنيف ( 301 ) ، وكان مولده في حدود سنة 1210 ، وقد نسخ المجموع في شهر جمادى الأولى من سنة 1228 فيما أرجِّح ، وعلى أول صفحة منه تملكٌ لعلي بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب المتوفى سنة 1245.
    والنسخة الأخرى ضمن مجموع نجديٍّ آخر في المكتبة المحمودية بمدينة النبي ^ ، كتبه عبد الله بن محمد بن حسين لسبع ليال بقين من ذي القعدة سنة 1170 .
    ومن تأمل هذه النسخ الثلاث لم يخالجه ريبٌ في أنها تؤول إلى أصل واحد ، وربما كان بعضها منقولًا عن بعض ؛ فإنها تشترك جميعًا في بداية النص ومواضع التحريف والغلط وأماكن البياض وغير ذلك ، وهي جميعًا من المخطوطات النجدية في القرنين الثاني عشر والثالث عشر .
    2- وأما العثرة الثانية ، فهي نسبة الكتاب لغير صاحبه ، وقد وصلتنا نسخه الخطية عارية من عنوانه واسم مؤلفه ، فاجتهد المحقق في تعيينه ، وذهب إلى أنه من تأليف الإمام ابن القيم رحمه الله ، فلم يُصِب ، واستدل لذلك بستة أدلة زعم أنها تفيد « القطع واليقين » ! ولو أنصف لعلم أن غاية أمرها أن تكون من القرائن ، ثم هي ليست بعد ذلك بالقرائن القوية ، بل يعتريها الوهن من جهات عديدة كما سترى ، ثم إنها معارضة بأدلة وقرائن أقوى منها وأظهر حجة وأهدى سبيلًا .
    فأول أدلته : أن أسلوب المؤلف هو ذاته أسلوب ابن القيم ، ومنهجه في البحث والتأليف ظاهرٌ فيه .
    وهذه دعوى ابتذلها الناس ، وخفَّت على ألسنتهم ، وغدت مناخًا لمن شاء ، دون تحقيق لتلك الأساليب ، ودون نظرٍ إلى اتفاق المنهج عند أعلام المدرسة الواحدة ، ودون إقامة للأدلة المفصلة المميِّزة لهذا عن ذاك ، وكيف يجيب المحقق إن قيل : إن الكتاب لابن تيمية ، وإن أسلوبه هو أسلوب ابن تيمية ومنهجه في البحث والتأليف ظاهرٌ فيه ، كما هي دعواه في ابن القيم ؟! إنها قرينةٌ وحسب ، وهي قرينة غير معتبرة ما لم تتأيد بالشواهد وتخلو من المُعارِض الأقوى .
    ثاني أدلته : أن الكتاب قد عثر عليه ضمن مجموعة من المخطوطات النجدية ، وهذه المجموعة جزء من خزانة كتب أئمة الدعوة النجدية ، ومن المعلوم عنايتهم العظيمة بكتب ابن تيمية وابن القيم جمعًا ونسخًا .
    ولا أدري ما وجه كون هذا دليلًا على أن الكتاب لابن القيم ؟! ولم لا يكون دليلًا على أنه لبعض أئمة الدعوة ؟! أو لابن كثير أو ابن رجب ؟! ولم غاب عن ذهنه أن يكون دليلًا على أنه لابن تيمية ، بقرينة أنه مسبوقٌ ومتلوٌّ في ذلك المجموع ببعض الفصول المنسوبة إليه ؟!
    ثالث أدلته : أن في الكتاب نصًّا طويلًا موجودًا بلفظه في كتاب « طريق الهجرتين » لابن القيم .
    وهذا إلى الدلالة على أن الكتاب ليس لابن القيم أظهر وأبين ؛ فإنه ليس من منهج ابن القيم في التأليف نقل نصٍّ طويل كتبه في كتاب إلى كتاب آخر بلفظه ، وإنما الظاهر المتبادر في نحو هذا أن يكون النصُّ منقولًا عن غيره ، كما هو المألوف المعهود ، وقد مضت عادة ابن القيم بتضمين كلام شيخه ابن تيمية في مصنفاته .
    رابع أدلته : أن ابن القيم قد تكلم على بعض مسائل الكتاب ومباحثه في كتبه الأخرى .
    وهذا كذلك لا ينهض دليلًا صالحًا للحجة ، فإن تلك المسائل واردة بما هو أتمُّ وأوفى في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وذلك أولى بأن يكون دليلًا على أن الكتاب له .
    خامس أدلته : أن في الكتاب استدلالًا بأحاديث وآثار وأشعار استدل بها ابن القيم في كتبه .
    وهذا من أضعف ما يكون في الاحتجاج ، فإن تلك الأحاديث والأشعار مشهورة سائرة في كتب أهل العلم وكتب ابن تيمية وأعلام مدرسته من بعده ، وليست خاصة بالإمام ابن القيم رحمه الله ، ولا يصح الاستدلال بها على المراد إلا بضميمة قرائن أخرى ، كتفرُّدٍ بلفظ لا يذكره سواه ، أو استنباطٍ لا نقف عليه عند غيره ، ونحو ذلك مما ستأتي بعض أمثلته .
    سادس أدلته : أن بعض مترجمي ابن القيم ذكروا له ضمن كتبه كتابًا سمَّوه « الصبر والشكر » ، فهو هذا الكتاب .
    ولا ريب أن هذه تسمية حادثة ، انفرد بها الحاج خليفة ومن تلاه ، وهي اختصار لعنوان كتاب ابن القيم « عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين » ، وقد وقع عنوانه في بعض أصوله الخطية : « عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين في الصبر والشكر » .
    وهب أن لابن القيم كتابًا آخر عنوانه « الصبر والشكر » ، فما الدليل على أنه هو هذا الكتاب الذي بين أيدينا إلا محض التخرص ؟! وإنما يسوغ النظر في هذا الاحتمال إذا غلب على الظن أولًا بالقرائن القوية التي لا دافع لها أن الكتاب من تأليف ابن القيم ، فحينئذ يمكن البحث في عناوين كتبه التي ذكرها له مترجموه والنظر في أيها أقرب إلى موضوعه ، وما سوى ذلك دعوى مجردة لا يلتفت إليها .
    فهذه هي القرائن التي اعتمد عليها المحقق وفقه الله في نسبة الكتاب إلى ابن القيم ، وهي على ما رأيت من الوهاء والضعف ، فهل يسوغ في ميزان العلم والتحقيق أن يقال عنها بعد ذلك : « فأفادتنا هذه الأدلة الستة القطع واليقين بثبوت نسبة كتاب الجمع بين الصبر والشكر في المصيبة إلى الإمام ابن القيم » ؟!
    3- وأما ثالث العثرات : فهي أن المحقق ألحق بالكتاب أربعة فصول ليست منه ولا صلة لها به ، وغرَّه أنها وقعت عقبه في المجموع ، ولو تأمل لبان له أن الكتاب قد تمَّ بتمام الأصل السابع ص : 102 ، وما بعد ذلك فهي فصول متنوعة مختلفة الموضوعات ، على طريقة المجاميع التي يعلمها من له أدنى ممارسة للمخطوطات .
    والعجيب أن الفصلين الأخيرين اللذين جعلهما المحقق عفا الله عنه من الكتاب نشرا من قبل في المجموعة الثامنة من « جامع المسائل » لشيخ الإسلام ابن تيمية عن أصل مكتوب سنة 827 ضمن « الكواكب الدراري » لابن عروة !!
    ثم أما بعد ؛ فمن صاحب هذا الكتاب ؟! وما عنوانه ؟!
    الذي يغلب على الظن ويدنو إلى العلم واليقين أن الكتاب من تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، ودلائل ذلك ظاهرة متضافرة على الشهادة به والمصير إليه ، وهي بين دليل قويٍّ لا يُرَدُّ ، وقرينة معتبرة لا تُدْفَع .
    1- فأقوى الأدلة : نقل أهل العلم العارفين بتراث شيخ الإسلام عنه نصوصًا ونسبتها إليه صراحة ، وهذا وحده كافٍ في الدلالة قائمٌ بالمطلوب ، ما لم يعارضه ما هو أقوى منه .
    فممن نقل عن الكتاب نصوصًا طويلة ، وصرَّح بنسبتها إلى ابن تيمية : الإمام شمس الدين محمد بن محمد الصالحي المنبجي الحنبلي المتوفى سنة 785 في كتابه « تسلية أهل المصائب » ( 173- 176 ) ، ووصلتنا منه نسخةٌ نفيسة بخطه في تشستربيتي برقم ( 3321 ) ، وقد قابلت المطبوع عليها ، فلا مجال لاحتمال أن تكون من زيادات النساخ .
    ولا يبعد أن يكون المنبجيُّ قد وقف على الكتاب بخط شيخ الإسلام أو أحد أصحابه ؛ فإن له عناية ظاهرة بتراث ابن تيمية ، وهو قريب العهد به زمانًا ودارًا ، وفي دار الكتب المصرية مجموعٌ بخطه ، نقل فيه كثيرًا من كلام شيخ الإسلام ، وطُبعت منه أجوبةٌ في حكم الرقص والسماع وكلامٌ على الفطرة ضمن « مجموعة الرسائل الكبرى » (2 / 277- 334) .
    كما لخص الشيخُ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب من الكتاب نصًّا في « تيسير العزيز الحميد » (446) ، وعزاه لشيخ الإسلام ، ولا يبعد أيضًا أن يكون قد اعتمد على أحد الأصول الخطية النجدية التي تقدم الكلام عنها ، ورجح أنه من كلام شيخ الإسلام ، وهو من العارفين به .
    ويلتحق بهذا نقلُ الإمام ابن القيم في « طريق الهجرتين » (203- 206) نصًّا طويلًا من الكتاب بلفظه دون عزو ، على طريقته المعهودة في تضمين كلام شيخه في تصانيفه .
    2- ومن القرائن القوية المعتبرة : وقوع الكتاب في الأصول الخطية بين عدة فصول منسوبة لشيخ الإسلام ابن تيمية سابقة له وتالية ، ولبعضها نسخٌ أخرى موثقة في غير هذا المجموع منسوبة إليه ، كالفصلين الأخيرين اللذين تقدمت الإشارة إليهما ، وفصل في الشرك وأنواعه ، وهو منشور في « مجموع الفتاوى » (1 / 88- 96) ، وهي قرينةٌ قوية على ثبوت نسبة الكتاب لشيخ الإسلام ، فإن الأصل في مثل هذه الحال أن يكون له إلا إذا دل الدليل على خلافه ، وهو ظاهر .
    3- أسلوب ابن تيمية وعباراته التي يكثر دورانها على قلمه ، وأوهامه ومفاريده في رواية بعض الأحاديث والآثار بسبب الكتابة من حفظه ، نجدها في هذا الكتاب كما هي في سائر كتبه .
    ومن ذلك : رواية لفظ «مضطهد» في حديث «ثلاثٌ من نجا منهنَّ فقد نجا: موتي، وقتلُ خليفةٍ مضطهد ...»، فإنه ورد بهذا اللفظ في الكتاب وفي سائر كتب ابن تيمية : «بيان تلبيس الجهمية» (2 / 209)، و«منهاج السنة» (4 / 545، 6 / 364)، و«مجموع الفتاوى» (25 / 303)، ولم أجده عند أحد غيره ، والرواية المحفوظة في كتب السنة : «مُصْطَبِر» أي صابر، ولعلها رواية وقف عليها أو هو منه وهمٌ وتحريف.
    ومن ذلك : رواية حديث عياض بن حِمَار في صحيح مسلم عن النبيِّ ﷺ بلفظ: «إن ربي قال لي: قُم في قريشٍ فأنذِرْهم، فقلت: يا ربِّ، إذًا يَثْـلَغُوا رأسي حتى يَدَعُوه خُبْزَةً ، فقال: إني مبتليكَ ومُبْتَلٍ بك، ومُنْزِلٌ عليك كتابًا لا يَغْسِلُه الماء، تقرؤه نائمًا ويقظانًا، فابعَث جندًا أبعَث مِثْـلَيْهم، وقاتِلْ بمن أطاعك من عصاك، وأَنفِقْ أُنفِقْ عليك» ، وكذلك يورده شيخ الإسلام في كتبه : «منهاج السنة» (1 / 305)، و«الجواب الصحيح» (2 / 311)، و«مجموع الفتاوى» (13 / 400، 16 / 493)، و«جامع المسائل» (2 / 85) ، وهو في صحيح مسلم باختلافٍ في سياقه وألفاظه ، وبعض ألفاظه في مسند أحمد ، ولم أر من ساقه سياق شيخ الإسلام .
    أما عنوان الكتاب ، فموضع اجتهاد ، وقد سقطت مقدمته من الأصول التي معنا ، فلم نقف على تسميته أو ما يقوم مقامها ، لكنا وجدنا ابن عبد الهادي يذكر في « العقود الدرية » (62) ، وابن رشيِّق في « أسماء مؤلفات ابن تيمية » (298- الجامع لسيرة شيخ الإسلام) أن لشيخ الإسلام « قاعدة في الصبر والشكر » ، وبالنظر إلى موضوع هذا الكتاب فإني أرجو أن يكون هو تلك القاعدة ، وقد حققتها ووسمتها بهذا العنوان في المجموعة التاسعة من « جامع المسائل » .
    والحمد لله رب العالمين .

    وكتب
    د. عبد الرحمن بن حسن قائد
    السبت 13 / 4 / 1437
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة
    أبو أسامة

  2. #2

    افتراضي

    بحثٌ جَميلٌ شيخنا.. وفقكَ اللهُ ورفعَ درجَتك.
    في انتظارِ المجموعَتين الأخيرتين من "جامع المسائل" إن شاءَ اللهُ.
    قُمتُ بإضافةِ هذا التَّوقيعِ ليتميَّزَ الحسابُ الجديدُ عن القَدِيمِ؛ فمن أرسلَ إلَيَّ على الأولِ فلن يُرَدَّ عليه. باركَ اللهُ فيكُم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •