تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: فوائد من كتاب جهود المحدثين...... للصياح

  1. #1

    افتراضي فوائد من كتاب جهود المحدثين...... للصياح

    جهود المحدثين في بيان علل الحديث

    د.علي بن عبدالله الصياح

    تفاصيل الكتاب

    الحمد لله تكفل بحفظ هذا الدين، وأقام له في كل عصر حملة ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
    بين هذا البحث جانبا من هذا الحفظ، وهو جهود المحدثين في حفظ السنة النبوية من خلال بيان علل الأحاديث تعلما وتعليما وتصنيفا.
    وإن من أبرز ما يذكر من نتائج البحث:

    1. أن المحدثين بذلوا جهدا علميا ضخما ومستمرا على اختلاف الأزمنة والأمكنة لخدمة هذا الجانب من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الجهد يعد مفخرة لعلماء المسلمين المعظمين لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصورة مشرقة في الذب عن سنته صلوات ربي وسلامه عليه.

    2. أن نبوغ هؤلاء الأئمة في علل الحديث لم يأت من فراغ، إنما هو نتاج رحلات طويلة ومستمرة للطلب والسماع، والكتابة والتصنيف، مع سعة الاطلاع، ويقظة تامة، وفهم ثاقب، صحب ذلك كله صدق وعمل ودعوة وصبر فحفظوا بتأييد رباني وفضل إلهي.

    3. أن الأندلس – وكانت يوما قلعة من قلاع الإسلام والعلم، وهي الآن معدودة من ديار الكفار – أخرجت لنا جهابذة في معرفة علل الأحاديث، وفي التصنيف فيه – وبنظرة إلى المبحث الأول من الفصل الأول يتبين هذا بجلاء-، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

    4. قلة من يتقن هذا الفن من أهل هذا الشأن على مرور الأزمان – ومع هذه القلة فقد سدوا جانبا كبيرا في هذا المجال -، وتقدم أقوال النقاد في هذا، وبيان أسباب ذلك في المبحث الثاني من التمهيد.

    5. أن العهود الذهبية لأئمة العلل ونقاده كانت في القرن الثاني والثالث والرابع ثم تناقص وقل.

    6. تفاوت الموصفين بمعرفة العلل أو التصنيف فيه في معرفته تفاوتا كبيرا، ففي كل زمان ومكان يوجد من بز أقرانه في هذا الفن، وأكثر الكلام على العلل ودقائقه وغوامضه:
    أ- ففي القرن الثاني: نجد رأس هذه الطبقة: شعبة بن الحجاج، ثم يحيى القطان، وعبدالرحمن المهدي.
    ب- وفي القرن الثالث: نجد رأس هذه الطبقة: علي بن المديني، ثم البخاري ويحيى بن المعين، وأحمد بن حنبل، وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، ويعقوب بن شيبة.
    ج- وفي القرن الرابع: نجد رأس هذه الطبقة: الدارقطني.

    7. تقدم الإمام علي بن المديني في هذا الفن على جميع أقرانه، وأقوال العلماء في إمامته وتقدمه في هذا الفن كثيرة، فلعل أقوال علي بن المديني في علل الأحاديث تجمع، ثم تدرس بعمق ودقة مع مقارنة كلامه بكلام النقاد الآخرين من أقرانه، ثم تستخلص النتائج من تلك الدراسات، ولا شك أن مثل هذه الدراسات العملية الجادة تعطي تصورا عن مناهج وطرائق وقواعد النقاد في إعلال الأخبار.

    8. المصلحة العظيمة التي تحققت من التصنيف والتأليف في ((علم علل الحديث))، قال ابن رجب: ((فلولا التصانيف المتقدمة فيه لما عرف هذا العلم اليوم بالكلية، ففي التصنيف فيه ونقل كلام الأئمة المتقدمين مصلحة عظيمة جدا)).

    9. أن التصنيف في علل الحديث بدأ في القرن الثالث، وكانت البداية العلمية العميقة على يد إمام هذه الصنعة علي بن المديني، وقد تفنن في التصنيف في هذا الفن.

    10. أن المؤلفات في هذا الفن كثيرة، ومتعددة الطرائق في التأليف وقد تقدم ذكر أقسامها وتنوع مناهجها.

    11. أن الموجود من كتب العلل قليل، والمطبوع أقل، وفقد هذا النوع من الكتب قديم لعدم الاهتمام بها، وذلك لصعوبة علم العلل وغموضه.

    12. أن الناظر في كلام أئمة العلل ونقدهم للأحاديث والآثار ليندهش ويطول عجبه، من دقة التعليل وبراعة النقد.

    13. أن المنهج النقدي عند أئمة العلل شامل للأسانيد والمتون، لا كما زعم المستشرقون ومن قلدهم من جهة المسلمين أن المحدثين لم يلتفتوا لنقد المتون، وقد ذكرت في الفصل الثاني من الأمثلة ما يرد هذا الزعم.

    14. ضرورة التنبه لبعض الأوهام التي وقعت لبعض الباحثين عند ذكر كتب العلل، وهي:
    • إما في نسبة الكتاب لغير مؤلفه الحقيقي.
    • أو في عد الكتاب من كتب العلل، وموضوعه ليس كذلك: فهو إما من كتب الشيعة الطاعنين في السنة النبوية!، أو يبحث في علل الشريعة أي مقاصدها أو علل القراءات وغير ذلك.
    موقع الدرر السنية

    ______________________________ _____________________________
    https://telegram.me/alfau1
    تلغرام:قناة اهل الحديث والسنة
    https://telegram.me/alfau1

  2. #2

    افتراضي

    دقائق تعليل النقاد للأحاديث

    المتتبعَ لكلام أئمة العللِ ونقدهم للأحاديث والآثار –أسانيدها ومتونها-ليندهش ويطول عجبهُ، ويحتارُ فيما يختار للتمثيل على دقة تعليلهم وبراعة نقدهم، وطول رحلاتهم للكشف عن علل الأحاديث!.
    فكُتُبُ علل الحديث، وكُتُبُ السؤالات ومعرفة الرجال، والجرح والتعديل، وكُتُبُ التواريخ والبلدان، وكُتُبُ التخريج مليئة بالأمثلة الدالة على دقة النقد والتعليل،

    ولمَّا نظَرَ الدارقطنيُّ في"علل حديث الزّهري" للذُّهْلِيّ قال -وحسبك بهِ-: "من أحبَّ أن ينظرَ ويعرفَ قصورَ علمهِ عن علم السلف فلينظر في علل حديث الزهري لمحمد بن يحيى"

    سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي للدارقطني (ص٣٣١)

    ♦️ومن الأمثلة على ذالك.....

    قال ابنُ رجب:
    "قاعدة مهمةٌ:

    حذّاق النقادِ من الحفّاظ لكثرة ممارستهم للحديث، ومعرفتهم بالرجال وأحاديث كل واحد منهم، لهم فَهْمٌ خاصٌ يفهمون به أنَّ هذا الحديثَ يشبه حديث فلان، ولا يشبه حديث فلان، فيعللون الأحاديثَ بذلكَ، وهذا مما لا يعبر عنه بعبارة تحصره، وإنّما يرجعُ فيه أهله إلى مجرد الفهم والمعرفة التي خصوا بها عن سائر أهل العلم، كما سبق ذكره في غير موضع، فمن ذلكَ:
    سعد بن سنان، ويقال: سنان بن سعد، يروي عن أنس، ويروي عنه أهل مصر
    قال أحمدُ: تركتُ حديثه، حديثه مضطرب.
    وقال: يشبه حديثه حديث الحسن، لا يشبه أحاديث أنس، نقله عبد الله بن أحمد عن أبيه
    ومراده:أنَّ الأحاديثَ التي يرويها عن أنس مرفوعة، إنما تشبه كلام الحسن البصري أو مراسيله،

    وقال الجوزجاني: أحاديثُه واهية، لا تشبه أحاديث الناس عن أنس" .

    قال علي الصياح:وأطال ابنُ رجب في ذكر الأمثلة الدالة على هذه القاعدة.

    ♻️شرح علل الترمذي (٢/٨٦١) .

    جهُودُ المُحَدِّثِينَ فِي بَيانِ عِللِ الأحَادِيثِ
    د. علي بن عبد الله الصياح
    تلغرام:قناة اهل الحديث والسنة
    https://telegram.me/alfau1

  3. #3

    افتراضي

    ومِنْ ذلكَ أيضاً:

    - قولُ علي بنِ المدينيّ: "أعلمُ الناسِ بالحديث عبد الرحمن بن مهدي ...
    وكانَ يعرفُ حديثَه وحديثَ غيرهِ، وكان يُذكرُ له الحديث عن الرجل فيقول: خطأ ثم يقول: ينبغي أن يكون أُتي هذا الشيخ من حديثِ كذا، من وجه كذا، فنجده كما قَالَ" (1)

    ومما يدلُ على كلامِ علي بنِ المديني قولُ الحسينِ المروزيُّ: سمعتُ عبد الرحمن بن مهديّ يقولُ: كنتُ عند أبي عَوانةَ فَحدَّثَ بحديثِ الأعمش، فقلتُ: ليس هذا من حديثك، قال: بلى، قلتُ: لا، قال: بلى، فقلتُ: لا، قال: يا سلامة هاتِ الدَّرْج (2)

    فأخرجه فنظر فيه، فإذا ليس الحديث فيه، فقال: صدقتَ يا أبا سعيد، صدقتَ يا أبا سعيد، ومَنْ أينَ أُتيتُ بهِ؟ قلتُ: ذُوكِرتَ بهِ وأنت شابٌ فظننتَ أنك سمعتَهُ (3 ) .


    -------------------------------------------------------------------
    (1) تاريخ بغداد (١٠/٢٤٥) .
    (2) الدَّرْج: ما يكتب فيه. لسان العرب (٢/٢٦٩) .
    (3) المجروحين (١/٥٤) ، تاريخ بغداد (١٠/٢٤٥) ، الجامع لأخلاق الراوي (٢/٣٩) ، التعديل والتجريح (٣/١٢٠١) ، تهذيب الكمال (١٧/٤٤٠) ،شرح علل الترمذي (١/٥٣٥) .






    ومِنْ ذلكَ أيضاً:


    قولُ أبي عُمر الباهليِّ: كنَّا عند عبد الرحمن بن مهديّ، فقام إليه خُراساني فقال: يا أبا سعيد حديثٌ رواهُ الحسنُ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: من ضَحِكَ في الصلاة فليعد الوضوءَ والصَّلاة، فقال عبدُ الرحمن: هذا لم يروه إلا حفصة بنتُ سيرين عن أبي العالية عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقالَ له: من أين قلتَ؟ قالَ: إذا أتيتَ الصَّرَّافَ بدينار فقال لك: هو بَهْرج تقدر أن تقول له: مِنْ أينَ قلت؟! قلتُ: ففسِّره لنا. قال: إنَّ هذا الحديث لم يروه إلا حفصة بنت سيرين عن أبي العالية عن النبي صلى الله عليه وسلم. فسمعه هشام بنُ حسَّان من حفصة، وكان في الدار معها، فحدث به هشامٌ الحسن، فحدَّثَ به الحسنُ فقال: قال رسول صلى الله عليه وسلم. قالَ: فمن أينَ سمعها الزهريُّ؟ قال: كانَ سليمانُ بنُ أرقم يختلفُ إلى الحسن، وإلى الزهريّ فسمعه من الحسن، فذاكر به الزهريَّ، فقالَ الزهريُّ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله

    المحدّث الفاصل (ص٣١٢)
    تلغرام:قناة اهل الحديث والسنة
    https://telegram.me/alfau1

  4. #4

    افتراضي

    ومن الأمثلة أيضا على دقائق تعليل النقاد للأحاديث


    قال مسلم بنِ الحجاج:

    ♦"ذِكْرُ الأحاديثِ التي نُقلتْ على الغلطِ في متونها:


    حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا أبو إسحاق قال: سألتُ الأسودَ بنَ يزيد عمّا حدثتْ عائشة عن صلاةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم
    قالت:"كان ينام أول الليل ويحيي آخره، وإن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته ولم يمس ماء حتى ينام"، فهذه الرواية عن أبي إسحاق خاطئة، وذلك أنَّ النخعيَّ وعبدَالرحمن بن الأسود جاءا بخلاف ما روى أبو إسحاق.

    - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا ابن علية ووكيع وغندر، عن شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان جنبا فأراد أن يأكل أو ينام توضأ وضوءه".

    - حدثنا ابنُ نمير، حدثنا أبي، حدثنا حجاج، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عائشة قالت:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجنب ثم يتوضأ وضوءه للصلاة ثم ينام حتى يصبح".

    - حدثنا يحيى بن يحيى وابن رمح وقتيبة، عن الليث، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن عائشة:"أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام وهو جنبٌ توضأ وضوءه للصلاة قبل أن ينام" (١) .


    ♦قَالَ ابنُ رجب -بعد ذكره لحديث أبي إسحاق السابق-: "وهذا الحديثُ مما اتفق أئمةُ الحديثِ من السلف على إنكاره على أبي إسحاق، منهم: إسماعيلُ بنُ أبي خالد، وشعبةُ، ويزيدُ بنُ هارون، وأحمدُ بنُ حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومسلمُ بنُ الحجاج، وأبو بكر بن الأثرم، والجوزجانيّ، والترمذيّ، والدارقطنيّ،…و قَالَ أحمدُ بنُ
    صالح المصري الحافظ: لا يحل أن يروى هذا الحديث-يعني أنه خطأ مقطوع به فلا تحل روايته من دون بيان علته.

    وأمّا الفقهاء المتأخرون: فكثيرٌ منهم نظر إلى ثقةِ رجالهِ فظنَّ صحته، وهؤلاء يظنون أنَّ كلَّ حديثٍ رواه ثقة فهو صحيحٌ، ولا يتفطنون لدقائق علم علل الحديث، ووافقهم طائفة من المحدثين المتأخرين كالطحاوي والحاكم والبيهقي" ثم قال - بعد ذكره مسالك توجيه الحديث عند المصححين، وذكره ألفظ الراويات عن أبي إسحاق: "وهذا كله يدل على أنَّ أبا إسحاق اضطرب في هذا الحديث ولم يُقم لفظه كما ينبغي، بل ساقه بسياقات مختلفة متهافتة.." (2) .




    قال ابنُ القيم: ".قال ابن مفوّز (3) : ... حديثُ أبي إسحاق من رواية الثوريِّ وغيره ِفأجمعَ من تقدم من المحدثين ومن تأخر منهم أنه خطأ منذ زمان أبي إسحاق إلى اليوم، وعلى ذلك تلقوه منه وحملوه عنه، وهو أولُ حديثٍ أو ثانٍ مما ذكره مسلم في كتاب التمييز له، مما حمل من الحديث على الخطأ، وذلكَ أنَّ عبد الرحمن بن يزيد وإبراهيم النخعيّ - وأين يقع أبو إسحاق من أحدهما، فكيف باجتماعهما على مخالفته - رويا الحديث بعينه عن الأسود بن يزيد عن عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان جنبا فأراد أن ينام توضأ وضوءه للصلاة، فحكم الأئمة برواية هذين الفقيهين الجليلين عن الأسود على رواية أبي
    إسحاق عن الأسود عن عائشة: أنَّه كان ينام ولا يمس ماء، ثم عضدوا ذلك برواية عروة وأبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الله بن أبي قيس عن عائشة، وبفتوى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بذلك حين استفتاه، وبعض المتأخرين من الفقهاء الذين لا يعتبرون الأسانيد، ولا ينظرون الطرق يجمعون بينهما بالتأويل، فيقولون لا يمس ماء للغسل، ولا يصح هذا، وفقهاء المحدثين وحفاظهم على ما أعلمتك ... تم كلامه،..
    والصواب ما قاله أئمةُ الحديثِ الكبار مثل يزيد بنِ هارون ومسلم والترمذيّ وغيرهِم من أنَّ هذه اللفظة وهم وغلط، والله أعلم" (4) .

    --------------------------------------------
    (ظ،) التمييز (ص١٨١-١٨٢)

    (2) فتح الباري لابن رجب(١/٣٦٢-٣٦٣) .


    (3) في المطبوع (ابن معوذ) وهو تصحيف، وتقدم ذكره في أئمة العلل.
    (4) تهذيب سنن أبي داود (١/١٥٤) ، وانظر: شرح سنن ابن ماجه لمغلطاي (٢/٧٣١-٧٣٧)

    تلغرام:قناة اهل الحديث والسنة
    https://telegram.me/alfau1

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •